سودانايل:
2025-05-02@14:55:05 GMT

النص: الفقرُ رجلٌ يا عمرُ

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

---
إدوارد كورنيليو
---

في ليلةٍ لا يشقها ضوءٌ،
بزغتْ نجمةٌ
تحتفظُ بذكرياتِ الفقراء،
تركتْ أثراً
على كفِ الريح،
تذكاراً لرجلٍ
كان يوماً يضيء ظلامَ الأزقةِ.

_
الفقرُ، ذاك الرجلُ
الذي يعبرُ الشوارعَ بلا وجهٍ،
يحملُ بين يديه أحلاماً مهجورة،
ونوافذَ مكسورة،
وأطفالاً ينامون
تحت سقفِ الأماني المبعثرة.

_
يا عمرُ،
سأقتله بأغاني النيل،
وصرخاتِ الأرض
حين تشقُ الحبوبُ بطنَها،
وحين تجفُ دموعُ الأمهاتِ
تحت ظلِ الانتظار،
سأقتلهُ حين تنهضُ العصافيرُ
من تحت أنقاضِ البيوتِ المدفونةِ،
وتغني حكاياتِ الشمس.



_
في كلِّ زقاقٍ،
في كلِّ حجرٍ متآكلٍ،
في كلِّ عيونٍ لا ترى إلا الظلام،
يقفُ الفقرُ مثل تمثالٍ بلا قلبٍ،
يشربُ من دماءِ الأرض،
ويزهرُ ورداً داميًا
في حدائقِ الأحلامِ المعطلة.

_
يا عمرُ،
سأقتلهُ بأناشيدِ الأطفالِ،
حين ينثرون الأملَ
في حقولِ الفجر،
ويقطفون الحلمَ
من بساتينِ الفقراء،
حين يصيرُ الفقرُ حكايةً
نسجها الريحُ في ليلٍ بلا نهاياتٍ.

_
أراهُ في وجوهِ الأمهاتِ،
في عيونِ الآباءِ المتعبةِ،
في أكفِّ العمالِ القاسيةِ،
وفي أجنحةِ العصافيرِ الكسيرةِ،
يحتضنُ الأملَ المهجورَ،
ويغني للريحِ أغنيةَ الصمتِ.

_

يا عمرُ،
سأقتلهُ حين تنبتُ في قلوبِنا أشجارُ العدلِ،
حين تسقطُ الأقنعةُ الزائفةُ،
حين يعودُ النورُ
إلى دروبِ الأحلامِ،
وحين يُبنى الوطنُ
من بقايا الحلمِ المسروقِ،
ومن أنينِ الحقولِ المنسيةِ.

_
الفقرُ رجلٌ،
يا عمرُ،
ولكن سأقتلهُ بأغاني النيل،
وبأصواتِ الأرضِ
حين تدعو للحرية،
حين ينهضُ الحلمُ
من تحت الرمادِ،
وتعودُ الحياةُ لتزهرَ
في حدائقِ الأملِ.

tongunedward@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

طائرات مسيرة تقصف محطة كهرباء عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان

وكان النازحون قد تركوا مواطنهم في الخرطوم وأم درمان منذ أكثر من عام بسبب الحرب. وقد أدى قصف محطة كهرباء عطبرة التحويلية إلى انقطاع الإمداد الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر.

30/4/2025

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من رونالدو بعد ضياع الحلم الآسيوي
  • رونالدو بعد السقوط الآسيوي: الحلم مؤجل والدعم لا يُنسى
  • وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد
  • رونالدو بعد وداع دوري أبطال آسيا: «يجب أن ننتظر الحلم»
  • خبير اقتصادي: ‎%‎80 من المواطنين الليبيين تحت خط الفقر  
  • في سوق الرمادي.. عبد الستار الأنباري يرسم الأمل بالألوان متحدياً الإعاقة
  • طائرات مسيرة تقصف محطة كهرباء عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان
  • هجرات ضاعفها الفقر والجفاف والحروب... لماذا أصبح اليمن نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الأفارقة؟
  • في المحطة قبل الأخيرة من الحلم القاري.. النصر يواجه كاواساكي الياباني
  • امتعاض في العراق.. تبرع ومساعدات خارجية رغم الفقر والأزمة المالية