ومن جانبه، علق الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن رفض إقامة دولة فلسطينية بعد حرب 7 أكتوبر ليست جديدة، إذ إنه يرفض ذلك بشكل قاطع منذ توليه رئاسة الحكومة اليمينية المتطرفة، مؤكدًا أن نتنياهو يحمل فكرًا استعماريًا يسعى لتقويض أي فرصة لقيام الدولة الفلسطينية، من خلال استمرار الاستيطان، وتهويد القدس، وتوسيع المستوطنات.

نتنياهو يريد التهرب من المفاوضات

وأضاف أبو عطيوي لـ«الوطن»، أن هذه التصريحات تتزامن مع الحديث عن تمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، وإرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة لمناقشة المرحلة الثانية، التي سيقرها المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، ومع ذلك، تؤكد المصادر أن الوفد الإسرائيلي لا يملك صلاحيات حاسمة في المفاوضات، مما يشير إلى تهرب نتنياهو من تنفيذ التفاهمات التي تمت بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وفي سياق متصل، تزايدت المؤشرات على محاولات تهجير الفلسطينيين تعكس غياب أي نية حقيقية لعقد مؤتمر سلام يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، وتؤكد أن الحديث يدور فقط حول التهجير، في ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة من دمار وانهيار معيشي، وأشار أبو عطيوي إلى أن المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو ووزراء متطرفون، يسعون إلى تصعيد الأوضاع، وتحويل غزة إلى ساحة حرب مفتوحة، وإلى محوها من الخريطة الفلسطينية.

مؤتمر القمة العربية القادم من أهم المؤتمرات في ظل الظروف الراهنة

كما لفت إلى أهمية المؤتمر الطارئ حول القضية الفلسطينية، المزعم عقده في 27 فبراير، معتبرًا إياه من أهم المؤتمرات العربية في ظل الظروف الراهنة، حيث يناقش مخاطر التهجير القسري، وضرورة إعادة الإعمار، ووقف التصعيد الإسرائيلي، في ظل غياب أي أفق سياسي لحل الدولتين بسبب تعنت الاحتلال.   

وأوضح المحلل السياسي أن الولايات المتحدة، بصفتها وسيطًا في مفاوضات صفقة التبادل، يجب ألا تتبنى نهجًا استعماريًا يسعى إلى طمس الخريطة الجغرافية والسياسية لقطاع غزة عبر تهجير الفلسطينيين، وشدد على ضرورة أن تلعب الإدارة الأمريكية دورًا حقيقيًا في ضمان حلول تضمن الاستقرار والأمن والسلام، من خلال فتح آفاق جديدة بالتعاون مع الدول العربية والإقليمية والمجتمع الدولي، وذلك عبر مؤتمر دولي للسلام يضمن حل الدولتين وكافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق المواثيق الدولية.

ولأفت إلى أن القمة العربية الذي ستستضيفها مصر، نأمل فيها أن يشكل موقفًا عربيًا موحدًا لمواجهة المخططات الإسرائيلية والأمريكية، التي تهدف إلى إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية وفرض التهجير، بالإضافة إلى مماطلة الاحتلال في تنفيذ صفقة التبادل ووضع شروط تعجيزية تعيق التوصل إلى اتفاق.

وأكد أن غزة اليوم منطقة منكوبة وتحتاج إلى وقف فوري للحرب، وفتح ممرات إنسانية عاجلة في جميع الاتجاهات، يلي ذلك العمل على رؤية عالمية موحدة لمؤتمر سلام ينقذ الواقع الفلسطيني في الضفة والقدس، وصولًا إلى تحقيق الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يجدد رفضه لإقامة فلسطينية ويحذر من مخاطر خرق الاتفاق

اعتبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أنه ليس هناك دولة فلسطينية بعد ما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وعملية طوفان الأقصى التي جاءت ردا على الجرائم الإسرائيلية، بحسب ما أعلن القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف.

وأضاف نتنياهو في تصريحات له الجمعة "كانت لدينا دولة كهذه تسيطر عليها حماس وانظروا ماذا حصل".

وذكر أنّ تصريحات السعودية حول ضرورة إقامة دولة فلسطينية لتطبيع العلاقات مع تل أبيب "ليست بالضرورة مؤشرا على الموقف النهائي لها.. والرياض لا تشترط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل".

واشترطت السعودية في أكثر من مناسبة، موافقة حكومة الاحتلال على قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، مقابل تطبيع العلاقات.


وتأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه وأن السعودية لم تعد تشترط تأسيس دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.

ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي 19 من الشهر ذاته، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس و"إسرائيل"، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

والجمعة، اتهم عومر دوستري المتحدث باسم نتنياهو، حركة حماس بالمماطلة في تسليم قائمة الأسرى المفترض إطلاق سراحهم غدا ضمن الدفعة الخامسة من صفقة الأسرى. 

وقال دوستري "في أعقاب التأخير في نقل قائمة أسماء المختطفين لدى منظمة حماس الإرهابية، فإن رئيس الوزراء نتنياهو يعتبر أي خرق للاتفاق أمرا خطيرا".

وتأخر الإعلان عن الأسماء اليوم الجمعة في أعقاب اتهامات حماس، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان التأخير سيؤدي إلى تأخير التبادل المقرر غدا السبت.

وعقب ذلك أعلنت الحركة الأسماء وهم: الياهو داتسون يوسف شرابي، واور ابراهم ليشها ليفي، واوهاد بن عامي.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه يريد نقل سكان غزة إلى دولة ثالثة مثل مصر أو الأردن ووضع الجيب الساحلي تحت سيطرة الولايات المتحدة لتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وفي وقت سابق، أكدت حركة حماس أن الاحتلال الإسرائيلي انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات، وذلك قبل يوم من مبادلة ثلاث أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في أحدث مرحلة من اتفاق هش وقلق يهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.


وقالت حماس في بيان لها الجمعة إن "إسرائيل مسؤولة عن تأخير دخول مئات الشاحنات المحملة بالطعام وغير ذلك من الإمدادات الإغاثية، إلى جانب عدم السماح سوى بدخول عدد قليل من الخيام والمنازل المتنقلة اللازمة لتوفير المأوى للأشخاص العائدين إلى منازلهم التي تعرضت للقصف".

وأضافت أنه "رغم مرور 20 يوما على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لا تزال الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة تتدهور بشكل خطير، في ظل استمرار الاحتلال في المماطلة والتلكؤ في تنفيذ البروتوكول الإنساني من الاتفاق".

وبدعم أمريكي، ارتكبت "إسرائيل" بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: القضية الفلسطينية تستحق التضامن والكلمة العربية الموحدة
  • الخارجيّة اللبنانية تدين تصريحات نتنياهو الداعية لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية
  • لبنان يدين تصريحات نتنياهو الداعية لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية
  • الدول العربية ترد على تصريحات نتنياهو بشأن “إقامة دولة فلسطينية” على الأراضي السعودية
  • باكستان تدين بشدة تصريحات نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية على أراضي المملكة العربية السعودية
  • كيف ردت الدول العربية على تصريحات نتنياهو بشأن "إقامة دولة فلسطينية" على الأراضي السعودية؟
  • كاتب صحفي: مصر تؤكد دورها الريادي في حماية الهوية العربية والقضية الفلسطينية
  • نتنياهو يجدد رفضه لإقامة دولة فلسطينية ويحذر من مخاطر خرق الاتفاق
  • نتنياهو يجدد رفضه لإقامة فلسطينية ويحذر من مخاطر خرق الاتفاق