د. قاسم بن محمد الصالحي

"الكيان اللقيط" قطّع غزة إلى أجزاء، ودفن تحت الركام الأطفال والنساء والشيوخ و"آلة حربه" شطرت "الضحايا" أشلاء متناثرة.. القتل في حد ذاته جريمة بشعة يهتز لها كيان كل ما يدخل في بوتقة بني البشر.. والقتل بدم بارد جريمة إبادة تتكرر في فلسطين وترتكب في غزة، ونراها في جنين، ونابلس وغيرها من المدن والقرى، فيها يبدو القتلة وحوشًا مفترسين، يستمتعون بحرمان الإنسان الفلسطيني من حق الحياة، يتمادون في تشويه الهوية والتاريخ، يقطّعون المجتمع والأرض، ينثرون أشلاء الأجساد، يلقون على المدنيين القنابل والصواريخ، يجرفون الطرقات والمباني، يحرقون المنازل وأشجار الزيتون.

اتسمت جرائم الكيان اللقيط بالسادية وعشق الانتقام، جريمته الأولى بدأت عندما وضعت بذرته في أرض فلسطين العربية الإسلامية، وسمح للقطعان الصهاينة بأن يمارسوا ساديتهم منذ عام 1948م، على شعب الأرض الأصليين، وظل ببطء يطبق على حريته، ويمارس جريمته الشيطانية.. حاول مجرمو الكيان اللقيط البحث عن كل شيء يمكن أن ينهوا به القضية، غايتهم تهجير الشعب واغتصاب الأرض.. روجوا سرديات شيطانية، بحثوا عن خرافات واهية، وكل وسائل القتل والغطرسة لارتكاب الجرائم ضد الإنسان والحجر والمدر، مارسوا وتفننوا في ساديتهم، اختاروا أكبرها، قطّعوا من جسد الأرض الجزء الأكبر، وتناثرت أشلاء الأبرياء في الجزء الأصغر، غرقت الجبال والتلال والسهول بالدماء، ثم قطّع الوريد الساحلي من الأرض، وأحكم إغلاقه، جعل البنية البيئية حطامًا، والأطفال أيتامًا، مارس الإبادة في حق ساكني المكان.

صمد "أهل غزة" رغم انقطاع مقومات الحياة، ورائحة الموت، وسقوط الضحايا.. انكشفت جريمة الكيان اللقيط، التي مارسها دون أن يشعر بذنب أو خوف، تحول لوحش ضار خلال سنة وأربعة أشهر، جثث الشهداء تحت الركام.. إلا أن الإبادة المتكررة وهول اقتراف الكيان اللقيط في الآونة الأخيرة، فضح ساديته، وفاحت رائحة جريمته "أمام العالم".. في مزاد منبر الأمم المتحدة، طرحت مسألة من هو المعتدي الأول، إدانات كلها تلوم الضحية وتبرر أفعال مرتكب جريمة الإبادة، وحق دفاعه عن نفسه.. لم تطرح في كل تلك المزادات أساس المشكلة التي عانى منها الشعب الفلسطيني والإقليم منذ 76 عامًا، ولا ما يرتكب في حق حياة أهل غزة التي تزداد تعاسة.. أصبحت خلافات مجلس الأمن لا تنتهي، محاولات الضمائر الحية من أجل تحقيق العدالة دون جدوى.

في المشهد كان أطفال غزة لا يشعرون إلّا بصدى الأصوات المتاجرة بحقوقهم وأساسيات بقائهم.. تماسكت المقاومة في المقلب الآخر، وطالب أطفالها من عالم يتشدق بحمايتهم، أن يلعبوا في الشوارع كبقية الأطفال.. ما إن نزلوا حتى تجرعوا بشاعة ما تفعله آلة حرب قطعان الكيان اللقيط في أرضهم، وفي أجسادهم الغضة.. عندما فارق أقرانهم الحياة جلسوا بجوار جثثهم، الدماء تملأ شوارعهم وأزقتهم وحاراتهم، وشاهدوا القطعان وهم معربدين بوقاحتهم في منازلهم المهدمة، يصادرون طفولتهم وألعابهم، يضعوا أقدامهم على أشلاء أقرانهم، يسيطر الشيطان على عالمهم الظالم، الذي يحمل فكرة تهجيرهم من أرضهم.. رأى أبناء غزة العالم كله في هيئة أولئك الذين وضعوا بذرة الكيان اللقيط الأولى، ثم أنّبهم كعادته، تطور الموقف أكثر، فنكثهم العهود حينما ضرب الكيان اللقيط بالمواثيق الدولية عرض الحائط.. عندها فجأة احمرت عين الصهيونية العالمية، ونظرت إلى الحق الفلسطيني نظرة مليئة بالكراهية، تنكر المجتمع الدولي للقضية وأدخلها في دهاليز غرف الأمم المتحدة المظلمة، كذلك فعل الكيان اللقيط بقضمه للأرض وممارسة ساديته، ثم تقمص دور ضحية مكلومة، لكن العالم الحر شاهد على المباشر الإبادة الجماعية، حينما أبلغت وسائل الإعلام التي ضبطت الجريمة على الهواء.

أدلى الأحرار بأدلة تفصيلية أمام المجتمع الدولي، استيقظت العدالة الدولية، في وجهها صورة الكيان اللقيط الذي حاول تدمير غزة وإبادة شعبها، وتذكر المجتمع الدولي مظلومية الشعب الفلسطيني، وكيف اغتصب الكيان اللقيط الأرض، بتحريض من الصهيونية العالمية، التي هي أكثر سادية في عمل الإجرام.

عمومًا.. يمكن القول إن الكيان اللقيط يتعامل بكراهية ومستمر في ساديته التي تمثل تهديدًا كبيرًا، حيث لا يقتصر دافعه على تحقيق المكاسب؛ بل يتجاوز إلى الاستمتاع بإيذاء الشعب الفلسطيني، ويتطلب من المجتمع الدولي الحد من جرائم الكيان بصرامة لضمان سلامة الشعوب والمجتمعات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب

عقد المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان اجتماعه العادي يوم الأحد 9 مارس 2025، الموافق 8 رمضان 1446 هـ، حيث ناقش العديد من القضايا الحقوقية المهمة على المستويين الوطني والدولي، بالإضافة إلى بعض القضايا التنظيمية التي تهم المنتدى.

وعبّر الأعضاء عن مواقف حاسمة بشأن عدد من الملفات الساخنة التي تمس حقوق الإنسان في المنطقة والعالم.

وركز المنتدى في مداخلاته على الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة، حيث عبر عن قلقه العميق جراء استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الشامل الذي يعاني منه الفلسطينيون، ودعا المجتمع الدولي، وخاصة الدول الراعية للاتفاقات، إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار ورفع الحصار.

كما استنكر المنتدى دعوة الرئيس الأمريكي الأسبق “دونالد ترامب” لتهجير سكان غزة وتحويل المنطقة إلى منطقة سياحية، واعتبرها سابقة خطيرة تهدد مستقبل الفلسطينيين.

كما عبر المنتدى عن شجبه للأعمال الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لدعم حقوق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال. وفي الشأن السوري، هنأ المنتدى الشعب السوري على انتصاره في ثورته، داعيًا إلى بناء دولة ديمقراطية موحدة تحترم حقوق الإنسان.

أما في السودان ولبنان، فقد شدد المنتدى على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف النزاعات المسلحة، وحماية المدنيين، مع الدعوة لتوحيد الصف اللبناني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. كما جدد المنتدى مطالبه بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب.

أما على الصعيد الوطني، فقد عبر المنتدى عن استنكاره للتراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب، لاسيما فيما يتعلق بمحاكمات الصحافيين والنشطاء الحقوقيين. وأدان المنتدى استمرار التضييق على حرية تأسيس الجمعيات واستهداف الأنشطة الحقوقية، مطالبًا بحماية حقوق المجتمع المدني والالتزام بالقوانين الدستورية.

وفيما يخص الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أشاد المنتدى بقرار إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى، معتبرًا أن ذلك كان خطوة حكيمة لحماية القطيع الوطني في ظل الظروف المناخية الصعبة. كما عبر عن قلقه إزاء الارتفاع المستمر في أسعار المواد الأساسية، ودعا إلى تغييرات جذرية في توزيع الثروات من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.

كما استنكر المنتدى استخدام منصة البرلمان من قبل رئيس الحكومة للدفاع عن مصالحه الشخصية في الصفقات العمومية، داعيًا إلى احترام القوانين المنظمة لهذه الصفقات. وفي إطار متابعته لملف إعادة تأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، جدد المنتدى مطالبه بتسريع الإجراءات وحماية الساكنة من موجات البرد والثلوج.

وأكد المنتدى على أهمية استمرار العمل المشترك بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات المدنية لمواكبة التحديات الحقوقية التي يواجهها المجتمع المغربي والدولي، داعيًا إلى التزام أكبر من السلطات المغربية بمواثيق حقوق الإنسان.

مقالات مشابهة

  • مقررون أمميون: قرارات الاحتلال تستهدف تدمير الشعب الفلسطيني
  • مؤكداً أن كل الخيارات مطروحة.. السيد القائد: حظر الملاحة الإسرائيلية خطوة أولى لمواجهة تجويع الشعب الفلسطيني
  • برلماني: التحرك العربي المشترك ضروري لضمان حقوق الشعب الفلسطيني
  • مجلس الشورى يندد بجرائم الإبادة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في الساحل السوري
  • معروف: الاحتلال يرفع وتيرة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج في دعم الكيان الصهيوني
  • البنك الدولي يؤكد تورط دول الخليج وعلى رأسها السعودية في دعم الكيان الصهيوني
  • الرئيس السيسي: مواقفنا ثابتة ونرفض تهجير الشعب الفلسطيني
  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • وزارة الخارجية تُدين الجرائم التي اُرتكبت في الساحل السوري