تصريحات ترامب تفاجئ ناخبيه العرب الجدد
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
جلس نحو6 أمريكيين من أصل لبناني أمام المركز التجاري في الطابق الأرضي من مركز فايرلين تاون.
تصريحات ترامب كانت مجرد حيلة تفاوضية عديمة الذوق
كان علي حمود 77 عامًا، لا يزال غاضبًا مما قاله الرئيس دونالد ترامب منذ أيام عن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، ونقل سكانه المتبقين وتسهيل إعادة تطويره باعتباره "ريفييرا الشرق الأوسط".وكان حمود من بين الديمقراطيين القدامى الذين ساعدوا ترامب في الفوز بهذه المدينة ذات الأغلبية العربية الأمريكية خارج ديترويت، ودعموه لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب استيائهم من دعم جو بايدن وكامالا هاريس المستمر لإسرائيل.
وتقول "واشنطن بوست" إن بعض الناخبين الأمريكيين العرب الذين ساعدوا ترامب في استعادة ميشيغان يتساءلون إذا كانوا خدعوا بوعوده بإنهاء سريع للحرب التي خلفت دماراً في غزة.
Trump’s Gaza proposal frustrates his new Arab American supporters https://t.co/Ca3kM7ghh3
— Dan Keashen (@DanKeashen) February 9, 2025وقال حمود، وهو واحد من أكثر من 12 أجريت معهم المقابلات: "بدل مساعدتهم في بلدهم، يريد أن يجعلها ريفييرا ويطرد جميع الفلسطينيين"، قبل أن يضيف أن خطة ترامب "لن تتحقق أبداً".
ومع ذلك، لفت إلى أنه لم يندم على التصويت لترامب في العام الماضي، قائلاً: "ما زلت أحبه، بطريقة ما. إنه جيد لأمريكا. ولكن في سياسة الشرق الأوسط، فهو رديء".
ورأى البعض أن تصريحات ترامب كانت مجرد حيلة تفاوض قليلة الذوق وأنه سيتراجع عنها. ويعتقد آخرون أن ترامب خدع أنصاره العرب الأمريكيين الجدد، وأغراهم بضمانات السلام، واحترام الفلسطينيين، فقط لتنفيذ أوامر إسرائيل. وعلى نطاق واسع، حتى غير الراضين عن إعلانه الأخير لا يزالون يعطونه الفضل في وقف إطلاق النار، معتقدين أن انتخابه عجل بعملية كانت لتستغرق وقتًا أطول لولا ذلك.
وأضافت الصحيفة أن قدرة ترامب على الاحتفاظ بهؤلاء المؤيدين الجدد قد تكون لها آثار كبيرة ليس فقط على السباقات الرئيسية المقبلة، على مستوى الولاية والتي يعتقد الجمهوريون أنهم قادرون على الفوز بها في ميشيغان، ولكن أيضاً على الائتلاف الهش الذي جمعه الحزب لكسب الأرض هذا الخريف، وإعلان تفويضات الحكم الشاملة.
جاء ترامب إلى منصبه متعهداً بدعم إسرائيل أكثر مما كان عليه بايدن في أي وقت مضى، ولكنه حث أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على إنهاء الصراع بسرعة. كما قال ترامب لحماس: "سيكون هناك ثمن باهظ" إذا لم تطلق سراح الرهائن المتبقين قبل يوم التنصيب.
Trump’s Gaza proposal frustrates his new Arab American supporters https://t.co/xta9ZJfnya
— Senator Sheehan (@SenatorSheehan) February 9, 2025وعمل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن كثب مع فريق بايدن المنتهية ولايته للمساعدة في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار الذي هدأ القتال في 19 يناير(كانون الثاني)، قبل يوم واحد من استعادة ترامب منصبه.
بداية من سبتمبر(أيلول)، شنت إسرائيل غارات جوية واسعة النطاق على ما قالت إنها مواقع لحزب الله في لبنان، تلاها غزو بري. ووافقت على وقف إطلاق النار هناك في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال في الأراضي اللبنانية.
وبدوره، صوت هاشم، الديمقراطي السباق، أيضاً لصالح ترامب لأول مرة في نوفمبر(تشرين الثاني) لكنه لا يشعر بالرضا عن ذلك الآن. وقال هاشم: "لا أحبه. لقد تحدث بشكل لطيف قبل أن يدخل. قال الجميع إنه يصنع السلام، ولا يريد المزيد من الحروب، ولا المزيد من المشاكل. لكنه كاذب".
في غرفة الاجتماعات في الطابق الرابع من مجمع مكاتب في ديربورن، قالت فاي نمر، 39 عاماً، إن موقف ترامب من غزة لم يكن متوافقاً مع وعود "السلام والكرامة" التي قطعها لمجتمعها في الخريف.
وصوتت هي أيضاً لصالحه في نوفمبر(تشرين الثاني) لأول مرة، بعد دعم بايدن والديمقراطيين في الماضي. وبصفتها الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مجموعة أعمال في ديربورن تسعى إلى تعزيز التعاون بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والولايات المتحدة، ساعدت في تنظيم اجتماعات لحملتي هاريس وترامب مع قادة الأعمال العرب الأمريكيين المحليين.
وقالت نمر: "الأمر أشبه بالقول: اقتلع 2.9 مليون شخص في كييف بأوكرانيا، لمجرد وجود دمار هناك... أو ضحايا إعصار كاترينا، تخيلوا أن تقولوا للأمريكيين إنكم لا تستطيعون العودة إلى مجتمعكم لأن إعصاراً دمر منزلكم أو دمر البنية الأساسية".
ومع ذلك، لا تزال نمر تأمل أن يدعم ترامب إعادة توطين اللاجئين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة ترامب الشرق الأوسط تشرین الثانی
إقرأ أيضاً:
WP: خطة ترامب العقارية في غزة هي آخر محاولة لإعادة رسم الشرق الأوسط
قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير أعدته كارين دي يونغ قالت فيه إن خطة الرئيس دونالد ترامب لإعادة تشكيل غزة، ليست أمرا جديدا، وهي لا تختلف عن محاولة التدخل الأمريكي الطويلة في الشرق الأوسط ومحاولة إعادة ترتيبه بطريقة تخدم مصالحها.
وقال ترامب في معرض تقديم خطته التي أذهلت الجميع وتقضي بإفراغ غزة من سكانها إنه درس الموضوع "عن كثب خلال الأشهر الماضية ومن كل زاوية".
وفي مؤتمره الصحافي يوم الثلاثاء مع نتنياهو، قال ترامب: "إن تكرار نفس العملية التي استمرت إلى الأبد مرارا وتكرارا، ينتهي بك إلى نفس المكان" من الموت والدمار في غزة. مضيفا: "لا يمكنك الاستمرار في فعل هذا وعليك أن تتعلم من التاريخ".
وتعلق يونغ أن فكرة ترامب بإعادة تشكيل غزة على صورة مشروع طوير عقاري أمريكي ليست شاذة تماما في التاريخ الطويل والمضطرب للتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط وسط أحلام أمريكية بتحويل المنطقة. ومع ذلك لم تتحقق الأحلام، وانتهت المحاولات الأمريكية بالشرق الأوسط بشكل فاجع كما في ضرب ثكنات المارينز الأمريكي في بيروت عام 1982، ومقتل 241 جنديا نشروا هناك بناء على خطة غامضة لحماية الحكومة اللبنانية، إلى الغزو الأمريكي للعراق في 2003 الذي انتهى بشكل كارثي وقتل ألاف من الجنود الأمريكيين وزيادة التأثير الإيراني في العراق وتهديد الإرهاب.
ومن الناحية السياسية، فخطة غزة تقلب رأسا على عقب الدعم الأمريكي وعلى مدى العقود الماضية لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين الذي تدعمه معظم دول العالم وأكدت عليه الإدارات الجمهورية والديمقراطية السابقة.
وقد كان رد الفعل العالمي سلبيا بشكل ساحق، حيث أعربت إسرائيل فقط عن دعمها القوي. وقال نتنياهو، معلقا يوم الأربعاء لقناة "فوكس نيوز"، متحدثا عن خطة ترامب بشأن غزة: "إنها أول فكرة جيدة أسمعها. أعتقد أنها فكرة رائعة" و "يجب متابعتها وتنفيذها".
وفي يوم الخميس، كلف وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس الجيش الإسرائيلي بوضع خطة لتسهيل ما قال إنه سيكون المغادرة الطوعية لسكان غزة من أراضيهم المدمرة لإفساح المجال أمام إعادة الإعمار.
وفي نفس المؤتمر الصحافي مع نتنياهو، قال ترامب إنه "يفكر" أيضا في دعم السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، موطن 3 ملايين فلسطيني. وقال: "سنصدر إعلانا على الأرجح حول هذا الموضوع المحدد للغاية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة".
وفي الوقت الذي وصف فيه المشرعون الديمقراطيون الخطة بأنها "تطهير عرقي"، حاول الجمهوريون تخفيف النبرة ووصفها بأنها "بداية حوار" كما قال السناتور الجمهوري عن تكساس جون كرونين. وفي يوم الخميس، تراجع ترامب عن جزء واحد من الخطة، وهو الاستعداد لاستخدام القوات الأمريكية لتسهيل الاستيلاء على غزة وإعادة إعمارها، والذي تسبب في حالة من الذعر حتى في الدوائر الجمهورية وبدا في تعارض مباشر مع وعد حملته بإنهاء التدخلات العسكرية في الخارج.
وقال على وسائل التواصل الاجتماعي إن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة "عند انتهاء القتال". وبحلول ذلك الوقت، "سيتم إعادة توطين الفلسطينيين بالفعل" في مكان آخر و"ستبني الولايات المتحدة، بالعمل مع فرق التنمية العظيمة من جميع أنحاء العالم"، "واحدا من أعظم وأروع مشاريع التطوير العقاري من نوعه على وجه الأرض". وأضاف بأنه : "لن تكون هناك حاجة إلى جنود من الولايات المتحدة!".
وعلق ستيفن كوك، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ومؤلف كتاب "نهاية الطموح: ماضي أمريكا وحاضرها ومستقبلها في الشرق الأوسط": "يبدو تصريح ترامب وكأنه حالة شاذة لأنه صادم للغاية: اذهب إلى غزة ونظفها وانقل سكانها"، مضيفا أنه في "السياق الأوسع و [الرغبة] في القيام بأشياء طموحة، لتغيير المنطقة، هناك هذا الدافع"، كما قال كوك، مستشهدا بالغزو العسكري الأمريكي للعراق، إلى جانب الحرب الأبعد في أفغانستان، والجهود الكبيرة ولكن غير الناجحة لتغيير الديناميكية الإسرائيلية - الفلسطينية من خلال الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية. وقال آرون ديفيد ميلر من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، والذي عمل مع الإدارات الجمهورية والديمقراطية في جهود التفاوض على السلام في المنطقة: "إن ما يقترحه ترامب ليس حقيقيا على الإطلاق. وإذا أصبح حقيقيا، فأعتقد أنه يستحق أن يحل محل بعض المغامرات الأخرى التي ميزت تجربتنا المؤسفة وغير السعيدة في هذه المنطقة". وأضاف ميلر أنه بخلاف النقل القسري الضمني لمليوني فلسطيني، فإن "الخطة تكافئ سياسات حكومة إسرائيل التي تعد الحكومة الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخ دولة إسرائيل".
وعندما طلب منه وصف ما كان يدور في ذهن الرئيس عندما قال إنه يجب عدم تكرار "نفس العملية"، قال مستشار الأمن القومي مايكل والتز لبرنامج "لقاء الصحافة" على شبكة إن بي سي نيوز إن "ترامب ينظر إلى هذا الأمر من منظور عملي للغاية، هل سنكرر نفس الجنون هناك" و"سنخوض حربا أخرى في غضون 10 سنوات؟". وقال والتز إن ترامب "يسأل بطريقة إنسانية، ماذا سيحدث لهؤلاء الناس؟ والجزء الأساسي هو أنه لا يمكنك الوصول إلى مرحلة ما بعد البناء، ولا يمكنك جعل هذا بمثابة باريس البحر الأبيض المتوسط إذا كان لديك 1.8 مليون شخص يعيشون في بؤس مطلق، الرئيس ترامب هو باني وهو صانع الصفقات الرئيسي". ودعا والتز "أي شخص، بما في ذلك وسائل الإعلام إلى تقديم خطة أفضل إلينا".
وفي الوقت الذي كان فيه الهدف العام للرؤساء الأمريكيين المتعاقبين هو الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، والمساعدة في حماية إسرائيل والتحرك نحو دولتين منفصلتين، فقد جربت كل الحلول باستثناء التدخل العسكري الأمريكي المباشر.
وخلال إدارة كلينتون، ساهمت الولايات المتحدة بموارد كبيرة لكل من إسرائيل والفلسطينيين بموجب اتفاقيات أوسلو لعام 1993، والتي قسمت الضفة الغربية إلى مناطق منفصلة تحت السيطرة الإسرائيلية أو الفلسطينية واعترفت بدور السلطة الفلسطينية.
وقد انهار جزء كبير من الاتفاقية في عام 1995، في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين على يد متطرف إسرائيلي من اليمين، مما أدى في النهاية إلى انتخاب نتنياهو لأول مرة عام 1996. وبلغت جهود كلينتون لإعادة عملية السلام إلى مسارها الصحيح ذروتها في قمة عام 2000 بكامب ديفيد مع محادثات توسط فيها بين رئيس الوزراء المنتخب حديثا إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وفشلت القمة بسبب عجز الطرفين عن حل الخلافات حول حدود الضفة الغربية وغزة والقدس.
وفي رئاسة جورج دبليو بوش، أدت الانتفاضة الفلسطينية إلى تشديد السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة. في عام 2005، انسحبت إسرائيل من غزة لكنها احتفظت بالسيطرة على جميع المداخل البحرية والبرية إلى القطاع. وأدى الصراع على السلطة بين السلطة الفلسطينية وحماس إلى سيطرة حماس على غزة في انتخابات عام 2006. ولم تجد إدارة باراك أوباما الوقت الكافي لتعزيز السلطة الوطنية وتحضيرها للدولة، حيث عاد نتنياهو إلى السلطة عام 2009 بحكومات يمينية متطرفة.
وقد أنهى ترامب معظم هذه الجهود في فترة ولايته الأولى، حيث اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة واعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وتراجع عن دعم الولايات المتحدة للسلطة الفلسطينية ودفع بدلا من ذلك نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب بطريقة تجاوز فيها الفلسطينيين. في عام 2020، قدم خطة سلام تسمح لإسرائيل بضم واستيطان معظم الضفة الغربية مقابل حوافز اقتصادية للفلسطينيين، وهو الاقتراح الذي مات موتا هادئا بخسارته في الانتخابات في نهاية ذلك العام. وفي عهد جو بايدن واجهت الحرب في غزة، وعندها أعادت الحديث عن حل الدولتين. وترك هجوم إسرائيل على غزة معظم القطاع مدمرا، وهو ما وصفه ترامب الآن بـ "موقع هدم" لا يصلح للعيش فيه.
وفي مقابلة أجريت معه يوم الأحد بعد جولة في غزة، قال توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، عن خطة ترامب: "من الغريب في الوقت الحالي أن نكون في فترة يبدو فيها أن مهارة قيادة الدولة استبدلت بمهارة التطوير العقاري"، وأضاف: "سألت الكثير من الناس عن رأيهم، وكل واحد منهم قال: لن نذهب إلى أي مكان. سنعيد بناء منازلنا مرارا وتكرارا كما فعلنا دائما".