سيرة الفلسفة الوضعية (7)
د. أبوبكر الصديق على أحمد مهدي
المرحلة الأولي - علم اللاهوت ((Theology
تعدد الآلهة (Polytheism)
يتكون هذا المصطلح من كلمتين يونانيتين، بولي (poly) وثيوس (theos)، حيث يشير بولي إلى متعدد وثيوس هو الاله، ومعاً تعنيان "تعدد الآلهة". وبالتالي فإن تعدد الآلهة هو "الإيمان بعبادة آلهة أكثر من إله واحد".
ومع ذلك، عندما يتم إجراء دراسة متأنية لهذا المصطلح، فإن المعنى ينتقل إلى ما وراء أصل الكلمة السطحي والظاهر، فعلى سبيل المثال، يشير (Quarcoopome) بشكل صحيح للغاية إلى أن الشرك أو تعدد الآلهة، عند النظر إليه بشكل صحيح وموضوعي، هو مصطلح نوعي وليس كمي. ومن خلال هذا التفسير الشامل، لا يقصد حتمياً الايمان بالعديد من الآلهة "ولكن بوجود نهاية واحدة موحدة وخارقة للطبيعة هي التي تشكل شخصيتها الاعتبارية وكينونتها.
ومن خلال منظوره، يُظهر قاموس إنكارتا (Encarta Dictionary) أنه في تعدد الآلهة، هناك العديد من الكائنات المقدّسة، يُظهر كل منها صفة إلهية معينة أو رعاية في شكل معين من الطبيعة أو الشؤون الإنسانية. ويضيف أن تعدد الآلهة هو شكل من أشكال الدين بمفهوم وحدوي لما يشبه الإله، إما عن طريق النقد الفلسفي أو من خلال أحد الآلهة في عديد آلهة أو الآلهة المتعددة (مجموعة من الآلهة) يحصل على تفوق ساحق على الآخرين.
لذا فإن الشرك هو الإيمان بالعديد من الآلهة وتقديسها وعبادتها. وبشكل عام، تتميز هذه الآلهة بوظائف محددة وعادة ما تأخذ جوانب وصفات بشرية. وكان ذلك صريحاً وواضحاً في اليونان القديمة وروما.
وفي ثقافات تعدد الآلهة الأخرى مثل مصر القديمة، تتخذ الآلهة شكل وخصائص وصفات الأشياء الموجودة في الطبيعة، والتي تحتوي على الأشجار والأعشاب المقدسة والماشية والحيوانات، والحيوانات الهجينة مع الإنسان.
وربما يكون الإيمان في العديد من الآلهة هو نتيجة إيمان سابق بالأرواح والشياطين والقوى الخارقة الأخرى المحددة بشكل غير واضح. وأنظمة المعتقدات هذه لا تختلف عن الروحانية وعبادة الأسلاف والطوطمية.
وبالرغم من ذلك، نجد في تعدد الآلهة، يتم تجسيد هذه القوى الخارقة للطبيعة وتنظيمها في عائلة كونية. وتصبح هذه العائلة نواة نظام معتقد ثقافي معين. وقد تم استغلال عائلة الآلهة لتوضيح وتفسير الظواهر الطبيعية، ولإقامة دور ثقافي في العالم. وبطبيعة الحال، سيزداد عدد الآلهة مع نمو نظام المعتقدات الثقافية، مما يؤدى في النهاية إلى نظام هرمي من الأصنام والأوثان، وقد حصل ذلك بالفعل بشكل من الأشكال. ومع مرور الوقت، تقل مكانة الآلهة الصغرى أو تختفي معاً تماماً.
ولقد كان تعدد الآلهة بعيد المنال في الكون القديم. وحصل المصريون على نظام إيماني متطور للغاية، كان يعتمد على العديد من الآلهة. وكانت هذه الآلهة حجر الزاوية في الثقافة المصرية وما زالت تسحر وتبهر الجميع حتى الناس الحاضرين في وقتنا الحاضر.
وأيضاً، حصل الإغريق على نظام معقد من الأساطير يعتمد على العديد من الآلهة. تقبل الآلهة اليونانية وتأخذ لها عادةً أشكالاً وشخصيات بشرية، وفي عديد من الحالات، تدخلت وتداخلت بشكل مباشر في الأنشطة الاجتماعية.
وعندما هزمت الإمبراطورية الرومانية الإغريق، استولى الرومان على الكثير من الثقافة اليونانية المتعددة الآلهة. ومع مرور الوقت، ونظراً لأن تأثير روما كان عظيماً، فقد استوعبت المزيد من الآلهة من الثقافات الأخرى التي هزمتها. وبالإضافة إلى مصر واليونان وروما، كان الشرك (الايمان بتعدد الآلهة) لا يُنافس ولا يُضاهى في الثقافات الآسيوية والأفريقية والأوروبية والأمريكية الأصلية القديمة.
ويعتبر تعدد الآلهة هو الإيمان بأن العديد من القوى الخارقة (الآلهة) تطبق تأثيرها على العالم البشري والعالم الطبيعي. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن الكلمة (وتشابهها بلغات مختلفة) غير متوفرة في الوثائق القديمة.
سواء كنا نلمح إلى Philo’s φυλυθεια (phylytheia) حيث لا يتفق المصطلح مع الأفكار اليهودية لإله واحد، أو إلى الكلمة الإنجليزية التي تم اختراعها للوقوف ضد التوحيد الفلسفي في القرن السابع عشر، فإن الكلمة تتضمن فقط نصف الحجة. والأشخاص الذين يقرون بالشرك هم "الآخر"، بينما نقيض (التوحيد) مقبول ومرغوب فيه.
ويعبر تعدد الآلهة (من polutheos اليوناني، "آلهة متعددة") عن نظام لاهوتي يتطلب ويطلب الإيمان بالعديد من الآلهة وعبادتها. وعملت مقالات علماء الإثنوغرافيا* الأوروبيين في القرن الثامن عشر على تعميم الكلمة لأول مرة.
وبينما كانوا يسعون إلى معرفة وتوصيف المعتقدات الدينية للجماهير "غير المتطورة"، قاموا بفحصها وتمييزها عن التوحيد اليهودي والمسيحي، أو الإيمان بإله واحد.
ومع مرور الوقت، تم تطبيق "الشرك" للإشارة إلى العديد من النظم العقائدية التي يتم فيها عبادة العديد من الكائنات. وقد تحتوي هذه الآلهة (ذكور)، أو الآلهة (إناث)، أو كائنات شبه إلهية، أو أرواح خيرة أو أرواح شريرة، أو أرواح أسلاف ميتين.
وبناءً على التقليد والتقاليد، قد يكون هناك موقف محدد ومعروف للكائنات المعبودة، أو قد يتم مشاهدتهم يتصرفون بشكل مستقل. وقد يعملون معاً ومع بعضهم البعض أو غالباً يعملون في أهداف متقاطعة ومتداخلة.
وهناك بعض الخصائص الأساسية المتاحة والموجودة بصورة دائمة ومستمرة في تقاليد وعادات الشرك، وتشمل هذه الخصائص:
1. يُعتقد عادةً أن كل إله أو كائن روحي يمتلك وظيفة معينة (مثل الشفاء، والحماية في السفر والترحال، وما إلى ذلك)، أو لإدارة عالم معين (مادي أو غير مادي)، أو امتلاك قوة فريدة أو سلسلة من القوى الفريدات.
ويمكن أن تحتوي الأخيرة على قوى الطبيعة، مثل المطر، والرعد، والجسد الروحي، والمواسم، أو قد تتطلب الهيمنة على خصائص الفردانية، مثل الحب، والإخلاص، والرحمة، والغيرة، والانتقام.
2. الاعتقاد بأن كل كائن يمتلك أو يطبق نوعاً معيناً ومحدداً من البشر أو من الحيوانات أو جانباً من الطبيعة أو مزيجاً منهم. من هنا، كأداة أساسية له أو لها بهدف التفاعل مع البشر. لذلك، قد يتم عرض حيوان معين أو ظاهرة طبيعية على أنها مظهر من مظاهر ألوهية معينة، أو حتى كروح من أرواح السلف السالفين.
وقد يشير النسر إلى وجود روح وصي، أو قد يعكس بركان مزعج إلهة منزعجة تكشف عن نفسها، ومعبره عن انزعاجها في شكل هكذا بركان أو هكذا براكين ضخمة. وبالتالي، فإن التبجيل والعبادة للأشكال التي تشبه الإنسان إلى جانب الأشكال غير البشرية، والتي تشمل الحيوانات، والحياة النباتية، والأشياء في الطبيعة، والقوى الطبيعية، أمر شائع ومألوف كان زمان في سالف الأزمنة ومازال في حاضر الأزمنة.
3. الولاء المتميز لإله معين ليس ضرورياً وليس أساسياً. لذلك، فإن الاسترضاء المتزامن للعديد من الآلهة هو أمر عام وأمر مؤكد وشائع وسائد. وفي العديد من الحالات، يُنظر إليه على أنه عملي وأنه ضروري بالضرورة، وذلك لأن الأرواح المختلفة تتحكم في عوالم أو في قوى مختلفة.
وبطريقة أو بأخرى، فالشرك هو سمة من سمات معظم الثقافات الدينية الأصلية في الكون. ومن الجوانب الإيمانية المتنوعة، التي جُمعت معاً، في هذه الفئة، بعضها معروف بمصطلحها المحدد والمعين. وهذه تشمل الهينوثية (henotheism)*، الكاثينوثية* (kathenotheism)، ومنولاتيزم* (الوحدة) (monolatrism).
مؤخراً وقريباً، والي وقتنا الحاضر، يمثل تعدد الآلهة المرآه التي تعكس الكثير جداً من عالمنا الحديث اليوم. ولكن، باستثناء الديانات التوحيدية (الإيمان بإله واحد) مثل الايمان والمسيحية واليهودية، فإن معظم ديانات العالم هي ديانات متعددة الآلهة.
ويرمز تعدد الآلهة إلى إيمان الهندوسية (Hinduism)*، بوذية الماهايانا* (Mahayana Buddhism)، الكونفوشيوسية* (Confucianism)، الطاوية* (Taoism) والشنتوية* (Shintoism)* في الشرق، وكذلك الديانات القبلية الحديثة في إفريقيا وفي الأمريكيتين. وتُمارس مثل هذه المعتقدات على نطاق واسع عبر الكون وعبر العالم وفي الوجود وتبقى معروفة جيداً في مناطق أسلافهم.
أيضاً، تعتبر جزء من المعتقدات والايمانيات في تعدد الآلهة مشهور جداً في الحضارة الغربية الحديثة. ويبدو أنه كان نتيجة للهجرة المتزايدة للثقافات الشرقية والشعبية السائدة لتعددية العصر الحديث.
وعلى عكس العقائد (اليهودية والمسيحية والايمانية -الاسلامية-)، نادراً ما توجد حقيقة مطلقة تتعلق بالفكر الشركي أو الفكر المشرك. أفكار الأخلاق (مفاهيم الصواب/الخطأ والجيدة/السيئة) مقارنة إما بالفرد أو بالمجتمع. ولكل مؤمن حق التمتع بالحرية التامة في عبادة إله مصلحته حسب ذوقه وحسب رغبته وحسب ميله وميولاته. وبالتالي، يتمتع كل فرد بحرية التصرف بالطريقة التي يراها مناسبة ويرتاح لها ضميره.
وعلى الرغم من أن مخططات وأنظمة تعدد الآلهة تمنح المرونة وغياباً نسبياً للمسؤولية، إلا أنها تترك أتباعاً ومؤمنين، بشكل عام، بدون إحساس بالهدف النهائي ولا احتمال لرغبة أبدية سرمدية. قد تكون القوى التي تمتلكها الآلهة أو مسؤوليات قوى أو مسؤوليات فطرية، كما هو الحال في حالة إلهة الشمس أو إله العاصفة، أو قد يسمح لهم بإله في مرتبة أعلى منهم.
وبمرور الوقت، يمكن أن تتغير مرتبة الآلهة في الثقافات المختلفة، حيث إما أن تقع بعض الكائنات في حيز التجاهل أو تبدو وكأنها لا حول لها ولا قوة.
وفي المقابل، يصعد الآخرون (آلهة أخرى) في السمو وفي العلو وفي القوة. لذا، فإن ترتيب وتكوين هذه التقاليد اي تقليد تعدد الآلهة ليس ثابتاً، وهو متغير في الأساس وفي الأصل.
وحتى داخل الثقافة الواحدة نفسها، قد يعطي الأفراد المختلفون تفضيلاً أو احتراماً لإله معين على إله آخر. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتحكم الألوهية المرتبطة بشخص حاكم أو عائلة أو قبيلة في انتباه وعاطفة الشخص والأفراد. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتقاءه إلى قمة التسلسل الهرمي، وقد يؤدي أيضاً إلى حظر ورفض عبادة الآلهة الأخرى في وقت ما من الأوقات، مما يؤدي إلى مفهوم التوحيد. وتقترح وتدعم التواريخ المبكرة لكل من اليهودية والايمان (الاسلام) هذا النمط.
وعلى الرغم مما ذكر، يرى معظم الغربيين المتعلمين أن التوحيد أصبح مشتقاً من المفهوم اللاهوتي أكثر وأكثر. وهذا متجانس بشكل أساسي مع وجهة النظر اليهودية والمسيحية كذلك. وهكذا، فإن تعدد الآلهة يظل نظاماً اعتقادياً حازماً وحاسماً وشائعاً لأسباب كثيرة.
أولاً، عموماً إن التصور البشري للإله يمنحه خصائص شبيهة بالإنسان، في الشكل وفي الوظيفة. وتفضل الصور أن تكون في صورتها وفي وظيفتها لا تشبه البشر، وكذلك تفضل أن تتمتع بصفات فردية تتراوح من المحبة والرحمة إلى الغيرة والانتقامية. وبهذه الطريقة، يميل البشر إلى قبول الإله في صورتهم وفي مثالهم.
ويعتبر معظمنا القوة والمعرفة والسلطة على أنهن مملوكات للعديد من الأشخاص وليس لشخص واحد محدد. سواء كان ذلك في الأسرة أو في القرية أو في المجتمع أو في الشعب، وتميل السلطة إلى أن تكون مع العديد من الأفراد، ويميل الجميع إلى امتلاك قوة متميزة ووظيفة فريدة.
وفي هذا النظام، يمكن أن يكون هناك العديد من السبل للحصول على الدعم من واحد أو أكثر من أولئك الذين لديهم مثل هذه السلطات وتلك القوة. ويعكس تعدد الآلهة هذه التجربة وهذه الاعتبارات العالمية في جعله يماثل الإله ويتجه نحو عالم الإله.
وعلى النقيض من ذلك، لنفترض أن شخصاً ما نظر إلى الفكرة التوحيدية لإله واحد كلي القدرة، وإلى المخططات الاجتماعية والسياسية التي تكون فيها السلطة المتطرفة في يد كائن واحد، فعادة ما يحصل المرء على أنظمة أبوية وملكية وديكتاتورية مطلقة. في حين أن هذه الأنظمة قد تكون مطمئنة للبعض، يميل الحاكم الوحيد الذي يتمتع بكل القوة إلى أن يُنظر إليه على أنه أبعد ما يكون عن الفرد وأقل سهولة في الوصول إليه لتقديم مساعدة ودعم لشخص أو لفرد ما.
علاوة على ذلك، لنفترض أن الباحثين عن المساعدة، بدون أمل أو رجاء، من قوة انفرادية، فإنهم يظلون عاجزين. لذا، فإن الغالبية العظمى من الناس في مثل هذه الأنظمة تظل وتميل إلى البقاء ضعيفة وبدون قوة. أما إذا كان هناك صورة لواقع عكس ذلك، كمجموعة متنوعة من الكائنات يمكن لأي شخص أن يلجأ إليها للحصول على المساعدة والراحة، فهناك فرصة أكبر للنجاح.
ومن الناحية اللاهوتية، يمكن للكثير من الألوهية أن تقدم البهجة في الاعتقاد بأن شخصاً ما ليس مثمراً أو فشل في الحصول على مساعدة إله معين، فيمكنه طلب النصيحة أو تقبل الدعم من إله آخر. وبالتالي، فإنه يميل إلى أن يكون عاطفياً ويكون نفسياً وذلك أكثر ضماناً للحصول على مجموعة متنوعة من الكائنات الإلهية المحتملة التي يمكن للمرء أن يطلب منها المساعدة. ويمكن الوصول إلى مظهر من مظاهر الاعتقاد كالاعتقاد المتوفر والموجود في العادات المتعددة للأفراد أو العائلات التي تمتلك رابطاً فريداً قُدسياً بروح معينة. والأمثلة على هذا تشمل:
• مفهوم هاواي لأوماكوا،
• المفهوم الهندوسي للاشتاديف،
• وحتى الفكرة المسيحية عن القديسين والملائكة الحراس.
يعكس الشرك بشكل منتظم التجربة الإنسانية للعائلة وللقرية وللبلد. وأيضاً، هو متوفر وموجود بشكل متكرر في الثقافات ذات المرتبة الاجتماعية والسياسية الطبقية، حيث تتوفر السلطة في أيدي مختلف الأفراد، بناءً على موقعهم داخل التسلسل الهرمي.
والآلهة المتعددة، مثل البيروقراطيين المختلفين، لها سلطات عديدة ومتعددة. قد يصل المرء إلى الوجود ويستقبله بقوة الشرط المسبق لتلبية احتياجات أو رغبات هذا المرء الباحث عنها. اضاقةً لذلك، يمكن للمرء أن يركز على الإله الذي يناشد شخصية الساعي أو الباحث ويشبع رغباته. لذلك، وبطرق كثيرة، الشرك هو نظرة لاهوتية براغماتية.
أديان الشرك وروح الوحدة
إن فكرة الوحدة ليست دخيلة على الأديان الشركية أو المتعددة الآلهة. وفي المقابل، فإن الإصرار على وحدانية أو تفرد الاله أو الاتفاق النهائي للكون الإلهي مع وفرة الآلهة يظهر في نصوص بلاد ما بين النهرين والمصريين ويزداد ويتضخم مع مرور الوقت.
ترجمة الآلهة: في الديانات المتعددة الآلهة، من الواضح أن الآلهة متمايزة ومتفردة بالاسم وبالشكل وبالوظيفة. إن الإنجاز الكبير لتعدد الآلهة هو التعبير عن عالم دلالي مشترك. وهذا البعد الدلالي هو الذي يخلق الأسماء القابلة للترجمة - أي أنه يجعل من المحتمل للآلهة من مختلف الثقافات أو أجزاء من الثقافة أن تكون متوازنة مع بعضها البعض. وتعتبر الأديان القبلية أديان عرقية، وتختلف القوى والأرواح القبلية التي تعبدها القبيلة الواحدة المحددة عن تلك التي تعبدها قبيلة أخرى.
وفي حالة عدم التماثل، فإن الأعضاء المتميزين العظام للآلهة المتعددة يفسحون أو يهبون أنفسهم للترجمة عبر الثقافات أو "التفسير". وتظهر وظائف الترجمة لأن الأسماء ليس لها مرجع فحسب، بل تعني أيضاً، أي شخصية الاله المحددة، كما تتكشف في التكهنات الكونية والأساطير والترانيم والطقوس. تجعل هذه الشخصية أو الميزة من الاله إلاهاً يمكن مقارنته بآلهة أخرى بنفس الشخصيات أو الميزات. إن شبه الآلهة يجعل أسمائهم قابلة للترجمة بشكل متبادل. ومع ذلك، وفي الواقع التاريخي، يجب قلب هذه العلاقة. وقد أدت ممارسة تحويل أسماء الآلهة إلى تصور الشبه وخلق فكرة أو قناعة بأن الآلهة عالمية كونية.
... وللسيرة سلسلة متتابعة من الحلقات...
*الإثنوغرافيا أو وصف الأعراق البشرية (مشتقة من الأصل اليوناني إثنوس ἔθνος ويعني ناس وشعب وأمة، وغرافو γράφω ويعني الكتابة) هي الدراسة المنهجية للناس والثقافات. صُممت لاستكشاف الظاهرة الثقافية، إذ يلاحظ الباحث المجتمع من وجهة نظر موضوع الدراسة.
*الهينوثية (henotheism) تعني التمسك بإله معين من بين عدة الهة، خاصة من قبل عائلة أو قبيلة أو مجموعة أخرى.
*الكاثينوثية هو عبادة إله واحد في وقت واحد على أنه الأسمى دون إنكار وجود آلهة أخرى.
*تعرَّف monolatrism أو monolatry (اليونانية: μόνος (monos)، وحيدة، وλατρεία (latreia)، العبادة) بأنها "الاعتراف بوجود العديد من الآلهة.
*الهندوسية: تقليد ديني وثقافي رئيسي في جنوب آسيا، والذي تطور من الديانة الفيدية.
*بوذية الماهايانا - فرع ليبرالي وثنائي للبوذية يتألف بشكل رئيسي من طوائف في الصين واليابان، ويعترف بمجموعة كبيرة من الكتاب المقدس بالإضافة إلى قانون بالي، ويعلم الاهتمام الاجتماعي والخلاص الشامل.
*الكونفوشيوسية: نظام الأخلاق والتعليم ورجل الدولة الذي علمه كونفوشيوس وتلاميذه، مؤكداً على حب الإنسانية، وعبادة الأسلاف، وتبجيل الوالدين، والتناغم في الفكر والسلوك.
*الطاوية: فلسفة صينية تقوم على كتابات لاو تزو، وتدعو إلى التواضع والتقوى الدينية.
*الشنتوية: ديانة ظهرت وتطورت في اليابان. لم تعرف ديانة الشنتو - والتي تركت أثرًا بالغًا في التفكير الياباني - طريقها إلى الانتشار على غرار الديانات الأخرى.
bakoor501@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: مع مرور الوقت من الکائنات إله واحد على أنه یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلوت: ليفربول بدأ في الاستفادة من المهاجم الصريح بشكل أكبر
يعتقد أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم، أن فريقه بدأ أخيرا في الاستفادة بشكل أكبر من قدرات داروين نونيز، بعدما تعلم فريقه طريقة أكثر فاعلية للعب مع المهاجم الصريح.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية، أن اللاعب الدولي الأوروجوياني أذهل الجميع بمعدل عمله ومساهمته الشاملة في فوز فريقه على توتنهام في إياب الدور قبل النهائي بكأس الرابطة، يوم الخميس الماضي، رغم أنه لم يحصل على فرصة حقيقية للتسجيل.
تناوب نونيز مع دييجو جوتا في مركز المهاجم الصريح، بينما تم استخدام الجناح لويس دياز كرقم تسعة وهمي في عدة مناسبات.
ويرجح أن يبدأ جوتا مباراة الفريق أمام بليموث في كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث يحتاج اللعب لدقائق أكثر بعدما شارك كبديل في مباراة توتنهام، عقب غياب أربع مباريات بسبب الإصابة كما أنه كان بديلا لم يتم الاستعانة به أمام بورنموث.
ولكن تألق نونيز يقدم أمل أن اللاعب مازال لديه مستقبل طويل بالنادي، ويعتقد سلوت أن ذلك يعود إلى فهم أكبر لما يريده من المهاجم.
وقال سلوت: "بشكل عام، أعتقد أننا استخدمنا المهاجم الصريح بشكل أفضل مما فعلنا مع بداية الموسم".
وأضاف: "هذا أمر إيجابي للعب المزيد من المباريات، والتدرب سويا بشكل أكبر، وإجراء المزيد من الاجتماعات معا - يمكنك إبراز ذلك بشكل أكبر أيضا".
وأردف: "أعتقد أنه في بداية الموسم كنا نعتمد بشكل أكبر على الأجنحة، ولكني أرى أننا بدأنا استخدام مهاجمنا الصريح بشكل أكبر في المواقف التي يجب علينا استخدامه فيها".
وأكد: "نتيجة لهذا يتواجد هؤلاء اللاعبون في مواقف واعدة ولديهم نفس الجودة التي يمتلكها أجنحتنا".
وأكمل: "لذلك، إذا وضعت جوتا في موقف واعد أو لو لعب دياز أو داورين في ذلك المركز. سيمنحوننا ما نأمل فيه وهو الأهداف وصناعتها".