قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من محور نتساريم، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهى صباح اليوم انسحابه الكامل من المحور، تنفيذًا لما جاء في اتفاق الهدنة في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 من الشهر الماضي.

وفي رسالة مباشرة على الهواء، أوضح أبو كويك أن حي الزيتون، الواقع في الأطراف الشمالية لمحور نتساريم، تأثر بشكل كبير بالعمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن شارع صلاح الدين، الذي كان يعد شريانًا رئيسيًا يربط بين المحافظة الوسطى والمحافظات الجنوبية، بات مدمرًا بالكامل، ما أدى إلى تغيير معالمه تمامًا.

وأضاف أن آخر آلية عسكرية إسرائيلية غادرت المنطقة اليوم، كما انسحب القناصة الإسرائيليون الذين تسببوا في إصابة فلسطينيين خلال الأيام الأولى من الهدنة، إلا أن المنطقة بأكملها باتت ركامًا نتيجة الدمار الهائل.

وأشار المراسل إلى أن المناطق الواقعة غرب شارع صلاح الدين تعرضت لدمار شامل بفعل الاحتلال، موضحًا أن المساحة التي احتلها محور نتساريم خلال الأشهر الأخيرة تجاوزت مساحة محافظة غزة بالكامل، حيث قام الاحتلال باقتطاع أكثر من ثلث مساحة قطاع غزة خلال هذه المرحلة.



 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة الاحتلال محور نتساريم الاحتلال الإسرائيلي المزيد

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت ترصد الحركة بمحور نتساريم بعد انسحاب الاحتلال منه

غزة- فوق طريق معبد، تدوس أقدام الفلسطينيين -ولأول مرة منذ 15 شهرا- ما كان يسمى بحاجز نتساريم العسكري، من دون أي وجود إسرائيلي. ينسحب المحتل منه بشكل كامل بعد سيطرة وتشييد وتعبيد، ويرى الغزيون أنه "انسحاب مذل" أُجبر عليه الاحتلال صاغرا رغم أنفه.

بدأ الحاجز بنقطة تفتيش على ممر عبور أجبر الاحتلال الغزيين على النزوح من خلاله جنوبا وادعى أنه آمن، ليتبين خلاف ذلك منذ اليوم الأول لنصبه، فكان مصيدة للقتل والخطف، حيث ارتقى فيه ألف شهيد واعتُقل فيه المئات بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وسّع الاحتلال الحاجز فيما بعد بشكل تدريجي ليكون حدا يقسم به القطاع شطرين جنوبي وشمالي، ثم وسّعه على الحدّين بمنطقة عازلة ليصبح أشبه بقاعدة عسكرية تصل مساحتها إلى 56 كيلومترا مربعا، قضم خلالها قرابة 60% من مساحة حي الزيتون إلى الشمال منه.

نازحون عائدون من شمال القطاع إلى جنوبه بعد زوال حاجز نتساريم (الجزيرة) تدمير شامل

توجهت الجزيرة نت إلى الحي حيث يقع دوار الكويت على شارع صلاح الدين عقب انسحاب الاحتلال من هناك، حيث يشبه الدمار شكل ذلك الذي رصدته مسبقا في محافظة شمال القطاع؛ تدمير شامل للمصانع والمناطق الصناعية، وتجريف للأراضي الزراعية، وجثث لمجهولي الهوية يبدو أنهم كانوا يتسللون لتفقد بيوتهم.

يقول رجل مسن وهو يشبك يديه وراء ظهره ويتأمل حيه: "منذ أشهر نسمع صوت نسف البيوت، اليوم رأينا نتيجة ذلك بأم أعيننا".

جرافة تفتح الطريق بمحور نتساريم لمرور المركبات باتجاه جنوب القطاع (الجزيرة)

على الناحية المقابلة آليات ومعدات ثقيلة وجرافات تابعة لوزارة الأشغال، قام الاحتلال بحرقها وتدميرها وتجميعها فوق ركام البيوت، إتلافٌ يراه الغزيون مقصودا للإمعان في مضاعفة المعاناة وتأخير رفع الأنقاض وإزالة الركام وانتشال الشهداء.

إعلان

وصل المئات من الغزيين إلى بيوتهم في حي الزيتون لأول مرة، التبست عليهم ملامح الحي، مداخله ومخارجه. تقف إيمان خليل، وهي زوجة أسير اختطفه الاحتلال من الحاجز الذي مرت منه قبل عام، حيث نزحت في مركز إيواء في مدينة النصيرات وسط القطاع، وصلت إلى ركام منزلها، غطت وجهها بيديها وانهارت باكية.

يبدو قرار العيش في خيمة فوق الركام عسيرا على سيدة لديها 5 أطفال من دون رجل يعينها، "ماذا ستفعلين الآن؟"، سألتها الجزيرة نت، لتجيب "سأعود إلى مركز الإيواء في النصيرات إلى أن يتحرر زوجي، سأنتظره لنعود معا، لا أطيق العيش هنا وحدي، لن أستطيع".

أعمدة الإضاءة منتشرة في الطريق التي عبّدها الاحتلال قبل انسحابه الكامل منها (الجزيرة) تدفق مستمر

انتقلت الجزيرة نت إلى المنطقة التي عبّدها الاحتلال، تبدو لافتة بكثافة أعمدة الإضاءة التي أنارت الصور المعتمة التي روجت إسرائيل من خلالها للعالم سيطرتها على محور نتساريم، وتباهت بإنشائها قاعدة عسكرية لن تتخلى عنها أو تنسحب منها.

في هذه المنطقة المعبدة يتمركز رجال أمن من لجنة مصرية قطرية لتشغيل ومراقبة عمل جهاز الفحص، يقفون على حاجز دخول المركبات نحو الشمال حيث لا يزال تدفقها مستمرا منذ اليوم الأول لإعلان السماح بعودة النازحين من جنوب القطاع.

جنود مصريون يوزعون على المارة من الغزيين ماء وبرتقالا (الجزيرة)

يحمل جنود مصريون زجاجات من الماء ويحمل آخرون أكياسا من البرتقال، يوزعونها على المارة والمنتقلين بمركباتهم بين الشمال والجنوب، يسأل طفل الجند "لماذا توزعون علينا الماء والبرتقال؟" فيجيب "لأننا منكم يا حبيبي".

انتظر كثيرون تنفيذ هذه الخطوة من اتفاق وقف إطلاق النار ليتمكنوا من الذهاب إلى الشمال والعودة إليه متنقلين عبر مركباتهم في اليوم نفسه من دون عوائق. إسلام الباز زوجة شهيد قضى في حرب الإبادة، كان في شمال القطاع بينما كانت تنزح مع طفلها يحيى عياش في بيت عائلتها جنوبا، قررت زيارة قبر زوجها ثم زيارة ذويه وتفقد منزلها المدمر في محاولة لالتقاط بعض من ذكرياته.

إعلان

تصف إسلام للجزيرة نت مشاعرها وتقول: "لأول مرة أفقد القدرة على التعبير، لا مشاعر تصف القهر الذي يملأ قلبي، كنت أنتظر العودة لاحتضان زوجي لكنني اليوم سأحتضن قبره وأبحث عن فتات ذكرى في منزلنا المدمر".

السواتر الترابية التي أقامها الاحتلال في محور نتساريم (الجزيرة) يوم تاريخي

يجتمع لفيف من الصحفيين في هذه المنطقة يوثقون ما يُجمعون أنه يوم تاريخي بامتياز، يقف الصحفي إسلام بدر أمام الكاميرا يتحضر لبث مباشر لقناته الإخبارية يصف فيه مشاعر الغزيين بانسحاب الاحتلال من نتساريم، سألته الجزيرة نت عن شعوره بوصفه واحدا منهم، فقال: "أقف اليوم على الإسفلت الذي أقام عليه جنود الاحتلال حفلات الشواء، واستعرضوا عليه إنجازاتهم، وقالوا فوقه إنهم لن يغادروه مطلقا".

وأضاف: "إنهم يغادرونه اليوم للمرة الثالثة خلال 20 عاما، قال شارون في إحداها إن نتساريم كتل أبيب، لكنهم في كل مرة يفككون حواجزهم ويرحلون راغمين".

عاش الصحفي إسلام حالة من الإحباط واليأس في مرحلة من الحرب كان عنوانها فصل القطاع إلى شطرين وسيطرة إسرائيلية دائمة ومنع لعودة النازحين، لكن انسحاب الاحتلال اليوم هدم هواجسه التي لازمته شهورا وبددت كل يأس أصابه.

أما الصحفي يوسف فارس الذي اختار تبة رملية عالية يرسم فيها صورته القلمية للمشهد، فيقول للجزيرة نت: "اليوم نجني ثمرة التضحيات التي قدمها الغزيون بدمائهم حيث لا تغيب وجوه شهدائنا عنه، سنكتب عن انتهاء الكابوس الذي نعجز عن وصف شعوره أمام قداسة الحدث العظيم الذي سيظل ملازما لنا طيلة العمر".

الأدهم انتزع الأعمدة الحديدية والأسلاك لتثبيت خيمته فوق ركام منزله المدمر في جباليا (الجزيرة)

وراء السواتر الرملية شرق الحاجز تتجمع عربات تجرها حيوانات محملة بالحديد والأعمدة والأسلاك المعدنية، التي كان الاحتلال قد بنى بها قاعدته العسكرية، اجتازت الجزيرة نت السواتر واقتربت من المواطن محمود الأدهم وقد كانت يداه مجرّحتين تقطران دما، يقول: "انتزعتها نعم وقد وضعوها للتنغيص علينا، نخلعها اليوم لنثبت بها خيمنا التي تقتلعها الرياح فوق ركام بيوتنا".

إعلان

وكان محمود قد عاد إلى بيته في مخيم جباليا، بعد أن نصب خيمته فوق الركام من أغطية مهترئة انتشلها من تحت الأنقاض. يضيف وهو يجر عربته عائدا لخيمته لتثبيتها "انقلب السحر على الساحر، سيزول كيانهم يوما كما زالت حواجزهم ".

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت ترصد الحركة بمحور نتساريم بعد انسحاب الاحتلال منه
  • الاحتلال الإسرائيلي يدمر عددا كبيرا من المناطق بمحور نتساريم
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يدمر عددا كبيرا من المناطق أثناء انسحابه من محور نتساريم
  • غزة.. الجيش الإسرائيلي يخلف دمارا كبيرا بعد انسحابه من محور نتساريم
  • حماس تُعقّب على انسحاب الاحتلال بالكامل من محور نتساريم
  • انطلاق عملية أمنية في صلاح الدين لملاحقة خلايا داعش وتأمين المناطق المحررة
  • بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.. إسرائيل تعلن الانسحاب من نتساريم بالكامل
  • الجيش الإسرائيلي ينسحب بالكامل من "نتساريم" وداخلية غزة تُصدر تنويها
  • عاجل.. انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من «محور نتساريم» في غزة بالكامل