السودان.. تضارب الأنباء حول السيطرة على "معسكر المدرعات"
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تتضارب الأنباء في السودان حول السيطرة على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة بمنطقة الشجرة العسكرية، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، مساء الإثنين، أن قوات الدعم السريع "حاولت اليوم مجددا الهجوم على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة بمنطقة الشجرة العسكرية".
وأضاف بيان الجيش السوداني أنه "تم دحر العدو الذي تلقى عقابا حاسما من قبل قواتنا وتكبد خسائر ضخمة في الأفراد والآليات والمعدات والأسلحة جاري حصرها حتى الآن، وقد استمرت مطاردة فلول المليشيا الهاربة حتى مساء اليوم".
من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع، مساء الإثنين، سيطرتها على أجزاء كبيرة من مقر معسكر سلاح المدرعات في الخرطوم، وسط معارك عنيفة مع الجيش السوداني.
وقالت قوات الدعم السريع إنها حصلت على كمية كبيرة من الذخائر والعتاد العسكري والمدرعات، في معارك تهدف إلى السيطرة على معسكر سلاح المدرعات.
وتستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بمحيط وداخل مقر سلاح المدرعات، في منطقة الشجرة جنوبي العاصمة.
وأسفرت المعارك المستمرة منذ صباح الأحد عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، وسط أنباء عن عدد كبير من الضحايا المدنيين بسبب القصف الجوي والأرضي العشوائي العنيف، الذي طال مناطق سكنية قريبة من مقر سلاح المدرعات.
وبينما قال الجيش، الأحد، إنه صد هجوما لقوات الدعم السريع، نشرت الأخيرة مقاطع فيديو تشير فيها إلى إحراز تقدم كبير للسيطرة على المعسكر، الذي يعتبر أحد 3 مقار رئيسية لاتزال تحت سيطرة الجيش.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على 7 مقار استراتيجية في العاصمة، منذ اندلاع القتال في السودان منتصف أبريل الماضي.
ويقع سلاح المدرعات على بعد نحو 12 كيلومترا إلى الجنوب من القيادة العامة للجيش، ويمتد على مساحة 20 كيلومترا مربعا، ويضم ألوية مشاة ووحدات لسيارات مدرعة و75 دبابة صالحة للقتال، وبه أيضا مهبط للطائرات.
وتكمن أهمية سلاح المدرعات في أنه يعتبر النقطة الأخيرة الفاصلة بين تمركزات وإمدادات قوات الدعم السريع الحالية ومقر القيادة العامة للجيش، خصوصا بعد سقوط معسكر اليرموك وقيادة الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم في يد قوات الدعم السريع.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الجيش السوداني قوات الدعم السريع السودان السودان الجيش السوداني قوات الدعم السريع الجيش السوداني قوات الدعم السريع السودان أخبار السودان قوات الدعم السریع سلاح المدرعات
إقرأ أيضاً:
كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
وتعود كلمة "كنداكة" إلى العهد الكوشي أو ما يعرف بالحضارة النوبية، وهي تعني الملكة أو السيدة الأولى، لكن آلاء صلاح، قالت لبودكاست "ملهمات" إن الكلمة تعني "المقاتلة" أو بمعنى آخر "الأيقونة".
ويمكن القول إن كنداكة الثورة السودانية ليست جديدة على النضال السياسي، فقد شاركت جدتها في حراك 1964، الذي أنهى حكم الفريق إبراهيم عبود، وشاركت والدتها في انتفاضة 1985، التي أطاح الجيش على إثرها بحكم جعفر النميري، فيما شاركت أختها في انتفاضة الطلاب عام 2013 التي خرجت ضد قرار رفع الدعم الحكومي عن الوقود.
وبسبب مشاركتها في الثورة على عمر البشير، فقدت آلاء دراستها بعدما تم فصلها من الجامعة، لكنها التحقت بإحدى الجامعات البريطانية بعد حرمانها من الالتحاق بجامعة محلية.
وظلت آلاء في السودان حتى انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث غادرت خشية التعرض للاعتقال كما حدث لكثيرين ممن شاركوا في الثورة على البشير، وفق قولها.
وتعرضت لتهديد مباشر من قوات الدعم السريع، وتلقت اتصالا من مدير مكتب قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي طلب منها لقاء سريًّا، لكنها رفضت ذلك بسبب مسؤوليته عن قتل الثوار في اعتصام القيادة العامة وحرقهم واغتصاب بعضهم، حسب قولها.
إعلان
السفر لبريطانيا
بعد ذلك، أصبح تهديد الدعم السريع للشابة صريحا، وقد ذهبوا إلى بيتها أكثر من مرة وحاولوا ترهيب عائلتها جراء رفضها مقابلة حميدتي، الذي قالت إنه كان يحاول الضغط على رموز الثورة لدعم انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، ووصفه بأنه "تصحيح للمسار".
وعندما توجهت قوات الدعم السريع لبيتها قبل انقلاب 2021 بـ3 أيام، قررت آلاء الاختباء عند بعض أقربائها حتى تمكنت من السفر إلى بريطانيا التي كانت ستسافر لها بعد أيام من الانقلاب على كل حال لإكمال دراستها، كما قالت.
وبعد 5 سنوات من الإطاحة بحكم عمر البشير، وما آلت إليه أوضاع السودان، لا تريد صلاح القول إنها تشعر بخيبة أمل، لأن هذا الأمل هو الذي ساعدهم على تحقيق بعض أهداف الثورة -كما تقول- لكنها تعترف بأنها ليست سعيدة بينما السودان يعيش حالة من القتل والاغتصاب والانتهاكات التي لا تتوقف، وفق تعبيرها.
وشاركت المرأة بشكل كبير بالثورة على نظام البشير في ديسمبر/كانون الأول 2018، رغم القيود الكبيرة التي كانت مفروضة عليها في ذلك الوقت، وكانت كل واحدة منهن تقوم بما تجيد القيام به سواء كان التصوير أو مخاطبة الجماهير أو الرأي العام أو إسعاف الجرحى أو إعداد الطعام والشراب، كما تقول صلاح.
وبعد أن كان السودانيون يحلمون بالديمقراطية وتداول السلطة، "أصبحوا اليوم يعيشون قمعا وتهجيرا وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان على يد قوات الدعم السريع التي تقاتل منذ عامين ضد قوات الجيش"، حسب كنداكة الثورة.
وإلى جانب الانتهاكات، يعيش السودانيون مجاعة فعلية وتراجعا حادا في الخدمات الصحية وقتلا خارج القانون فيما توزع "شباب الثورة" بين جائع ونازح وهارب، حسب وصف صلاح.
أما من نجحوا في الخروج إلى دول أكثر أمنا، تضيف صلاح، فيعملون على توثيق ما يتعرض له الناس من انتهاكات وجرائم وتعريف العالم بها من خلال مواقع التواصل، لكنّ مَن هم بالداخل يجدون صعوبة كبيرة في إيصال ما يتم توثيقه للخارج بسبب توقف الإنترنت.
إعلانبيد أنه في ظل حالة الفقر المدقع والحاجة الشديدة وانهيار الخدمات وتفشي الخوف، أصبحت غالبية النشطاء مشغولين بعائلاتهم وجيرانهم وزملائهم أكثر من انشغالهم بمحاولة إحياء الثورة التي لم تعد سهلة أبدا في ظل ما وصلت إليه البلاد من استحكام للقوة، برأي صلاح.
ومع ذلك، فإن الشباب قادرون على إحداث التغيير لكنهم بحاجة للحد الأدنى من الظروف التي قد تساعد على تحويل مسار البلاد من الحرب إلى السلم الأهلي، وهو مسار تقول صلاح إنه "صعب جدا".
24/12/2024