9 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: تجددت الضغوط الأمريكية على العراق مع مطالبة النائب الجمهوري جو ويلسون بفرض عقوبات على مصرف الرافدين الحكومي، فيما يتصاعد الجدل حول علاقة العراق بإيران من جديد، ليتخذ أبعاداً أكثر حساسية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث يحاول الجمهوريون تقديم إدارة بايدن على أنها متساهلة في التعامل مع طهران.

ويلسون، الذي وجه اتهاماته عبر منصة “إكس”، يراهن على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لإنهاء ما يصفه بالسياسات المتراخية. هذا التصعيد السياسي قد يضغط على الإدارة الأمريكية الحالية لاتخاذ خطوات أشد تجاه العراق، وهو ما يضع بغداد أمام خيارات صعبة، بين الحفاظ على استقرارها الاقتصادي أو تجنب الضغوط الأمريكية المتزايدة.

و هذه الدعوة أثارت قلق الأوساط المالية العراقية، التي ترى أن فرض عقوبات على المصارف الحكومية قد يدخل البلاد في أزمة اقتصادية معقدة، تمتد آثارها إلى الأسواق والاستثمارات وحتى رواتب الموظفين.

يحذر خبراء الاقتصاد من أن أي قيود على المصارف العراقية، خصوصاً مصرف الرافدين، ستؤدي إلى شحة في الدولار، ما سيدفع بالسوق السوداء إلى الاشتعال، ويرفع من أسعار الصرف، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات.

و يعتمد العراق بشكل أساسي على الدولار في تعاملاته التجارية، وأي خلل في تدفق العملة الصعبة سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأعباء على المواطنين الذين يعتمدون بشكل كبير على السلع المستوردة.

ويرى المختصون أن العقوبات المحتملة لن تقتصر على التأثيرات المالية فقط، بل قد تعزز عزلة العراق عن النظام المصرفي العالمي. التحويلات المالية ستواجه صعوبات كبيرة، سواء في ما يتعلق بالتجارة الخارجية أو حتى تحويلات المغتربين العراقيين.

القطاع الخاص، الذي يعتمد على الاستيراد، سيكون أول المتضررين، حيث سيضطر للبحث عن وسائل بديلة قد تكون أكثر كلفة وأقل كفاءة، ما ينعكس على الأسعار والقدرة الشرائية للمستهلك.

يشير المحللون إلى أن العقوبات، إن فُرضت، ستزيد من تعقيد العلاقات بين بغداد وواشنطن.

و يجد العراق نفسه مضطراً للبحث عن شركاء ماليين جدد مثل الصين وروسيا، إلا أن هذا التحول لن يكون سهلاً، نظراً للارتباط العميق بين العراق والنظام المالي الغربي.

و سيحتاج أي تغيير في التحالفات الاقتصادية إلى وقت وإصلاحات هيكلية كبيرة، وهي تحديات قد لا تكون الحكومة العراقية مستعدة للتعامل معها على المدى القصير.

و يبقى السيناريو الأسوأ في حال فرضت عقوبات واسعة وشاملة، إذ قد تجد الحكومة العراقية صعوبة في تمويل المشاريع ودفع رواتب الموظفين، مما يزيد من معدلات البطالة ويضعف البيئة الاستثمارية. استقرار النظام المالي شرط أساسي لجذب الاستثمارات الأجنبية، وإذا تراجعت الثقة في المصارف العراقية، فقد تتجه رؤوس الأموال إلى مغادرة البلاد، ما سيعمق من الأزمة الاقتصادية.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

بعد هجوم مفاجئ.. استنفار أكبر قاعدة تركية على الأراضي العراقية

بغداد اليوم – نينوى

أكد مصدر أمني مطلع، اليوم الأربعاء (12 آذار 2025)، استنفار أكبر قاعدة تركية على الأراضي العراقية بعد عملية استهداف مفاجئة.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "الجزء الغربي من قاعدة "زيليكان" في محيط بعشيقة بشمال نينوى تعرض قبل ساعات لعملية استهداف من خلال طائرة مسيرة مجهولة المصدر، حيث تم إسقاط الطائرة قبل أن تصل إلى داخل القاعدة".

وأضاف المصدر أنه "بعد العملية تم ملاحظة حالة استنفار كبيرة مع ساعات الفجر الأولى، تمثلت في تحليق أكثر من مروحية إضافة إلى طائرات مسيرة، مع انتشار كثيف للجنود الأتراك على الأبراج، خاصة الشرقية والغربية والشمالية".

وأشار إلى أنه "حتى الآن لا تُعرف أسباب العملية أو الجهة التي تقف وراءها، كما لم يصدر أي بيان رسمي من قبل القوات التركية للإفصاح عن ما إذا كانت الطائرة المسيرة تم إسقاطها أو استهدفت مكانًا معينًا"، مؤكداً أنه "لم تُسجل أي خسائر جراء العملية".

وأوضح أن "الاستنفار الذي شهدته القوات التركية يعكس توجسها من أن تكون هذه العملية بداية لعمليات أخرى، خاصة وأن القاعدة كبيرة وتضم معدات ثقيلة بما في ذلك محطات لطائرات الهليكوبتر".

يذكر أن القوات التركية متوغلة في 12 محورا ضمن محافظات إقليم كردستان وخاصة دهوك حيث وصل في بعض ثكناته العسكرية التي يقدر عددها بـ 80 الى توغل داخل العمق العراقي يصل الى 140 كم".

وفي السياق ذاته، دعت لجنة الامن والدفاع البرلمانية، يوم السبت (1 آذار 2025)، الحكومة العراقية الى التحرك العاجل من أجل انهاء الوجود التركي العسكري في العراق.

وقال عضو اللجنة علاوي البنداوي، لـ"بغداد اليوم"، ان "الحكومة العراقية عليها التحرك العاجل من أجل انهاء الوجود التركي العسكري في العراق، خاصة بعد وقف اطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستاني، الذي كان تتحجج به انقرة بهذا التوغل المرفوض داخل الأراضي العراقية".

وبين البنداوي ان "تركيا ليس لديها أي حجج واعذار بعد الان من اجل وجودها غير قانوني وغير شرعي في شمال العراق، ولهذا يجب انهاء هذا الوجود بشكل عاجل، كونه ينتهك سيادة العراق ويعرض امنه القومي للمخاطر".


مقالات مشابهة

  • بعد هجوم مفاجئ.. استنفار أكبر قاعدة تركية على الأراضي العراقية
  • الثقافة العراقية تجري استعداداتها للقمة العربية في بغداد
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟- عاجل
  • العراق يخشى أزمة كهرباء خانقة إذا مُنع استيراد الطاقة الإيرانية
  • العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. هل المواطن في مأمن؟
  • العقوبات الأمريكية على الفصائل العراقية .. المواطن في مأمن- عاجل
  • العملة الرقمية في العراق: أزمة الثقة.. العائق الأكبر
  • أسعار الدولار في العراق الآن
  • إلغاء الإعفاء الأميركي يفتح أمام الخليج للتأثير في الانتخابات العراقية