سودانايل:
2025-03-12@19:38:48 GMT

كتيبة البراء = جرادة في سروال

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

الفاضل عباس محمد علي

جاء الضباط الأحرار، محمد نجيب وعبد الناصر وزملاؤهم، إلي السلطة في يونيو 1952 علي جناح الأمريكان والإخوان المسلمين، وكوفئ الإخوان بتعيين ممثلهم احمد حسن الباقوري وزيرا للأوقاف، ولكنهم لم يكتفوا بذلك لما استطعموا الحكم، وحاولوا اغتيال عبد الناصر بعد نيف وعام في منشية البكري، ففتك بهم وأعدم شيخهم عبد القادر عودة، ثم حاولوها مرة أخري عام 1967، فأعدم سيد قطب وظل ينكل بالباقين حتي نهاية عهده.


ونحن في السودان أمام تكرار للتاريخ في شكل (ملهاة)، أو كما قال ماركس: (التاريخ يعيد نفسه: دراما محكمة أول مرة، ثم ملهاة عبثية ثانية.) فلقد بدأ الأخوان يظهرون للسطح كحلفاء للجيش في حرب الكرامة (بمسمي كتائب البراء)، ولكنهم مصحوبون بدوي إعلامي يعطيهم أكبر من حجمهم، فتخوفت باقي الفصائل السياسية من التغول والطمع والاستئثار الذي جبل الإخوان عليه، خاصة وقد تزودوا بخبرة في الحكم والانفراد بالسلطة دامت ثلاثين عاما، ما زالت آثارها مجسدة في وجودهم الكثيف بأجهزة الدولة، ( كجراده في سروال؛ هو ما بعضي، لكن وجوده ما زين).
لقد ظهرت تباشير التغول الكيزاني في بعض المناطق، وأعلنوا عن أنفسهم بطقوس معروفة وقميئة، مثل الباندا الحمراء حول الرأس واللحية الكثة التي يمنعها قانون الجيش، والهتافات الكيزانية المعروفة. ولا اتوقع حربا بينهم وبين الجيش كتلك التي أقدم عليها عبد الناصر مع حاضنتهم الأم الأولي في الكنانة. ولكن لا شك وجودهم خميرة لعكننة وفتنة قد تكون هذه المرة أشد هولا ومضاضة من تلك التي عاشها السودانيون مع الجنجويد. وأري أن الحل يكمن كذالك في دروس التاريخ:
فقد طلب الامبراطور الفرنسي ماكسمليان (نابليون الثالث) من الخديوي العثماني سعيد مده بفرقة سودانية كاملة الدسم لإخماد تمرد في مستعمرته بالمكسيك 1863 /1867 , وتوجهت الفرقة لهناك، مكونة من القبائل الشمالية، الشايقية والجعليين والمحس والجنوبيين والنوبة، وأدوا المهمة برجولة ونجاح تام، ومن استشهد منهم كان بسبب الملاريا وليس الرصاس. وفي طريق العودة مروا بمارسليا، حيث كرمهم الامبراطور بنياشين لكل فرد منهم، وضاعف لهم العطاء. ولكنهم أنزلوا للتقاعد علي الفور، وتم تشتيتهم في أصقاع الأرض السودانية. ولما جاء المؤرخ البريطاني رتشارد هل والقي محاضرة عنهم بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم في الثمانينات قال إنه ما انفك يبحث عن ذريتم وأحفادهم ولم بجد لهم أثرا. وكان الهدف من وراء ذلك التشتيت استراتبجيا، أي عدم السماح لمثل هذا النوع من المنازعة في السلطة، إذ أن النصر العسكري قد يسكرهم ويطمعهم في الحكم الذي كان حكرا للقوي الاستعمارية علي امتداد العالم الثالث.
لذلك، أري أن يتم تكريم كل المدنيين المشاركين في حرب الكرامة، ثم جعلهم يتوارون في تلافيف العمق السوداني. فمن نافلة القول أن شعب السودان لا يريد أن يعيش تجربة كتلك التي عاشها طوال حكم البشير ورهطه الاخوان المسلمين، وثانيا، إن ثورة ديسمبر ما زالت متقدة في وجدان الجماهير، وشعاراتها حية ترز:ق : حرية سلام وعداله، وهذا ما يتنافي مع الحكم الشمولي كيزانيا او بعثيا او شيوعيا. هذا السودان الجديد الذي بشرت به ثورة ديسمبر يعني أن تتمخض عنه ترتيبات انتقاليه من مجلس السيادة وحكومة تكتوغراط مستقلين وطنيين ومجلس حكماء (لويا جيرقا)، يضطلع بمهام التشريع اثناء الفترة الانتقالية وحتي قيام الانتخابات الشرعبه النزيهة خلال ثلاث سنوات.. هذا او الطوفان.
عاش نضال الشعب السوداني.
المجد للقوات المسلحة المنتصرة.
حريه سلا م وعدالة.

fdil.abbas@gmail.com
/////////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أزمة القمة.. وصول الحكم الدولي السعودي محمد الهويش لإدارة لقاء الزمالك والأهلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وصل، منذ قليل، إلى مطار القاهرة الدولي طاقم تحكيم سعودي بقيادة الحكم الدولي محمد الهويش لإدارة مباراة القمة بين الزمالك والأهلي والمزمع تأجيلها بعد انسحاب الأهلي من القمة.

وكان مصدر خاص داخل وزارة الشباب والرياضة، أكد أن اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة، ورابطة الأندية برئاسة أحمد دياب، لم يقوموا بدورهما في حل أزمة لقاء القمة بين الزمالك والأهلي.

وأضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن الرابطة واتحاد الكرة طلبتا من الدكتور أشرف صبحي  وزير الشباب والرياضة، التدخل متأخرًا؛ ورغم ذلك أجرى اتصاله بوزير الشباب والرياضة السعودي لتوفير طاقم تحكيم عاجل  لإدارة القمة 130.

وتابع المصدر: “وزير الرياضة عنف الجميع؛ سواء اتحاد الكرة، أو رابطة الأندية بسبب الصراع بينهم وتصاعد الأزمة بالشكل الذي يسيء لكرة القدم المصرية”.

وعلى جانب آخر رغم أجواء أزمة لقاء القمة المتصاعدة بين الزمالك والأهلي، والمقرر لها مساء اليوم وتهديد الأهلي بالانسحاب، استقبل الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فور وصوله إلى مطار سفنكس الدولي.

جاء ذلك لحضور فعاليات الجمعية العمومية غير العادية الرابعة عشرة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، المقرر انعقادها في القاهرة اليوم الأربعاء.

وكان في استقبال إنفانتينو أيضًا كل من الدكتور باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والمهندس هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم.

ورحب الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، مؤكدًا اعتزاز مصر باستضافة هذا الحدث الرياضي المهم الذي يجمع قيادات كرة القدم الإفريقية والدولية.

وأشاد الوزير بالعلاقات القوية التي تربط مصر بالاتحادين الدولي والإفريقي، مشددًا على حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعم وتطوير كرة القدم في القارة الإفريقية وتعزيز سبل التعاون مع مختلف المؤسسات الرياضية العالمية.

ومن المقرر أن يشهد الاجتماع حضور أعضاء المجلس التنفيذي للكاف، ورؤساء الاتحادات الأعضاء الـ54، وممثلي اتحادات المناطق الست، بالإضافة إلى عدد من نجوم كرة القدم الإفريقية والدولية، ورجال الإعلام الرياضي.

 

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطاراً جنوب غرب باكستان
  • أزمة القمة.. وصول الحكم الدولي السعودي محمد الهويش لإدارة لقاء الزمالك والأهلي
  • الصوت الذي لا يموت.. كيف أصبح محمد رفعت أيقونة التلاوة القرآنية؟
  • أجهزة السلطة الفلسطينية تغتال أحد أبرز مقاومي كتيبة جنين (شاهد)
  • 12 مايو.. الحكم في إعادة محاكمة 4 متهمين بفض اعتصام النهضة
  • 12 مايو.. الحكم على 4 متهمين بقضية فض اعتصام النهضة
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • معالم في طريق استقرار الحكم في السودان (6 – 10)
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة