شبكة اخبار العراق:
2025-04-15@09:31:56 GMT

الفساد في العراق.. معركة الإصلاح الصعبة

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

الفساد في العراق.. معركة الإصلاح الصعبة

آخر تحديث: 9 فبراير 2025 - 1:33 م  بقلم: د. مصطفى الصبيحي يُعَدُّ الفساد في العراق من أبرز التحديات التي تعرقل التنمية والاستقرار، حيث يُصنَّف ضمن الدول الأكثر فسادًا عالميًا، وفقًا لمؤشر مدركات الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية لعام 2022، حيث احتل المرتبة 157 من أصل 180 دولة. يعكس هذا التصنيف مدى تفشي الفساد في مختلف مؤسسات الدولة، ويكشف عن ضعف المنظومة الرقابية والشفافية، إلى جانب استغلال المناصب لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة.

يرتبط الفساد في العراق بعدة أسباب رئيسية، يأتي في مقدمتها نظام المحاصصة السياسية الذي يقوم على توزيع المناصب الحكومية وفقًا للانتماءات الحزبية والطائفية بدلًا من الكفاءة، وهو ما أدى إلى تعيين مسؤولين غير مؤهلين واستغلال السلطة لتحقيق مصالح فئوية ضيقة. كما أن ضعف الأجهزة الرقابية يمثل عاملًا رئيسيًا في استمرار الفساد، حيث تعاني هذه المؤسسات من نقص في الاستقلالية والموارد، مما يجعلها غير قادرة على ملاحقة الفاسدين بفعالية. إضافة إلى ذلك، فإن غياب الشفافية في العمليات الحكومية يسهم في تسهيل الممارسات الفاسدة، حيث يتم إخفاء المعلومات المتعلقة بالإنفاق العام والعقود الحكومية، مما يمنح الفاسدين فرصة للعبث بالمال العام دون رقابة حقيقية. لمواجهة هذه الظاهرة، اتخذت الحكومة العراقية عدة إجراءات لمكافحة الفساد، من بينها تأسيس هيئة النزاهة التي تُعنى بالتحقيق في قضايا الفساد وملاحقة المسؤولين المتورطين. كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة داخل مؤسسات الدولة، إلى جانب التعاون مع منظمات دولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم العراق في تطوير قدراته الرقابية وتعزيز القوانين الرادعة. ومع ذلك، لا تزال هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة، أبرزها التدخلات السياسية التي تعيق عمل الأجهزة الرقابية والقضائية، وضعف التنفيذ الفعلي للإجراءات التي تم الإعلان عنها. لضمان مكافحة أكثر فاعلية للفساد، يتطلب الأمر تعزيز استقلالية القضاء وتحصينه من التدخلات السياسية حتى يتمكن من محاسبة الفاسدين دون قيود أو ضغوط. كما ينبغي تفعيل دور المجتمع المدني في مراقبة الأداء الحكومي والكشف عن الممارسات الفاسدة، وذلك من خلال تمكين الصحافة الحرة ودعم المنظمات غير الحكومية المهتمة بالشفافية والمساءلة. إضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الشفافية من خلال نشر البيانات المالية المتعلقة بالإنفاق الحكومي والمناقصات والعقود العامة من شأنه أن يمنح المواطنين فرصة أكبر لمراقبة الأداء الحكومي والمساهمة في محاربة الفساد. كما يعد إصلاح نظام المحاصصة السياسية ضرورة ملحة، حيث يتطلب الأمر تبني آليات تعيين قائمة على الكفاءة والنزاهة بدلًا من المحاصصة الحزبية والطائفية التي ساهمت في ترسيخ الفساد داخل مؤسسات الدولة. رغم الجهود المبذولة، لا يزال الفساد يشكل تحديًا كبيرًا يهدد استقرار العراق ويعيق تقدمه. القضاء على هذه الظاهرة يتطلب إرادة سياسية قوية وإصلاحات هيكلية جذرية تضمن تعزيز الشفافية والمساءلة، إضافة إلى تفعيل دور المؤسسات الرقابية والقضائية دون أي تدخلات سياسية. إن بناء دولة خالية من الفساد يتطلب تعاونًا جادًا بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية، كما يحتاج إلى سياسات واضحة تضمن تنفيذ القوانين بصرامة وتحقيق العدالة لجميع المواطنين.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الفساد فی

إقرأ أيضاً:

علاء عابد: مصر تشهد نهضة حقيقية رغم التحديات الاقتصادية الصعبة

أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، دعمه الكامل لما تقوم به الحكومة، مشيرًا إلى أن مصر تشهد نهضة حقيقية رغم التحديات الاقتصادية الصعبة.

وقال عابد، خلال كلمته بالجلسة العامة لمناقشة الحساب الختامي للموازنة العامة 2023/2024، إنه يؤمن بنظرية «تبديل الكراسي»، مشيرًا إلى أن بعض النواب الذين تم تعيينهم في مناصب تنفيذية منهم من استطاعوا أداء أدوارهم بكفاءة، وأنهم شاهدوا عمل الحكومة من منظور مختلف، ومنهم من استكمل المشوار ومنهم من رحل.

وأضاف رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أنه حين اطلع على الحساب الختامي كانت لديه بعض الملاحظات، ودوّنها في مذكرة رسمية طالب بإدراجها ضمن مضبطة الجلسة.

وفي سياق حديثه، نوّه النائب علاء عابد، إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة خلال الأيام الماضية، مشيدًا بحفاوة الاستقبال التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، واعتبرها تعبيرًا عن مكانة مصر دوليًا.

وأوضح عابد، أن الديون ليست عيبًا في حد ذاتها، ضاربًا المثل بالولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً: أكبر دولة اقتصادية في العالم مدينة، لكن المهم هو كيفية إدارة الديون وآلية إنفاقها وتنفيذها.

واختتم النائب علاء عابد، كلمته بالتأكيد على دعمه الكامل للحكومة، قائلاً: أنا أؤيد كل ما تقوم به الحكومة.. لكن مع أخذ الملاحظات التي قدمتها في مذكرة.

ووجه المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب بمنح الحكومة نسخة من ملاحظات النائب علاء عابد للرد عليها في نهاية الجلسة.

مقالات مشابهة

  • سامسونغ تكشف عن لوحي خارق للمهام الصعبة!
  • أحداث الدقهلية.. إجراء 2892 عملية قلب للمرضى غير القادرين. واستمرار الحملات الرقابية
  • «اللافي» يبحث مع البعثة الأممية تعزيز مبادئ الشفافية والإفصاح
  • شكشك: استقلالية الديوان أساس لتعزيز الشفافية وحماية المال العام
  • «المنفي» يستقبل السفير الفرنسي.. تعزيز مبادئ الشفافية والعدالة
  • علاء عابد: مصر تشهد نهضة حقيقية رغم التحديات الاقتصادية الصعبة
  • نائب:الفساد لن يغادر المؤسسات الحكومية طالما العراق تحت سلطة اللصوص
  • استمرار الحملات الرقابية للتأكد من الالتزام بتعريفة الركوب الجديدة في المنيا
  • محافظ المنيا يتابع الحملات الرقابية على المواقف للتأكد من الالتزام بتعريفة الركوب الجديدة
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟