شبكة انباء العراق:
2025-03-14@11:54:48 GMT

مبدعون ومستبعدون اعتنقوا مذهب المعتزلة

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

تخيل انك كنت في طليعة خبراء إحدى المؤسسات الحكومية، ومن البارعين والمتميزين في اختصاصك، وأفنيت زهرة شبابك فيها حتى اصبحت من الموهوبين، وكنت تعشق اختصاصك، وتعرف خبايا واسرار ورشتك أو مختبرك أو مكتبك، ثم وجدت نفسك معزولا منفيا مرغما على الاعتكاف في بيتك بسبب قانون التقاعد القسري، أو بسبب حملات التهميش والاستبعاد والتعسف الوظيفي، وان مؤسستك التي كنت تبدع فيها صارت مرتعا للفاشلين والمهملين، وتغيرت ملامحها الداخلية والخارجية، ولم تعد مثلما كانت عليه في سابق عهدها عندما كانت تحقق أعلى مواردها المالية وتعطي أفضل ثمارها، وانها صارت الآن بيد شعيط ومعيط، وباتت ملاذا للواوية والهتلية والشلايتية، ومع ذلك كانت الأبواق الإعلامية الرخيصة تتستر على قبحها وتصفها بأروع الأوصاف، بينما أنت وزملاءك تنظرون من بعيد إلى تداعيات انهيارها وانحرافها، وغير مسموح لكم بالتدخل لانتشالها من الضياع وبخاصة عندما صارت محمية ومدعومة على الرغم من تدهور أحوالها وانخفاض أداءها.

عندئذ يتعذر عليك أن تقدم اي شيء سوى البقاء في عزلتك لتموت من القهر. . فعندما يدخل المهرج إلى القصر لا يصبح ملكاً. ولكن القصر هو الذي يتحول إلى سيرك. .
حتى البرلمان (وهو المكلف بالتشريع والمراقبة) وقف عاجزا امام الخروقات والانتهاكات والتجاوزات، ولم يستطع استضافة مرتكبيها أو استجوابهم، وفشل في تصحيح مساراتهم المعوجة. .
ليست هذه صورة تخيلية وانما صورة مقتبسة من واقعنا المعاش. فقد تراكمت الإخفاقات. حيث لا احد يسمع شكواك، ولا أحد يستحق ان تتوجع أمامه، ولا أحد يقاسمك ما تعانيه، وعليك ان تحقن نفسك كل يوم بشحنات الصبر، وأن تبقى في عزلتك، حالك حال اجدادك المعتزلة، الذين اعتزل بهم واصل بن عطاء في البصرة، وعرفوا بتغليب العقل على النقل. .
وصدق الذي قال: يأتي على النَّاسِ زمانٌ تكون العافية فيه على عشرةِ أجزاء, تسعةٌ منها في اعتزال الناس, والعاشرة في الصمت. .
ختاماً لا يوجد بيننا من يستطيع ان يقول للحمير مكانكم في الحظيرة، ولا يستطيع ان يقول للواوية لا مكان لكم في سلم التوصيف الوظيفي. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

القبض على بائع مشروبات كحولية دليفري وسط بغداد (صورة)

القبض على بائع مشروبات كحولية دليفري وسط بغداد (صورة)

مقالات مشابهة

  • القبض على بائع مشروبات كحولية دليفري وسط بغداد (صورة)
  • أيمن يونس: إذا كانت هناك أخطاء في أزمة القمة فهي ليست من الزمالك
  • نورهان: عشت طفولة مثالية لكن صدمات الواقع كانت مفاجئة
  • زياد مصطفى: تجربتي الأولى في التمثيل كانت مليئة بالتحديات والدعم العائلي
  • عقيل: وكالة التنمية الأمريكية كانت تمارس أدواراً استخباراتية مشبوهة
  • إيمري: أستون فيلا يستطيع منافسة أفضل فرق العالم
  • شبانة: لا يوجد شخص يستطيع أن يحكم بطولة الدوري
  • مكافحة الإدمان: أقوى جهاز في العالم يستطيع مصادرة 9% فقط من حجم المخدرات
  • في ذكرى وفاته.. كيف كانت وظائف عباس العقاد سجنًا له؟
  • يامال يعترف: كانت نيتي التسديد وليس التمرير لرافينيا