فتاوى تشغل الأذهان
هل يجب الوضوء قبل الجماع وما فوائده.. المفتي يوضح
هل تصح الصلاة بملابس دخلت بها الحمام؟.. مجدي عاشور يجيب
باحث يكشف كيفية مناقشة الشاب الملحد وطريقة ينبغي الحذر منها

 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الأخبار الدينية والفتاوى المهمة التي تشغل الأذهان وتهم كثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وأجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على سؤال يشغل بال المتزوجين، وهو : هل يجب الوضوء قبل الجماع؟

وقال شوقي علام، في إجابته على السؤال، بأن للوضوء فضائل كثيرة نصت عليها النصوص الشرعية، منها: أنه يجلب محبة الله سبحانه وتعالى للعبد، وأن جمهور الفقهاء قد اعتبروا أن الوضوء قبل الأكل أو ممارسة العلاقة الزوجية هو على الندب والاستحباب.

واعتبر شوقي علام، أن الوضوء للنوم والأكل والشرب ولمعاودة وطء، مستحب عندهم وليس بواجب؛ لعدم مناسبة الطهارة لهذه الأشياء، وذلك أن الطهارة إنما فرضت في الشرع لأحوال التعظيم كالصلاة، وذهب أهل الظاهر إلى وجوبه.

كما أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق، لمفتي الجمهورية، عن سؤال يقول: هل تصح الصلاة بالملابس التي أدخل بها الحمام ؟

وقال عاشور: من شروط صحة الصلاة طهارة الثياب والبدن والمكان، مضيفاً أن الأصل أن الطهارة باقية ما لم يتيقن الإنسان ورود النجاسة على بدنه أو ثيابه، وهذا الأصل يشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلم حين شكا إليه الرجل يُخَيَّلُ إليه أنه يجد الشيء في صلاته يعني الحدث : " لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا ".

وشدد على أن النجاسة لا تؤثر على الوضوء؛ لأنها ليست من نواقضه، وإنما تؤثر على صحة الصلاة، فيلزم الإنسان - إنْ تيقَّنَ حصولَ النجاسة - أن يغسلها قبل الصلاة حتى ولو كانت بعد الوضوء، ثم يصلي بذلك الوضوء، ولا يبطل وضوؤه بتلك النجاسة؛ لأنها ليست من نواقض الوضوء.

وكشف الحسن البخاري، الباحث في شئون الرد على الإلحاد والتطرف، عن كيفية مناقشة الشاب الملحد والطريقة الصحيحة للتعامل معه، وما ينبغي الحذر منه وقت مناقشة الملحد.

وقال الحسن البخاري، في فيديو لصدى البلد، إن مناقشة الشاب الملحد، يحتاج شخص يكون سليم نفسيا ومتزن نفسيا وفكريا وعلميا، حتى يتمكن من التعامل مع الملحد.

وأضاف أن الظاهرة المنتشرة حاليا مع الشباب الملحد، يظهر فيها بعض الشباب المسلمين المتحمسين في الحديث، وويقتصر الحوار على ما يعرف في عالم السوشيال ميديا بـ" قصف الجبهة" والرد بأسلوب متطاول وأخذ اسكرين شوت ونشرها، لبيان أنه جاهل والسخرية منه وفضحه.

وأشار إلى أن هذه الطريقة غير صحيحة تماما ولا يمكن أن تسير بهذا الأسلوب، وعند تتبع مثل هذه النماذج في القرآن،  نجد قول الله تعالى ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )  وقوله تعالى (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) فالنبي كان يحزن لموت أحد المشركين بالرغم من إيذائهم له، لأنه كان يهدي الكفار وينقذهم من النار.

ويستدل على ذلك، لما خرج النبي من عند يهودي، بعدما هدى الله قلبه إلى الإسلام، فكان النبي فرحا شديدا وقال (نفس أنقذها الله من النار).

وأكد أن الشخص الذي يريد أن يناقش الملحد، لابد أن يحدد هدف الحوار، ولا يتجه إلى ما يعرف بحوار قصف الجبهات، فالأمر دين وجنة ونار، فالأمر هو تفضل من الله بهدايتك فلا تتعالى على الملحد، وقد يهدي الله الملحد ويدخله الجنة، ويضلك ويدخلك النار.

كما ينبغي على الشخص الذي يريد مناقشة الملحد، بأن يكون مكتمل الآلة العلمية، فلا يذهب لمناقشة وهو لم يقرأ كتاب في حياته.

وأوضح أن الشبهات لا تتناهي وهو متولدة باستمرار في حياتنا، والأصل في الرد على الشبهات أن يمتلك الشخص المتخصص فيها، لأدواتها من دراسة العلوم المختلفة، والتي تمكنه من الرد على أي شبهة ترد إليه، بشكل صحيح ومنضبط علميا.

وأشار الحسن البخاري، إلى أنه قرأ كل الكتب المتعلقة في الرد على الإلحاد، واستغرق الأمر مني عدة أشهر، وهنا نشير إلى أن قراءة كتب الإلحاد ليست الأصل في الرد على الإلحاد، ولكن لابد من تعلم علوم اللغة من الألف إلى الياء، ثم علم المنطق وعلم الكلام، وأصول الفقه وعلوم القرآن وعلوم الحديث، فيترتب على ذلك في النهاية، أن تكون لدى هذا الشخص نظرة شاملة في العلوم، فيستطيع الرد على الشبهات في النهاية بشكل صحيح.

وأكد أن العبث في مناقشة الملحدين، هو جرأة في الدين، لأن الشاب لو كان غير متخصصا في هذا الشأن، فقد يتحمل وزر أن يزيد هذا الشاب الملحد في ضلاله وإلحاده، بدلا من هدايته، أو أن يتسبب الشاب الملحد في أن يهز إيمان الشخص الذي يريد هدايته.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان الوضوء الجماع الصلاة الحمام الرد على

إقرأ أيضاً:

حكم صلاة المرأة كاشفة شعرها بالإسلام

قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجب على المرأة تغطية شَعْر رأسها أثناء الصلاة ولو كانت في مكانٍ لا يراها فيه أحد من الناس، وينبغي عليها إن كَشفت شعرها في الصلاة أن تعيد صلاتها إن كان وقت الفريضة باقيًا، وإن خرج وقتها فلا تجب عليها الإعادة؛ تقليدًا لمذهب المالكية.

الصلاة في الإسلام

وأكدت الإفتاء أن الصلاة ركنٌ من أركان الدين، وفريضةٌ من الفرائض، والأصل فيها؛ قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103].

قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (11/ 208، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾، أي: فرضًا موقتًا، والمراد بالكتاب هاهنا المكتوب؛ كأنه قيل: مكتوبة موقوتة، ثم حذف الهاء من الموقوت كما جعل المصدر موضع المفعول والمصدر مذكر، ومعنى الموقوت: أنها كتبت عليهم في أوقات موقتة.. واعلم أنَّه تعالى بيَّن في هذه الآية أن وجوب الصلاة مُقدَّر بأوقات مخصوصة] اهـ.

ومن السنة: ما جاء في الحديث "المتفق عليه" -واللفظ للبخاري- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِي الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

قال العلامة ابن رجب في "فتح الباري" (1/ 22، ط. مكتبة الغرباء الأثرية): [وهذا الحديث دل على أن الإسلام مبني على خمس أركان.. ومعنى قوله صلي الله عليه وآله وسلم «بُنِي الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ»: أنَّ الإسلام مثله كبنيان، وهذه الخمس: دعائم البنيان وأركانه التي يثبت عليها البنيان] اهـ.

وأما الإجماع: فمنعقدٌ على وجوب الصلاة من لدن عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا دون نكيرٍ يعتدّ به. ينظر: "بدائع الصنائع للكاساني" (1/ 89، ط. دار الكتب العلمية)، و"حاشية العدوي" (1/ 240، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 297، ط. دار الكتب العلمية)، و"كشاف القناع" للبهوتي (1/ 222، ط. دار الكتب العلمية).

حكم ستر العورة في الصلاة
وأضافت الإفتاء أن الفقهاء اتفقوا على أن ستر العورة من شروط صحة الصلاة عند القدرة عليه. ينظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (1/ 116)، و"الشرح الكبير" للدردير (1/ 211، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 396)، و"كشاف القناع" للبهوتي (1/ 263).

والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿يا بني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31].

قال العلامة الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" (2/ 332، ط. عالم الكتب): [وقوله: ﴿يا بني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾؛ هذا أمرٌ بالاسْتِتَارِ في الصلوات] اهـ.

شرط ستر العورة للرجال والنساء في الصلاة
ولا تختلف شَرطيَّة سَتْر العورة -للرجال أو للنساء- سواء أكانت الصلاة بحضرةٍ الناس أم في خلوةٍ؛ لأنَّ النصوص وردت بالستر مطلقًا، ولأنَّ الله تعالى أحق أن يستحيا منه، وهو ما تواردت عليه عبارات الفقهاء من الحنفية في الصحيح، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وذلك عند تعدادهم لشروط الصلاة.

قال العلامة الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (1/ 404، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية رد المحتار"): [الرابع: (ستر عورته)، ووجوبه عام ولو في الخلوة على الصحيح إلا لغرض صحيح] اهـ.

قال العلامة ابن عابدين مُحَشِّيًا عليه: [قوله: (والرابع ستر عورته) أي: ولو بما لا يحل لبسه، كثوب حريرٍ، وإن أَثِم بلا عذر، كالصلاة في الأرض المغصوبة، وسيذكر شروط الستر والساتر. قوله: (ووجوبه عام) أي: في الصلاة وخارجها. قوله: (ولو في الخلوة)، أي: إذا كان خارج الصلاة يجب الستر بحضرة الناس إجماعًا، وفي الخلوة على الصحيح. وأَمَّا لو صلى في الخلوة عريانًا، ولو في بيت مظلم، وله ثوب طاهر لا يجوز إجماعا كما في "البحر".. قوله: (على الصحيح)؛ لأنه تعالى وإن كان يرى المستور كما يرى المكشوف، لكنه يرى المكشوف تاركًا للأدب والمستور متأدبًا، وهذا الأدب واجب مراعاته عند القدرة عليه. هذا، وما ذكره الزيلعي من أن عامتهم لم يشترطوا الستر عن نفسه فذاك في الصلاة كما يأتي بيانه عند ذكر المصنف له، فليس فيه تصحيح لخلاف ما هنا، فافهم] اهـ.

وقال العلامة الزيلعي في "تبيين الحقائق" (1/ 95، ط. الأميرية): [وشرط بعض المشايخ ستر عورته عن نفسه حتى لو رأى فرجه من زيقه أو كان بحيث يراه لو نظر إليه لم تجز صلاته ما لم يلتصق بصدره، ومنهم من قال إن كان كثيف اللحية وستر بها يجوز صلاته لوجود الستر بها، ومنهم من قال لا تجوز، وعامتهم لم يشترطوا الستر عن نفسه؛ لأنها ليست بعورة في حق نفسه؛ لأنه يحل له مسها والنظر إليها] اهـ.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • حكم الوضوء والصلاة على السرير للمرضى؟ الشيخ الشثري يجيب .. فيديو
  • حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • حكم صلاة المرأة كاشفة شعرها بالإسلام
  • مغردون: أين الرد اللبناني على قصف إسرائيل للنبطية؟
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • بيان مذاهب العلماء في حكم التشهد الأخير في الصلاة
  • الرد على دعوى الخطأ في توقيت صلاة الفجر في الديار المصرية
  • ‏قائد المنطقة الشمالية في إسرائيل: حزب الله هُزم وإذا حاول الرد فسنقضي عليه وعلى قيادته