اعتبر باحثون ومحللون، اليوم الأحد، أن تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للسيطرة على غزة وتهجير الغزيين من القطاع أغلقت الباب أمام أي اعتراف سعودي بإسرائيل.

وحذّر الباحث السعودي، عزيز الغشيان، من أن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن سيضعف استقرار المنطقة، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن السعودي.

وأثار اقتراح ترامب إعادة تطوير غزة وتهجير أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون فيها إلى دول أخرى، صدمة واستهجانا واسعا خصوصا في العالم العربي، وسط رفض قاطع للغزيين لمخططات إجبارهم على مغادرة القطاع قسريا.

كما أشار محللون إلى أن الرياض، رغم سعيها للحفاظ على علاقات وثيقة مع واشنطن، لن تخضع لإملاءات أميركية فيما يخص التطبيع، إذ لا تزال تتمسك بمواقفها التفاوضية، بما في ذلك المطالبة بضمانات أمنية وبرنامج نووي مدني.

ورغم أن السعودية تمتلك أدوات ضغط على واشنطن، خاصة في مجال الطاقة، إلا أن مراقبين يعتقدون أنها لن تلجأ إليها في هذه المرحلة، بل ستواصل سياسة الانتظار دون تقديم تنازلات مجانية، فيما تبقى خياراتها مفتوحة في حال تصاعد الضغوط الأميركية.

وفي هذا السياق، قال الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية، جيمس دورسي، لوكالة "فرانس برس" إنه "إذا كانت هذه هي سياسته (ترامب)، فقد أغلق الباب أمام اعتراف السعودية بإسرائيل".

اقرأ أيضا/ تحليلات إسرائيلية : الهجرة الطوعية لسكان غـزة ستنفذ بالتجويع أو استئناف الحرب

ولفت التقرير إلى أن السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، لا يمكن أن تقبل بزعزعة الاستقرار قرب حدودها في حال استقبلت مصر والأردن أعدادا كبيرة من السكان المُبعدين من قطاع غزة.

واعتبر دورسي أنه "عندما يتعلق الأمر بالأمن، ليس لدى السعودية مكان تذهب إليه سوى واشنطن". وتابع "لا يوجد أحد آخر... لن يذهبوا إلى الصين. إنهم غير راغبين وغير قادرين. وبعد أوكرانيا، هل يمكن الاعتماد على روسيا؟".

وقال الباحث السعودي، عزيز الغشيان، إن نزوح سكان غزة إلى مصر والأردن "سيضعف دولتين أساسيتين للاستقرار الإقليمي ولأمن السعودية". وتابع "تشكّل خطة ترامب، إلى جانب نهج رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، مخاطر كبيرة على المملكة العربية السعودية".

وأضاف أنها "تسلّط الضوء على أن الإسرائيليين ليسوا شركاء حقيقيين في السلام في نظر الرياض، لا سيما نتنياهو الذي يبدو أنه يريد كل الفوائد دون تقديم تنازلات". كما أن خطة ترامب تشكّل كذلك خطرا على مشروع السعودية للتحوّل الاقتصادي بعيدا عن النفط، والذي يعتمد على الاستقرار لجذب الأعمال والسياحة.

من جانبها، قالت آنا جاكوبس من معهد الخليج العربي في واشنطن، إن تصريحات ترامب "ستزيد من زعزعة استقرار المنطقة، وتغذّي المشاعر المعادية لأميركا، خصوصا في السعودية". وأضافت أن الاقتراح "يجعل التطبيع السعودي الإسرائيلي أكثر صعوبة".

بدوره، قال الباحث أندرياس كريغ، من جامعة كينغز كوليدج-لندن، إن السعودية لن توافق بخنوع على التطبيع إذا أمرت به واشنطن. واعتبر أن السعودية "ليست دولة تابعة للولايات المتحدة، وبالتالي لا تتلقى إملاءات من ترامب".

وتابع "أعتقد أنها ستتمسك بمواقفها، راغبة في التفاوض، لكن الخطوط الحمراء الرئيسية ستظل قائمة". ورأى أنه "لا أحد في السعودية لديه مصلحة في بيع الدولة الفلسطينية. هذه هي الورقة الأخيرة والأكثر أهمية التي يمتلكها السعوديون من حيث السلطة والشرعية في العالم العربي والإسلامي".

لكن السؤال الأهم يبقى كيف ستخرج السعودية وحاكمها الفعلي، ولي العهد، محمد بن سلمان، من هذه المعضلة. وردا على ذلك، قال كريغ "لا أعتقد أن السعوديين سيتخذون أي خطوات كبيرة الآن. من الواضح أن لديهم أدواتهم الخاصة التي يمكنهم استخدامها للضغط على أميركا، خصوصا في قطاع الطاقة. لا أعتقد أن السعوديين يريدون استخدامها في هذه المرحلة".

وقبل اندلاع الحرب على غزة، كانت السعودية تجري محادثات مبدئية مع إسرائيل بوساطة أميركية في إطار المساعي لتطبيع العلاقات الثنائية، لكنها أوقفت المفاوضات عقب 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وجاء الرد السعودي على إعلان ترامب اقتراحه بترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن، واعتبار القطاع "ملكية أميركية"، سريعًا؛ وخلال أقل من ساعة، نشرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا أكدت فيه رفضها القاطع لأي مخطط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

كما رفضت الرياض تصريحات نتنياهو التي ادّعى فيها أن التطبيع مع السعودية "مسألة وقت"، مجددة التأكيد على أن أي اتفاق لن يتم قبل إقامة دولة فلسطينية.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية ترامب يمرر صفقة أسلحة لإسرائيل بـ8 مليارات دولار وزير الخارجية المصري يتوجه إلى واشنطن 6 شهداء جراء غارة إسرائيلية في قضاء بعلبك الأكثر قراءة قطر: مفاوضات غزة للمرحلة الثانية يجب أن تبدأ غداً كهرباء غزة تصدر نداءً عاجلاً لتوفير احتياجاتها لصيانة الشبكات المتضررة كاتس يهدد بالقضاء على حزب الله إذا لم يتوقف إطلاق المسيرات من لبنان النيابة العامة الإسرائيلية تقرر فتح تحقيق جنائي ضد ساره نتنياهو عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: مصر والأردن

إقرأ أيضاً:

أستاذ قانون دولي: قرار واشنطن بشأن "الجنائية الدولية" مشين ويمكن الطعن فيه

علق الدكتور أنطوان سعد، أستاذ القانون الدولي والدستوري في بيروت، على القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولي.

وأشار إلى أن هذه العقوبات على جهاز قضائي دولي يسعى لتطبيق وتعزيز العدالة الدولية تعد خطوة غير مقبولة. وأكد أن هذا القرار قد يكون عرضة للطعن أمام المحكمة العليا.

وأضاف "سعد" خلال اتصال هاتفي مع قناة "القاهرة الإخبارية" أنه يجب تعزيز العدالة بدلاً من قمعها، مشددًا على أن هذه العقوبات لا ينبغي أن تُفرض في سياق العدالة الدولية التي يجب أن تحظى بدعم من الدول الصديقة.

أستاذ قانون دولي: الدول العربية بإمكانها المساعدة في إصدار مذكرة لاعتقال ترامب أستاذ قانون دولي: لم يحدث في التاريخ قيام دولة بفرض عقوبات على الجنائية الدولية مثلما فعلت أمريكا

كما أكد أستاذ القانون الدولي والدستوري في بيروت على أهمية تحرك الرأي العام الأمريكي، موضحًا أن سياسة الولايات المتحدة، التي تعتبر حليفًا رئيسيًا لسلطة الاحتلال الإسرائيلي، لا ينبغي أن تأتي على حساب مفهوم العدالة.

أدانت المحكمة الجنائية الدولية يوم الجمعة العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها، مؤكدة عزمها على "مواصلة تحقيق العدالة في العالم"، كما جاء في بيانها.

وأوضحت المحكمة في بيانها أنها تندد بإصدار الولايات المتحدة مرسوماً يهدف إلى فرض عقوبات على موظفيها، مما يضر بعملها القضائي المستقل والمحايد.

من جهة أخرى، أعربت إسرائيل عن تأييدها للرئيس ترامب في فرضه عقوبات على المحكمة، ووصفتها بأنها "غير أخلاقية" وغير شرعية.

وعبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن دعمه القوي للأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، مشيراً إلى أن قرارات المحكمة "تفتقر إلى الأخلاق ولا تستند إلى أي أساس قانوني".

وكان ترامب قد وقع مساء الخميس أمراً تنفيذياً يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، متهمًا إياها بـ"القيام بأعمال غير مشروعة ضد الولايات المتحدة وحليفنا المقرب إسرائيل".

ينص الأمر الذي أصدره البيت الأبيض على منع دخول مسؤولين وموظفين وعناصر من المحكمة الجنائية الدولية إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أفراد عائلاتهم. كما يتضمن المرسوم تجميد أصولهم داخل الولايات المتحدة.

وقد وقع ترامب على هذا القرار خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.

وكانت المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، قد أصدرت في 21 نوفمبر 2024 ثلاث مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت وقائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف.

ورأى القضاة أن هناك "أسباباً معقولة" لاتهام نتنياهو وغالانت والضيف بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والحرب الإسرائيلية التي تلت ذلك على غزة.

وحذّر رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا يوم الجمعة من أن العقوبات المفروضة على المحكمة الجنائية الدولية "تشكل تهديدًا لاستقلالية المحكمة، وتضعف نظام العدالة الجنائية الدولية بشكل عام"، وذلك وفقًا لتغريدة له على منصة إكس.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: هل مهد ترامب الطريق أمام نتنياهو لضم الضفة؟
  • برشلونة يستعد لتضحية مذهلة من أجل فان دايك
  • أغلقت باب التطبيع..مقترحات ترامب حول غزة تهدد اعتراف السعودية بإسرائيل
  • السوداني: الباب مفتوح أمام الكويت للدخول في مشاريع طريق التنمية
  • نتنياهو يرهن التطبيع مع السعودية بـالنووي الإيراني
  • البخيتي :السعودية تجاوزت حد التطبيع الى التحالف مع الكيان
  • البخيتي: النظام السعودي تجاوز التطبيع إلى التحالف العسكري والاقتصادي مع الكيان الصهيوني
  • أستاذ قانون دولي: قرار واشنطن بشأن "الجنائية الدولية" مشين ويمكن الطعن فيه
  • مستشار ترامب السابق: الرئيس الأمريكي يرى أن التطبيع بين العرب وإسرائيل هو الطريق لحل أزمات الشرق الأوسط|خاص