رجحت جهات إسرائيلية أن خطة نقل سكان قطاع غزة ما هي إلا مجرد بالون اختبار، داعية إلى مواصلة العمل على إعادة الأسرى الإسرائيليين في أسرع وقت، على أن يقوم جيش الاحتلال لاحقًا بـ"الانتقام من وحوش حماس".

وقال الكاتب في صحيفة "معاريف" يوسي هدار، إنه "مع مرور الساعات منذ الانفجار الكبير في البيت الأبيض، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن السيطرة الأمريكية على غزة قائلا: ستكون لنا، وأكد مرة أخرى أنه يجب إخراج جميع الغزيين من غزة ونقلهم إلى مكان جميل، بينما تتصاعد بورصة الأسماء للدول التي قد تستقبل الفلسطينيين".



وأضاف هدار في مقال له أنه "بخلاف الأردن ومصر اللتين ذكرهما ترامب، هناك أسماء أخرى تُطرَح في الهواء مثل ألبانيا، بونتلاند وصوماليلاند وما إلى ذلك، وإذا سألت الغزيين أنفسهم، فإن البعض يضحك في وجه ترامب، وآخرون يقولون: تفضل إذا كان لا بد من النقل فليكن بأسلوب راقٍ إلى السويد أو إنجلترا أو كندا".

وأوضح أنه "في إسرائيل، رغم كلمة الترانسفير الجارحة، لا يوجد تقريبا من يعارض بشدة فكرة إخراج غزة من حياتنا نهائيا، خاصة بعد السابع من أكتوبر، والإسرائيليون الذين عاشوا بعد المجزرة غاضبون ويعتقدون أنه يجب على الفلسطينيين دفع الثمن غاليا ومن جانبهم يتمنون أن يختفي الفلسطينيون في الضفة الغربية أيضا".


وذكر "يبدو أن البالون العملاق الذي أطلقه ترامب في الهواء ليس أكثر من بالون اختبار، تهديد صاخب، في محاولة لإسقاط حكم حماس في غزة دون القتال، وهذه ليست بالضرورة نية حقيقية لإحداث هجرة جماعية لنحو مليوني شخص، في الواقع، ترامب يذكر سعرًا غير معقول على أمل أن تترك حماس غزة بمحض إرادتها، ومن تصريحات مستشاري الرئيس، يمكن افتراض أن هذه مجرد اقتراح أولي، خطوة افتتاحية، وإذا لم يعجب الأمر الدول العربية، فيمكنها تقديم حلولها الخاصة لنزع سلاح غزة".

من وجهة نظر "إسرائيل"، يرى الكاتب أن "النية بعدم السماح لحماس بمواصلة السيطرة على غزة هي خطوة إيجابية، خاصة بعد أن فشل نتنياهو في هذه المهمة وبقيت حماس في السلطة بعد 15 شهرًا من القتال، ويبدو أن هناك من يجب عليه الآن أن يتجرع هزيمة النصر الكامل".

وأضاف أنه "مع كل الاحترام لخطة نقل سكان غزة، يمكن التساؤل عما تم تحقيقه فعلا في الاجتماع بين ترامب ونتنياهو وما هي معانيه، وفي الواقع بالنهاية، فرض ترامب على نتنياهو عدم تجديد الحرب واستمرار صفقة الإفراج عن الرهائن.. وبالمناسبة من غير المعقول أن رئيسًا أمريكيًا يدفع رئيس حكومة إسرائيلي لإعادة الرهائن الإسرائيليين".

وأكد أن ترامب استبعد تمامًا أي مستوطنات إسرائيلية في غزة وفقًا لرؤية سموتريتش ونتنياهو المشيخية، وهو الذي أشار إلى رغبته في التقدم بسرعة في القضية السعودية ووضح أنه، على الأقل في الوقت الحالي، يفضل الحل الدبلوماسي مع إيران على استخدام القوة.

ومن الناحية الظاهرة، قال الكاتب: "هذا يبدو خيبة أمل لنتنياهو، لكن لا داعي للقلق: ترامب يعمل على توفير دعم سياسي لنتنياهو ويزوده بإنجاز افتراضي سيجعله يحاول الحفاظ على ائتلافه، وهذه مجرد حبة دواء مسكنة لحكومة مريضة ولأوهام سموتريتش ونتنياهو، ومن خلال نقل سكان غزة الذي يستطيع نتنياهو بيعه لشركائه في اليمين المتطرف، الأحلام في الهواء، والرأس في الائتلاف".


واعتبر أنه "بهذه الطريقة، من خلال خطة تحويل غزة إلى منطقة تحت السيطرة الأمريكية ونقل جميع الغزيين منها، وهي خطة فرص تحقيقها ليست مرتفعة إذا ما كنا نتحدث بصدق، يمكن لنتنياهو شراء الوقت، والرجل الذي لا يهتم إلا بالكرسي ونجاته السياسية في المقام الأول، يستطيع تعزيز ائتلافه، بينما يشتري سموتريتش ونتنياهو سريعًا هذه السلعة المشكوك في صحتها، وسيبقى أحدهم، والآخر سيعود إلى أحضان الحكومة، وكلهم سيحتفلون بالكذب هذا طوال الطريق إلى القاعدة، حتى الأزمة المقبلة".

وقال إنه "فوق كل هذه القذارة السياسية، يبقى تحرير الرهائن، وشاهدنا أهوال أوسفيتش (معسكر اعتقال نازي) في غزة، مشاهد مرعبة ومرعبة، عندما عاد إلينا أوهاد بن عامي، إيلي شراعي وأور ليفي كأنهم هياكل عظمية تمشي، مما أظهر مدى أهمية إعادة الجميع إلى الوطن في أقرب وقت ممكن".

وختم أن "إعادة الذين تم التخلي عنهم مرتين، في السابع من أكتوبر، وبعد ذلك في محاولة إفشال الصفقة لإطلاق سراحهم، والصور المثيرة للغضب لحماس التي تسيطر على غزة تبرز مرة أخرى للأسف الفشل الكامل لنتنياهو في إدارة الحرب، والآن يجب أن نأمل أن يفرض ترامب وويتكوف استمرار الإفراج عن الرهائن وأن يتولى الجيش الإسرائيلي أخيرًا الانتقام من وحوش حماس حتى آخر واحد منهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيلية غزة الاحتلال ترامب إسرائيل غزة الاحتلال ترامب خطة ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نقل سکان

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: اغتيال سليماني منع تهديداً مرعباً

رأى الكاتب الإسرائيلي، أماتسيا برعام، أنه لو لم يتم اغتيال قائد "فيلق القدس" الجنرال الإيراني قاسم سليماني، لكان هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أكثر تدميراً لإسرائيل.

 وقال برعام في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية  أنه في الثالث من يناير (كانون الثاني) عام 2020، قتلت طائرة مسيرة أمريكية سليماني بالقرب من بغداد، وكانت إسرائيل شريكة في التخطيط، لكن حسب  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل يومين من تنفيذ العملية، شعر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالخوف وتراجع. 

 حلقة النار

وأوضح برعام، وهو باحث إسرائيلي كبير، أن سليماني كان المهندس الرئيسي لحلقة النار حول إسرائيل، والتي تم تفعيلها جزئياً في 8 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وكان من المفترض أن يتم تفعيل تلك الحلقة بالكامل عندما تهاجم إسرائيل المشروع النووي العسكري الإيراني، أو عندما تضعف إسرائيل بدرجة كافية.

قاسم سليماني

ويقول الكاتب الإسرائيلي تحت عنوان "السيناريو المرعب الذي تم تجنبه.. قرار واحد لترامب أنقذ إسرائيل"، إن سليماني جمع بين الموهبة التنظيمية والكاريزما الشخصية والتفكير الاستراتيجي والاستعداد للمخاطرة، مع التعصب الديني والقومية الإيرانية.

وكان زعماء تنظيم "حزب الله" اللبناني، والميليشيات في العراق، وحتى المتمردين الحوثيين، معجبين به ويخشونه، وفي إيران، كان هو الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من التأثير على المرشد الأعلى علي خامنئي.

ومنذ عام 1997، عندما تم تعيينه قائداً لفيلق القدس، أصبح المهندس الرئيسي لاستراتيجية إيران في الخارج، وبعد إقصائه، تم استبداله بإسماعيل قاآني، واصفاً إياه بـ"ضابط غير كفي وغير فعال".

وبحسب الكاتب، منذ عام 1979، أعلنت طهران بشكل علني  أن هدفها هو القضاء على إسرائيل، وكان سليماني شريكاً كاملاً في هذا الأمر، ولكن قبل السابع من أكتوبر، لم يكن سليماني قد أوصى بعد بشن حرب شاملة، ولكن اعتبر النظام الإيراني المظاهرات التي اندلعت في إسرائيل في إطار الثورة القانونية بمثابة مؤشرات على تفكك المجتمع الإسرائيلي، وأن الجيش الإسرائيلي بدأ يتفكك، وأن ثمة تباعداً بين تل أبيب وواشنطن.

قرار يحيى السنوار

وأوضح أن حزب الله والعراقيين والحوثيين انتظروا الضوء الأخضر من طهران للتحرك في إطار حلقة النار، ولكن زعيم حماس يحيى السنوار لم ينتظر، مشيراً إلى أن سليماني لو كان على قيد الحياة، لما كان السنوار يتخذ تلك الخطوة دون إذن. 

 خطة سليماني

وفي قراءة لأنماط عمل سليماني، قال الكاتب إنه بمجرد أن تضرب الفوضى والشلل الجيش الإسرائيلي سيسعى إلى اغتنام الفرصة، مع الإدراك أن حلقة النار لن تتسبب في القضاء على إسرائيل، ولكن من شأنها أن تحدث أضراراً جسيمة، مضيفاً أن سليماني كان يعطي تعليمات لحزب الله بإطلاق كل صاروخ وقذيفة، وآنذاك كانت ستعزو كتائب الرضوان شمال إسرائيل في وقت لا يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً، بالإضافة إلى إطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار من إيران على القواعد الجوية، فضلاًعن إصداره  تعليمات للميليشيات العراقية بقصف المدن الإسرائيلية بكل قوة، مستطرداً: "كانت إسرائيل ستنجو ولكن بثمن كارثي".

قرار ترامب

واختتم مقاله قائلاً إن قرار ترامب بالقضاء على سليماني كان صحيحاً، بينما كان قرار إسرائيل بعدم المساعدة في القضاء عليه، ومن ثم عدم القضاء على السنوار خاطئاً. 

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: الخطة المصرية لغزة هي الخيار الوحيد المنطقي
  • استطلاع: هذا ما يراه الإسرائيليون في ترامب ونتنياهو
  • كاتب صحفي: واشنطن تتواصل مع حماس.. ونتنياهو يبحث عن مخرج سياسي
  • مفاوضات الدوحة .. استياء إسرائيلي من عروض واشنطن لحماس
  • كاتب إسرائيلي: اغتيال سليماني منع تهديداً مرعباً
  • محادثات جديدة بالدوحة واستياء إسرائيلي من عروض واشنطن لحماس
  • قلق إسرائيلي من محادثات مبعوث ترامب مع حماس
  • كاتب إسرائيلي يوجه 20 سؤالا لنتنياهو تنتقد أداءه خلال الحرب على غزة
  • حرب العاشر من رمضان.. مصر تنفذ أكبر عملية خداع إستراتيجي في التاريخ
  • مبعوث ترامب يكشف تفاصيل المكالمة الصعبة مع وزير إسرائيلي