جدارية لـقيصر بسوريا بعد كشف هويته على الجزيرة
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
سوريا- "القيصر فريد المذهان هو الصوت الذي صدح ليكشف الإجرام، فحق علينا تخليده برسمة على جدار مدرسة"، بهذه الكلمات بدأ الفنان التشكيلي عزيز الأسمر حديثه. وقال للجزيرة نت "حتى لا تنساه الأجيال، وهو الذي وثّق وكشف بالصور قصص القتل والتعذيب والتجويع، التي كانت تُمارس بحق شعب خرج ليطالب بالحرية فتم اعتقاله وعُذب بالحديد والحمض الفوسفوري والتجويع والقتل".
و قال فنان الغرافيتي عزيز الأسمر إن لوحة المساعد أول فريد المذهان، أو من يعرف باسم قيصر، رُسمت على جدار مدرسي في مدينة بنش بإدلب، من أجل أن يعرف الطلاب أحد أهم الشخصيات التي مرت بالثورة السورية، والتي ساهمت في انتصار الثورة.
وأضاف أن قيصر هو من فضح نظام الأسد في المحافل الدولية، من خلال تسريبه صور آلاف المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون.
وأشار إلى أن هذه الجدارية جاءت تكريما لقيصر ولكل الشخصيات التي ساندت الثورة، وضحّت بنفسها وعائلاتها من أجل دعم الثورة السورية، وساعدت في فضح إجرام عصابة الأسد وما فعلوه بحق شعب طالب بحريته.
وقال الفنان التشكيلي أنيس حمدون، للجزيرة نت، إن فريق "ريشة وطن" قدم رسم الجدارية كشكر للمساعد أول المذهان.
إعلان
المسالخ البشرية
وأضاف حمدون أن اسم قيصر أصبح أيقونة الثورة السورية بعد تسريب صور بها عشرات الآلاف من جثث حملت أرقاما من دون أسماء، في الوقت الذي تنتظر فيه الأمهات فلذات أكبادها للخروج من المعتقلات، بينما كانت هياكل أبنائهن العظمية ملقاة في أقبية المشافي العسكرية التي كانت عبارة عن مسالخ بشرية.
وبعد معرفة شخصية قيصر، الذي ظهر خلال لقاء خاص على قناة الجزيرة بعد هروب الأسد، وهو ابن درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية، كان لا بد من توجيه الشكر له لتضحيته ووضع نفسه وعائلته وأقاربه تحت الخطر والملاحقة وربما الموت من نظام لم يعرف للإنسانية قيمة أو خصوصية، يتابع حمدون.
وأشار الفنان التشكيلي إلى أن الفنانين خلال السنوات الماضية رسموا عديدا من الجداريات على المنازل المدمرة بفعل قصف الأسد من خلال الصور التي سربها قيصر، ومن خلالها استطاع العالم معرفة أن المعتقل يحمل رقما لا اسما.
واعتبر حمدون أن ظهور قيصر المفاجئ بشخصيته الحقيقية وصورته واسمه، بعد سنوات من إخفاء شخصيته خوفا من الاعتقال أو القتل له أو لأحد أفراد عائلته وأقاربه، هو تحد كبير، لذلك أراد هو وزملاؤه من الرسامين تخليد هذه الذكرى.
والقيصر هو أحد أهم الأركان التي فضحت جرائم نظام الأسد التي كانت تمارس بحق الشعب السوري في السجون والأفرع الأمنية والتي كان آخرها سجن صيدنايا، ويرى الفنان ذاته أن ما وثقه قيصر كان جزءا صغيرا من الحقيقة التي لا تزال معالمها مطموسة ولا يزال أكثر من 100 ألف معتقل مجهول المصير.
ووجه حمدون رسالة شكر للمساعد أول فريد المذهان من خلال هذه الرسمة على جدار مدرسة لتكون نبراسا للأجيال والأطفال وشاهدا أمامهم على شخصية أبرزت حقيقة نظام أجرم بحق الشعب السوري بالاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والقتل وإخفاء الجثث بمقابر جماعية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الفنان التشکیلی الثورة السوریة من خلال
إقرأ أيضاً:
صحفي: خطابات الأسر لأبنائهم على الجبهة كانت خالية من أي أخبار حزينة
قال الكاتب الصحفي محمد الليثي، إن الترابط بين الجنود على جبهة القتال في حرب أكتوبر 1973 وبين أسرهم دللت عليه الخطابات التي حصل عليها ونشرها في تحقيقه.
وأضاف خلال مداخلة عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن الخطابات كانت خالية تماما من أي أخبار حزينة حيث لم يرسل الأهالي إلى أبنائهم على الجبهة إلا الأخبار السعيدة فقط لرفع روحهم المعنوية، كما تعكس هذه المراسلات قدرا كبيرا من الترابط الأسري في هذا الوقت.
وتابع أن هذه المراسلات يمكن وصفها بالكنز الذي يحكي تاريخا مهما لفترة مهمة من تاريخنا، مشيرا إلى أن حصول الإسرائيليين على هذه الخطابات يؤكد أهمية أي أوراق خلال العمليات العسكرية وكانوا يهدفون منها إلى العثور على معلومات تتعلق بمواقع تمركز الجنود أو معلومات شخصية قد تفيدهم، كما أنهم كانوا يستخدمون هذه الأوراق لاستخدامها في الحرب النفسية والادعاء أنهم دمروا مواقع عسكرية مصرية واستولوا على كل ما فيها وهو أمر غير حقيقي.