محتويات إسفيرية مربكة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
محتويات إسفيرية مربكة
د. وجدي كامل
محتويات إسفيرية كثيرة تصيب الرأس بالدوار ومن الصعب أحياناً حصرها وعرضها بالنقد. ولكني وجدت نفسي لا أستوعب الفكرة أو المنطق من ذيوع اقتباسات متكررة بوسائل الاتصال الاجتماعي هذه الأيام كاقتباس يقول بأن بنتك أو ابنتك هي عصاتك التي تتوكأ عليها عند الكبر وعيونك التي ترى بها وووووو إلخ.
قرابة المائة بوست اليوم فقط أحصيتهم بصفحات المشتركين بالفيس بوك وهي تعيد نشر ذات النص المجهول المصدر بتصرف في الصور المرافقة. ترى هل المقصود من ذلك هو تبجيل وتفخيم وإظهار وفاء البنت لأبيها أكثر من الولد؟ أم القطع بأن الأب تنتظره هناك وفي المطلق عصاة ما يجب عليه أن يتوكأها؟. ذلك والله من الأعباء التي تنتظر وربما تخيف البنات دعك مما توفره من راحة لنوع الأولاد.
فالطبيعي جداً والمعتاد غالباً في الفطرة السليمة أن يتحول الأبناء (بنات وأولاد) إلى داعمين للآباء والأمهات (كذلك) عند كبرهم بالرعاية الحسنة وعلو الأخلاق ولا من أو بطولة يتوخى ظهورهما بأن تقوم البنت بذلك الدور أو الولد.
هذا تمييز مؤكد ينطوي على غرضه الخفي القائل بأن البنات أشد وفاءً لآبائهم من الأولاد. الإطلاق هنا بدون إخضاع الحالة التي تحولت فيها البنت إلى عصاة من الأفضل أن تعد مادة بحث ودراسة بحيث يجب أن تفيد بالأسباب التي دعت وخلقت تلك الوضعية التي لم يشرح لنا فيها القائل عن الظروف التي عليها ساق وصفه.
كآباء وأمهات نحب بناتنا وكذلك أولادنا وننخرط في تربيتهم دون انتظار بأن يفوز نوع منهم ويتفوق على الآخر في رعايتنا عند الكبر بأن يتحول إلى عصاة في رمزيتها المفهومة. الرجال والنساء في المجتمعات المنتجة المحصنة بنظم الرعاية الاجتماعية والضمانات والأمان لما بعد الخدمة توفر لهم دولة الرفاه والعناية العصاة المادية. أما الأبناء فتنتظرهم أدوار أخرى تتصل بأهمية العاطفة والمسؤولية الأخلاقية.
أما في المجتمعات غير المنتجة، وغير الموفرة لأسباب الضمان الاجتماعي والأمان الاقتصادي غالباً ما سينطبق عليها (مثل العصاية) التي ربما ستحتاج لأكثر من نوع للقيام بدورها، وأحياناً قد لا يكون ذلك كافياً أو ملبياً لحاجات الآباء والأمهات خاصةً في زمن التطور التكنولوجي الذي أصبح لا يعترف بالعصاة كوسيلة اتكاء بقدر احتياجه لآلة أضخم وأعقد لإنتاج الراحة والأمن العاطفي والمعيشي المطلوب.
خلاصة التحليل لظاهرة كهذه هي أننا ورغم ويلات الحرب وانقسامات الواقع وتصدعاته الفادحة ودمار عالمنا القديم– العالم الذي كان فإننا لا نزال على اصرار أن ننتصر للتفكير العاطفي من جهة ونمضي في نقل ما نقله الآخرون واعتبروه محتوى حميداً من الجهة الأخرى دون إعمال للتفكير النقدي بإعادة قراءة المحتوى نقدياً وإخضاعه لميزان العقل والنفاذ من ثم للمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تستفيد من تكثيف النشر لمثل تلك المنشورات.
* نقلاً عن (مداميك)
الوسومإعدام الأبرياء الأب الأم الأمان الاقتصادي الحرب الضمان الاجتماعي د. وجدي كاملالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأب الأم الحرب الضمان الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
أفعال مستحبة عند هبوب الرياح.. تعرف عليها
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الفقهاء أخذوا من مجموعة من الآثار، استحباب الدعاء عند الرياح الشديدة ونحوها من الكوارث والأهوال، بالأدعية المذكورة، وكذلك استحبوا الصلاة عند حدوثها وهبوبها.
أفعال مستحبة عند هبوب الرياحاستشهدت دار الإفتاء بأحاديث عن النبي، في مستهل حديثها عن أفعال مستحبة عند هبوب الرياح، ومنها ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا عصفت الرياح: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» رواه مسلم.
وفي روايةٍ للإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-، كان يقول: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا».
وعن ابن عباسٍ- رضي الله عنهما- قال: ما هبَّت ريحٌ قطُّ إلَّا جثَا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه، وقال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلَهَا رِيحًا» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، والإمام الشافعي في "مسنده" -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في "مصنفه".
وأكدت دار الإفتاء أنه يُستحبُّ الدعاء عند وجود رياح شديدة ونحوها بالأدعية المذكورة؛ فيسأل الداعي ربَّه خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ويستعيذ به من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به، وأن يجعلها رحمةً، ولا يجعلها عذابًا، ورياحًا لا ريحًا، وأن يفزع لصلاة ركعتين عندها؛ لئلَّا يكون غافلًا.
الدعاء عند هبوب الرياحقال العلامة الزرقاني في "شرحه على مختصر خليل" (1/ 480، ط. دار الكتب العلمية): [وأمَّا الصَّلاة للزلزلة ونحوها فلا تُكرَه، بل تطلب؛ لقول "المدونة": أرى أن يفزع الناس للصلاة عند الأمر يحدث ممَّا يخاف أن يكره عقوبة من الله تعالى؛ كالزلزلة، والظلمة، والريح الشديد، وهو قول أشهب في الظلمة والريح الشديد، وقال: يصلون أفذاذًا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإمام أو يحملهم على ذلك] اهـ.
وقال العلامة ابن جزي المالكي في "القوانين الفقهية" (ص: 705، ط. دار ابن حزم) عند تعداده المأمورات المتعلِّقة باللسان: [وعند الريح: اللهم إنِّي أسألك خيرها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما أرسلت به] اهـ.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج" (1/ 602، ط. دار الكتب العلمية): [يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّي في بيته منفردًا، كما قاله ابن المقري لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.