جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-13@06:10:50 GMT

هل أحرج ترامب نتنياهو؟

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

هل أحرج ترامب نتنياهو؟

 

علي بن سالم كفيتان
نظر الكثيرون لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنها منحت الضوء الأخضر لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفتحٍ مبينٍ في غزة، ومهَّدت لترحيل الفلسطينيين إلى دول أخرى، لكن بالنظر لها من زاوية أخرى نرى أنها أحرجت نتنياهو، وأوعزت إليه بأن يستمر في وحل غزة الذي خرج منه صاغرًا يتفاوض على استعادة الأسرى، وأنه عندما يُسيطر عليها عسكريًا، فإن الولايات المتحدة الأمريكية جاهزة لاستلامها وتطويرها!
هذا العرض نوع من المُعاجَزة العسكرية والسياسية؛ فالحقيقة أن نتنياهو هُزم ميدانيًا وانتصر تدميريًا، ولا يستطيع فرض سيطرته على القطاع، ولو حارب هناك لعقود من الزمن، بل سيجلب له ذلك المزيد من النكسات والهزائم.

وأعتقد أن ترامب رجل ذكي وصريح جدًا ويعرف كيف يكسب المال من حصَّالات اللوبي اليهودي في أمريكا بدغدغة مشاعرهم، عبر وعود وتصريحات وسلوكيات لم يسبقه فيها أحد، ولا شك أن نتنياهو سيوظِّف هذه التصريحات لترميم صورته المهترئة داخل إسرائيل، رغم أن المفكرين الصهاينة يعلمون القدر الكبير من التهكُّم الذي تلقاه نتنياهو في زيارة واشنطن، ولاحظ المتابعون كذلك الموقف السعودي الحازم من فكرة الوطن البديل التي طرحها نتنياهو في المملكة العربية السعودية، وتضامن دول عربية -أبرمت مع إسرائيل الاتفاقات الإبراهيمية- مع المملكة، مما يعد تآكلًا واضحًا للجدار الذي بناه الكيان الصهيوني مع دول عربية خلال الفترة الماضية.
الرئيس ترامب تراجع عن معظم قراراته التنفيذية التي أصدرها في اليوم الأول، سواء عبر مراجعة العقلاء له من فريقه الرئاسي أو من خلال المحاكم؛ حيث تم تأجيل رفع الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا لمدة شهر، ونتوقع أنها لن تُطبَّق، والأمر ذاته سينصب على حصة الشرق الأوسط من تصريحاته الارتجالية، وما سببته من حرج كبير لحلفاء أمريكا الرئيسيين في المنطقة كمصر والأردن والمملكة العربية السعودية، عبر الدفع بمقترح الوطن البديل للفلسطينيين في أراضيهم. وهنا تبرُز مفارقة لا بُد من الإشارة لها، وهي: ماذا سيكون الموقف لو دعَّمت تلك الدول المقاومة الفلسطينية كما كانت تفعل في السابق؟ بلا شك سيكون موقفها أفضل بكثير من اليوم، ولهذا نعتقد أن الحياد السلبي للدول العربية في الصراع، باستثناء بعضها، كان سببًا مباشرًا لما آلت إليه الأمور اليوم، وعليهم تحمُّل تبعات ذلك الحياد.              
لقد أظهرت المملكة العربية السعودية موقفًا قويًا من خلال التعامل مع ملفات المنطقة مؤخرًا، من خلال مهادنة إيران والانخراط في ملف سوريا الجديدة، كما ظلَّت المملكة مُمسكةً بثوابتها في أنه لا سلام ولا تطبيع ولا اتفاقية إبراهيمية مع إسرائيل إلّا عبر إنشاء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، والكل يعلم ثقل المملكة العربية السعودية الاقتصادي والسياسي في العالم، وقيادتها لدفة العالم العربي والإسلامي، من خلال مكانتها الوازِنة في المنطقة. صحيحٌ أن المملكة مُنشغلة حاليًا بشأنها الداخلي ومواصلة البناء والتطوير؛ فالزائر للمملكة يرى القدر الكبير من الضخ في مشاريع عملاقة داخل السعودية، بينما يهتم البعض بقشور تلك النهضة، مُسلِّطين أقلامهم وعدساتهم على اللَمَم، ومُضخِّمين من أحداثٍ هامشيةٍ للنيل من حجم الإنجاز الهائل على أرض الواقع. وتظل المملكة العربية السعودية هي التي تستطيع كبح جماح ترامب، والقول لا للكيان الصهيوني، وأنه لا توجد هدايا مجانية لارتهان الشرق الأوسط. ومن هنا يجب على دول مجلس التعاون الخليجي أن تعضد موقف المملكة؛ فهي القلعة الأخيرة الباقية، وهي الكعكة التي يسيل لعاب نتنياهو لتذوُّقها. ونتوقع زيارة ترامب إلى المملكة وأن يرقص بالسيف في الثمامة مع "إخوان نورة"، كما فعل سابقًا هو وغيره من رؤساء أمريكا، وستعود الأمور إلى نصابها.
ويتوقع المتابعون لقاءً بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أبوظبي؛ لحسم حرب أوكرانيا، عبر صُلح تاريخي بين الرجلين، يمنح روسيا ما قضمته من أوكرانيا، مقابل عقود نفط وغاز سخيَّة للشركات الأمريكية، ورفع الحصار والحظر الاقتصادي عن روسيا، وإعادة أموالها المُحتجَزة في البنوك الأمريكية. ولا شك أن مرونة الرئيس الأمريكي وتصريحاته الأخيرة لإمكانية التفاوض مع إيران ستكون من خلال بوابة مسقط، التي استضافت المفاوضات السابقة. وهذا سيقود لحسم تاريخي في اليمن، وعودة الدولة اليمنية الموحدة.
كل تلك الخطوات تجعلنا لا ننظر بتشاؤمٍ لفترة حكم ترامب؛ بل يُمكن التعويل عليها؛ كون الرجل يسعى لإطفاء الحروب على حساب بناء الازدهار الاقتصادي في العالم.
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

للعام التاسع.. المملكة الأولى عالمًيا في إنتاج الخيل العربية الأصيلة

أعلن المدير العام لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة عبدالعزيز المقبل أن المملكة حافظت على صدارتها العالمية في إنتاج الخيل العربية الأصيلة بإجمالي 5793 من المواليد خلال عام 2024.
وجاء الإعلان استنادًا إلى الإحصائيات الرسمية الصادرة عن منظمة (WAHO) المسؤولة عن توثيق وتسجيل الخيل العربية، خلال الاجتماع الأخير للمنظمة الذي عُقد في دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة الدول الأعضاء.مواليد الخيل العربية الأصيلةوأوضح المقبل أن المملكة احتلت المركز الأول عالميًا في عدد مواليد الخيل العربية الأصيلة للعام التاسع على التوالي.
أخبار متعلقة جراحة دقيقة تُنقذ معتمرًا مصريًا من إعاقة دائمة بمستشفى الملك عبدالعزيز بمكةجامعة الملك عبدالعزيز.. 6 ملصقات بحثية في مؤتمر ”الأسبوع الجيومكاني“طبية وغذائية.. مركز الملك سلمان يقدم مساعدات إغاثية في 3 دولوأشار إلى أن هذا الإنجاز يعكس الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة -أيدها الله- للحفاظ على هذا الإرث العريق من خلال إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة، الذي يُعد الجهة الرسمية المعنية بتوثيق الخيل ومتابعة جميع أنشطتها داخل المملكة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة الأولى عالمًا في إنتاج الخيل العربية الأصيلة - اليوم
وقال: "الشغف الكبير من أبناء المملكة بالخيل العربية الأصيلة وحرصهم على المحافظة على نقاء سلالاتها أسهم في تحقيق هذا التميز".
وأكد أن هذا العدد يجب أن يتوازى مع جودة الخيل المنتجة، مشيدًا بالوعي الذي أصبح لدى ملاك ومربي الخيل بالمملكة في هذا الجانب.
وأكد المدير العام لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة حرص المركز على تقديم أفضل الخدمات الخاصة بتسجيل الخيل العربية، ما أسهم بتعزيز مكانة المملكة وجهة رائدة عالميًا في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • السعودية: غدا آخر موعد لدخول المعتمرين إلى المملكة
  • معركة عض الأصابع.. هل أحرج ترامب إيران بإصراره على التفاوض المباشر؟
  • دكتوراه فخرية لسفير المملكة في بريطانيا من الأكاديمية البحرية العربية
  • سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة يتسلم الدكتوراة الفخرية من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري
  • البيت الأبيض: ترامب يزو السعودية في مايو المقبل
  • المملكة تدين أوامر الإغلاق التي أصدرتها إسرائيل بحق 6 مدارس لـ “الأونروا” بالقدس الشرقية
  • مع تقدم المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي لمؤشر ستانفورد 2025 .. جامعة الأمير سلطان تواصل دورها الفاعل في دعم التقدّم الوطني بهذا المجال الحيوي من خلال مبادرات استراتيجية ومساهمات نوعية انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030
  • للعام التاسع.. المملكة الأولى عالمًيا في إنتاج الخيل العربية الأصيلة
  • للعام التاسع على التوالي| المملكة تتصدر دول العالم في إنتاج الخيل العربية الأصيلة
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل