تعاون بين "العز الإسلامي" و"الأبرار العقارية" لتقديم تسهيلات التمويل السكني بـ"حي الوفاء"
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
مسقط - الرؤية
وقع بنك العز الإسلامي وشركة الأبرار العقارية اتفاقية لتقديم حلول التمويل السكني لعملاء البنك الراغبين في امتلاك منزل في مشروع "حي الوفاء" بمدينة السلطان هيثم. وقع الاتفاقية نيابة عن البنك سيف اليحيائي رئيس الخدمات المصرفية للأفراد بالإنابة ببنك العز الإسلامي، وسالم السيابي رئيس مجلس إدارة الشركة نيابة عن شركة الأبرار العقارية.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيحصل العملاء على معدلات تمويل تنافسية لشراء وحدات سكنية في مشروع "حي الوفاء" في مدينة السلطان هيثم والذي يمتد على مساحة مليون متر مربع، ويضم إجمالي ١٨٠٠ وحدة سكنية بمساحات مختلفة ومواصفات عالية الجودة.
ويضم المشروع مرافق مثل مدرسة و3 رياض أطفال ومركز ثقافي ومركز تسوق ومستشفى خاص ومركز صحي حكومي ومسجدين وملاعب رياضية؛ وكلها متصلة بمناطق أخرى في مدينة السلطان هيثم بوسائل نقل عام صديقة للبيئة بما في ذلك محطة حافلات بالقرب من المجمع السكني، كما تحيط المساحات الخضراء المنازل في حي الوفاء، مع حدائق ومناطق للمشي وحديقة عائلية كقلب أخضر للمشروع.
وتأسست شركة الأبرار العقارية كجزء لا يتجزأ من مجموعة السيابي العالمية التي تأسست في عام ١٩٩٧، لتعكس رؤية استثنائية للإبداع والابتكار، حيث تميزت بتقديم خدمات التصميم بكل تفرد وتميز، مع التركيز على مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك مراكز التسوق والمكاتب والفنادق والمجمعات متعددة الاستخدامات والمباني السكنية.
يشار إلى أن بنك العز الإسلامي يسعى إلى الشراكة مع مختلف شركات التطوير العقاري، بهدف تقديم حلول متعددة للعملاء في شراء المنازل التي تتناسب مع احتياجاتهم وميزانياتهم في مختلف أنحاء سلطنة عمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بياضٌ وابتسامة
المعتصم البوسعيدي
يبحثُ الإنسان طوال حياته عن راحةٍ أبديةٍ، فلا يجدها في دنيا البشر. يكبرُ فتكبرُ مسؤولياته، وتزدادُ احتياجاته، وكلما اقتربَ ابتعد؛ إذ يرحلُ عنه الأحبةُ والأصحاب، أو يُودعهم هو، ويبقى الأثر.
كان هُنا في بلدته الأخضر يكتبُ من الفلجِ النقاء، ومن النخلةِ العطاء، ومن القلعةِ الشموخَ والإباء، ومن المسجدِ السلامَ والطمأنينة. هادئٌ لا يشعرك بالضوضاء، هادرٌ بالحضورِ السمحِ والابتسامةِ التي لا تُفارقه، وبياضُ ثوبه يختلطُ ببياضِ لحيته، مظهره دليلٌ على جوهره. ذلك هو العمُّ سعود بن محمد بن حمود الفرعي، إنسانٌ من الزمن الجميل.
قبل أسبوعٍ من اليوم؛ يطوي الليلُ راحلته، ورائحةُ العيدِ لا زالت عالقة، عائدًا إلى العاصمةِ مسقط، نائمًا على موعدِ العمل، نزقٌ يوقظني، رسائلُ تتسابقُ في منتصفِ الليلِ تنقلُ الخبرَ الحزينَ: في ذمةِ الله. سريعًا خلف مقود السيارة، أقربُ ذكرى كانت قبل يومٍ واحدٍ فقط؛ كان هُناك في عقدِ القرانِ بمجلسِ القلعة، ناديته مُمازحًا: لتجلس وتأخذ الثالثة. ابتسامته المعتادة، قال: فلتجلس أنت!
وُلد في أربعينيات القرنِ العشرين، وكان أحدَ تلاميذِ الشيخِ ناصر بن حميد الراشدي في بيتِ الخبيب، امتشقَ سلاحه شابًا يافعًا في الجيشِ السلطاني العُماني ضد المدِّ الشيوعي في أقاصي جنوبِ عُمان، وكان -رحمه الله- في الصفِّ الأولِ من طابورِ استقبالِ السلطانِ الجديدِ قابوس بن سعيدٍ - طيب الله ثراه- في صلالة، وهو الذي عاصرَ عهدَ السلطانِ سعيد بن تيمور، وكان شاهدًا على العهدِ الجديدِ للسلطانِ هيثمَ -حفظه الله ورعاه-.
عرفَ التجارةَ بعد التقاعدِ قبل أن يتركَ مغامرتها، ظلهُ يُسابقهُ للخير، تجده في البساتينِ إخضرارَ غرسه وحصاده، ووسط عائلته منارةً وبوصلة، وفي الناسِ سيرةً ومسيرة، مكلومٌ على فقدِ ابنه البكرِ الشابِّ إمام وخطيب جامعِ السلطانِ قابوس الأكبر، كما إنه فخورٌ بأحمدَ وإخوته وأخواته.
في مشهدِ العيدِ، وحين يمرُّ الجميعُ للسلامِ على بعضهم، كانت هُناك وقفةٌ تعطلُ الحركةَ قليلاً؛ العمُّ سعودٌ يصافحُ الجمعَ، وكبارهم وصغارهم يمازحونه. بينِي وبينه قصةُ قلمٍ أحاولُ منذ زمنٍ أخذه منه، ثم اختفى من صدرِ دشداشته تجنبًا لأي عمليةِ خطف. بينِي وبينه - أيضًا- شرفُ اطلاعه على كتابي، وخطه الكريمُ: "مهدى من الولدِ المعتصم بن حمود البوسعيدي" كان شغوفًا بالقراءة، لم يتجاوزه الزمن؛ إذ إنَّ لديه حسابًا على منصةِ "أكس" يعبرُ فيه عن آرائه، منتصرًا لدينه وأمته، متابعًا لقضيةِ المسلمين الأولى، داعمًا لأبطالِ المقاومةِ في غزةَ العزة، ولأهلها وناسها المستضعفين.
العمُّ سعود -رحمه الله- حكايةٌ جميلةٌ عن بساطةِ الحياة، فيه بياضٌ لا تخطئه العين، وابتسامةٌ أرقُّ من قطرةِ الندى. رحل بلا مُقدماتٍ -ربما- حتى لا نعتب عليه تقصيرَ الوداع، وبفقده رزئت البلادُ، وانفطرت قلوبٌ، واستوحشت سكةُ "الخزينة" دربها حين كان ينيرها بخطواته نحو مزرعته الأثيرة. ولا اعتراض على قضاءِ الله وقدره، ونحسبه -ولا نزكي على الله أحدًا- مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
رابط مختصر