قال محللون إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسيطرة على قطاع غزة ستؤخّر حتماً محاولات التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وستغذّي الشعور بالعداء للولايات المتحدة داخل المملكة.

وأثار اقتراح ترامب إعادة تطوير غزة ونقل أكثر من مليوني فلسطيني فيها الى دول أخرى، صدمة واستهجاناً واسعاً خاصةًفي العالم العربي.

ويقول الباحث في معهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية جيمس دورسي: "إذا كانت هذه هي سياسته أي ترامب، فقد أغلق الباب أمام اعتراف السعودية بإسرائيل".

تصريحات #ترامب تفاجئ ناخبيه العرب الجدد #تقارير24https://t.co/P0PJ3EW3c9 pic.twitter.com/1CLXPbC6zk

— 24.ae (@20fourMedia) February 9, 2025

ويُنظر إلى اعتراف السعودية بإسرائيل، إن حصل، على أنه جائزة كبرى للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط تهدف إلى تهدئة التوترات المزمنة في المنطقة.

لكن السعودية، أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، لا يمكن أن تقبل زعزعة الاستقرار قرب حدودها، إذا استقبلت مصر والأردن أعداداً كبيرة من  المُبعدين من قطاع غزة.

في الوقت نفسه، ترغب الرياض في الحفاظ على علاقات ودية مع واشنطن، حليفتها منذ عقود رغم بعض البرودة في العلاقات أحياناً، والحصن المنيع ضد غريمتها الإقليمية إيران.

REAL CHANGE!! Trump Is Changing the World Order With Unprecedented Speed https://t.co/olSrznLZc2

— CmbtDocKev (@CmbtVet71) February 8, 2025 رد فعل سريع

وكان السعوديون منخرطين في محادثات مبدئية مع إسرائيل عبر الولايات المتحدة، حتى قبل أيام قليلة من اندلاع الحرب في قطاع غزة، لكنهم أوقفوا المفاوضات، وتشدّدوا في موقفهم بعد الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

بعد إعلان ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اقتراحه نقل سكان غزة الى مصر والأردن، وأن يصبح القطاع الفلسطيني ملكية أمريكية، ردّت الرياض بسرعة غير عادية.

فبعد ساعة من تصريحاته المثيرة للجدل، قبل الرابعة صباحاً بتوقيت السعودية، نشرت وزارة الخارجية بياناً عبر إكس، أكّدت فيه "رفضها القاطع.. السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".

في البيان نفسه، رفضت الرياض تعليق نتانياهو عن التطبيع بين السعودية وإسرائيل الذي "سيحدث"، وجدّدت التأكيد أنه لن يكون هناك تطبيع قبل إقامة دولة فلسطينية.

وتشكّل خطة ترامب كذلك خطراً على مشروع المملكة الطموح للتحوّل الاقتصادي بعيداً عن النفط، والذي يعتمد على الاستقرار لجذب الأعمال والسياحة.

ويقول الباحث السعودي عزيز الغشيان، إن نزوح سكان غزة إلى مصر والأردن "سيضعف دولتين أساسيتين للاستقرار الإقليمي ولأمن السعودية". ويتابع "تشكّل خطة ترامب، إلى جانب نهج نتانياهو، مخاطر كبيرة على المملكة". 

ويضيف أنها "تسلّط الضوء على أن الإسرائيليين ليسوا شركاء حقيقيين في السلام في نظر الرياض، خاصةً نتانياهو الذي يبدو أنه يريد كل الفوائد دون تقديم تنازلات".

#وزارة_الخارجية: المملكة تُثمن ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرح به بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كما تثمن المملكة هذه المواقف التي تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية.https://t.co/uLn74ZURTw#واس_عام pic.twitter.com/OjRX7neDhc

— واس العام (@SPAregions) February 9, 2025 تطبيع أكثر صعوبة

وتقول آنا جاكوبس من معهد الخليج العربي في واشنطن، إن تصريحات ترامب "ستزيد زعزعة استقرار المنطقة وتغذّي المشاعر المعادية لأمريكا، خاصةً في المملكة". وتتابع أن الاقتراح "يجعل التطبيع السعودي الإسرائيلي أكثر صعوبة".

ويقول أندرياس كريغ من جامعة كينغز كوليدج لندن إن السعودية لن توافق بخنوع على التطبيع إذا أمرت به واشنطن.

وقبل حرب غزة، كان السعوديون يتفاوضون على ضمانات أمنية والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني مقابل العلاقات مع إسرائيل. ويقول كريغ إن السعودية "ليست دولة تابعة للولايات المتحدة، وبالتالي لا تقبل إملاءات من ترامب". ويتابع "اعتقد أنها ستتمسك بمواقفها، راغبة في التفاوض لكن الخطوط الحمراء الرئيسية ستظل قائمة".

في مصر..قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطينية - موقع 24دعت مصر اليوم الأحد، لعقد قمة عربية طارئة، للنظر في آخر تطورات القضية الفلسطينية.

ويرى أن "لا أحد في المملكة لديه مصلحة في بيع الدولة الفلسطينية. هذه هي الورقة الأخيرة والأكثر أهمية التي يملكها السعوديون من حيث السلطة والشرعية في العالم العربي والإسلامي".

يقول كريغ "لا أعتقد أن السعوديين سيتخذون أي خطوات كبيرة الآن.. من الواضح أن لديهم أدواتهم التي يمكنهم استخدامها للضغط على أمريكا خاصةً في قطاع الطاقة. لا أعتقد أن السعوديين يريدون استخدامها في هذه المرحلة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اقتراح ترامب زعزعة الاستقرار مشروع المملكة زعزعة استقرار المنطقة برنامج نووي مدني الدولة الفلسطينية أدواتهم السعودية عودة ترامب الصين فلسطين

إقرأ أيضاً:

خطط ترامب لإلغاء 10 آلاف وظيفة صحية تهدد بتأخير تراخيص الأدوية

باريس"أ ف ب": شهدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (اف دي ايه FDA) منعطفا حاسما في مجال ابتكار الأدوية، من خلال التخلّي تدريجيا عن اختبارات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة على الحيوانات، وهي علاجات تستخدم تحديدا لمعالجة الأورام وأمراض معقدة أخرى.

ويرمي هذا القرار إلى "تسريع عملية ابتكار الأدوية"، وخفض "تكاليف البحث والتطوير وبالتالي أسعار الأدوية".

وأكدت إدارة الغذاء والدواء أن "آلاف الحيوانات، بينها كلاب وقردة، ستُنقَذ سنويا بفضل اعتماد هذه الأساليب الجديدة".

وقد فتحت الولايات المتحدة عام 2023 المجال لبيع الأدوية المُبتكرة من دون الاستعانة بالحيوانات.

وبدأت راهنا تتخذ خطوات فعالة، إذ تعتزم إطلاق برنامج تجريبي يتيح لمصنعي الأجسام المضادة وحيدة النسيلة إجراء الفحوص الكاشفة عن السمية (تُجرى قبل إجراء التجارب على البشر) من دون الحاجة إلى إجراء اختبارات على الحيوانات.

وتأتي هذه الاستراتيجية في وقت تخطط إدارة ترامب لإلغاء 10 آلاف وظيفة في وزارة الصحة والهيئات الإنسانية والوكالات الصحية، مما يثير مخاوف بشأن تأخير إصدار الموافقات على الأدوية الجديدة.

وعلى أوروبا أيضا أن تحدّد هذا العام الإجراءات اللازمة للتخلص تدريجيا من التجارب على الحيوانات في تقييم سلامة المنتجات الكيميائية، بما في ذلك الأدوية.

- بدائل -

لا تزال القوانين الأوروبية تشترط إجراء اختبارات على الحيوانات قبل إصدار ترخيص ببيع الدواء أو المنتج.

إلا ان الابتكارات التكنولوجية توفر بدائل في مجال الأبحاث الطبية، بحسب لجنة "برو انيما" العلمية التي تعمل على تسريع التحوّل نحو البحوث التي لا تستعين بالحيوانات.

وتشكل هذه الابتكارات فرصة يمكن استخدامها، إذ أن النماذج الحيوانية لا تسمح بالتنبؤ بالسمية لدى البشر في 50% من الحالات على الأقل، بحسب الوكالة الوطنية الفرنسية للأبحاث.

بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، تُعدّ العضيات - وهي أنظمة زراعة خلايا تنتج نسخا ثلاثية الأبعاد مصغرة من العضو - والأعضاء على الشرائح الكترونية، والتي تحاكي عمل العضو على نطاق بطاقة الذاكرة، أدوات تجريبية جديدة.

وهذه التقنيات قادرة على اختيار الجزيئات واختبار فعاليتها ودرجة سميتها باستخدام كمية قليلة جدا من المواد البيولوجية، وتتحدث عنها منظمات أبحاث كبرى على انها استجابة لقانون عن التجارب التي تحد بشكل متزايد من استخدام الحيوانات.

ويبقى أن نرى إلى أي مدى سيتم أخذ هذه الأساليب الجديدة في الاعتبار في خارطة الطريق التي وضعتها المفوضية الأوروبية بشأن تقييم المخاطر الكيميائية، والتي يُتوقَّع أن تصدر بحلول نهاية العام.

و"كيف ستقوم هيئات تنظيم الأدوية بدمجها في معاييرها لقبول طلبات التسويق"، بحسب "برو أنيما" .

- القدرة التنافسية -

تقول هذه المنظمة "إذا كانت أوروبا تريد أن تبقى مبتكرة وقادرة على المنافسة، فيتعين عليها أن تتبع" المسار الذي اتخذته الولايات المتحدة والهند التي ألغت إلزامية إجراء الاختبارات على الحيوانات في عملية ابتكار الأدوية.

وكانت هولندا قد اتخدت خطوة في هذا الخصوص من خلال افتتاح مركز انتقالي وطني مخصص لطرق استبدال التجارب على الحيوانات والحد منها.

يعتبر مختبر "ميرك" الألماني أن "من الضروري وضع خارطة الطريق هذه بواقعية"، مؤكدا أنه "نجح في خفض عدد الحيوانات" المستخدمة في أبحاثه "بنسبة تزيد على 20%" خلال السنوات الخمس الماضية.

ويضيف إنّ "التحدي والعائق الرئيسيين لا يتمثلان في التكنولوجيا البديلة في ذاتها، بل في العملية الطويلة والبيروقراطية لقبول الأساليب البديلة من قبل السلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم".

وبينما بدأ التخلي عن استخدام الحيوانات في الأبحاث، لا تزال هذه الممارسة تُعدّ سابقة لأوانها في الجراحة التنظيرية داخل الجسم (القلب، والجهاز الهضمي، وأمراض النساء..)، التي يتم إجراؤها جزئيا على الحيوانات.

وحتى اليوم، لا توفر النماذج المختبرية والمحاكاة الحاسوبية "استجابة لمسية واقعية للجراح، ولا يمكنها إعادة إنتاج النزف المرتبط بالثغرات الوعائية بشكل صحيح"، بحسب الأكاديمية الفرنسية للطب.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: طفرة صناعية في العلاقات مع السعودية.. ونرحب بمستثمري المملكة
  • بمشاركة 20 وزيرًا من المملكة والعالم.. الرياض تستضيف اجتماعًا وزاريًّا دوليًّا
  • وزير الطاقة الأمريكي: سنوقع اتفاقية مع السعودية لتطوير الصناعات النووية السلمية في المملكة
  • الاتحاد الدولي للفروسية يُشيد بالنجاح الكبير لاستضافة المملكة “جولة الرياض” للجياد العربية
  • في 9 دول.. المدارس السعودية تقدم تعليماً وطنياً لأبناء المملكة في الخارج
  • الاتحاد الدولي للفروسية يُشيد بنجاح المملكة في استضافة “جولة الرياض” للجياد العربية
  • خطط ترامب لإلغاء 10 آلاف وظيفة صحية تهدد بتأخير تراخيص الأدوية
  • السعودية: غدا آخر موعد لدخول المعتمرين إلى المملكة
  • كوت ديفوار تهدد بزيادة تكلفة تصدير الكاكاو ردا على رسوم ترامب
  • "سياسات ترامب" تهدد هيمنة الدولار الأمريكي