كيف خطط الاحتلال للبقاء في محور نتساريم؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
استخدم الاحتلال الإسرائيلي محور نتساريم، الذي يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع، كأداة إستراتيجية خلال الحرب على غزة.
وتحول المحور إلى ساحة مواجهة دامية، حيث تمكنت المقاومة الفلسطينية من تكبيد جيش الاحتلال خسائر فادحة، مما جعله رمزا للقمع الإسرائيلي والصمود الفلسطيني.
ووفق تقرير أعده مراسل الجزيرة محمد خيري، فإنه ومنذ بداية الحرب، سعت إسرائيل إلى توسيع المحور ليصبح حاجزا منيعا يشتت الفلسطينيين ويقيد حركتهم.
ومع مرور الوقت، تحول المحور إلى منطقة محصنة شهدت انتهاكات جسيمة، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على كل من يقترب، وتركوا الجثث ملقاة في العراء وفق شهادات موثقة لضباط إسرائيليين.
وعمل الاحتلال على تعزيز وجوده في المحور عبر شق الطرق ومد خطوط المياه والكهرباء، إضافة إلى إنشاء نقاط عسكرية دائمة، مما دفع المستوطنين إلى التوافد إليه بأحلام إعادة الاستيطان.
وكانت دانييلا فايس، إحدى قادة المستوطنين، من أبرز الداعمين لهذا المشروع، حيث زارت المحور مرارا بحثا عن مواقع لإعادة بناء المستوطنات.
وقبل انسحاب الاحتلال من غزة عام 2005، كانت نتساريم إحدى المستوطنات الإسرائيلية البارزة، لكن هجمات المقاومة أجبرت إسرائيل على المغادرة.
إعلان
الميدان يبدد طموحات المستوطنين
ومع اندلاع الحرب الأخيرة، تجددت طموحات المستوطنين، وتعاونوا مع ضباط بارزين مثل يهودا فاخ، قائد الفرقة 252، في محاولة لفرض السيطرة الإسرائيلية الدائمة.
غير أن الواقع الميداني كان مختلفا، إذ تحول المحور إلى مصيدة للمحتلين، حيث نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية، شملت تفجير العبوات الناسفة وعمليات قنص، مما جعل الموقع هدفا دائما لهجمات الفصائل المسلحة، وأدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وبعد شهور من القتال العنيف والمجازر والدمار، اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب من محور نتساريم مجددا في إطار صفقة مع المقاومة، وباتت المفارقة أن الموقع الذي كان يُنظر إليه داخل حكومة نتنياهو كرمز لعودة الاستيطان والسيطرة، أصبح اليوم عنوانا للهزيمة العسكرية.
واعترف قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، مثل إيتمار بن غفير، بفشل المخطط الإسرائيلي في محور نتساريم، الذي تحول إلى شاهد جديد على قدرة المقاومة الفلسطينية على إفشال المشاريع الاحتلالية، رغم محاولات ترسيخ الاستيطان بالقوة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنه أكمل سحب قواته من محور نتساريم في قطاع غزة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك بعد احتلاله لأكثر من عام و3 أشهر.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "قواتنا انسحبت من نتساريم بالكامل"، وذلك بعد صدور أوامر في وقت سابق أمس للقوات الإسرائيلية بالانسحاب من المحور الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محور نتساریم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تحاصر بالكامل وتسعى لتوسيع المنطقة العازلة
يواصل الجيش الإسرائيلي تحركاته في مدينة رفح والمناطق المحيطة بها وبهدف خلق منطقة عازلة.
فقد قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش حاصر منطقة رفح في جنوب قطاع غزة من جميع الاتجاهات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "قوات الفرقة 36 أكملت تطويق رفح.. قوات من اللواء 188 ولواء غولاني التقت وأسست محور موراغ".
وأضاف "تواصل قوات الفرقة 36 تصفية ارهابيين والعمل لتدمير بنى تحتية إرهابية لحماس فوق وتحت الأرض. خلال اليوم الأخير أنجزت القوات فتح محور موراغ"، الذي يقسم جنوب قطاع غزة بين لواء رفح وخان يونس.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن استكمال السيطرة على ممر "موراغ" الفاصل بين رفح وخان يونس، مع عمله على إحكام السيطرة الكاملة على رفح ووضعها تحت السيطرة الإسرائيلية.
وتحولت المنطقة التي كانت مقرا لأكثر من 200 ألف فلسطيني قبل الحرب إلى منطقة مهجورة، تحاصرها القوات الإسرائيلية من جميع الاتجاهات، في عملية وصفتها صحيفة هارتس الإسرائيلية بأنها تمثل إبادة للمنطقة التي تمثل نحو خمس مساحة قطاع غزة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد وصف محور موراغ بأنه ممر فيلادلفيا ثاني، مشيرا إلى أهميته في زيادة الضغط على حركة حماس.
ويقع محور "موراغ" في جنوب القطاع، على شكل ممر بري يمتد على مسافة 12 كيلومترا.
وتتمثل أهمية محور موراغ في كونه يفصل مدينة رفح بالكامل عن خان يونس ويمنع الحركة بين المحافظتين، مما يعقد من أوضاع النازحين في جنوب القطاع، فضلا عن تعطيل دخول المساعدات الإنسانية.
كما تعني سيطرة القوات الإسرائيلية على محور موراغ إنشاء مواقع تمركز للقوات الإسرائيلية في 3 محاور هي فيلادلفيا وموراغ ونتساريم، وهو ما يعني إنشاء إسرائيل لسيطرة أعمق وأطول أمدا على الارض.
ومع هذا التوسع باتت إسرائيل تسيطر على نحو 30% من مساحة غزة وفق مصادر أمنية.
وهددت مصادر أمنية إسرائيلية بتوسيع السيطرة إلى 50% في حال لم تقبل حماس في أقرب وقت، بتقديم تنازلات في عملية التفاوض.
ونقل موقع "والا" عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله: "لدينا خطط للسيطرة على نسبة 50% من أراضي قطاع غزة إن لم يتحقق تقدم في المفاوضات مع حماس".
وونقل موقع والا عن مسؤول أمني رفيع قوله إن المؤسسة الأمنية تتوقع أن يؤدي انتقال السكان الفلسطينيين إلى "الملاذات الآمنة" إلى حدوث اضطرابات وغضب من حركة حماس، على أمل أن يدفع ذلك القيادة إلى المضي قدمًا في المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين.
وبحسب المصدر الأمني ذاته، فإنه في حال لم تقبل حماس في أقرب وقت، بتقديم تنازلات في عملية التفاوض، فإن إسرائيل ستنفذ خطة تقضي بالسيطرة على 50% من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح، وترحيل عدد أكبر بكثير من السكان الفلسطينيين إلى مناطق أخرى في القطاع.