بدء التصويت بالانتخابات البرلمانية في كوسوفو وسط توتر مع صربيا
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
يدلي الناخبون في كوسوفو بأصواتهم اليوم الأحد في انتخابات برلمانية يخيم عليها التوتر مع صربيا المجاورة، وذلك بعد حملة شهدت مشادات بين مرشحي المعارضة ورئيس الوزراء ألبين كورتي بشأن الاقتصاد والفساد والعلاقات مع صربيا، العدو القديم للبلاد.
ووصل كورتي -وهو يساري من أصول ألبانية- إلى السلطة في الدولة الصغيرة الواقعة في البلقان في عام 2021 عندما حصل ائتلاف بقيادة حزب فيتي فيندوسيه (تقرير المصير) على أكثر من 50% من الأصوات، لينال أغلبية في البرلمان المكون من 120 مقعدا.
ويقول المحللون السياسيون إن شعبيته تعززت جراء اتخاذ إجراءات لتوسيع سيطرة الحكومة في شمال كوسوفو حيث تتركز الأقلية الصربية.
لكن المنتقدين يقولون إنه فشل في تحقيق تقدم في التعليم والصحة، وإن سياساته في الشمال أبعدت البلاد عن حلفائها التقليديين، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي الأشهر الأخيرة، أغلق رئيس الوزراء المرشح العديد من المؤسسات الموازية (بنوك ومكاتب بريد وإدارات) التي مولتها صربيا لضمان ولاء الأقلية الصربية.
ويمكن لعمليات الإغلاق هذه التي نقلتها الصحافة على نطاق واسع، أن تمنح حزب فيتي فندوسيه انتصارا كبيرا، إذ يعطي آخر استطلاعات الرأي النادرة الحزب ما بين 40% إلى 50% من الأصوات في برلمان منقسم.
إعلانوقد يؤدي انخفاض نسبة الأصوات لحزب كورتي إلى أقل من 50% إلى إجراء محادثات لتشكيل ائتلاف بعد الانتخابات.
وفي عام 2021، فاز حزب فيتي فندوسيه بنسبة 50.28% من الأصوات، متقدما على حزب كوسوفو الديمقراطي الذي حصل على 17%.
وفرض الاتحاد الأوروبي قيودا اقتصادية على البلاد في عام 2023 لدورها في تأجيج التوتر مع الأقلية الصربية في الشمال، مما أدى إلى خفض التمويل بما لا يقل عن 150 مليون يورو (155 مليون دولار).
وتشمل أحزاب المعارضة الرئيسية الرابطة الديمقراطية لكوسوفو، التي تبنت حملة انتخابية تهدف إلى استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وحزب كوسوفو الديمقراطي الذي ينتمي أيضا إلى يمين الوسط والذي أسسه مقاتلون سابقون في جيش تحرير كوسوفو.
وهيمن حزب كوسوفو الديمقراطي على الحياة السياسية منذ الاستقلال في عام 2008 وحتى عام 2019، قبل قبض العدالة الدولية على بعض قادته بسبب جرائم ارتكبوها خلال الصراع ضد صربيا في أواخر التسعينيات.
ومن بين المقاعد الـ20 المخصصة للأقليات، فازت اللائحة الصربية (صربسكا ليستا) عام 2021 بكل المقاعد العشرة المخصصة للأقلية الصربية.
والنتيجة التي سيُحققها هذا الحزب الذي تعتبره بريشتينا الجناح المسلح لصربيا، سيكون أيضا تحت مجهر السلطات.
من جهته دعا الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أيضا إلى التصويت لمرشحي صربسكا ليستا "الضامنين الوحيدين لعدم طرد كورتي للصرب من كوسوفو".
وجاء استقلال جمهورية كوسوفو ذات الغالبية الألبانية في 17 فبراير/شباط 2008، بعد نحو عقد من انتفاضة مسلحة على الحكم الصربي، ويعترف بها أكثر من 100 دولة.
ومع ذلك، لا تزال صربيا تعتبر كوسوفو رسميا جزءا من أراضيها، وتتهم الحكومة المركزية في كوسوفو بالتعدي على حقوق الصرب، لكنها تنفي الاتهامات بإثارة الصراع داخل حدود جارتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من الأصوات عام 2021 فی عام
إقرأ أيضاً:
مفاجأة في انتخابات غرينلاند.. هل تؤثر على مطامع ترامب؟
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريراً عن فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات غرينلاند، حيث حصل على 30 بالمئة من الأصوات.
وحقق الحزب، الذي يقوده لاعب البادمنتون ينس فريدريك نيلسن، مفاجأة بفوزه بأكثر من ثلاثة أضعاف الدعم الذي حصل عليه قبل أربع سنوات. فيما حل حزب "ناليراك"، الحركة الشعبوية الراديكالية، في المركز الثاني بنسبة 25 بالمئة من الأصوات، داعياً إلى بدء عملية تقرير المصير في أقرب وقت.
كما شهد التحالف الحكومي الحالي تراجعاً كبيراً، حيث فقدت الأحزاب اليسارية "إنويت آتاكاتيجيت" و"سيوموت" نصف مقاعدهما.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الانتخابات البرلمانية في غرينلاند، التي جرت يوم الثلاثاء، حظيت باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق، بسبب التأثير الكبير للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أبدى في الأشهر الأخيرة نيته في ضم الجزيرة الإستراتيجية إلى الولايات المتحدة. وأكد ترامب أن "الملكية والسيطرة" على غرينلاند "ضرورة مطلقة"، ولم يستبعد استخدام القوة العسكرية.
وذكرت الصحيفة أن خمسة من الأحزاب الستة التي شاركت في الانتخابات تدعم انفصال غرينلاند عن المملكة الدنماركية، مع وجود اختلافات رئيسية في توقيت وكيفية بدء هذا الانفصال.
ينص قانون الحكم الذاتي الذي تم التصديق عليه في استفتاء عام 2009 على حق تقرير المصير. وإذا صوتت أغلبية من "إيناتيغات" (البرلمان الغرينلاندي) لصالح تفعيل عملية الاستقلال، يجب أولاً التوصل إلى اتفاق مع كوبنهاغن حول كيفية الانفصال؛ ثم يتعين على الغرينلانديين الموافقة عليه في استفتاء، وأخيراً، ستكون الموافقة اللازمة من البرلمان الدنماركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الديمقراطي يؤكد على أن غرينلاند يجب أن تصبح دولة مستقلة وعضواً جديداً في الأمم المتحدة، لكن دون تحديد موعد لذلك، معتبراً أنه لا يزال هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل بدء عملية تقرير المصير.
الجزيرة، التي تعد أكبر بحوالي 50 مرة من الدنمارك القارية وأغلب مساحتها مغطاة بالجليد بنسبة تزيد عن 80 بالمئة، تعتمد اقتصادياً على كوبنهاغن التي ترسل منحة سنوية تصل إلى أكثر من 500 مليون يورو، ما يعادل تقريباً نصف الميزانية العامة للجزيرة. ويؤكد الحزب الفائز أن الاقتصاد الغرينلاندي المستقل لن يكون قابلاً للحياة إلا إذا تم تطوير التعدين - حيث توجد منجمان فقط نشطان - واستخراج الهيدروكربونات، أو السياحة.
وبينت الصحيفة أن "ناليراك"، التشكيل السياسي الذي يدافع عن الانفصال الفوري عن المملكة الدنماركية، وكان الأقل انتقاداً لنيات ترامب خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى دعوته لتوقيع معاهدة ارتباط حر مع الولايات المتحدة مقابل الدعم الاقتصادي والأمني، حصل على 24.5 بالمئة من الأصوات، أي ضعف ما حققه قبل أربع سنوات.
وقاد هذه التشكيلة بيلي بروبيرغ، رجل الأعمال وطيار الطائرات، الذي تصدر عملية الفرز طوال جزء كبير من صباح اليوم. وقد حقق نتائج ضخمة في العديد من المستوطنات الصغيرة والنائية، لكنه حصل على نتائج أكثر تواضعاً في العاصمة نووك وبقية المدن الرئيسية. أما "الحزب القطبي"، الذي يعد الوحيد إلى جانب "ناليراك" الذي يدعو إلى بدء عملية انفصال غرينلاند عن الدنمارك، فقد حصل على أكثر من 1 بالمئة من الأصوات، ولن يكون له تمثيل في البرلمان.
وقالت الصحيفة إن حزب "إنويت آتاكاتيجيت"، الحزب البيئي واليساري لرئيس الوزراء الغرينلاندي، ميوتي إيغيدي، الذي أكمل يوم الثلاثاء 38 عاماً، جاء في المركز الثالث بحصوله على أكثر من 20 بالمئة من الأصوات، مقارنة بـ 36 بالمئة في عام 2021. بينما حقق شريكه في الحكومة، الحزب الاجتماعي الديمقراطي "سيوموت"، نتيجة أسوأ، حيث حصل فقط على 15 بالمئة من الأصوات، أي نصف ما حققه قبل أربع سنوات. وكانت هذه الانتخابات البرلمانية هي الأولى التي لا يفوز فيها لا "سيوموت" ولا "إنويت آتاكاتيجيت"، وهما الحزبين اللذين تزعما الحكومات في الجزيرة القطبية الكبرى.
وأضافت الصحيفة أن "حزب التضامن الغرينلاندي" هو الحزب الوحيد في غرينلاند الذي يدافع عن الحفاظ على الاتحاد مع الدنمارك، وقد حل في المركز الخامس بحصوله على 7 بالمئة من الأصوات، وهي نفس النتيجة تقريباً التي حققها في عام 2021.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن غرينلاند كانت مستعمرة دنماركية منذ أوائل القرن الثامن عشر حتى عام 1953، عندما تم دمجها في مملكة الدنمارك. وتحولت الجزيرة، التي هي جغرافياً جزء من أمريكا الشمالية، إلى إقليم مستقل ضمن البلاد الإسكندنافية بعد إجراء استفتاء عام 1979، وزادت صلاحياتها بشكل ملحوظ في عام 2009، رغم أن الدفاع والسياسة الخارجية والسياسة النقدية لا تزال تعتمد بشكل كامل على الدولة الإسكندنافية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)