صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-19@03:12:47 GMT

محتويات إسفيرية مربكة

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

محتويات إسفيرية مربكة

محتويات إسفيرية مربكة

د. وجدي كامل

محتويات إسفيرية كثيرة تصيب الرأس بالدوار ومن الصعب أحياناً حصرها وعرضها بالنقد. ولكني وجدت نفسي لا أستوعب الفكرة أو المنطق من ذيوع اقتباسات متكررة بوسائل الاتصال الاجتماعي هذه الأيام كاقتباس يقول بأن بنتك أو ابنتك هي عصاتك التي تتوكأ عليها عند الكبر وعيونك التي ترى بها وووووو إلخ.

قرابة المائة بوست اليوم فقط أحصيتهم بصفحات المشتركين بالفيس بوك وهي تعيد نشر ذات النص المجهول المصدر بتصرف في الصور المرافقة. ترى هل المقصود من ذلك هو تبجيل وتفخيم وإظهار وفاء البنت لأبيها أكثر من الولد؟ أم القطع بأن الأب تنتظره هناك وفي المطلق عصاة ما يجب عليه أن يتوكأها؟. ذلك والله من الأعباء التي تنتظر وربما تخيف البنات دعك مما توفره من راحة لنوع الأولاد.

فالطبيعي جداً والمعتاد غالباً في الفطرة السليمة أن يتحول الأبناء (بنات وأولاد) إلى داعمين للآباء والأمهات (كذلك) عند كبرهم بالرعاية الحسنة وعلو الأخلاق ولا من أو بطولة يتوخى ظهورهما بأن تقوم البنت بذلك الدور أو الولد.

هذا تمييز مؤكد ينطوي على غرضه الخفي القائل بأن البنات أشد وفاءً لآبائهم من الأولاد. الإطلاق هنا بدون إخضاع الحالة التي تحولت فيها البنت إلى عصاة من الأفضل أن تعد مادة بحث ودراسة بحيث يجب أن تفيد بالأسباب التي دعت وخلقت تلك الوضعية التي لم يشرح لنا فيها القائل عن الظروف التي عليها ساق وصفه.

كآباء وأمهات نحب بناتنا وكذلك أولادنا وننخرط في تربيتهم دون انتظار بأن يفوز نوع منهم ويتفوق على الآخر في رعايتنا عند الكبر بأن يتحول إلى عصاة في رمزيتها المفهومة. الرجال والنساء في المجتمعات المنتجة المحصنة بنظم الرعاية الاجتماعية والضمانات والأمان لما بعد الخدمة توفر لهم دولة الرفاه والعناية العصاة المادية. أما الأبناء فتنتظرهم أدوار أخرى تتصل بأهمية العاطفة والمسؤولية الأخلاقية.

أما في المجتمعات غير المنتجة، وغير الموفرة لأسباب الضمان الاجتماعي والأمان الاقتصادي غالباً ما سينطبق عليها (مثل العصاية) التي ربما ستحتاج لأكثر من نوع للقيام بدورها، وأحياناً قد لا يكون ذلك كافياً أو ملبياً لحاجات الآباء والأمهات خاصةً في زمن التطور التكنولوجي الذي أصبح لا يعترف بالعصاة كوسيلة اتكاء بقدر احتياجه لآلة أضخم وأعقد لإنتاج الراحة والأمن العاطفي والمعيشي المطلوب.

خلاصة التحليل لظاهرة كهذه هي أننا ورغم ويلات الحرب وانقسامات الواقع وتصدعاته الفادحة ودمار عالمنا القديم– العالم الذي كان فإننا لا نزال على اصرار أن ننتصر للتفكير العاطفي من جهة ونمضي في نقل ما نقله الآخرون واعتبروه محتوى حميداً من الجهة الأخرى دون إعمال للتفكير النقدي بإعادة قراءة المحتوى نقدياً وإخضاعه لميزان العقل والنفاذ من ثم للمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تستفيد من تكثيف النشر لمثل تلك المنشورات.

* نقلاً عن (مداميك)

الوسومإعدام الأبرياء الأب الأم الأمان الاقتصادي الحرب الضمان الاجتماعي د. وجدي كامل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأب الأم الحرب الضمان الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

البيشمركة تصدر قرارات صارمة بخصوص النشر على مواقع التواصل الاجتماعي

البيشمركة تصدر قرارات صارمة بخصوص النشر على مواقع التواصل الاجتماعي

مقالات مشابهة

  • خناقة ولاد الذوات.. تفاصيل مشاجرة طالبات مدرسة دولية في التجمع
  • بعد خناقة بنات مدرسة التجمع .. طلب عاجل من أحمد موسى لوزير التعليم
  • «تريند مصر».. القصة الكاملة لخناقة بنات بمدرسة دولية في التجمع
  • القصة الكاملة لـ مشاجرة طالبات المدرسة الدولية بالتجمع| ماذا حدث؟
  • حريق يلتهم محتويات شقة سكنية بشارع استوديو الأهرام
  • سكن لكل المصريين 5.. آخر موعد لحجز شقق الإسكان الاجتماعي
  • سلام التقى رئيس وأعضاء المجلس الاقتصادي الاجتماعي
  • الجنين يتحكم في طبيعة المغذيات التي يحصل عليها من الأم
  • الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ
  • البيشمركة تصدر قرارات صارمة بخصوص النشر على مواقع التواصل الاجتماعي