من يكون سيّد الصفقة..ترامب أم إيران؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
أكد موقع "أويل برايس" المتخصص في شؤون النفط والطاقة أن إيران تعاني من تراجع نفوذها الإقليمي بشكل غير مسبوق.
هل سيكون ترامب قادراً على الموازنة بين الضغوط الداخلية والدبلوماسية؟
فقد تعرضت سفارتها في دمشق لهجوم إسرائيلي، كما أن حلفاءها الأساسيين، حزب الله في لبنان، وحماس في غزة ونظام الأسد في سوريا، يواجهون انتكاسات متتالية، ما أضعف ما يُعرف بـ "محور المقاومة" الإيراني.ورغم أن حماس تمكنت من إعادة تنظيم صفوفها جزئياً، فقد أثرت الضربات الموجعة في استراتيجية إيران الإقليمية.
وأوضح الموقع في تقرير أنه على الصعيد الداخلي، تتفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث سجل الريال الإيراني أدنى قيمة له في التاريخ بسبب العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة الحكومية وانتشار الفساد. أما على الصعيد السياسي، فقد ازدادت عزلة طهران، لا سيما بعد أن وافق حزب الله على وقف إطلاق النار مع إسرائيل وانسحاب قواته من جنوب لبنان، مما سحب من إيران ورقة ضغط عسكرية مهمة.
إضافة إلى ذلك، شكلت وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي المفاجِئة في حادث تحطم مروحية فراغاً في السلطة، مما أدى إلى تفاقم الخلافات بين الفصائل المختلفة داخل النظام. وفي الوقت نفسه، تتزايد الاحتجاجات الشعبية بسبب التدهور الاقتصادي وارتفاع تكاليف التدخلات الخارجية لطهران، مما يسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين الحكومة والشعب. تحديات اقتصادية واستراتيجية مستمرة
في عام 2025، ستظل إيران تواجه ضغوطاً اقتصادية متزايدة. فالعقوبات الاقتصادية والتضخم وتدهور العملة تعصف بالاقتصاد، وتلوح في الأفق عودة محتملة لسياسة "أقصى ضغط ممكن" لإدارة دونالد ترامب. وقد بدأت واشنطن بالفعل في استهداف "أسطول الظل" من ناقلات النفط التابعة لطهران، بزعم أنه يمول البرنامج النووي لطهران.
Special Rep. Hook: The rial lost 2/3 of its value, @IMFNews predicts #Iran’s economy will contract by 3.6% in 2019, and inflation hit a record 40% in Nov. This crisis is of the regime’s own making. It's prioritized expanding the revolution abroad over sound economics at home. pic.twitter.com/M6Wga6NGkx
— Department of State (@StateDept) April 2, 2019
وتحاول إيران تخفيف آثار هذه الأزمات عبر تطوير ممرات تجارية مع أفغانستان والصين. كما تلعب دوراً رئيساً في "ممر النقل الدولي الشمالي-الجنوبي"، الذي يربط الهند بأوروبا، مما يعزز من علاقاتها التجارية مع دول آسيا الوسطى.
ومع ذلك، ما تزال أزمة المياه تمثل تهديداً كبيراً، حيث تعاني إيران من جفاف شديد، وتخوض مفاوضات مع أفغانستان حول حقوقها المائية وفقاً لمعاهدة نهر هلمند لعام 1973، التي لم تُنفذ بشكل كامل بسبب عقود من الاضطرابات في أفغانستان.
إقليمياً، تراجع النفوذ الإيراني يعني أن الانتقادات الداخلية للسياسات الخارجية في تصاعد، خاصةً مع ارتفاع الأصوات المعارضة لإنفاق نحو 20 مليار دولار في صراعات خارجية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن على حساب الأوضاع المعيشية المتدهورة داخل إيران.
وأضاف التقرير "يبقى البرنامج النووي الإيراني هو محور الاهتمام الدولي. ومن المتوقع استئناف المفاوضات في يناير (كانون الثاني) 2025، في ظل اقتراب موعد حاسم للاتفاق النووي المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وأدى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 إلى إعادة فرض العقوبات، بينما رفعت أوروبا بعضها، لكن إيران واصلت تطوير قدراتها النووية".
Tehran businesses SHUT DOWN as protests against Iran’s collapsing economy spread.
The regime’s grip is slipping—people won’t stay silent.
Via: @ShayanX0 pic.twitter.com/EMd0tgHqSg
وأعرب ترامب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق، لكنه في الوقت نفسه يُعيد سياسته المتشددة. وأشارت تقارير استخباراتية إلى أن إيران تعمل على خيار تصنيع سلاح نووي بدائي، رغم أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يتخذ قراراً نهائياً بتطويره.
إيران تناور دبلوماسياً يؤكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عزمه على تعزيز العلاقات الإقليمية، والتواصل البناء مع أوروبا، وتحقيق الاستقرار. كما أبدى خامنئي استعداداً للتفاوض مع إدارة ترامب.وأثناء حملته، أعرب ترامب عن رغبته في رؤية إيران "ناجحة"، لكنه شدد على ضرورة منع امتلاكها سلاحاً نووياً. كما أشار نائبه جي دي فانس إلى أن الحرب على إيران ستكون مكلفة ولا تصب في مصلحة أمريكا.
لكن مع وجود أصوات متشددة في واشنطن وتل أبيب تدعو لضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، يبقى السؤال، هل سيكون ترامب قادراً على الموازنة بين الضغوط الداخلية والدبلوماسية؟ تحالفات إيران المتغيرة ومنذ 2018، تغيرت موازين القوى. وقعت إيران اتفاقيات شراكة استراتيجية مع الصين في 2021، وروسيا في 2025، ما عزز موقفها الاقتصادي والسياسي. وعلى عكس الماضي، لم تعد إيران معزولة بالكامل.
وأوضح التقرير أن الصين تلعب دوراً رئيساً في لعبة الشطرنج الجيوسياسية هذه، حيث تستورد 1.75 مليون برميل من النفط الإيراني يومياً، وتنظر إلى عقوبات ترامب باعتبارها هجوماً على كل من الصين وإيران.
وإذا اعترضت الولايات المتحدة "أسطول الظل" الإيراني، فقد تصعّد الصين بإعلان مثل هذه الإجراءات قرصنة أو ترسل بحريتها لمرافقة الناقلات الإيرانية. ويمكن أن تستغل "بحرية جيش التحرير الشعبي"، الأكبر في العالم، الوضع فرصة لتوسيع وجودها العسكري.
إن التداعيات الاقتصادية لأي مواجهة بين الجانبين تتسم بالخطورة الشديدة؛ فقد يؤدي اندلاع صراع إلى اضطراب أسواق النفط وزيادة تكاليف الإنتاج، وارتفاع التضخم، وانخفاض ثقة المستثمرين عالمياً. صفقة أم مواجهة؟ وذكر التقرير أن التحدي الذي تواجهه إيران هو صياغة صفقة تجعل ترامب يعتقد أنه الوحيده الذي استطاع تحقيقها. قد تطالب طهران هذه المرة بمعاهدة رسمية تتطلب تصديقاً من مجلس الشيوخ، ما سيؤدي إلى نقاشات داخلية حادة في واشنطن.
وفي النهاية، يبقى السؤال، من سيكون "سيد فن التفاوض" هذه المرة، ترامب أم إيران؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
كيم جونغ أون يُهدد بتوسيع برنامجه النووي ويهاجم التحالف الأمني بين واشنطن وسيول وطوكيو
هاجم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون التحالف الأمني بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، واعتبره تهديدًا خطيرًا لبلاده، مؤكدًا عزمه تعزيز برنامج كوريا الشمالية النووي.
وفي خطاب بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس جيش الشعب الكوري، قال كيم إن التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، الذي تم بموجب خطة أمريكية لتشكيل تحالف عسكري إقليمي مشابه للناتو، يسهم في إحداث عدم توازن عسكري في شبه الجزيرة الكورية ويشكل تهديدًا خطيرًا للأمن في كوريا الشمالية.
وأضاف كيم أنه سيتم تعزيز جميع قدرات الردع، بما في ذلك القوى النووية، في إطار السياسة الثابتة لتطوير القدرات النووية بشكل أكبر.
وكانت الدبلوماسية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد شهدت حالة من التوقف خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في وقت استمرت فيه كوريا الشمالية في توسيع وتحديث ترسانتها النووية.
وقد وسّعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من تدريباتهما العسكرية المشتركة، بالإضافة إلى تدريبات ثلاثية تشمل اليابان، وهو ما اعتبرته كوريا الشمالية تهديدًا مباشرًا لسيادتها، واتهمت هذه التدريبات بأنها تهدف إلى محاكاة غزو أراضيها.
ومع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فقد أبدى استعداده لاستئناف الحوار مع كيم، مشيرًا إلى أن محادثاته خلال فترته الرئاسية السابقة(2018-2019) لم تثمر عن اتفاق ملموس، بسبب رفضه عرض كيم بتفكيك منشأته النووية الرئيسية مقابل تخفيف العقوبات.
وأعربت كوريا الجنوبية عن قلقها من أن ترامب قد يقدم تنازلات لكوريا الشمالية مقابل "إنجاز دبلوماسي"، مما قد يهدد هدف المجتمع الدولي في نزع السلاح النووي.
ورغم ذلك، أكد بيان مشترك لترامب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا على التزامهما بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية ودور التحالف الثلاثي في مواجهة التهديدات.
في وقت لاحق، شدد كيم في خطابه على دعم كوريا الشمالية للجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا، ووجه اتهامًا للولايات المتحدة بتقويض الوضع في أوكرانيا.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دبلوماسية البلقان التي تنتهجها إدارة ترامب الجديدة في كوسوفو تثير التساؤل والحيرة حكم قضائي يوقف خطة ترامب لإجازة 2,200 موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الواحدة تلو الأخرى... ترامب يقود انسحابات بالجملة من المنظمات الدولية اليابانكوريا الشمالية -نووي - تهديدالولايات المتحدة الأمريكيةكيم جونغ أونكوريا الجنوبيةالحرب في أوكرانيا