نفق العامرات.. سراب في الأفق أم مزايدة على الأوهام؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
إبراهيم بن سالم الهادي
يبدو أن نفق العامرات بوشر قد تحول من مشروع وطني منتظر إلى مادة أدبية من أدبيات الخيال السياسي، فهو يلوح في الأفق، ولكنه لا يقترب، تمامًا كالأحلام التي توقظها تصريحات المسؤولين ثم تطفئها توضيحاتهم اللاحقة.
خرج وزير النقل والاتصالات بتصريح مقتضب، قال فيه إن النفق الجبلي المنتظر "بدأ يلوح في الأفق"، ففرح المواطنون ورفعوا الأكف بالدعاء، ولكن سرعان ما جاء التوضيح الآخر من الوزير نفسه ليجمد حماسهم: المشروع ليس ضمن الخطط الخمسية، بل هو فقط "للمزايدة".
عجيبٌ أمر هذه المزايدات، وكأن النفق حلم شخصي لمجموعة مواطنين متحمسين وليس مصلحة عامة يستفيد منها مئات الآلاف على مدار الساعة! وكأن الحكومة تكرم المواطنين بمشاريعها بدلًا من أن تكون تلك المشاريع حقًا مكتسبًا!
والمفارقة أن الحكومة تعلن عن مناقصات شق طرق في مناطق بالكاد يسكنها بعض الآلاف، ومشاريع أخرى جدواها أقل من هذا المشروع، بينما يظل هذا النفق، الذي يخدم سكان العاصمة ومحافظة جنوب الشرقية، ويخدم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية حبيس الأدراج ينتظر من يزايد عليه!
لكن دعونا لا نظلم الحكومة، فربما النفق مكلف جدًا، ربما سيمتد عبر القارات أو يحتاج إلى تقنيات هندسية من المستقبل، لكنه للأسف لا يتعدى 2.5 كيلومتر فقط، أي أقل من المسافة التي يقطعها المواطن مشيًا إلى الدائرة الحكومية ليكمل معاملة تتطلب توقيعًا لن يصل لأن "المسؤول غير موجود حاليًا"!
ثم يطل السؤال المحرج: كيف لدول مثل سريلانكا والهند وبنجلاديش أن تحفر أنفاقها بتقنيات قديمة منذ قرون، بينما نعجز نحن في زمن التطور التكنولوجي الهائل عن إنجاز نفق قصير في قلب العاصمة مسقط؟!
إيران، المحاصرة منذ عقود، استطاعت أن تحفر عشرات الأنفاق الجبلية تربط مدنها ببعضها، فهل المشكلة لدينا في المال أم في الإرادة أم في بيروقراطية التصريحات المتناقضة؟
وإذا عدنا إلى التاريخ فإننا نجد أن الإنسان مشدودٌ بفطرته إلى الأساطير؛ حيث صنع الفراعنة الأهرامات، وشيد البابليون الجنائن المعلّقة، ونقش الإغريق حكايات آلهتهم على جدران المعابد، أمّا نحن، فقد قررنا أن نترك للأجيال القادمة إرثًا جديدًا من العجائب -نفق العامرات بوشر- الحلم الذي لن يُحفر إلا في الأذهان!
وأخيرًا.. نحن لا نعاني من أزمة إمكانيات، بل من فائض في التصريحات، ومن تضخم في الوعود، ومن اقتصاد يقوم جزء منه على هندسة الكلام، لا هندسة الطرق!
وهو ما يبدو فيه أن نفق العامرات بوشر سيظلّ "يلوّح في الأفق"، تمامًا كما تلوّح الغيوم الماطرة فوق صحارينا، ثم ترحل دون أن تترك قطرة.. وهكذا سنبقى ننتظر، لا النفق الذي يخدم البشرية، بل تصريحًا جديدًا يدفن التصريح الذي سبقه!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كوفاتش يثق بقدرة دورتموند على الخروج من النفق المظلم
على الرغم من خسارة فريقه مباراته الرسمية الأولى على رأس الجهاز الفني لبوروسيا دورتموند الألماني، أعرب المدرب الجديد الكرواتي نيكو كوفاتش عن ثقته بأن فريقه أقرب الى الخروج من أزمته أكثر مما يتوقعه كثيرون.
ويخوض دورتموند مباراة ذهاب الملحق المؤهل الى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مضيفه سبورتينج البرتغالي وهو لم يحقق الفوز سوى ثلاث مرات في آخر 13 مباراة.
خرج الفريق من كأس ألمانيا ويحتل المركز الحادي عشر في الدوري الألماني مبتعدا بفارق سبع نقاط عن آخر المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم وبفارق 25 نقطة عن بايرن ميونيخ المتصدر.
أدت هذه النتائج إلى التخلي عن خدمات لاعب الفريق السابق ومدربه نوري شاهين بعد سبعة أشهر على استلامه منصبه والاستعانة بكوفاتش الذي سقط فريقه على أرضه أمام شتوتغارت 1-2 في نهاية الاسبوع في أول مباراة رسمية له.
علق كوفاتش الذي يملك خبرة في دوري بوندسليغا من خلال تدريبه بايرن ميونيخ وأينتراخت فرانكفورت وفولفسبورج سابقا على خسارة فريقه الأخيرة بقوله "لم نكن محظوظين على الإطلاق، بذل لاعبو فريقي أقصى جهودهم. الخسارة مؤلمة لأنها لم تكن ضرورية".
أما بالنسبة لمواجهة سبورتينغ الثلاثاء، فاعتبر كوفاتش أن فريقه يحتاج إلى "بعض التعديلات من هنا أو هناك، وعلى العموم يجب أن نحتفظ بهويتنا".
ويعرف عن كوفاتش اعتماده على الانضباط وبذل الجهود وهو ما صرح به خلال المؤتمر الصحفي خلال تقديمه رسميا وقال في هذا الصدد "انضباط، نظام، شغف، زخم وقتالية".
وسيكون كوفاتش الذي لم يستمر في منصبه لأكثر من عامين سوى مرة واحدة خلال مسيرته التدريبية، اسما آخر يسعى لايصال دورتموند الى النجاح المنشود منذ نهاية حقبة يورغن كلوب التي دامت سبعة أعوام في عام 2015.
اختصاصي كؤوس
ويُعرف عن كوفاتش (53 عاما) اختصاصه في مسابقات الكؤوس وهو يملك سجلا جيدا خلال مسيرته التدريبية حيث قاد أينتراخت فرانكفورت الى احراز كأس ألمانيا، قبل الانتقال لتدريب بايرن ميونيخ ويقوده الى التتويج بالمسابقة ذاتها موسمين تواليا.
وفي موسمه الأول مدربا لموناكو الفرنسي قاده الى نهائي مسابقة الكأس وخسر أمام باريس سان جرمان. في موسمه الوحيد في دوري الأبطال مع بايرن ميونيخ، خرج كوفاتش على يد ليفربول الإنكليزي بقيادة الألماني يورغن كلوب موسم 2018-2019 في طريق الأخير نحو التتويج باللقب.
أما المدير الرياضي في دورتموند سيباستيان كيهل الذي ساهم بتعيين كوفاتش الى جانب المدير التنفيذي لارس ريكن فقال "افتقدنا الى بعض الحظ في مواجهة شتوتغارت في اللحظات الحاسمة، لكن أيضا من ناحية الوضوح والتصميم".
احتل دورتموند المركز العاشر في المجموعة الموحدة في دوري الأبطال ليواجه بالتالي سبورتينج الذي يعاني بدوره منذ رحيل مدربه روبن أموريم للاشراف على مانشستر يونايتد الإنجليزي.
لن يواجه دورتموند فريقا في أفضل حالاته في المسابقة القارية على الرغم من تصدره الدوري البرتغالي، لان سبورتينغ ومنذ رحيل أموريم خسر 3 مباريات وتعادل في واحدة في دوري الأبطال فتراجع مركزه من الثامن الى الثالث والعشرين.
وكان سبورتيغ افتتح المسابقة القارية بقيادة أموريم بثلاثة انتصارات بينها فوزه الكبير على مانشستر سيتي الإنجليزي 4-1، مقابل تعادل واحد.
يذكر أن دورتموند الفائز بدوري الأبطال مرة واحدة عام 1997 على حساب يوفنتوس الإيطالي 3-1، بلغ نهائي العام الماضي وخسر أمام ريال مدريد الإسباني 0-2.