أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اعتزامه تشكيل حكومة انتقالية في الفترة المقبلة، بالتزامن مع تحقيق الجيش تقدما ميدانيا في العاصمة الخرطوم والمناطق الوسطى، وسط استمرار المواجهات مع قوات الدعم السريع.

وأكد البرهان، في كلمة ألقاها بمدينة بورتسودان، أن الحكومة الجديدة ستكون إما "حكومة تصريف أعمال" أو "حكومة حرب"، مشيرًا إلى أنها ستتألف من كفاءات وطنية مستقلة بعيدًا عن الانتماءات الحزبية.



وأضاف أن الهدف الأساسي للحكومة المقبلة هو وضع أسس لعملية انتقالية واضحة، سواء عبر فترة انتقالية تقود إلى الانتخابات أو مرحلة تأسيسية.

وشدد البرهان على أن الحكومة ستضطلع بدور رئيسي في دعم العمليات العسكرية لاستكمال استعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.

كما أعلن عن وضع "وثيقة دستورية" جديدة قبل تعيين رئيس للوزراء، متعهدًا بعدم التدخل في مهامه.


ويأتي هذا الإعلان بعد تعديلات وزارية أجراها البرهان في نوفمبر الماضي، شملت استبدال أربعة وزراء، بينهم وزيرا الخارجية والإعلام.

ووسط ترقب لمواقف القوى السياسية والمدنية من هذه الخطوة، يظل نجاح الحكومة المرتقبة مرهونًا بقدرتها على إدارة المرحلة المقبلة وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد.

إقليمياً، تتابع الأطراف الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، تطورات الوضع في السودان، وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه التحركات على المشهد السياسي ومستقبل البلاد.

في السياق ذاته، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إعادة رسم موازين القوى داخل السودان، حيث يسعى الجيش إلى فرض سيطرته على المشهد السياسي بالتوازي مع العمليات العسكرية. ومع ذلك، فإن استمرار القتال في بعض المناطق الحيوية قد يُعقّد جهود تشكيل الحكومة وإعادة الاستقرار.

من جهة أخرى، تواجه البلاد أزمة إنسانية متفاقمة بسبب النزاع المستمر، حيث نزح الملايين عن ديارهم، فيما تعاني العديد من المناطق من نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية. وتعتمد المنظمات الدولية على جهود الإغاثة الطارئة للتخفيف من معاناة المدنيين، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي يُنهي القتال المستمر.


على الصعيد الاقتصادي، تعاني السودان من انهيار اقتصادي متسارع بسبب الحرب، حيث تراجعت قيمة العملة الوطنية وارتفعت معدلات التضخم بشكل قياسي. وتشكل إعادة الاستقرار الاقتصادي أحد أبرز التحديات التي ستواجه الحكومة الانتقالية المرتقبة، إذ تحتاج إلى دعم دولي وإجراءات عاجلة لإعادة إنعاش القطاعات الحيوية.

وبينما يسعى الجيش إلى تعزيز موقعه من خلال تشكيل حكومة انتقالية، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى قبول هذه الخطوة من قبل القوى السياسية والمدنية، وما إذا كانت ستسهم في إنهاء الأزمة، أم ستؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد السوداني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السوداني عبد الفتاح البرهان الدعم السريع السودان الجيش السوداني الدعم السريع عبد الفتاح البرهان المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أفورقي والبرهان يبحثان الأوضاع في السودان

التقى الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمس الخميس في أسمرا. حيث بحثا العلاقات الثنائية، والأزمات السودانية والقضايا الإقليمية والدولية.

وفي الاجتماع، قال الرئيس الإريتري إن "الدعم الذي تقدمه حكومة وشعب إريتريا للشعب السوداني الشقيق نابع من مبادئ راسخة والتزامات أخلاقية".

ودعا أفورقي "شعوب المنطقة إلى الوقوف بجانب الشعب السوداني من أجل التوصل إلى حل سلمي دائم للأزمة بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تعقد الوضع وتزيده تأزما".

وفي تصريح لوكالة الأنباء الإريترية، أوضح البرهان أن زيارته التي استغرقت يوما واحدا إلى أسمرا "جاءت لإطلاع القيادة الإريترية على آخر مستجدات النزاع في السودان" معربا  عن تقديره "للدعم الكبير والمتواصل الذي تقدمه حكومة وشعب إريتريا لشعب السودان".

إلى أنطاليا

وفي وقت لاحق اليوم، وصل البرهان إلى مدينة أنطاليا التركية، للمشاركة في فعاليات "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" في نسخته الرابعة، بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحضور عدد من رؤساء وزعماء الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

ومن المقرر أن يبحث البرهان وأردوغان، مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها وتقويتها في مختلف المجالات وآفاق الارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين، بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.

إعلان

ويرافق البرهان في زيارته وزير الخارجية السوداني علي يوسف، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس.

مقالات مشابهة

  • البرهان يناقش أهم الملفات مع رئيس أزربيجان
  • أفورقي والبرهان يبحثان الأوضاع في السودان
  • تشكيل حكومة جديدة.. معضلة حقيقية تواجه مستقبل إيران
  • الحكومة السودانية تنفي إرسال أي مبعوث لها إلى دولة الاحتلال
  • الحكومة السودانية تنفي إرسال مبعوث إلى إسرائيل
  • الحكومة السودانية توضح بشأن ارسال البرهان مبعوثا إلى إسرائيل
  • القاهرة: تشكيل حكومة ليبية موحدة ضرورة لإجراء الانتخابات
  • المزوغي: الجميع في ليبيا متوافق على تشكيل حكومة جديدة
  • سلفاكير يطيح بمسؤول رفيع في حكومة جنوب السودان
  • الجيش الإسرائيلي يعتزم تحويل مدينة رفح بأكملها لمنطقة عازلة