علي تقدم إحداث تغيير في مواقفها
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
أناشد تقدم بتغيير مواقفها
تقديم :
أعلم تماما بافتراض ان اكون متواضعا في عرض آرائي ومقترحاتي بحكم انني اعيش في مامن عند الانجليز كما كتب الراخل الطيب صالح يوما في معرض انتقاده لقرارات نميري.
ابدا بالمعرفة الانسانية كما كنا نعرفها حسب أدوات الحداثة ، لأن المعرفة knowledge ثنائية اولها العقلانية rationality وثانيا المعرفة الحدسية intuition
وهذه قضية مفصلية في المعرفة بدات تجد رواج كبير لأنها تفرق بين الحداثة الاولي التي راهنت علي العقل من جهة والحداثة الثانية التي ابقت الرهان علي العقل شريطة الاعتراف بنوع اخر من المعرفة ( تسمي مجازا عاطفة) وهذه المعرفة الحدسية هي نوع من المعرفة لايقل اهمية بل هي الأكثر عنفوانا وتاثيرا علي سلوكنا وتفكيرنا.
لكن لأن الموضوع يستغرق وقت وربما يكون مملا للكثيرين، سوف اكتفي بإستخدام مناهج الحداثة الثانية في محاولة فهم ما يدور في السودان من حرب مدمرة.
اكتفي كذلك بالإشارة إلي أن المعرفة البدهية او أن شئت الحدسية أو الغريزية( الاكل والتناسل وكل ما يعين لأنسان في القدرة علي البقاء ) هي معرفة تراكمت عبر عشرات الالاف من السنين حينما عاش الإنسان في مجموعات صغيرة تتعاون في الصيد والحماية لافرادها وتوفر لهم احتباجاتهم الاساسية .. وهذه المعرفة تطورت في جينات الإنسان وساعد علي ذلك عوامل اللغة والثقافة ، بمعنى آخر هي معرفة موروثة بكل ما تحمل من مشاعر الغضب والحزن والاعجاب والحب والحسد والنميمة الخ ويقال ان هذه المعارف توجد عميقا في تلافيف المخ.
بالمناسبة النميمة ساعدت علي البقاء لأن الإنسان الذي يعيش في مجموعات صغيرة كان يحتاج لمعرفة طبائع أفراد المجموعة وتوظيفها من أجل التعايش مع أفرادها.
إما المعرفة العقلية فهي حديثة نسبيا وهي غير انطباعية اذ تعتمد علي الملاحظة والاستنتاج والتحليل ويقال أن تلك القشرة من المخ ظهرت عرضا وتطورت لاحقا ، وهي معرفة ضعيفة عند الإنسان وتحتاج إلي روافع مثل التعليم الحريات والمؤسسات والتحرر من الفقر والعوز والحاجة الخ ..
المعرفة الفطرية قوية جدا لأنها ترتبط بالعاطفة اكثر من المعرفة العقلية.
انظر مثلا إلي قضية حماية البيئة تجد إنها رغم اهميتها فهي لا تجد اهتمام إلا من قبل اليسار الديمقراطي ومنظمات البيئة، اما اليمين السياسي فلا اهتمام لديه طالما أن الشعوب مازالت تنظر إلي الموضوع كموضوع درجة ثانية وذلك لأن اليمين السياسي والمنظمات الدينية التي توفر له الدعم والمساندة تعتمد في الأساس علي المعرفة الفطرية ذات التأثير القوي والفعال.
وعندنا مثل شعبي شهير بقول " البكا بحرروا اهلو "
ففي موضوع البيئة مثلا لو كان هناك تنافس أو ما نسميه مجازا "هلال مريخ" لأصبح الاهتمام بالبيئة كبيرا لأنها ستجد مكانها في المعرفة البدهية قوية التأثير علي المشاعر والاحاسيس.
يعني افتراضا اذا تم العثور علي سكان من كوكب آخر ربما يقود ذلك البشرية إلي الاهتمام بكوكب الارض ولزاد التعاون بين شعوبه ضد ذلك العدو المحتمل الذي بات يهدد بقائها.
واحدة من أخطاء تقدم في اعتقادي إنها بدأت بداية صحيحة بالوقوق ضد توسع الحرب والانتهاكات لكن من الواضح إنها فشلت تماما في ذلك وهذا ليس بعيب ، ولكن كان عليها أن تعي بأن هذه الحرب "وجودية" وإن تعترف بالفشل وإن تنحاز لمواقف الدعم السريع مع احتفاظها بحقها في النقد للتجاوزات والاجتهاد في موضوع تقصي الحقائق وترسيخ المصداقيه وفضح أكاذيب الكيزان وتضليلهم الاعلامي..
في تقديري أن فشل تقدم يعزي إلي اتباع استراتيجية قوامها المعرفة العقلانية ( الباردة كخرتيت) .
فالعقلانية وحدها لا تكفي لانها تفتقد الي العاطفة القويةvisceral feeling ( انظر إلي ما استطاع اليمين الامريكي وترمب أن يحققه من انجازات رغم سياساته المتهورة والغير مدروسة).
تقدم عليها اتخاذ مواقف شجاعة حتي تتمكن من اكتساب بعض من شعبيتها علي الاقل وذلك بالانحياز لأحد الطرفين ودعمه والتأثر عليه في تشكيل مستقبل البلاد ما بعد الحرب.
أن إهمال قضية المعرفة الفطرية كان وما يزال من أسوأ مخلفات مرحلة الحداثة الاولي ويبدو أن الاجيال الحالية في قيادة تقدم مازالت تحت تاثيرها السالب.
عودة علي بدء:
تحتاج تقدم إلي التدنس بواقعنا القذر وإن تكف عن التعالي والطهارة الزائفة.
اعتقد أن الفرصة ما زالت موجودة لتقديم الدعم السياسي والاعلامي لقوات الدعم السريع وكل من أعلن انه مع سودان جدبد خالي من سيادة الكيزان وظلمهم وغطرستهم.
اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد
طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن الاجتماعي أمام لجنة حقوق الإنسان: أكثر من 3 مليارات جنيه شهريًا لمستفيدي "تكافل وكرامة"
أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن برنامج الدعم النقدي "كرامة" يستهدف الفئات الأولى بالرعاية غير القادرة على العمل أو الإنتاج، مثل كبار السن فوق 65 عامًا، والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يثبت عجزهم بالفحص الطبي، بالإضافة إلى الأيتام، كريمي النسب، النساء اللاتي تجاوزن الخمسين عامًا ولم يتزوجن، أبناء مهجوري العائل المقيدين بالتعليم حتى سن 26 عامًا، المطلقات، والأرامل.
شروط الاستمرارية في البرنامج ومعايير الإقصاءوأوضحت الوزيرة، خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة النائب طارق رضوان، أن استمرار الحصول على دعم "كرامة" يتطلب التحقق من وجود المستفيد على قيد الحياة مرتين سنويًا، مع تطبيق معايير الإقصاء المباشر في حال عدم استيفاء الشروط المحددة.
إمكانية الجمع بين "تكافل" و"كرامة"وأشارت الوزيرة إلى أنه يمكن الجمع بين الدعم النقدي لبرنامجي "تكافل وكرامة" وفقًا للضوابط، كما يمكن للأسرة الواحدة امتلاك أكثر من بطاقة "كرامة"، وفيما يخص "تكافل"، يتم تقديم الدعم النقدي بحد أقصى لطفلين في الأسرة، مع إعطاء الأولوية للأصغر سنًا.
إجراءات التقديم والتحقق من الاستحقاقأكدت وزيرة التضامن أن إجراءات الحصول على الدعم تبدأ بتقديم المواطن طلبًا في الوحدة الاجتماعية التابعة لمحل إقامته، مع تقديم المستندات المطلوبة، ويتم إجراء بحث ميداني للحالة باستخدام التابلت، حيث تُرفع المستندات على قاعدة البيانات المركزية للتحقق من صحتها من خلال قواعد بيانات الدولة والجهات الشريكة، بعد ذلك، تخضع الحالات لمعادلة إحصائية لتحديد الاستحقاق، ويتم إخطار المتقدمين بنتيجة طلباتهم عبر الوحدة الاجتماعية أو الرسائل النصية.
أكثر من 3 مليارات جنيه شهريًا لدعم الأسر المستحقةأوضحت الوزيرة أن المستفيدين يحصلون على الدعم النقدي من خلال بطاقات ذكية تُصرف عبر مكاتب البريد أو ماكينات الصراف الآلي، وذلك خلال الفترة من 15 إلى نهاية الشهر.
وأكدت أن إجمالي قيمة الدعم الذي تقدمه الدولة شهريًا عبر "تكافل وكرامة" يتجاوز 3 مليارات جنيه، مما يعكس التزام الحكومة بتحسين مستوى معيشة الفئات الأكثر احتياجًا.