شبكة انباء العراق:
2025-04-17@01:13:53 GMT

شكرا نتنياهو

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

منذ العام 1948 لم نجد مسؤولا إسرائيليا يستحق الشكر كما هو الحال اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي ضرب بعرض الحائط قوانين الجغرافيا والتاريخ والأخلاق والمباديء الإنسانية والإتفاقيات الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول والشعوب في السياسة والإقتصاد والأمن والتبادل الثقافي والتجاري، يساعده في ذلك رئيس أمريكي يتصرف بطريقة ساذجة في بعض المواضع، وبطريقة عقلانية في مواضع أخرى، وبالرغم من ثبات السياسة الإسرائيلية على الإبادة والجريمة والإستهتار إلا إن نتنياهو الملاحق بقضايا فساد، وربما بمرض السرطان يختلف عن كل رؤساء الحكومات التي سبقت في الكيان المحتل لأنه مارس القتل كما لم يمارسه من سبق، والوقاحة كما لم يفعلها قبله أي مسؤول خاصة في تصريحاته الفجة، والمؤلم إنه يستفيد من أخطاء العرب، وخلافاتهم، وخلافات الفلسطينيين فيما بينهم وهم يتصارعون على سلطة العدم سواء في غزة التي سويت بالأرض، ويخطط لنقل سكانها الى شمال جزيرة سيناء المصرية، أو في الضفة التي يهاجمها، ويخطط لضمها، وتهجير سكانها الى شرق الأردن، وينهي تماما فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، ويلغي كل ماجرى الإتفاق عليه في معسكر داود وطابا وعربة وأوسلو، ثم هاهو ينسف فكرة التطبيع التي كانت فخا وقع فيه العرب، ولم يخرجوا منه، لكنه يهمله لسواه من أحلام يمهد الأرض لتحقيقها تباعا، وهو يجد دونالد ترامب يسارع لتقديم كل أشكال الدعم، ويهدد العرب، ويأمرهم بتنفيذ رغباته.


مايستدعي تقديم الشكر لنتنياهو قيامه ببعض السلوكيات، وإطلاقه لتصريحات مثلت صفعة على وجوه العرب الذين يتنابزون بينهم بالقوميات والمذاهب والدكتاتوريات والأكاذيب والعنتريات منذ الخمسينيات حين كانت الشعارات القومية تصدح في مختلف العواصم، ويتلقاها السذج في الساحات كوحي من السماء، قابلها فيوضات من الخزعبلات والأكاذيب بإسم الدين والعداوات والتفرقة والسجون والمقابر والحروب البينية والمؤامرات، وهاهو دونالد ترامب يطلق تصريحاته التي يطلب فيها من مصر والأردن إستقبال فلسطيني غزة، ويستدعي القادة العرب الى واشنطن حتى قبل أن يقوم بأي رحلة خارجية منذ تسنمه زمام الحكم في البيت الأبيض، يتبعه ضيفه بنيامين نتنياهو بتصريح ناري عن إقامة دولة فلسطينية في السعودية التي قدمت مبادرتها في قمة بيروت عام 2002 وإشترطت إقامة دولة فلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين قبل الحديث عن أي تطبيع مع تل أبيب، ويبدو أن ذلك كله أصبح خارج حسابات القيادة اليمينية المتطرفة التي تضمر خلاف ماتظهر، وتقرر المستقبل، بينما تبعث التطمينات هنا وهناك. وبعد أن نسفت غزة، وسوتها بالأرض قررت نسف الماضي والحاضر، وبدأت تطرح الأفكار والمواقف التي تلائم مخططاتها للمستقبل، وماعلى العرب سوى الموافقة.
شكرا نتنياهو لأنك أبلغتنا جميعا إننا يجب أن نستسلم لعلنا نضع خلافاتنا المذهبية والحدودية ورغباتنا جانبا لعلنا نستطيع القيام بشيء يوقف ذلك التردي والإنهيار والضياع الذي قررناه بسذاجتنا حينا، وبرغباتنا حينا آخر على حساب وجودنا الديني والقومي. فترحيل الفلسطينيين الى الأردن، أو مصر، وإقامة دولة لهم في السعودية يمثل قضاءا ليس على فلسطين التاريخية، بل على مصر وحضارتها العظيمة، والأردن التي تحملت الويلات من الصهيونية، وكذلك السعودية الطامحة برؤية الى المستقبل. فكل مايمكن تقديمه لإسرائيل وأمريكا لايعني شيئا لهم، وهو بمثابة خدمة يقدمها العبد لسيده، أو هكذا هم يعتقدون بنا، وهذه هي الرسالة الأخيرة التي يوجهها نتنياهو لنا.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يهاجم ماكرون

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الرئيس الفرنسيّ، إيمانويل ماكرون، مشدّدا على أن الاعتراف الفرنسيّ المُحتمل بدولة فلسطينية، "خطأ فادح، وأوهام منفصلة عن الواقع".

جاء ذلك في بيان صدر عن نتنياهو، في معرض تعقيبه على منشور كان قد كتبه ابنه يائير، مهاجما من خلاله الرئيس الفرنسيّ، الذي كان قد قال في التاسع من الشهر الجاري، إن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين "في حزيران/ يونيو"، لمناسبة مؤتمر عن فلسطين، يُعقد في نيويورك، وتتقاسم رئاسته مع السعودية.

وفي حين قال نتنياهو، إن لابنه يائير "الحقّ مثل أي مواطن في رأيه الشخصّي، على الرغم من أن أسلوب ردّه على تغريدة الرئيس ماكرون التي دعا فيها إلى إقامة دولة فلسطينية، غير مقبول بالنسبة لي"؛ ذكر أن "الرئيس ماكرون يرتكب خطأ فادحا".

وأضاف أن ما وصفه بـ"الخطأ الفادح"، هو حينما "يواصل الدفع نحو فكرة الدولة الفلسطينية في قلب بلادنا، التي طموحها الوحيد هو تدمير دولة إسرائيل"، على حدّ وصفه.

وذكر أنه "حتى هذه اللحظة، لم يقم أي مسؤول في حماس أو السلطة الفلسطينية بإدانة أبشع الفظائع التي ارتكبت ضد اليهود منذ الهولوكوست، وهو ما يشير إلى موقفهم الحقيقي تجاه الدولة اليهودية".

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية "لن نجازف بوجودنا، بسبب أوهام منفصلة عن الواقع".

وأضاف: "ولن نقبل المواعظ الأخلاقية لإقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تعرّض وجود إسرائيل للخطر، من أولئك الذين يعارضون منح الاستقلال لكورسيكا وكاليدونيا الجديدة، وغينيا الفرنسية وأراضي أخرى، والتي لن يعرّض استقلالها فرنسا للخطر، بأيّ شكل من الأشكال".

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية كاتس : عشرات بالمائة من غزة باتت مناطق أمنية إسرائيلية عقب إطلاق صاروخ.. الجيش الإسرائيلي يُنذر مناطق في خانيونس بالإخلاء الجيش الإسرائيلي يقر بقصف المستشفى المعمداني في غزة الأكثر قراءة بالفيديو والصور: شهيدان وإصابات بينهم حسن اصليح - قصف خيمة للصحفيين في خانيونس ارتفاع ملحوظ على سعر صرف الدولار والعملات مقابل الشيكل اليوم طقس فلسطين: انخفاض طفيف على درجات الحرارة شهداء وإصابات في تواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • انتخاب وليد الزدجالي رئيسا للمجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب
  • نتنياهو لماكرون: إقامة دولة فلسطينية مكافأة للإرهاب
  • كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
  • نتنياهو لماكرون: "نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا للإرهاب الإيراني"
  • نهاية عليزا ماغن.. نائبة رئيس الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • ماكرون يبلغ نتنياهو ضرورة نزع سلاح حماس ووقف اطلاق النار
  • هآرتس: الحل الوحيد إقامة دولة فلسطينية ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى
  • محمد العرب: لم تُقدِّم أي دولة لليمن ما قدّمته السعودية عبر التاريخ .. فيديو
  • نتنياهو يهاجم ماكرون