#سواليف

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” شهادات #سكان من #غزة عاشوا #الحصار الطويل و #المجاعة و #الدمار الذي مارسه الجيش الإسرائيلي عليهم طوال الـ15 شهرا أو يزيد الماضية، وقالوا إنهم لن يتركوا بلدهم رغم ما عانوه، وذلك في رد واضح على مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب لتهجيرهم وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وفي تقرير أعده مالك طنطيش وإيما غراهام- هاريسون، قالا فيه إن عينيْ سعيد سالم أغرورقتا بالدموع وهو ينظر إلى ما تبقى من حيّه في شمال غزة في صباح يوم من شباط المتجمد. وكان جالسا على كرسي نجى بطريقة ما من الحرب ويحيط به أحفاده والأنقاض وهو يتأمل بالمستقبل وماضيه المدمر. وفقدت عائلته بيتا في عام 1948 عندما هربت من بلدة الحربايا، التي يطلق عليها اليوم كبيوتس زيكيم داخل إسرائيل، حيث هربت من القصف والتقارير عن المذابح التي تقوم بها القوات الإسرائيلية.

قرر سالم وعائلته البقاء وتحدي أوامر الإخلاء إلى جنوب قطاع غزة، وقال: “أقسمنا على عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى”.

وقال سالم الذي كان يبلغ في حينه 5 أعوام: “لقد أغلقنا بيتنا وأخذنا المفتاح ومشينا باتجاه غزة واعتقدنا أننا سنعود بعد عدة أيام”. وكان بانتظارهم في نهاية الرحلة الشاقة واقع جديد من الخيام ومخيمات #اللاجئين ونفي دائم في شمال قطاع غزة. ويقول: “عندما أصبحت الحقيقة واضحة وأننا هجرنا بيوتنا وأخذها آخرون، تمنينا ألف مرة لو بقينا ومتنا، ولم يغادرنا الندم أبدا”.

مقالات ذات صلة تنظيم الاتصالات: القانون أعطى حقا مشروطا للشركات برفع الأسعار 2025/02/09

وكان سالم واحدا من بين 700000 فلسطيني هُجروا من منازلهم وقراهم في حرب 1948 التي أعلن فيها عن ولادة إسرائيل.

ولهذا، عندما دخلت القوات الإسرائيلية غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قرر سالم وعائلته البقاء وتحدي أوامر الإخلاء إلى جنوب القطاع، وقال: “أقسمنا على عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى”.

ظل سالم وعائلته في شمال قطاع غزة مع 400,000 فلسطيني، وعانوا من الحصار وعدم دخول إلا القليل من المساعدات، في وقت حذرت المنظمات الدولية العام الماضي من مجاعة محتومة.

وقال سالم: “تحملنا المجاعة والعطش والخوف وكل شيء وعشنا بين الجثث وتحت الأنقاض وأكلنا الطعام الذي لا تأكله حتى الحيوانات، ولكننا لم نغادر أبدا شمال غزة”. وأضاف أنه في كل مرة كان فيها الجيش الإسرائيلي يدعو السكان للإجلاء، كان ينتقل إلى الحي القريب. وعندما انتهى الغزو الإسرائيلي كان أول العائدين.

ولم يمض على عودة سالم إلى حيّه وقت قليل، إلا وأعلن دونالد ترامب عن خطته لـ”امتلاك” غزة وإعادة توطين سكانها في أماكن أخرى، من أجل ما قال إنها إعادة بناء “ريفييرا الشرق الأوسط”. ووصف غزة بأنها مكان سيئ الحظ. وأدت مقترحاته إلى شجب دولي وتحذيرات من تطهير عرقي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، وكذا عدم تصديق من سكان غزة الذين ظلوا متمسكين بأرضهم رغم حرب استمرت 15 شهرا.

فقد سالم 90 قريبا وصديقا عندما استهدفت غارة بيت شقيقه وقتلته مع كل من التجأ إليه. وهو يعرف مخاطر البقاء في غزة، وبخاصة لو لم يستمر وقف إطلاق النار، لكن لا شيء يمكن أن يدفعه أو يثير خوفه لترك غزة. وقال: “لن نغادر، ولن نكرر النكبة ولن نتخلى عن غزة كما تخلينا عن الحربايا، وهذه المرة سنظل مهما كان الثمن”.

ودمرت الحرب 9 من كل 10 بيوت في القطاع، وشردت 90% من سكانه. واستهدفت المستشفيات بشكل مستمر ودمرت البنى التحتية للمياه.

“لن نغادر، ولن نكرر النكبة، ولن نتخلى عن غزة كما تخلينا عن الحربايا.. هذه المرة سنظل مهما كان الثمن”.

وكان واحد من أبناء معزوزة أبو هندي من بين القتلى، حيث كان يحاول الحصول على طعام وحطب للعائلة، أما ابنها الآخر، فقد اختفى في شبكة المعتقلات الإسرائيلية. وكان بيتها من بين البنايات التي سواها الجيش الإسرائيلي بالتراب.

وفي الوقت الحالي، تشترك في غرفة مع بناتها الثلاثة في مدرسة محترقة، حيث تم تغطية جوانب النافذة بملابس ممزقة في محاولة لمنع الأمطار والبرد عن الفراش حيث ينام أحفادها. وهذا هو تاسع ملجأ لهم. وتبدو أبو هندي (60 عاما) نحيلة وضعيفة ومن المستحيل أنها نجت من الحرمان الذي خلفته الحرب.

وانتقلت العائلة من مكان إلى مكان طوال فترة الحرب في محاولة للهروب من الهجوم الإسرائيلي على الشمال، وسط تناقص المواد الغذائية . وتقول: “عشنا مثل الحيوانات وأكلنا علف الدجاج والأرانب”. والآن يحصلون على الأرز والخبز من منظمات الإغاثة، لكنه ليس كافيا.

تصحو أبو هندي في الساعة الخامسة صباحا للصلاة، رغم عدم وجود مسجد أو أذان لأن المساحد دمرت. ويبدأ أحفادها بالاستيقاظ بعد ساعة ويملأون المدرسة ضجيجا، وإذا كان هناك طعام تعد لهم الفطور، وإلا فيتناولون الشاي فقط. وتقضي معظم وقتها في رعاية أحفادها: “أمس وجدت حفيدي البالغ من العمر ستة أعوام يبكي إلى جانب قبر والده. يمكن تعويض المال والأملاك، ولكن من سيعوضنا عن الأرواح التي فقدناها؟”.

ومثل سالم، تفضل أبو هندي البقاء والكفاح على أرضها وترفض مقترح ترامب الغريب. وقالت: “أرفض بالمطلق فكرته للتشريد، لو أراد بناء غزة فليبنها وسنبقى”.

وفي بداية الحرب، كان لدى خالدة الشنبري ثلاث شقيقات ومنزل، وهي تعيش الآن في غرف الفصول الدراسية المسودّة من الحرائق مع شقيقتها الوحيدة التي نجت من الموت، والتي كانت جالسة على كرسي متحرك بعد أن أصيبت ساقاها بحروق بالغة في هجوم إسرائيلي على مدرسة أخرى كانتا تتخذانها ملجأ.

خالدة الشنبري: “لا #ترامب ولا أي شخص آخر قادر على محونا.. وسنتحمل حتى ينتهي هذا #الكابوس”.

تطبخ خالدة على نار هادئة في الفصل الدراسي، فتضيف طبقات من السخام إلى الجدران والأسقف التي اسودّت بفعل الحرب. ولا توجد نوافذ أو أبواب، وهي قلقة من أن يُنتزع منها حتى هذا المأوى “فلو فتحت المدارس أبوابها من جديد للطلاب، وإذا أُرغمنا على الخروج، فلن يتبقى لنا مكان نذهب إليه”، كما تقول، حيث دمر منزلها وكل ما يملكونه.

زرعت خالدة الأعشاب والخضروات في الأنقاض، على أمل أن يوفر لهم ذلك شيئا يأكلونه، لكن العثور على الماء أمر صعب. فهي تمشي مسافات طويلة لجلب الماء، وقد أصيبت في ظهرها أثناء رفع الأحمال. وتكون الليالي شديدة البرودة ومعتمة جدا ومرعبة. وتقول: “لا أنام.. أريد فقط أن أعيش الحياة التي كنا نعيشها قبل الحرب، يطاردني الخوف. ماذا لو بدأت الحرب مرة أخرى؟”.

ورغم الحزن والإجهاد اليومي في مكان وصفه ترامب بأنه “موقع هدم”، فالشنبري مصممة على البقاء في غزة: “لا هو ولا أي شخص آخر قادر على محونا.. عندما هرب الناس إلى الجنوب، لم نغادر الشمال حتى خلال الكفاح الصعب.. عشنا على مدى عامين الجوع والقصف والخسارة ولكننا لا نزال هنا، وسنتحمل حتى ينتهي هذا الكابوس”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سكان غزة الحصار المجاعة الدمار ترامب اللاجئين ترامب الكابوس

إقرأ أيضاً:

«الكابوس الحقيقي» لأتلتيكو مدريد وسيموني!

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «الديربي» أمام أتلتيكو.. ريال مدريد يتحدى «المشككين»! «ديمبلي 13» يتفوق على كين ومبابي في 2025!


أصبح الفوز على ملعب ريال مدريد تحدياً شبه مستحيل بالنسبة للمدرب دييجو سيميوني وفريقه أتلتيكو مدريد.
ومنذ نهائي كأس إسبانيا التاريخي عام 2013، عندما أنهى «الروخي بلانكوس» سلسلة من 14 عاماً من عدم الفوز أمام منافسهم اللدود، عانى المدرب الأرجنتيني في ملعب مدريد، في 19 زيارة، تمكن من حصد 4 انتصارات فقط، ولم يحقق أي انتصار منذ عام 2016.
بين عامي 2013 و2016، استمتع أتلتيكو مدريد بأفضل فتراته في «سانتياجو برنابيو»، وحقق 3 انتصارات متتالية في الدوري الإسباني، الأول بنتيجة 1-0 في سبتمبر 2013، ونتيجة 2-1 عام 2014، وبهدف عام 2016 وأحرزه أنطوان جريزمان، ومنذ ذلك الوقت فشل فريق سيميوني في حصد الفوز بالدوري على ملعب منافسه.
في زياراته العشر الأخيرة، بلغت محصلة أتلتيكو 5 تعادلات و5 خسائر، بما في ذلك «هزائم مؤلمة» مثل الخسارة 3-1 في الوقت الإضافي لكأس ملك إسبانيا عام 2023، وضع ألفارو موراتا أتلتيكو في المقدمة، إلا أن رودريجو وكريم بنزيما وفينيسيوس جونيور قلبوا المباراة لمصلحة ريال مدريد.
ورغم أن آخر مباراتين بين الفريقين في الدوري انتهتا بالتعادل بهدفين متأخرين من ماركوس لورينتي وخوسيه ماريا خيمينيز، انتهت مباريات حاسمة أخرى بخسائر فادحة، مثل الهزيمة 3-0 في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017، حيث كان كريستيانو رونالدو لا يمكن إيقافه.
حتى خلال الموسم الذي فاز فيه أتلتيكو مدريد بلقب الدوري في 2020-2021، فشل في كسر الصيام في «البرنابيو»، حيث خسر 2-0 في «فالديبيباس».
ومنذ عام 2016، تتوزع محصلة سيميوني في ملعب ريال مدريد بين 4 انتصارات و7 تعادلات و8 خسائر، مع تسجيل 14 هدفاً واستقبال 26 هدفاً.
ورغم ذلك سيكون التاريخ الحديث إلى جانب «الأتليتي»، عندما يخطو خطوة على ملعب «سانتياجو برنابيو»، السبت، حيث فاز ريال مدريد مرة واحدة في آخر 6 مباريات «ديربي» في العاصمة بجميع المسابقات «الفوز 5-3 بعد وقت إضافي في كأس السوبر الإسباني العام الماضي في السعودية».
مع كل زيارة، يزداد التحدي الذي يواجهه سيميوني وفريقه، ينتظر مشجعو أتليتكو ​​مدريد بفارغ الصبر اليوم الذي يستطيع فيه فريقهم كسر اللعنة والنجاح في حصد انتصار آخر في «البرنابيو»، وطالما استمر ريال مدريد في إظهار قوته على أرضه، يبدو أن سيموني وفريقه ينظرون إلى الملعب باعتباره «الكابوس الحقيقي».

مقالات مشابهة

  • اذهبوا إلى ألاسكا.. سعوديون يردون على تصريحات ترامب ونتنياهو
  • البيض بجنوب أفريقيا يردون على عرض ترامب لتوطينهم
  • غزيون ردًا على ترامب: نجوع ونموت ولن نرحل
  • الخارجية السودانية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • الخارجية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • الحكومة الصومالية تدعم سكان ولاية "بونتلاند" في الحرب على الإرهاب
  • «الكابوس الحقيقي» لأتلتيكو مدريد وسيموني!
  • اللواء نصر سالم لـ «الأسبوع»: ظهور حماس بالأسلحة يمكن أن يعطي إسرائيل الذريعة لتواصل الحرب مرة أخرى
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب