تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حالة من القلق تنتاب الملايين من سكان الولايات المتحدة بعدما تناقلت تقارير إخبارية نشرتها شبكة "أيه بي سي" الأمريكية، تفيد بانتشار موجة جديدة من الفيروس المخلوي التنفسي والمعروف اختصارًا بـ (RSV)، مما تسبب إغلاق بعض المدارس في الولايات الأمريكية.

ماذا نعرف عن الفيروس المخلوي التنفسي RSV؟

بالبحث عن أصل المرض رصدت العديد من مراكز الأبحاث الأمريكية أصل الفيروس المسبب لأعراض تنفسية خطيرة على الأطفال، حيث يعد الفيروس المخلوي التنفسي  RSVمن الأمراض الموسمية في بعض بقاع العالم وعلى رأسها استراليا، حيث ينتشر فيها كل عام خلال أشهر أبريل ومايو، وفي السنوات الأخيرة وبالتحديد بداية من عام 2022 أصبح الفيروس من الأمراض المتوطنة في الولايات المتحدة وتسبب انتشاره لعدة مرات في إغلاق المدارس واتخاذ إجراءات احترازية مشابهة لتلك المفروضة أبان انتشار جائحة كورونا "كوفيد – 19".

أعراض الفيروس المخلوي التنفسي  RSV

ويسبب الفيروس المخلوي التنفسي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي، وبخاصة للأطفال الصغار أو حديثي وتشير تقارير طبية صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة العدوى والأمراض المزمنة "CDC" الى أن معظم الأطفال التي تصاب بالفيروس مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم العامين، كما يمكن أن يصيب الفيروس المخلوي التنفسي البالغين أيضًا، وبالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنًا، فإن أعراض الفيروس المخلوي التنفسي تكون خفيفة، وعادة تشبه أعراض الزكام. 

وبالنظر إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يسبب عدوى شديدة لدى بعض الأشخاص، بما فيهم الأطفال بعمر 12 شهرًا فما دون "الرضّع"، خاصة من ولدوا قبل أوانهم، والبالغين الأكبر سنا، والأشخاص المصابين بمرض القلب والرئة، وأي شخص مصاب بضعف جهاز المناعة.

وتبدأ الأعراض في الظهور على الأشخاص المصابين بعد أربعة إلى ستة أيام من التعرض للفيروس، فبالنسبة للبالغين والأطفال الأكبر سنا، فإن الفيروس المخلوي التنفسي يسبب عادة علامات وأعراضًا خفيفة تشبه الزكام. وقد تتضمن ما يلي:

سيلان الأنف أو احتقانهالسعال الجافالحمى الخفيفةالتهاب الحلقالعُطاسالصداع

وفي الحالات الشديدة يمكن أن تنتقل عدوى الفيروس المخلوي التنفسي إلى المجرى التنفسي السفلي، مسببةً التهاب الرئة أو القصبات، وهي الممرات الهوائية الصغيرة المؤدية إلى الرئة. قد تشمل العلامات والأعراض ما يلي:

الحُمّىالسعال الشديدالأزيز — وهو صوت حاد يُسمع عادةً خلال الزفيرالتنفس السريع أو صعوبة التنفس — وقد يفضل المريض القيام بدل الاستلقاءازرقاق الجلد بسبب نقص الأكسجين (الزُراق)الأطفال الرضع الأكثر عرضة لمخاطر RSV

ويعد الأطفال بشكل عام والأطفال في سن الرضاعة هم الأكثر عرضة لمخاطر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي  RSV إذ يعدالرُضّع هم أشد الفئات تأثرًا بالفيروس المخلوي التنفسي، وتشمل علامات وأعراض الإصابة الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الرُضّع ما يلي:

تنفس سريع وقصير الوتيرة وغير عميقالمجاهدة أثناء التنفس، حيث ينسحب الجلد والعضلات للداخل مع كل نفَسالسعالالتغذية السيئةتعب غير معتاد (خمول)الانفعال

يتعافى معظم الأطفال والبالغين خلال أسبوع إلى أسبوعين، لكن قد تتكرر ظاهرة الأزيز لدى البعض. بعض أطفال الخداج أو الأطفال المصابين بمشاكل قلبية أو رئوية مزمنة قد يصابون بعَدوى حادة أو مهددة للحياة تستدعي البقاء في المستشفى.


أكثر الفئات المعرضة لمخاطر RSVالرضّع، خصوصًا أطفال الخداج بعمر 6 شهور أو أقلالأطفال المصابون بمرض قلبي منذ الولادة (المرض القلبي الخلقي) أو أمراض القلب المزمنةالأطفال أو البالغون المصابون بضعف جهاز المناعة بسبب أمراض كالسرطان أو بسبب علاجات معينة كالعلاج الكيميائيالأطفال المصابون بالاضطرابات العصبية العضلية، مثل الحثل العضليالبالغون المصابون بمرض القلب أو الرئةالبالغون الأكبر سنًا، خاصة من هم بعمر 65 سنة فأكثرالفرق بين الفيروس المخلوي التنفسي وكوفيد 19

ويتشابه الفيروس المخلوي التنفسي  RSV مع أعراض فيروس كورونا "كوفيد – 19" نظرًا لأن الفيروس المخلوي التنفسي ومرض فيروس كورونا 2019 من الفيروسات التنفسية، فإن بعض أعراضهما يمكن أن تتشابه. بالنسبة للأطفال، يسبب مرض فيروس كورونا 2019 عادة أعراضًا طفيفة مثل الحمى وسيلان الأنف والسعال. بالنسبة للبالغين المصابين مرض فيروس كورونا 2019، فإن الأعراض قد تكون أشد، وقد تتضمن صعوبة التنفس.

قد تؤدي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي إلى إضعاف المناعة وزيادة احتمال الإصابة مرض فيروس كورونا 2019 بالنسبة للأطفال والبالغين. وقد يحدث هذان النوعان من العدوى معًا، مما قد يؤدي إلى زيادة شدة مرض مرض فيروس كورونا 2019.

كيف تأتي الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي  RSV؟

يصاب الأشخاص بالفيروس المخلوي التنفسي عند ملامشة الأشياء أو المرضى المثابين بالفيروس، حيث يدخل الفيروس إلى الجسم من خلال العينين أو الأنف أو الفم، وينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال الرذاذ التنفسي الموبوء، كما يمكن أن تنتقل العدوى عندما يعطس شخص مصاب بالفيروس المخلوي التنفسي أو يسعل بالقرب من الآخرين، كما يمكن أن ينتقل الفيروس للآخرين عبر الاتصال المباشر، مثل المصافحة والتلامس المباشر أو التقبيل. 

وتكمن خطورة الفيروس المخلوي التنفسي  RSV، أنه يمكن أن يعيش لعدة ساعات فوق الأشياء الصلبة مثل أسطح الطاولات والألعاب وقضبان سرير الطفل، وإذا لمست فمك أو أنفك أو عينيك بعد لمس جسم ملوث، فمن المحتمل أن تصاب الفيروس.

كيف تنتقل العدوى؟

يكون الشخص المصاب ناقلًا للعدوى بأقصى حد خلال الأسبوع الأول تقريبا بعد بدء الإصابة، لكن بالنسبة للرضّع والأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة، فقد يستمرون بنشر الفيروس حتى بعد زوال الأعراض، وذلك لمدة تصل إلى أربعة أسابيع.

مضاعفات خطيرة للفيروس المخلوي التنفسي 

الالتهاب الرئوي: 

الفيروس المخلوي التنفسي من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الرئة والتهاب القصبات لدى الرضّع. ويمكن أن تحدث هذه المضاعفات عندما ينتقل الفيروس إلى الجزء السفلي من المجرى التنفسي. ويمكن أن يكون التهاب الرئة خطيرًا على الرضّع والأطفال الصغار والبالغين الأكبر سنًا والأشخاص المصابين بضعف المناعة أو المصابين بمرض قلبي أو رئوي مزمن.

التهاب الأذن الوسطى: 
إذا دخلت الجراثيم إلى المساحة الواقعة خلف طبلة الأذن، فقد يصاب الشخص بالتهاب الأذن الوسطى. وتحدث معظم هذه الحالات للرضّع والأطفال الصغار.

الربو:
قد يكون هناك ارتباط بين العدوى الحادة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الأطفال واحتمال الإصابة بالربو في المستقبل.

الالتهابات المتكررة:
يمكن أن تتكرر العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي. حتى أنه من الممكن أن تتكرر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي خلال نفس الموسم. لكن الأعراض لا تكون بنفس الشدة عادة، وتكون شبيهة بالزكام. لكن يمكن أن تكون الأعراض خطيرة لدى البالغين الأكبر سنًا أو الأشخاص المصابين بمرض القلب أو الرئة المزمن.

الوقاية.. كيف تساعد في منع انتشار العدوى؟

يمكن للفيروس المخلوي التنفسي (RSV) إصابة أي شخص، ولكن الأطفال الخُدَّج والأطفال الرُضَّع، فضلاً عن البالغين الأكبر عمرًا، المصابين بمرض في القلب أو الرئتين أو يعانون من نظام مناعي ضعيف، أكثر عرضة لخطر حدوث عدوى شديدة، حيث يعاني البالغون الأكبر عمرًا من أنظمة مناعية ضعيفة، وخاصةً هؤلاء الذين يعانون من حالات مرضية مستمرة، مثل مرض في القلب أو الرئتين. وللمساعدة في تجنب حدوث عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، قامت إدارة الغذاء والدواء (FDA) باعتماد لقاحات الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) للبالغين بعمر 60 عامًا وأكبر.

يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن يتحدث البالغون بعمر 60 عامًا وأكبر مع مختص الرعاية الصحية المتابع لحالتهم بشأن الحصول على لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وخاصةً إذا كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV) الحاد، فهناك لقاحان متوفران لهذه الفئة العمرية: أبريسفو وأريكسفي. لا يوصي مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بالحصول على أحدهما دونًا عن الآخر. وكل واحد منهما عبارة عن حقنة مكونة من جرعة واحدة.

وللمساعدة في منع انتشار العدوى يجب اتباع العادات الصحية التالية:غسل اليدين باستمرار: يجب تعليم الأطفال أهمية غسل اليدين.تجنُّب التعرُّض للعدوى: يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، كما يجب الحد من مخالطة الطفل للأشخاص المصابين بالحُمّى أو الزكام.الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة والمقتنيات: من المهم الحفاظ على نظافة المطبخ والحمام وأسطح الطاولات ومقابض الأبواب وغيرها من الأسطح التي تُلمَس باستمرار. ويجب إلقاء المناديل المستعمَلة فورًا في سلة المهملات.عدم مشاركة أكواب الشرب مع الآخرين: يجب استخدم كوب شرب خاص لكل شخص أو أكواب أحادية الاستخدام في حال مرض أي شخص. ويُنصح بوضع ملصق على كل كوب لتحديد صاحبه.تجنُّب التدخين: الأطفال الذين يتعرضون لدخان التبغ أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي وللإصابة بأعراض أشد، وبالنسبة للأهل المدخنين، يجب الامتناع مطلقًا عن التدخين داخل المنزل أو السيارة.غسل الألعاب بانتظام: من الضروري فعل ذلك في حال إصابة الطفل أو رِفاقه بالمرض.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فيروس الولايات المتحدة الفيروس المخلوي التنفسي كوفيد 19 أستراليا الفيروس المخلوي التنفسي RSV بالفیروس المخلوی التنفسی الأشخاص المصابین المصابین بمرض الأکبر سن ا التنفسی ا أکثر عرضة القلب أو یمکن أن أعراض ا مرض فی

إقرأ أيضاً:

الجسم يستعد مبكرا للأمراض والخلايا التائية تتعب

اكتشف فريق بحثي أن الجسم يُهيئ نفسه مُبكرا لاحتمالية تفاقم المرض حتى في حالات العدوى البسيطة. وأظهر العلماء أنه مع بداية المرض الخفيف، يُنتج الجسم خلايا مناعية خاصة لم تكن معروفة سابقا إلا في حالات العدوى المزمنة الشديدة والأورام.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة ميونخ التقنية (Technical University of Munich) ومعهد هيلمهولتز ميونخ في ألمانيا ونشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" في السابع من أبريل/نيسان الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

الخلايا التائية وأنشطتها

يوجد أنواع مختلفة من الخلايا التائية في الجسم، ولكل منها دور حاسم في الجهاز المناعي. فهي تُحارب مُسببات الأمراض وتُسيطر على الاستجابة المناعية، ولكن بعض الأنواع الفرعية تُصبح أقل فعالية أو حتى يتوقف نشاطها تماما مع تقدم المرض، ويكون لذلك نتائج سلبية في ظروف معينة وإيجابية في حالات أخرى.

يكون لإنهاك الخلايا دور إيجابي في وقاية الجسم، ففي حالات العدوى المُستمرة قد يُلحق الجهاز المناعي الضرر بالجسم إذا استمر في مُحاربة مُسببات الأمراض بقوة. على صعيد آخر يُمثل إنهاك الخلايا التائية مشكلة في علاج السرطان، حيث قد لا تكون العلاجات فعّالة.

يقول ديتمار زين، أستاذ فسيولوجيا الحيوان والمناعة في جامعة ميونخ التقنية وأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: "لقد تمكنا من إثبات أن الجسم يُهيئ أنواعا فرعية من الخلايا التائية للإنهاك حتى في المراحل المبكرة من العدوى للأمراض المتوسطة".

الجسم يضع الخلايا المناعية تحت تصرفه

استنتج الفريق من هذا الاكتشاف أن الجسم يجمع مجموعة من الخلايا التائية المختلفة في وقت مبكر من بداية المرض لتسليح نفسه، لمواجهة مراحل تطور المرض المختلفة. وبذلك يمتلك الجسم خلايا تحت تصرفه لجعل الاستجابة المناعية أكثر عدوانية أو أكثر لطفا بناء على مسار المرض.

إعلان

يقول ديتمار زين: "تُوسّع نتائجنا الفكرة التقليدية حول تطور إنهاك الخلايا التائية. لذلك، نفترض أن ملاحظاتنا ستساعد في فهم الآليات الكامنة وراء إنهاك الخلايا التائية بشكل أعمق".

وفهم هذه العمليات بشكل أفضل قد يُسهم مستقبلا في التحكم في الاستجابة المناعية، مثل تقوية جهاز المناعة لدى مرضى السرطان أو إضعاف الدفاعات المفرطة، كما هو شائع في الحالات الشديدة من كوفيد-19.

مقالات مشابهة

  • قبل حكم الغد.. متى تنتقل الشقة الإيجار القديم من المستأجر إلى الورثة؟
  • علامات تحذيرية لإصابتك بالديدان الطفيلية
  • تشكيل لجان للجرد الكامل لجميع مخازن مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية
  • وكيل الصحة بالقليوبية يتفقد مجمع المحارق بالخانكة
  • صوتك حياتك… مبادرة لدعم الأطفال المصابين باضطرابات نفسية وسلوكية بثقافي القصير بحمص
  • الجسم يستعد مبكرا للأمراض والخلايا التائية تتعب
  • ابتكار علكة مضادة للفيروسات للحد من انتشار العدوى
  • شمع الأذن الأسود.. أسبابه وكيف يمكن علاجه؟
  • مؤتمر السكتة الدماغية يناقش تعرض الرياضيين في الملاعب للحالات المشابهة
  • طرق علاج اكتئاب الفصول وأعراضه