ومضات توثيقية: يا أحزان السودان إتَّحِدي
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
بقلم / عمر الحويج
ومضة : رقم [1]
الحرب العبثية :
البيضة أولاً أم الدجاجة
دخلت بيضة أكَّلت حبة
ودخلت نملة أكَّلت حبة
خَرَّجَتْ فولدِت دجاجة
الدجاجة أولاً أم البيضة
دخلت دجاجة أكَّلتْ حبة
ودخلت نملة أكَّلت حبة
خَرَّجتْ فولِدَّت بيضة .
تعاركا إنكسرت البيضة
ودخلت نملة أكَّلت حبة
فسالت الدماء العبثية
تعاركا ماتت الدجاجة
دخلت نَمْلَة أكَّلت حبة
فسالت الدماء العبثية
***
ومضة: رقم [2]
إعتادت أذني :
على إسمها .
على رسمها .. الدانة
على جُرمِها .. الدانة
على فَتكِها .. الدانة
إلى أن جاء يوم زارتنا .. ولكنا لم نرحب بها
إلى أن جاء يوم زارتنا .. ولكنها لم ترحب بنا
جالسة أنا أرتب لشاي الصباح ..
وأطفالي الثلاث حولي
زارتنا .. ولم ترحب بنا
زارتنا .. ولم نرحب بها
لأني حين نظرت .. لم أجد كاسات الشاي
المصطفة أمامي
كاسات الشاي المرصوصة
أمامي .. أشلاء
نظرت .. بحثت
وجدت أطفالي الثلاث حولي أشلاء
أشلاءهم إختلطت .. بأشلاء كاسات
الشاي .. المصطفة أمامي
بدأت دموعي تذرف .. تنزف
لم أجدها دموعي
جفت من لمحة ..
دموعي لم تعد تذرف .. تنزف
تحاضنت الأشلاء ..
شربت شاي الصباح ..
كان الشاي الأحمر بدماء
أشلاء كاسات الشاي ..
المصطفة أمامي
بأشلاء أطفالي الثلاثة .. حولي
تحاضن الجميع ..
بعد أن جفت دموعي
كما تحاضنت بهم أشلائي .. أنا
أشلاء أمهم .
أخذتها إليها الدانة وخرجت ..
ولم تعد بنا بعد وأبدى .
***
ومضة : رقم [3]
في زمان مضى :
بأدبه الجم كان يحث أهل منزله والحارة
تجنب رمي النفايات أمام عتبة باب بيته .
في زمان أتى :
كان بذات يديه يحمل النفايات بحماس
إلى مزبلتها من أمام عتبة باب بيته .
في زمان الآن :
وجدوه حين عادوا بعد قذيفة جثة جيفة
مهترئة كانت ذلك أمام عتبة باب بيته .
في زمان اللحظة :
إحتار جمعهم فلم يجدوا حلاً في مؤاراته
الثرى غير دفنه أمام عتبة ذات باب بيته .
***
ومضة : رقم [4]
الأبرياء بالدانات .. وإنعدام الدواء
سبق الإصرار لا وحدها الأقدار
ترسلهم إلى المنون الداير الدوار
يموتون وهم عراة جياع
بلا جرعة ماء تبل الشفاه
يُقبَّرون في الطريق
تأكلهم الذئاب تنهش
لحمهم الكلاب
ومن هناك ذات تلك الكلاب
تظل ترسل الموتى
لتغذية الذئاب بذات الكلاب .
***
ومضة : رقم [5]
ساعياً في الطريق .. كان .
متعكِّزاً هَمَّين عصيين .. والحلم هباء
إبنه الصغير بلا حليب بلا دواء بلا ماء
إبنه يتيم الأم الصريعة قد يغيب
في المجهول عنه بعد عناء..
غطَّاه .. في حضنه ودعه ثم “لولَّاه”
وفي فراش كمثل كفن واراه ..
ثم بعيداً عنه ناء
^^^
ساعياً في الطريق .. كان .
عن إبنه اليتيم مشى ثم مشى .. حتى الحَفَّاء
ونبض قلبه النحيب .. مستودع الدعاء .
ساعياً في الطريق .. كان .
ويداه تحسبان بقليل .. الرجاء
حفنة مال للحليب وماء .. ثم دواء للشفاء
داخل طيات جيوب خياله المهموم .. ملء إباء
لم يكن يحسب أن هناك
من عده الفريسة ..
يصيح من خلفه .. في جفاء
قف مكانك .. قف ..!!؟؟
يا أنت يا واحداً من الخونة العملاء .. !!
^^^
ساعياً في الطريق .. كان .
لم تسمع أذناه .. ذلك النداء.
برصاصة باردة هوجاء
أرداه قتيل موت وفناء
بعدها نعى الناعي فريسة الدُّعَشاء
بقرب عاينوه عرفوه الذي لايسمع .. !! .
فواحسرتاه .
أذناه بالعلم الأكيد صماء لا تسمع .. !! .
***
ومضة : رقم [6]
إطلق صوت حنجرة الدراما الذهبية .. عالياً
مستعيداً لنا عصر صوت تلك الدرامية .. مباهياً
في لحظتها إنطلق صوت القذيفة العبثية .. مغالياً
إلتقى صوت القذيفة العبثية بصوت الدرامية .. ناعياً
حين أسكت صوت الإعجاب للحنجرة الذهبية .. عانداً
إغتالت القذيفة العبثية حنجرة الدراما الذهبية .. متماهياً
قالت معه .. لاتحفروا لي قبراً
سوف أرقد فوق معهدي
مسرحاً درامياً .. رائداً .
***
ومضة : رقم [7]
ناح الكمان بأنة الوداع .. الراعشة
باح بهمس أوتاره الخماسية .. نائحة
توقف الكمان عند نغمة أساه .. الرايحة
صعدت روحه الغنَّاء وتاه عنه نداوة
صوله وكمانه .. والري -لا-مي السائحة
من خلل دخان الدانة العمياء .. تدندن لامعة
تذرف دمع وداعه لحرب عبثية باغية
وأصابع الفنان .. يانع هواه
على أوتار الكمان تشققت منه أصابعه .. البارعة
وجوع يأكل من بطن كمانه .. النازفة
من ترف لحنه الغواص متراس في لآلئه العازفة
تصدح من خلف رناته
الأهات والأنات الآسيات المعزوفة .. واجفة
مرثية ” الموت جوعاً ” أهلكتها عين .. عاصفة
ويغيب عنا مبدع متوسداً جسد الكمان النائحة
راح قلبه بنبضه وشغفه .. برسالة فنه ..البازخة
وجوع الكمان لرنة الأوتار لوجبة ولو لٌقَّيمَة سايغة
ولترقد في سلام رسالة فنه بالمبارحة نبضة فارقة .
***
ومضة : رقم [8]
في صباحها التحنان أَعْلَّت من طبقات صوتها الرنان
في صباحها الريان كفراشة تتجول في بستانها الرويان .
حين كانت تدندن بأغنيتها الحبيبة
تحمل نعومة إسمها وجمال رسمها
وحلاوة لحنها الفتان :
[الشادن الكاتلني ريدو
هلك النفوس والناس تريدو ..
مالو لو يرحم مريدو..]
التقطت نغمها إحدى (الدانات) عابرة الفضاءآت الحزينة
حين أبرها الصوت الملائكي ، الملئ بالحنين والشجن .
فقررت أن تستأثر به لوحدها دون الآخرين .
فأخذتها إليها وخرجت ، ولم تعد بصوتها لنا
حين آن الأوان حتى الآن .
ومن يجدها وصوتها الرنان .
فليغن المغني مردداً معها :
" الشادن الكاتلنا ريدا ”
"مالو لو يرحم مريدا..”
" مالو لو يرحمنا ريدا “
[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]
***
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أمام عتبة فی الطریق فی زمان
إقرأ أيضاً:
إصابة 10 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص على الطريق الأوسطى
أصيب 10 أشخاص بسبب حادث انقلاب ميكروباص أعلى الطريق الأوسطى اتجاه حلوان، ونقلوا إلى المستشفى، وحرر محضر بالواقعة.
تلقت غرفة عمليات النجدة، بلاغا أعلى الطريق الأوسطى، وانتقلت سيارات الإسعاف لموقع الحادث بصحبتهم ونش مرورى للعمل على رفع حطام الحادث، وتبين من خلال الفحص اختلال عجلة القيادة من السائق، مما أدى إلى انقلاب السيارة أعلى الطريق، ونتج عنه إصابة 10 أشخاص نقلوا جميعهم إلى المستشفى.
مشاركة