وفي تحالفاتكم وتجاربكم افلا تبصرون وتعتبرون ؟

سياحة في التحالفات السياسية المدنية والمسلحة
محمد حسن العمدة
٨ فبراير ٢٠٢٥
بادي ذي بدء تحالف تقدم أصلا بني علي تناقضات كانت سببا في تدمير التجمع الوطني الديمقراطي فترة التسعينات و ذات الاسباب تكررت في تجربة قوى الحرية والتغيير هذه الاسباب تتلخص في التحالف مع حركات مسلحة تختلف اهدافها و قضاياها جملة مع القوى المدنية رغم ان المعلن هو شعارات براقة مدنية و ديمقراطية وعدالة وحرية إلا انها تاريخيا تتفق مع الأنظمة الشمولية الديكتاتورية و تتنمر علي الأنظمة المدنية و القوى المدنية خير شاهد على ذلك التجارب الاتية :
* الحركة الشعبية لتحرير السودان - التجمع الوطني الديمقراطي
ما فعلته الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في فترتي القوى المدنية ( الحكومة الانتقالية ١٩٨٥ و الديمقراطية ١٩٨٦ حتى ١٩٨٩ ) حيث واجهت الحكومة المدنية و أضعفتها ثم فترة التجمع الوطني الديمقراطي حيث تحالفت مع ذات القوى المدنية التي كانت تحاربها وهي حاكمة !!! في اديس ابابا ١٩٩٠ و نيروبي و شقدوم ثم مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ١٩٩٤ -١٩٩٥ هذه التجربة مهمة جدا و طوال هذه التجربة كانت الحركة الشعبية تفاوض نظام عمر الضلالي ( الجبهة الاسلاموية - المؤتمر اللاوطني - الحركة اللإسلامية) منفردة ابتداء من مفاوضات اديس ابابا مبادرة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر مرورا بمبادرات الرئيس النيجيري بابنجيدا بأبوجا وحتى الايقاد ١٩٩٤ - ١٩٩٧ _ حتى وقعت اتفاقية نيفاشا ٢٠٠٥ و فصلوا الجنوب سويا
* فترة الحرية والتغيير - الحركات المسلحة يناير ٢٠١٩ وقعت القوى السياسية ممثلة في نداء السودان و الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي و تجمع المدنيين ميثاق الحرية والتغيير
* ماهي تحالفات نداء السودان و تحالف قوى الإجماع الوطني ؟
هما أنفسهما نتاج انشقاق القوى المدنية والسياسية و الحركات المسلحة من تجربة قوى اجماع جوبا التي تكونت في مدينة جوبا ٢٠٠٩ قبل الانفصال وضمت كل الاحزاب السياسية والحركات المسلحة بما فيها الحركة الشعبية و المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي وانبثق منها تحالف قوى الإجماع الوطني الذي لم يستمر طويلا خاصة بعد سحب الحركة الشعبية مرشحها ياسر عرمان في انتخابات ٢٠١٠ المعروفة والشهيرة بانتخابات ( الخج ) بانفصال الجنوب انهار تحالف قوى مؤتمر جوبا
* الجبهة الثورية : كونت الحركات المسلحة الدارفورية بالتحالف مع الحركة الشعبية شمال الجبهة الثورية في نوفمبر ٢٠١١ و وقعت على وثيقة كاودا ثم تحالفت مرة اخرى مع قوى مدنية موقعة علي ( ميثاق الفجر الجديد ) بكمبالا في ٢٠١٣ بينما احتفظت قوى مدنية اخرى علي راسها الشيوعي والبعثي والامة والسوداني باسم قوى الإجماع الوطني لينقسم هو الاخر لاحقا و يوقع حزب الامة القومي بزعامة الصادق المهدي في باريس ما عرف ( بوثيقة باريس اغسطس ٢٠١٤ ) مع الجبهة الثورية الحركات المسلحة ثم لتنضم اليهم لاحقا مكونات قوى الإجماع الوطني في اديس ابابا ديسمبر ٢٠١٤ لتنسحب مرة اخرى احزاب البعث و الشيوعي والشعبي رافضة للتحالف .

انقسمت حركات الجبهة الثورية نفسها نتاج صراعات داخلية بدات بالحركة الشعبية شمال منقسمة الي جناحين ( عقار -عرمان ) من جهة و ( عبد العزيز الحلو ) من جهة اخرى واثناء مفاوضات الحكومة الانتقالية بعد ثورة ديسمبر انقسمت الجبهة الثورية مرة اخرى الى جناحي الهادي ادريس والطاهر حجر من جهة و مناوي و جبريل من جهة اخرى وانهار نداء السودان كما انهارت قوى الإجماع الوطني بخروج كل من الشيوعي والبعث . بذلك فعليا كانت نهاية تحالف قوى الحرية والتغيير واصبح كل يدعي انه يمثل قوى الحرية والتغيير حتى جاءت المفاصلة النهائية في سبتمبر ٢٠٢١ حيث اتجهت مكونات مدنية متحالفة مع الجبهة الثورية بقيادة مناوي وجبريل الى ما عرف باعتصام الموز مكونة الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية و ذهبت قوى مدنية اخرى متحالفة مع الجبهة الثورية بقيادة الطاهر حجر والهادي ادريس إلى قاعة الصداقة مكونة الحرية والتغيير المجلس المركزي ولكن ذات حركات قاعة الصداقة ( الهادي و حجر و عقار ) التي وقعت مع قحت المجلس المركزي شاركت في انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ ورغم ذلك استمرت بذات كياناتها مع قحت سبتمبر ٢٠٢١ عدا التيار الثوري بقيادة ياسر عرمان الذي انشق مرة اخرى عن الحركة الشعبية شمال - مالك عقار !
هذه المرحلة مهمة جدا لانها كانت بمثابة النواة لتنسيقية القوى المدنية والديمقراطية تقدم و رغم ان توقيع ميثاق تقدم كان منفردا اي كل تنظيم وقع منفردا وأصالة عن نفسه إلا ان المكونات هي هي نفسها قحت سبتمبر ٢٠٢١ و التحق بها مرشح قحت يناير ٢٠١٩ دكتور حمدوك بالإضافة إلى المؤتمر الشعبي و المنشقين من حركة العدل والمساواة بقيادة سليمان صندل القيادي الاسلامي السابق و إبراهيم الميرغني المنشق عن الاتحادي الأصل ..
الان نشهد انقساما اخراً وليس اخيرا في سلسلة تجارب التحالفات السياسية المدنية والسياسية المسلحة وحيث ان توصية اللجنة السياسية لتقدم بالتخلي عن مسمى تقدم لطرفي التحالف الرافضين والمؤيدين للحكومة المقترحة بدعم ( الدعم السريع ) الطرف الأصيل في حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣ فان جميع القوى الأساسية في التحالف لها ارتباط تاريخي بالتحالف السابق قوى الحرية والتغيير يناير ٢٠١٩ و مددت ودعمت انتماءها بميثاق وحدة قوى الحرية والتغيير سبتمبر ٢٠٢١ و بذلك جميعها مكونات أصيلة فيها .
الآن إذا ما تخلى الطرفين المتصارعين داخل تقدم عن الاسم فتلقائيا سينتقل الصراع إلى التحالف السابق تماما كما حدث مع مجموعات الموز مناوي وجبريل ولن يكون امامهم جميعا سوى التنازل كذلك عن مسمى قحت نهائيا و بحث كل طرف عن تحالف جديد يمسى آخر وبما ان الطرف المؤيد لتشكيل حكومة برعاية الجنجويد ( الدعم السريع ) حسموا امرهم بحكومتهم المرتقبة فلم يتبقى للطرف الاخر إلا ترتيب نفسه و الاستعداد للبحث عن قوى مدنية و سياسية ام عسكرية اخرى ليتحالف معها من جديد فهل سيعودون مرة اخرى الي حلفاءهم السابقين كالبعثيين والشيوعيين و حركات الحلو وعيد الواحد خاصة بعد توقيع تفاهمات مشتركة الشهر الماضي يناير ٢٠٢٥ ام ستتعظ هذه الاحزاب من تجاربها و تعيد دراستها من جديد لمعرفة مكامن الخلل و سلبيات التجارب و تجاوزها ودعم الإيجابيات و تقويتها ؟
محمد حسن العمدة
٨ فبراير ٢٠٢٥
#حرب_الجواسيس
#لازم_تقيف
#ديسمبر_يا_وهج_الثورة_الدفاق
#ضد_الكيزان
#ضد_الجنجويد
#السودان
mohdalumda@hotmail.com  

المصدر: سودانايل