الوطن:
2025-03-13@05:19:07 GMT

أشرف غريب يكتب: إلى دراويش عبدالحليم حافظ

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

أشرف غريب يكتب: إلى دراويش عبدالحليم حافظ

نداء إلى دراويش عبدالحليم حافظ: أرجوكم لا تغضبوا أو تنزعجوا، أو حتى يزايد أحدكم على حبي لهذا الفنان، وكي تكون الأمور واضحة وفي نصابها من البداية، دعوني أؤكد لكم قبل غيركم أن العندليب -في يقيني- هو أفضل من غنى بالعربية على الإطلاق، وأكثر الأصوات صدقا وعذوبة، وهو المطرب الذي تعلمنا على صوته معاني الحب، وصاحب مجموعة من الأفلام، ربما تكون الأشهر في تاريخ الفيلم الرومانسي في مصر.

وهو أيضاً أعظم من عبَّر بأغانيه عن توجهات مصر الوطنية والقومية في زمانه، أما عبدالحليم الإنسان فهو ليس فوق النقد أو المؤاخذة لأنه في النهاية بشر مثلنا من لحم ودم، له أهواؤه وحساباته، ومن هنا فهو غير منزه عن الخطأ، ويجب أن يعي عشاقه هذا جيدا.. عبدالحليم إذن ليس مكتوبا على صدره عبارة ممنوع الاقتراب أو التصوير، وهالة التقديس التي لازمته حيا وميتا يجب ألا نظل أسرى لها طيلة العمر.

وطوال الأيام الماضية لم ينقطع الحديث عن كل صغيرة وكبيرة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور نصف قرن على رحيلها (طبعاً أم كلثوم هي الأخرى غير منزهة عن الخطأ) ومن بين الملفات التي تتعلق بحياة سيدة الغناء العربي مساهماتها الإيجابية والفعالة في دعم المجهود الحربي في أعقاب هزيمة يونيو 1967، والحديث عن هذا الجانب في حياتها دفع بالسؤال الكبير إلى مقدمة تفكيري:

لماذا لم يساهم عبدالحليم بالغناء أو بأي شيء آخر لصالح المجهود الحربي مثل أم كلثوم؟ باعتبارهما الصوتين الكبيرين فى هذا التوقيت، لا سيما أن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان قد توقف عن الغناء قبل ذلك بسنوات ومع هذا تبرع بالمال، أما فريد الأطرش غير المصري فكان يقيم خارج مصر حتى رحيله عام 1974، باستثناء زيارات قصيرة وخاطفة للقاهرة.

إذن فإن أم كلثوم وعبدالحليم كانا المؤهلين أكثر من غيرهما للقيام بهذا الدور، وفعلت أم كلثوم على أكمل وجه وقدمت للمجهود الحربي نحو مليوني جنيه من جنيهات نهاية الستينيات، أما عبدالحليم فلا.

نعم غنى عبدالحليم أغنية «المسيح» من كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي وتوزيع علي إسماعيل في قاعة ألبرت هول الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن عام 1968، وتعرَّض لكثير من ضغوط اللوبي الصهيوني هناك، لكن الحفل كان بترتيب من ملكة الأردن لصالح اللاجئين الفلسطينيين، وتقاضى العندليب والفرقة الماسية أجورهم بالكامل، دون أن يتبرع هو حتى بأجره، وغنى الأغنية ذاتها فى الكويت، وتقاضى أجره أيضا.

وقد يقول أحدكم إنه كان مريضاً، وبحاجة إلى المال كي يوفي بمتطلبات علاجه وأسفاره المتكررة إلى الخارج، فما رأيكم في أنه لم يتحمل تقريبا شيئا من نفقات علاجه التي تولاها الملك الحسن الثاني ملك المغرب، وبعض الأمراء العرب؟ فضلاً عن تكليف الرئيس عبدالناصر للدكتور هشام عيسى بالإشراف على علاج عبدالحليم في مصر وتحمُّل الدولة له.

أما أم كلثوم التي غنت كثيرا لمصر، وتحملت عبء المساهمة في دعم المجهود الحربي، فلم تتكلف الدولة شيئا في علاجها باستثناء بعض التسهيلات البسيطة في أزمة مرضها الأخير، حينما أُلحقت بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي وهي في غيبوبة تامة، وأصر الرئيس السادات على عدم تحمُّل أسرتها تكاليف رعايتها الطبية حتى فارقت «ثوما» الحياة في الثالث من فبراير 1975، بعد ثلاثة أيام فقط قضتها بالمستشفى العسكري، وفي ظني أنها لو كانت غير فاقدة للوعي لما قبلت تلك المكرمة من جانب الدولة.

ليس هذا فقط، بل إن العندليب، وبدلاً من أن يفعل مثل كوكب الشرق أو يبدى إعجابه -على الأقل- بما تفعله، راح يتحفظ على ما تقوم به، وتحدثت صحافة تلك الفترة عن لقائه بوزير الإعلام آنذاك، مبديا عدم اقتناعه بفكرة أن تقوم أم كلثوم بجمع التبرعات العينية من سيدات مصر واستياءه من حرصها على جمع مجوهرات سيدات المجتمعين المصري والعربي، رغم أنها بدأت بنفسها وبأهل بيتها والمقربين منها.

واقترح عبدالحليم عوضا عن ذلك أن يقوم الفنانون بإحياء عدة حفلات في محافظات مصر المختلفة، يخصص دخلها لهذا الغرض، لكنه لم يفعل حتى هذا، ولا أذكر له أنه قام بزيارة فنية ترفيهية للجنود على الجبهة، مثلما كان يفعل غيره من الفنانين، فيما ذهبت أم كلثوم بحفلاتها إلى الإسكندرية ودمنهور والمنصورة وطنطا، فضلاً عن الغناء في باريس وموسكو ومعظم الدول العربية دعماً للمجهود الحربي.

لقد كان عبدالحليم يحب فقط أن يكون صاحب اللقطة حسب تعبير هذه الأيام، يصر على أن يفتتح كل حفلاته بعد يونيو 1967 بأغنية «أحلف بسماها وبترابها» وكل حفلاته بعد أكتوبر 1973 بأغنية «عاش اللي قال»، أما التبرع بالجهد والمال من أجل مصر فله حسابات أخرى يبدو أنه لم يكن يجيدها أو يعرفها، وحتى بفرض أنه تبرع ذات مرة ببعض المال سراً أو جهراً فإن ذلك لا يقاس بما قامت به سيدة الغناء العربي قولاً وفعلاً وسلوكاً يُحتذى به، لا يزال محل احترام وتقدير الجميع وكتبة التاريخ.

ومرة أخرى أقول لدراويش العندليب: أرجوكم لا تغضبوا، إننى مثلكم أحب عبدالحليم، لكننى بكل تأكيد أحب الحقيقة أكثر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عبدالحليم حافظ فريد الأطرش أم كلثوم أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

بعد تصدره الترنيد.. مصطفى غريب: عربي شخصية فهلوية لا تشبهني في الحقيقة

تألق النجم مصطفى غريب في الجزء الثاني مسلسل "أشغال شقة جدا" بشخصية عربي والتي شهدت تفاعلًا قويًا، ونالت إعجاب الجمهور.


وكشف الفنان مصطفى غريب في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن شخصية عربي فهلوي، ومن المستحيل أن يقول مش عارف عن شيء، كما أنه استغلالي لذا فهو مختلف عن شخصيتي في الحقيقة.

أضاف غريب: كل المشاهد والمواقف مكتوبة في السيناريو وكان يتم إضافة بعض الجمل بعد الاقتراح  على المخرج خالد دياب. 

أوضح مصطفى غريب أنه قبل كل مشهد كان يجري بروفات والفريق كله متعاون ويحب شغله والكواليس كانت جميلة وسعيد بالعمل مع كل فريق العمل .

تابع قائلًا: "العمل مع الفنان هشام ماجد رائع فهو متعاون جدا ويحب شغله جدا ويحب النجاح للناس.

وعن تشبيهه بالفنان الراحل طلعت زكريا قال: "سعيد طبعاً ، استاذ طلعت زكريا عظيم، فهو فنان جميل".

مسلسل أشغال شقة  جدا بطولة هشام ماجد ويجسد دور الزوج حمدي، وأسماء جلال فى دور الزوجة ياسمين، وشيرين فى دور والدة الزوج ، وسلوى محمد علي فى دور والدة الزوجة، ومصطفي غريب ، ومحمد محمود ، محمد عبد العظيم، والفنانة السودانية إسلام مبارك  ، انتصار ، ناهد السباعي ،  إلفن أمام ، ومجموعة كبيرة من النجوم.

مقالات مشابهة

  • حادث غريب في العراق.. أطلق النار على نفسه فقتل زوجة أخيه
  • أعمال حليم وأم كلثوم وفوزى بأصوات المواهب الواعدة فى الأوبرا
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الْوَعْي الرَّقَمِيّ.. الْمَاهيّةُ وَاَلْأَهَمْيّةُ
  • اجتماع لقيادات حوثية بهدف إجبار مشايخ وتجار الحديدة على دعم "المجهود الحربي"
  • تحت رعاية وزير الثقافة: أمسية رمضانية لفرقة أم كلثوم بالجمهورية
  • بعد تصدره الترنيد.. مصطفى غريب: عربي شخصية فهلوية لا تشبهني في الحقيقة
  • قرية الكوم بمحافظة البحيرة تكرّم عشرات حفظة القرآن الكريم
  • جسم غريب يتسبب بإصابة خمسة أطفال في الكلاكلة
  • الطيران الحربي يشن غارات جوية على الدعم السريع في ثلاث مناطق
  • دراويش المعارضة المدنية السودانية- بين التمترس الأيديولوجي وفشل التكيف مع الواقع السياسي”