ويحكي راسل بنتلي، المعروف أيضا باسمه الحركي "تكساس" في برنامج "يوميات مقاتل" رحلته من حياة الرفاهية في الولايات المتحدة إلى ميادين القتال، حيث وجد في المعركة قضيته الخاصة.

ويتتبع الفيلم حياة "تكساس" الصاخبة، منذ ولادته ونشأته وأثر التطورات التي مرت بها البلاد كحرب فيتنام واغتيال جون كينيدي، ثم قتاله مع الجيش الأميركي، وبعد ذلك سجنه 5 سنوات إثر عمله مروج مخدرات، وأخيرا وصوله إلى روسيا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الجزيرة 360" تروي قصة اختفاء أميركي يقاتل مع الروس في دونيتسكlist 2 of 4لماذا لم تنتصر روسيا ولماذا لم تُهزم أوكرانيا؟list 3 of 4"الجزيرة 360" التقته قبيل اختفائه.. الغموض يلف مصير الأميركي "تكساس" في دونباسlist 4 of 4خطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانياend of list

ويستعيد بنتلي ذكرياته عن نشأته في تكساس وسط عائلة ميسورة، حيث كان مولعا بالأدب والشعر، لكنه كان مختلفا عن بيئته حيث انجذب في شبابه إلى النضال ضد الظلم، متأثرا بأحداث مثل حرب فيتنام وحركات الحقوق المدنية، لكنه لم يجد طريقه السياسي حتى اندلاع النزاع في أوكرانيا عام 2014.

وبعد مشاهدة صور مروعة عن قصف المدنيين في لوغانسك وأوديسا، قرر بنتلي أن عليه التحرك، فجمع مدخراته وغادر الولايات المتحدة إلى روسيا، حيث حصل على تأشيرة دخول لمرة واحدة، واضعا نصب عينيه هدفا واحدا، وهو الانضمام إلى القوات التي تدافع عن دونباس.

دون سابق خبرة

وفي ديسمبر/كانون الأول 2014، عبر بنتلي الحدود نحو دونيتسك شرقي أوكرانيا، ليجد نفسه على مشارف حرب شرسة، يتذكر لحظة وصوله عندما كان يسمع دوي المدفعية، مدركا أنه أصبح جزءا من معركة لم يكن له سابق خبرة مباشرة بها.

إعلان

ومع ذلك، سرعان ما تأقلم مع الحياة العسكرية، وانضم بنتلي إلى وحدات المقاتلين الذين كانوا يدافعون عن المدينة، ويصف معارك دامية خاضها، أبرزها "معركة مطار دونيتسك الثانية"، التي شهد فيها فقدان العديد من رفاقه، لكنه يؤكد أن تلك الخسائر زادته إصرارا على مواصلة القتال.

ويقول بنتلي "حين ترى الظلم، لا يمكنك الوقوف مكتوف الأيدي" مشيرا إلى أن الدافع وراء نضاله هو الدفاع عن المدنيين الذين يتعرضون للقصف المستمر.

وعلى مدى سنوات الحرب، تحول بنتلي من مجرد مقاتل إلى شخصية بارزة في دونباس، حيث لم يقتصر دوره على حمل السلاح، بل أصبح أيضا صوتا إعلاميا ينقل رواية سكان المنطقة إلى العالم.

ويرى بنتلي أن الولايات المتحدة اليوم "محكومة بمجموعة من الفاشيين الأصليين والشركات الأوليغاركية، أعداء روسيا والإنسانية ككل"، ولذا كرس حياته للقتال ضدهم خصوصا بعد الغزو الأميركي في أفغانستان والعراق "بناء على كذبات، وارتكابهم جرائم ضد الإنسانية هناك"، بحسب تعبيره.

لقاء زوجته لودميلا

وضمن ما ورد في حلقة "يوميات مقاتل" تحكي لودميلا بنتلي زوجة راسل التي تنحدر من دونيتسك، كيف قابلته لأول مرة عبر الإنترنت عندما كانت تعمل في الترجمة.

وعلى الرغم من الاختلافات الثقافية بينهما، وجدت فيه شخصا ملتزما بقضية آمن بها حتى النهاية، وتعترف بأن العيش مع شخصية مشهورة في منطقة نزاع لم يكن سهلا، لكن إيمانها بمسيرته جعلها تدعمه بلا تردد.

ويروي بنتلي تفاصيل المعارك الطاحنة التي خاضها، وكيف واجه الموت أكثر من مرة، مؤكدا أنه لا يخشى المصير المحتوم، وفي هذا السياق يقول "أعرف أني سأموت.. لكنني أفضل أن أموت وأنا أدافع عن قضية أؤمن بها، بدلا من أن أعيش حياة فارغة بلا معنى".

ويربط بنتلي بين نضال سكان دونباس والقضية الفلسطينية، معتبرا أن المعركة التي يخوضها ليست محلية فحسب، بل هي جزء من صراع عالمي على الحرية والعدالة.

إعلان

ويرى أن القوى التي تحارب شعبه هي نفسها التي تستهدف شعوبا أخرى حول العالم، مؤكدا أن من يدافع عن دونباس، يدافع عن مستقبل البشرية.

الانتقال للعمل الصحفي

وكان راسل الذي يعد نفسه شيوعيا قد انضم لجانب القوات الروسية لقتال أوكرانيا عام 2014، إلا أنه بعد ذلك قرر الانتقال للعمل الصحفي، وعمل مع وكالة "سبوتنيك" الرسمية وحصل على الجنسية الروسية.

وكانت رئيسة تلفزيون "روسيا اليوم" التابع للكرملين مارغريتا سيمونيان قالت في أبريل/نيسان الماضي عقب اختفائه إن "راسل بنتلي، قد قتل في دونيتسك وهو يقاتل مع رجالنا"، دون أن تقدم أي معلومات إضافية حول تفاصيل مقتله.

كما أكدت كتيبة "فوستوك" التي كان راسل يقاتل في صفوفها مقتل راسل، داعية "للانتقام من أولئك الذين قتلوه"، في إشارة إلى أنهم لم يكونوا من القوات الأوكرانية الذين كان "تكساس" يقاتلهم.

وبينما يستمر الصراع في أوكرانيا، تبقى قصة راسل بنتلي شاهدا على تقاطع المصائر، حيث يختار بعض الأفراد ترك حياتهم خلفهم والانضمام إلى قضايا يرونها حسب تصوراتهم أكبر من ذواتهم، في رحلة تتحدى كل التوقعات.

9/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

"الدفاع الروسية": القضاء على أكثر من 370 عسكريًا أوكرانيا وتدمير 11 دبابة على محور كورسك خلال يوم واحد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية على محور كورسك، بلغت أكثر من 370 عسكريًا، وتدمير 11 دبابة، خلال الـ24 الساعة الأخيرة.

وأوضحت الوزارة في بيان أوردته وكالة "سبوتنيك" الروسية أنه خلال الـ 24 الساعة الماضية، بلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 370 عسكريًا، و11 دبابة، بالإضافة إلى العديد من المركبات والمعدات الأخرى، ليصل إجمالي خسائر القوات الأوكرانية، خلال القتال في اتجاه كورسك، إلى أكثر من 58230 عسكريًا و348 دبابة، والعديد من المركبات والمعدات القتالية الأخرى.

وأضاف البيان أن القوات الروسية تصدت لهجومين مضادين، للقوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة كورسك، حيث أحبطت وحدات من مجموعة قوات الشمال، محاولة لشن هجوم مضاد للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه بلدتي تشيركاسكايا كونوبيلكا وأولانوك بمقاطعة كورسك، وتم صد جميع الهجمات، مشيرة إلى أنه أثناء صد الهجوم المضاد في اتجاه بلدتي تشيركاسكايا كونوبيلكا وأولانوك، فقدت القوات الأوكرانية أكثر من 200 عسكري، وتم تدمير ثماني دبابات، ومركبات ومعدات أخرى.

ولفت البيان إلى أن الجيش الروسي قضى على تشكيلات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق جوجوليفكا، وجونشاروفكا وليبيدفكا ومالايا لوكنيا وميرني ونيكولايفكا ونيكولسكي ونوفايا سوروتشينا، وسفيردليكوفو، وتم صد هجومين مضادين. كما أصابت الضربات العملياتية التكتيكية، ونيران طيران الجيش والمدفعية، أفراد ومعدات الجيش الأوكراني، في مناطق فيكتوروفكا وجويفو وزاوليشينكا وقوزاق لوكنيا وبيرفي كنياجي، وكوسيتسا، وكوريلوفكا ولوكنيا ومارتينوفكا وماخنوفكا وميلوفوي ونوفايا سوروتشينا وسفيردليكوفو وسودجا وتشيركاسي كونوبيلكا، وتشيركاسي بوريشنوي، وكذلك باسوفكا، وبيلوفودي، وفودولاجي، وفيسيلوفكا، وميرلوجي، وزورافكا، ويوناكوفكا في مقاطعة سومي.

مقالات مشابهة

  • إشارات إيجابية.. روسيا تتجاوب مع خيارات أمريكية لإنهاء حرب أوكرانيا
  • روسيا تضع شرطا للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا
  • الخارجية الروسية تكشف عن السبيل الوحيد لتسوية الأوضاع في أوكرانيا
  • روسيا: إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة الحديثة جعل واشنطن طرفا بالصراع
  • روسيا: القضاء على معظم القوات الأوكرانية التي دخلت كورسك في أغسطس
  • زيلينسكي: تجميد الحرب يمنح روسيا فرصة لاستغلال معادن أوكرانيا لشن هجوم جديد
  • روسيا تسيطر على بلدة استراتيجية شرقي أوكرانيا
  • "الدفاع الروسية": القضاء على أكثر من 370 عسكريًا أوكرانيا وتدمير 11 دبابة على محور كورسك خلال يوم واحد
  • روسيا تعلن السيطرة على بلدة استراتيجية شرق أوكرانيا