لجريدة عمان:
2025-02-10@14:02:05 GMT

حسن مير.. روحانية الطقوس وفضاء التعبير التشكيلي

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

حسن مير.. روحانية الطقوس وفضاء التعبير التشكيلي

في مستهل تجربتي التدريسية في جامعة السلطان قابوس، سنحت لي فرصة مميزة للاقتراب من المشهد الفني العُماني، لا سيما عبر المعارض العامة التي تقيمها جمعية الفنون التشكيلية في حي الصاروج آنذاك. هناك، التقيت بالفنان الشاب حسن مير، الحاصل على درجة الماجستير في فن الإعلام من كلية سافانا للفنون والتصميم في ولاية جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1999.

يتميز هذا الفنان بحضور لافت، إذ عرضت أعماله في العديد من المعارض على المستويين المحلي والعالمي.

وبالرغم من أن تلك كانت المرة الأولى التي أطلعت فيها على رؤيته الفنية واستمعْت لأفكاره، إلا أنها لم تكن الأخيرة.

في عام 2003، وبعد فترة وجيزة من ترأُّسي لقسم التربية الفنية في الجامعة، برز شاغر مفاجئ إثر اعتذار إحدى عضوات هيئة التدريس، في تلك اللحظة، تذكّرت شغف الفنان حسن مير وطاقته الإبداعية، فدعوته لسد هذا الفراغ الأكاديمي، تزامن ذلك مع متابعتي لنشاطه في إقامة معرض بعنوان «الدائرة» على قاعة المركز الثقافي في مرتفعات القرم، حيث قدم عملًا بصريا مغايرا عما توقعته، مزج فيه تقنية الفيديو مع تركيب بصري لرجل يغرق في حوض السباحة (البانيو). شكلت الصورة المتحركة للغريق الذي يخترق الماء عنصر دهشة ملفتا، يثري فكرة «الدائرة» ومحورها الفكري كمفهوم يتجاوز الشكل الهندسي، ليغدو رمزًا لاستمرارية الحياة ودورانها، وليطرح أسئلة عن لحظات الفناء والولادة المتجددة. إن إدخال عنصر الماء من خلال تصوير رجل غارق في البانيو يضفي على العمل طاقة بصرية عالية، ويقرب المشاهد من ثيمة الانبعاث واستكشاف الحدود بين الواقع والحلم.

يتميز حسن مير بكونه مصمما ورساما، مهتما بتقنيات الفيديو إلى جانب براعته في اللوحة التشكيلية واستخدام الألوان على قماش الكانفاس. وعلى الرغم من الأهمية التي يحتلها الفيديو في نتاجه الفني، فإن التركيز هنا سينصب على تجربته التشكيلية بوصفها بعدا فنيا وإبداعيا يكتمل في سياقه التصويري.

عند تأمل رسومات حسن مير، نلحظ توالدا لإيحاءات متعددة تتصل باللحظة المعاشة، وتمتزج فيها رموز وخطوط بدائية الطابع، وتبدو شخصياته ملتحمة بالتكوين العام، بحيث يتشكل حوار متكامل بين لغته الشفاهية ولغته البصرية؛ فيكتفي بالكلام حينا ويعززه بالصورة حينا آخر. بهذا تتحقق بنائية اللوحة لديه بتناغم مع رصيده في التصميم، ويتجلى ذلك من خلال أعماله المعروضة على منصاته الفنية.

عند فحص لوحات حسن مير، يتبين أنه يجمع بين مناهج فنية متعددة، كالرمزية والتجريدية، مع ميل واضحٍ إلى التعبيرية. إنه يتعامل مع اللوحة من منظور جمالي وفكري متكامل، فيحطم الأشكال ويطلقها في فضاءٍ زمني ومكاني مفتوح على الميثولوجيا والأحلام والكوابيس، ليفسح المجال أمام الإشارات والرموز كي تتفاعل مع ذهن المتلقي، وهكذا تتحول اللوحة إلى ساحة واسعة للتأمل والتأويل.

لا تخلو أعمال حسن مير من البعد الميثولوجي، إذ يستلهم طقوسا وأساطير مختلفة، يوظفها للتعبير عن التساؤلات الوجودية حيال الحياة والموت والدورات الكونية.

إن تجربة حسن مير تثبت أن التشكيل ليس مجرد أسلوب أو تقنية فحسب، بل هو مشروع فكري ورحلةٌ في استنطاق الرموز والتراث والأساطير، سعيا للإجابة عن هواجس الإنسان الكبرى، يجمع الفنان ببراعة بين جوانب التصميم والفيديو واللوحة، ليوجد لغةً فنيةً متعدّدة المستويات، تمكن المتلقي من خوض حوار مباشر مع العمل الفني وفلسفته.

كذلك، ثمة بعد روحانيّ حاضر بقوة في لوحات حسن مير، يتجلى من خلال استكشافه للطقوس السحرية والأساطير الموروثة من العصور القديمة، التي ترسخت في عمق المجتمع العُماني. لقد فتنني توجهه الفني في لوحاته؛ كما تشير عناوينها: «آدم وحواء والروح البيضاء»، و«أرواح غير مرئية»، و«وجوه غير معروفة»، و«تحت شجرة النخيل»، و«الدوائر الخضراء»، فهو لا يتعاطى مع تلك الطقوس بوصفها فولكلورا محليا وحسب، بل يعدها مفاتيح لسبر أغوار الفكر الإنساني حول الموت والفناء والإيمان، وحين سألته عن سر شغفه بالطاقة الغامضة المتجذرة في الطقوس القديمة، أجاب بأن الأساطير والمعتقدات تغذي تفكيره وتثير تساؤلاته الوجودية، وفي الحقيقة، يكمن جوهر فنه في هذا التأمل العميق والمساءلة المستمرة التي يستخرجها من الإرث الشعبي العريق.

ما يشد المتتبع لأعمال حسن مير هو قدرته على تحويل تلك المعتقدات القديمة إلى رؤى تشكيلية حديثة، مستخدما تقنيات متنوعة تنعكس في بناء اللوحات والأعمال التركيبية (الإنشائية)، إلى جانب التصوير الفوتوغرافي والفيديو آرت.

منذ طفولته، جذبته تلك الطقوس فصار ينهل منها ويتفحص أشكالها التي تنبثق عن أساطير غامضة وصراعات روحية، ما شكل مسار حياة الإنسان قديما ويستمر في التأثير أحيانا على وعيه الحديث. ولعل خصوصية تجربته تكمن في مزجه بين الإرث التراثي والمقاربات المعاصرة، التي تتجلى في استخدام التقنيات الحديثة ووسائل التعبير الجديدة، فصارت أعماله مساحة حرة للتساؤل حول الوجود الإنساني وامتداداته الروحية. إنها تجربة تستحق الإضاءة والمتابعة النقدية لما تحمله من أبعاد ثرية تربط الماضي بالحاضر، والأسطوري بالواقعي، لتشكل سردية فريدة في الحركة التشكيلية العُمانية.

في نظره، يمثل الفن وسيلةً ورؤية لاستكشاف جوهر الحالة البشرية وفهم التضاد الذي يعيشه الإنسان وسط التفاعلات الثقافية والحضارية. ومن هذا المنطلق، يسعى إلى توثيق بعض العناصر والأفكار الرمزية المتقاطعة بين مختلف الثقافات في عالمنا اليوم، لا سيما في ظل التحولات والاضطرابات العميقة التي تشهدها مجتمعاتنا، كما أنه يعنى باستكشاف الخامات والمواد المختلفة المستخدمة في التصوير للتعبير عن القضايا الراهنة، وقد أبدى اهتماما خاصا بالتصوير الضوئي وتقنيات الفيديو، مواظبا على تطوير تجربته في هذا المجال منذ دراسته في الخارج، ولم ينقطع عن ذلك بعد عودته؛ مما أضاف إلى رصيد خبرته العملية والتقنية، وأصبحت هذه التجارب بمنزلة خبرات شخصية متراكمة.

في معظم أعمال حسن مير، تتنوع الخطوط بين الداكنة والفاتحة، والسميكة والرفيعة، والمستقيمة والمنحنية؛ فتوجد فيما بينها مزيجا متداخلًا من المسافات والقرب، مانحة سطح اللوحة حركة راقصة تتنقل بين التوقف والتجول. وتستند هذه التشكيلات إلى خلفيات متماسكة بألوان تتراوح بين الأصفر والبرتقالي، وأحيانا تأخذ طابعا حياديا يميل إلى الرمادي أو الأزرق.

وتظهر في ثنايا هذه الأعمال إشارات ورموز ومساحات وكتل خارجةٌ عن المألوف والمتوقع، تجسد في نهاية المطاف «ثرثرة» تلقائية ورشيقة على سطح الكانفاس. كما أن اعتماد الفنان على أسلوب أفقيّ في نشر الرموز والإشارات والشخوص، يشي بوجود مخزون معرفي ضخم، يحول الزحام إلى سمة طاغية. ويتجلى هذا الازدحام في توظيف العناصر والرموز المتعددة، التي لم يكن بالإمكان توحيدها إلا من خلال معالجة تقنية فائقة؛ إذ يدل ذلك على مهارة جمالية عالية مكنته من الجمع بين عناصر متنوعة ومتباعدة في حوار بصري متناغم.

د. صبيح كلش فنان و أكاديمي مقيم في مسقط

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

250 عاماً من الإيمان.. كنيسة سيدة الغابة تتحوّل إلى وجهة سياحية عالمية

في خطوة لافتة وإنجاز جديد يُضاف إلى سجل لبنان السياحي، تم إدراج كنيسة "سيدة الغابة" في بلدة بيت شباب في قائمة المعالم السياحية الدينية المميزة. وجاء هذا الإعلان المهم خلال الاحتفال بيوبيل الكنيسة الـ250، الذي شكل مناسبة للتأكيد على الدور التاريخي والديني المهم لهذه الكنيسة التي تعتبر من أبرز الوجهات الروحية والثقافية في لبنان.  
في حديث للمونسنيور خليل الحايك لـ"لبنان24" حول تاريخ كنيسة "سيدة الغابة"، ذكر الحايك أن الأب جوزيف غودار هو أول من تناول تاريخ هذه الكنيسة في كتابه "La Sainte Vierge au Liban"، حيث أشار الأب غودار إلى أنه "في القرن السابع عشر، كان الرعاة الذين يأتون من أعالي الجبال يلجأون إلى منطقة وسطية في بيت شباب، حيث كانوا يختبئون مع قطعانهم. وكانت العذراء مريم ترافق هؤلاء الرعاة بشكل دائم، مما دفعهم لبناء مزار لها في هذا المكان. ومع مرور الوقت، أصبح هذا الموقع مقامًا خاصًا بالعذراء، حيث كانوا يكرمونها بشكل مستمر".   تابع: "يوجد لدينا وثيقة قديمة تعود لعام 1726 تتحدث عن بناء الكنيسة الأولى لسيدة الغابة، والتي كان سقفها خشبًا، وذلك بجانب المزار الذي أسسه الرعاة. وفي نفس العام، قرر آل الحايك، الذين كانوا يقيمون في بيت شباب، ترميم الكنيسة، فقاموا بتحويل السقف الخشبي إلى عقد حجري. وظلت هذه الكنيسة قائمة حتى اليوم، حيث تقع في الجهة الشمالية للكنيسة الكبيرة التي بُنيت عام 1900. وتجدر الإشارة إلى أن الكنيسة التي تم تشييدها في عام 1900 قامت على أنقاض الكنيسة القديمة. وأوضح الحايك أن "أهمية كنيسة "سيدة الغابة"، تكمن في تاريخها العريق والمعاناة التي مرت بها جراء العدوان الذي تعرضت له عام 1840، في فترة الأمير حيدر أبي اللمع، الذي كان مسؤولًا عن منطقة بيت شباب. ووقع هذا الاعتداء نتيجة للخصومة السياسية بين الأمير إبراهيم باشا والأمير حيدر، حيث كان إبراهيم باشا يسعى للانتقام من الأخير. ورغم وجود 14 كنيسة في منطقة بيت شباب، فإن كنيسة "سيدة الغابة" كانت تعد الأهم بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق المكارية، الذي كان يعد الطريق الرئيسية في تلك الحقبة".   وأشار إلى أنّه "في ذلك الوقت، اقتحم إبراهيم باشا الكنيسة وقام بتدميرها بالكامل، حيث كانت تحتوي على لوحة شهيرة رسمها الفنان كنعان ديب عام 1839، أي قبل عام من الاعتداء. وقد تعرضت اللوحة للتدمير بواسطة الرماح والرصاص، وكان أهل البلدة يقولون بأن باللوحة "نزفت"، نتيجة لذلك، أطلق عليها اسم "العدرا المجرحة".   وكشف أنّه "لاحقًا، قام حبيب سرور برسم نسخة كبيرة من اللوحة، ووُضعت خلف مذبح الكنيسة، اما اللوحة المُجرحة كانت محفوظة في صندوق. وعند التأمل فيها، كان يمكن ملاحظة اختلاف كبير بين الألوان الظاهرة فوق اللوحة وتلك التي كانت مخفية تحتها، مما أثار العديد من التساؤلات".   اضاف حايك: "في عام 1994، وتحديدًا في شهر آب، نشرت كتيب حول الكنيسة ذكرت فيه سؤالًا: "هل تخفي هذه اللوحة تحتها لوحة أخرى، على غرار مسار أيقونة سيدة ايليج؟". وفي أيلول من نفس العام، تعرفنا على راهبة كرملية أسست دار أنطاكية للايقونات، وهي التي اشرفت على دراسة لوحة ايليج. عند زيارتها للكنيسة، استخدمت عدسة مكبرة لفحص اللوحة، وأخبرتني قائلة: "لا أستطيع التأكد إن كانت هذه اللوحة تخفي لوحة أخرى تحتها باستخدام العدسة المكبرة، لأن الأمر يبدو وكأن هناك لغزًا تحتها. ولكن ربما يجب علينا إجراء عملية معينة لأن اللوحة قديمة". وبموافقة لجنة الوقف، تم أخذ اللوحة في بداية شهر أيلول لبدء العملية.   وكشف أنّه "في كانون الثاني من العام التالي، أرسلت لي رسالة تقول: "نحن أمام شيء جميل جدًا، ستفرح عندما تراه". وأرسلت اللوحة إلى مستشفى أوتيل ديو لإجراء فحص بالأشعة السينية(radiography) ، حيث أظهرت الأشعة وجود طبقتين مختلفتين تمامًا تحت اللوحة. الأولى كانت تحتوي على عناصر نباتية، بينما كانت الطبقة الثانية تملك وجهًا مختلفًا للعذراء"، موضحاً أنّه "بعد جمع كافة الملفات المتعلقة باللوحة، تم عرض التفاصيل على المطران يوسف بشارة، راعي الأبرشية آنذاك. وبعد الاطلاع على نتائج الفحص، طلب المطران أن يتم التركيز على إبراز اللوحة الأساسية". موضحاً أن "اللوحة كانت  تتطلب جهدًا لاستكشاف وتوضيح ما تخفيه من رسومات أساسية تحت طبقاتها".  وأعلن الحايك أنّه "خلال العملية، تم تحديد تاريخ صنع اللوحة في القرن السابع عشر، ولا يزال غير معروف من هو رسامها، ولكن من المحتمل أن يكون شخصًا من المنطقة أو من قبرص، حيث كان هناك تفاعل كبير بين لبنان وقبرص نظرًا لانتمائهما لنفس الأبرشية. وعندما رأى المطران يوسف سويف، مطران قبرص آنذاك، اللوحة، قال لي: "اللوحة تشبه كثيرًا اللوحات الموجودة في قبرص، خصوصًا وجه العدرا".   أردف: "بعدها بدء العمل على إزالة الطبقة العلوية للوحة، حيث كانت هناك امرأة فرنسية، صديقة للراهبة، تعمل في مجال ترميم اللوحات، وبدأت بإزالة الطبقة العليا ببطء حتى بدأ الألوان الأصلية تظهر تدريجيًا. وعندما وصلنا إلى الوجه، كان هناك الكثير من القلق بشأن النتيجة، لأن الأشعة السينية لم تُظهر الوجه بوضوح. ومع مرور الوقت، كانت الراهبة تتصل بي كل 15 يومًا لتتابع سير العمل وتطلعني على التقدم".   تابع: "وفي النهاية، وبعد اتخاذ قرار بالكشف الكامل عن الوجه، ظهر الوجه الأصلي بشكل رائع وجميل. كان هناك اختلاف ملحوظ بين الطبقة الأولى، التي رسمها كنعان ديب، حيث كانت عيون العذراء تنظر مباشرة إلى الناظر، بينما في الطبقة الأصلية كانت عيونها تنظر إلى الأسفل، وكأنها تتأمل في ذاتها. وبعد ترميم اللوحة بشكل كامل، تم إدخالها إلى كنيسة بيت شباب في آب من عام 1997، وفي عام 2000 تم تخصيص مزار خاص لها داخل الكنيسة. وأصبحت اللوحة الآن مقصدًا مهما لجميع المؤمنين، وأصبحت تشكل جزءًا من التاريخ الديني والثقافي للمنطقة".   ختم الحايك بالقول: " لهذا السبب تتمتع "سيدة الغابة" برمزية وأهمية كبيرة، حيث تعتبر اللوحة التي تمثلها تحفة فنية بكل معنى الكلمة. اليوم، نحتفل بانطلاقة جديدة، ليس فقط لبيت شباب، بل للمنطقة ككل، إذ إن هذا هو أول مقام في منطقة المتن يتم إدراجه ضمن السياحة الدينية، مما يسهم في إنعاش المنطقة ويجعلها وجهة سياحية مهمة".                 المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • مهرجان فن القاهرة .. أمل نصر: النقد التشكيلي يعاني السطحية
  • أمل نصر: النقد التشكيلي يعاني من السطحية
  • الناقدة أمل نصر: النقد التشكيلي يعاني من السطحية
  • بسبب تعثرها.. زائرة تُتلِف لوحة نادرة في متحف إيطالي
  • عاجز عن التعبير.. أول تعليق من مدرب بليموث بعد إقصاء ليفربول
  • 250 عاماً من الإيمان.. كنيسة سيدة الغابة تتحوّل إلى وجهة سياحية عالمية
  • 3 أيام رقص وغناء.. جــنازة غريبة أثارت غضب وسخرية الناس
  • متى تتزوجين؟ بيع رابع أغلى لوحة في التاريخ بـ 300 مليون دولار .. ما قصتها
  • فضل شهر شعبان وليلة النصف منه.. نفحات روحانية لا تفوتك