عميد كلية البنات بأسيوط: مؤتمر الحضارة الإنسانية في التراث العربي والإسلامي يناقش أبحاث حول الإبداع والتفاعل الحضاري
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
لليوم الثاني، عقدت كلية البنات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع أسيوط، فعاليات مؤتمرها الثاني تحت عنوان "الحضارة الإنسانية في التراث العربي والإسلامي: أصالة الأثر.. عالمية التاثير"، وذلك تحت إشراف الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي.
جاء ذلك بحضور كل من الدكتور محمد عطا الله عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة أمل عبد الفتاح وكيلة الكلية نائب رئيس المؤتمر، والدكتور كمال سعد والدكتور محمد رفعت حمدان مقررا المؤتمر، والدكتورة سماح الجاحر رئيس لجنة الاستقبال بالمؤتمر، والدكتورة ناهد عبد الكريم المدرس بالكلية وعضو لجنة الطباعة بالمؤتمر، والدكتورة أسماء راتب مدير المركز الإعلامي بالكلية، والدكتور الحسيني حماد منسق عام حقوق الإنسان والمشاركة المجتمعية بمكتب نائب رئيس فرع الجامعة، والدكتورة زمزم عبد المنعم شحاتة رئيس لجنة الصياغة بالمؤتمر، والدكتور أمنية محمد النسر عضو لجنة الضيافة بالمؤتمر، والدكتورة أزهار عطية عضو لجنة الطباعة بالمؤتمر، والدكتورة ريهام طلعت عضو لجنة التنظيم والمتابعة.
وأوضح الدكتور محمد علي عطا الله عميد الكلية، أن اليوم شهد جلستين عمليتين تم مناقشة 24 بحثا من بين 38 بحثا على مدار يومي المؤتمر، وكان من بينها بحث بعنوان "التفاعل الحضاري في التراث العربي السياسي" منجز عبد الله بن المقفع السياسي أنموذجا، للباحث المصري د.أحمد لطفي السيد، وبحث بعنوان "السنة ودورها في الارتقاء الحضاري على مستوى الفرد والمجتمع" للباحثة المصرية الدكتورة نهلة محمود عبد العاطي الرفاعي، وبحث بعنوان "الفن والإبداع وبناء الحضارة الإنسانية" للباحثة المصرية الدكتورة سارة محمد محمد هاشم، وبحث بعنوان "توثيق الرضاعة بين الماضي والحاضر.. دراسة فقهية معاصرة" للباحث الدكتور ممدوح عبد الرحمن، وبحث بعنوان "السنة النبوية والارتقاء بالحضارة الإنسانية على مستوى الفرد والمجتمع" للباحثة الدكتور محمد محمد محمد نصر.
وأضاف عميد الكلية، أن المؤتمر يتضمن 6 محاور عامة هي تراث العربية ونتاجها الأدبي والعلمي وإسهاماته في البناء الحضاري للأمم، التراث الفقهي واجتهادات الفقهاء فيه وصداها في البناء الحضاري للمجتمع العالمي، مصادر التشريع في الدين الإسلامي وأثرها في التطور الحضاري للإنسان، المنتج القانوني للتشريع الإسلامي وأثره في التشريعات المعاصرة، البناء الحضاري للإنسان في تراث علم الاجتماع، الفن والثقافة والإبداع وإسهاماتهم في بناء الحضارة للإنسان، فضلا عن 36 محورا فرعيا تتحدث حول عنوان المؤتمر.
يشار إلى أن المؤتمر يعقد تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود رئيس الجامعة الأزهر، والدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على قطاع المستشفيات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الأزهر كلية البنات أبحاث الإبداع عميد أسيوط مؤتمر الحضارة الإنسانية التراث العربي والإسلامي الحضارة الإنسانیة الدکتور محمد وبحث بعنوان نائب رئیس
إقرأ أيضاً:
سوريا بعد مؤتمر عمان: الاختبار الحقيقي للالتزام العربي
#سواليف
#سوريا بعد #مؤتمر #عمان: الاختبار الحقيقي للالتزام العربي
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
مرة أخرى، تُطرح القضية السورية في مؤتمر إقليمي، وهذه المرة في العاصمة الأردنية عمان، حيث اجتمعت دول الجوار السوري لمناقشة مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل سيكون هذا الاجتماع نقطة تحول حقيقية نحو إعادة إعمار سوريا واستعادة استقرارها، أم أنه مجرد خطوة أخرى في سلسلة اجتماعات لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن؟
مقالات ذات صلة طعام فاسد وشحيح.. الأسيرات الفلسطينيات يواجهن ظروف قاسية في سجن الدامون 2025/03/10إن سوريا اليوم ليست مجرد دولة أنهكتها الحرب، بل هي قضية عربية بامتياز، فاستقرارها يعني استقرار المنطقة بأسرها، وأي فراغ سياسي أو اقتصادي فيها سيمتد تأثيره إلى كل دول الجوار، سواء من خلال تدفق اللاجئين، أو انتشار الإرهاب، أو حتى انهيار الأمن الحدودي. ومع ذلك، نجد أن الدور العربي في دعم سوريا ما زال ضعيفًا ومترددًا، وكأن هذه الأزمة لا تمس الأمن القومي العربي بشكل مباشر.
أكد مؤتمر عمان على مجموعة من النقاط المحورية، وأبرزها أهمية إعادة إعمار سوريا كضرورة ملحة، وليس مجرد مشروع اقتصادي يمكن تأجيله أو تركه بيد القوى الأجنبية. فالدول الكبرى بدأت فعليًا في وضع خطط لإعادة رسم خريطة سوريا ، كل وفق مصالحه، لكن أين الدور العربي في ذلك؟ هل سنترك مستقبل سوريا يُرسم وفق أجندات لا تراعي المصالح العربية؟
إن ما يحدث اليوم هو لحظة اختبار حقيقية للدول العربية: إما أن تتخذ موقفًا فاعلًا في إعادة بناء سوريا، أو أن تتركها لتصبح ورقة تفاوض في صفقات الدول الكبرى. فترك سوريا غارقة في الدمار سيؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية، واستمرار أزمة اللاجئين، وانتشار الجماعات المتطرفة التي ستجد في الفوضى بيئة خصبة للنمو والانتشار.
إن الشعب السوري، الذي قدم التضحيات خلال الثورة، يستحق أن يحصد ثمار صموده، وأقل ما يمكن تقديمه له هو دعم سياسي وعسكري في ظل مشروع إعادة إعمار شامل يضمن له حقه في العيش بكرامة داخل بلاده، بدلًا من تركه نهبًا للتهجير والحرمان.
لم يكن الملف الأمني غائبًا عن مؤتمر عمان، فقد أُعلن عن إنشاء مركز عمليات مشترك لمحاربة الإرهاب، في خطوة تهدف إلى القضاء على فلول داعش والتنظيمات المتطرفة التي لا تزال تشكل تهديدًا مباشرًا. لكن هذه الخطوة، على أهميتها، لا يمكن أن تنجح دون دعم سياسي واقتصادي متكامل. فالأمن لا يتحقق فقط بالقوة العسكرية، بل يحتاج إلى استقرار اقتصادي يمنع الشباب السوري من الوقوع في شباك الجماعات المتطرفة بسبب الفقر والبطالة.
كما أن قضية تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود السورية أصبحت خطرًا متزايدًا لا يهدد سوريا وحدها، بل يمتد إلى الأردن، ولبنان، والعراق، وتركيا. وهنا لا بد من تعاون عربي وإقليمي أكثر صرامة لضبط الحدود، ووقف هذه الأنشطة غير المشروعة التي تستخدمها الجماعات المسلحة لتمويل عملياتها.
ناقش المؤتمر ملف عودة اللاجئين السوريين، وهو أحد أكثر الملفات تعقيدًا، حيث تم التأكيد على ضرورة ضمان عودة آمنة وطوعية، لكن هل يمكن أن يعود اللاجئون دون وجود بنية تحتية حقيقية تستوعبهم؟ كيف يمكن إقناع السوري بالعودة إذا كان منزله مدمرًا، ومدينته بلا خدمات، وفرص العمل شبه معدومة؟
هنا تكمن مسؤولية المجتمع الدولي، ولكن بالدرجة الأولى مسؤولية الدول العربية، التي يجب أن تتحرك لدعم جهود إعادة الإعمار حتى تصبح العودة خيارًا ممكنًا، وليس مجرد شعار سياسي يطرح في المؤتمرات.
لم تغب الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية عن البيان الختامي للمؤتمر، حيث أدان المشاركون بشدة هذه الهجمات التي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، لكن الإدانة وحدها لا تكفي، فلا بد من تحرك دبلوماسي عربي قوي يجبر المجتمع الدولي على اتخاذ موقف واضح ضد هذه الاعتداءات، بدلًا من الاكتفاء ببيانات الشجب التي لا تغير شيئًا على أرض الواقع.
لقد تم الاتفاق في مؤتمر عمان على عقد اجتماع آخر في تركيا الشهر المقبل لمتابعة تنفيذ المخرجات، لكن السؤال الأساسي هو: هل سيكون هناك تنفيذ فعلي، أم أن هذا المؤتمر سينضم إلى قائمة المؤتمرات التي تكررت دون نتائج؟