أكمل الجيش الإسرائيلي، السبت، انسحابه بالكامل من محور نتساريم في إطار اتفاق غزة مع حركة حماس، بحسب أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وقام الجيش الإسرائيلي بإخلاء كامل للمباني المتنقلة والبنية التحتية والمعدات العسكرية بمحور نتساريم تقع شرقي محور صلاح الدين، كجزء من إتمام المرحلة الحالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد 22 يومًا من بدايته، واحتفظ الجيش الإسرائيلي ببعض المواقع على الجانب الشرقي من طريق صلاح الدين، أقرب إلى الحدود مع إسرائيل.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إخلاء نتساريم يعني عدم تواجد الجيش الإسرائيلي شمال القطاع، مضيفة أن المحور كان عنصرا مهما بالنسبة لطموحات المستوطنين الراغبين في العودة والاستيطان شمال القطاع.

وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من مواقعها في الجزء الشمالي من محور نتساريم الأسبوع الماضي، حيث سمحت للنازحين من غزة بالعودة إلى شمال القطاع سيرا على الأقدام عبر الطريق الساحلي وبالمركبات على طريق صلاح الدين.

هذا ولا تزال القوات الإسرائيلية منتشرة أيضا في محور فيلادلفيا عند الحدود بين مصر وغزة، وبموجب الاتفاق، تحتاج إسرائيل إلى إكمال انسحابها من فيلادلفيا في اليوم الخمسين من وقف إطلاق النار.

وثقت مقاطع مصورة قيام جنود إسرائيليين، مساء السبت بإحراق تجهيزات عسكرية قبل انسحابهم من محور نتساريم، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي سيبدأ عملية الانسحاب من المحور عند الساعة السادسة من صباح الأحد، وذلك بموجب تفاهمات تنص على إتمام عملية الانسحاب في اليوم الـ22 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أنشأ محور نتساريم، الممتد من كيبوتس “بئيري” في غلاف غزة إلى البحر الأبيض المتوسط، بطول 8 كيلومترات وعرض 7 كيلومترات، بهدف عزل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، وتأمين تحركات قواته بين مناطق التمركز العسكرية.

ويعرف المحور إسرائيليا بأنه كان مركز العمليات العسكرية التي أعقبت الاجتياح البري لقطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث لعب دورا رئيسيا في تقسيم القطاع جغرافيا واجتماعيا، مما أدى إلى عزل آلاف العائلات وتأزيم الأوضاع الإنسانية في المناطق الشمالية.

ورغم عدم صدور أي بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي حول الانسحاب، فإن تفكيك القواعد العسكرية الإسرائيلية في المحور يأتي ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار، بعد تنفيذ الدفعة الخامسة من الاتفاق بسلاسة، وفقا لمصادر إعلامية عبرية.

وأمس السبت، أطلقت حركة “حماس” سراح 3 من الأسرى الإسرائيليين لديها، وذلك في إطار صفقة “طوفان الأحرار”، مقابل الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وفي المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الدفعة الخامسة من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “حماس”.

وتضم الدفعة الخامسة، 183 معتقلا فلسطينيا، منهم 18 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و54 يقضون أحكاما لمدد طويلة، و111 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر.

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة يوم 19 يناير الماضي، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، يتم في الأولى التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة كل من قطر ومصر والولايات المتحدة.

https://twitter.com/adhamsharkawi/status/1888336191281385526?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1888336191281385526%7Ctwgr%5E344c2cbe32c00f0bd277db01bab611a5f727511a%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.rt.com%2Fmiddle_east%2F1644733-D8ACD986D988D8AF-D8A5D8B3D8B1D8A7D8A6D98AD984D98AD988D986-D98AD8ADD8B1D982D988D986-D985D982D8AAD986D98AD8A7D8AAD987D985-D982D8A8D984-D8A7D984D8A7D986D8B3D8ADD8A7D8A8-D985D986-D986D8AAD8B3D8A7D8B1D98AD985-D981D98AD8AFD98AD988%2F

وفي سياق متصل، أكد مسؤول كبير في حركة حماس، السبت، أن الحركة لا ترغب في “العودة للحرب” مع إسرائيل التي بدأت اثر الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر 2023. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس إن “العودة للحرب قطعا ليست أمنيتنا ولا قرارنا”.

من جانب آخر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء السبت، إرسال وفد إلى الدوحة لإجراء مفاوضات تتناول المرحلة التالية من الهدنة مع حماس في غزة والتي بدأ تنفيذها في 19 يناير.

وأورد بيان لمكتب نتنياهو أنه بعد تبادل جديد السبت لرهائن إسرائيليين في غزة مقابل فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، “أمر (نتنياهو) بإرسال وفد” إلى قطر، ويعتزم لدى عودته من الولايات المتحدة الأحد عقد “اجتماع للحكومة الأمنية” حول هذا الموضوع.

وأثنى نتنياهو على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة، مشيرا إلى أن الذين يتخلون عن الإرهاب فقط سيُسمح لهم بالعودة.

ووصف نتنياهو خطة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة بأنها “أول فكرة جديدة منذ سنوات”. وقال نتنياهو، في مقابلة مسجلة مسبقًا مع مارك ليفين على فوكس نيوز نقلتها “تايمز أوف إسرائيل”: “خطة ترامب كفيلة بتغيير كل شيء في غزة”.

وتعد هذه المقابلة الثالثة، التي يمنحها نتنياهو لوسيلة إعلامية صديقة خلال زيارته التي استمرت 6 أيام إلى واشنطن العاصمة، بينما تجنب التحدث مع معظم الصحفيين الإسرائيليين المرافقين له.

وقال نتنياهو: “ليس إخلاء قسري”، موضحًا الخطة التي قدمها ترامب الأسبوع الماضي. وأضاف: “ليس تطهيرًا عرقيًا. الخروج مما يقوله الجميع عن أن غزة هي سجن مفتوح في الهواء الطلق. لماذا تريدون إبقاءهم في السجن؟”

وأشار نتنياهو إلى أن سكان غزة سيتمكنون في النهاية من العودة إلى ديارهم، وهو ما كان ترامب قد قال في البداية إنه لن يحدث.

وقال: “أعطهم خيارًا بالانتقال مؤقتًا بينما نعيد بناء المكان ماديًا وأيضًا نعيد بناءه من حيث التطرف. تريدون العودة؟ عليكم التبرؤ من الإرهاب، ولكن يمكنكم العودة”. وأوضح نتنياهو أن التحدي الرئيسي هو أين يمكن إرسال سكان غزة.

ووصف الخطة بأنها “نهج مبتكر وصحيح. نهج جديد وجيد جدًا”. ونفى نتنياهو أن يكون المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف قد “ضغط” عليه في صفقة الإفراج عن الرهائن مع حماس قائلا: “كان لدينا حديث حقيقي، ليس فقط ودودًا، بل متقابلًا وجها لوجه، وما حدث هو أنني وافقت على هذه الصفقة منذ شهور. حماس رفضت الصفقة”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه يقدر “الدعم الأولي” من إدارة جو بايدن في بداية الحرب. ولكن وفقًا لنتنياهو، مع تزايد الضغط على بايدن لتغيير موقفه من إسرائيل، قال البيت الأبيض إنه إذا دخلت إسرائيل إلى رفح، “سنوقف الأسلحة”.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن بعض أعضاء حكومته كانوا يرغبون في إنهاء الحرب في غزة نظرًا للمعارضة الأميركية. وحذر قائلاً: “إذا أصبحنا دولة تابعة، فلن ننجو”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: غزة نتنياهو وقف إطلاق النار غزة اتفاق وقف إطلاق النار الجیش الإسرائیلی محور نتساریم شمال القطاع فی غزة

إقرأ أيضاً:

عبد العاطي: نتنياهو يريد تمديد وقف إطلاق النار لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي

قال الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إنّ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط في قطر لمتابعة المحادثات غير المباشرة التي تجري بين حماس والوسطاء من أجل استكمال مسار الصفقة التي تردد نتنياهو في الذهاب إليها، سواء بالذهاب إلى المرحلة الأولى أو بالالتزام بما تبقى من التزامات المرحلة الأولى، سواء بالانسحاب من ممر فيلادلفيا أو ضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

حماس: استمرار غلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات ينذر بمجاعة في قطاع غزةخبير: اتصال السيسي وقيس سعيد أكد الدعم التونسي الكامل لخطة مصر لإعمار غزة

وأضاف في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ إطلاق سراح نصف الاسرى الاحياء المتبقين مقابل تمديد الصفقة من 50 الى 60 يوما أو تمديد المرحلة الاولى من 50 إلى 60 يوما هو الاقتراح الذي يحاول نتنياهو تمريره لضمان ائتلاف اليمين الحاكم وبقائه وضمان تمرير مشروع قانون الموازنة وعدم وجود مشروع قانون تجنيد الحريديم وغيرها من القضايا التي يحتاجها في الوضع الداخلي.

وتابع: «وفي المقابل يريد نتنياهو امتصاص غضب الشارع الإسرائيلي وعائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية الذين ترتفع أصواتهم مطالبين باتمام الصفقة وارسل نتنياهو وفدا هذه المرة على مستوى أعلى من المستويات السابقة بقيادة رئيس نائب رئيس الشاباك؛ لأن هناك أزمة بين نتنياهو ورئيس الشاباك ويقوده أيضا مبعوث نتنياهو او المستشار السياسي للصفقة بالاضافة الى فريق فني سيقود المفاوضين والتعليمات متواضعة لهذا الوفد بالإصرار على اقتراح ويتكوف».

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتقدم في محور وسط الخرطوم
  • الجيش الإسرائيلي يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • نتنياهو يصرخ في وجه القضاء.. بدء الجلسة الـ17 لمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي
  • كاتس يوجه رسالة للجولاني: ستفتح عينك يومياً على الجيش الإسرائيلي
  • عبد العاطي: نتنياهو يريد تمديد وقف إطلاق النار لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي
  • تعثّر الخطط لغزة يزيد احتمالات تجدد القتال
  • شقيق أسير قُتل في غزة يتهم الجيش الإسرائيلي بقتله
  • حماس: ندين خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم التزامه بالانسحاب من محور فيلادلفيا
  • حماس: نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق
  • الخميس.. عرض نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي في إخفاقات 7 أكتوبر