غزة- كشف رئيس لجنة الإيواء ومنسق بلديات شمال قطاع غزة ناجي سرحان عن حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها العائدون إلى المناطق والبلدات الشمالية، في ظل دمار واسع طال البُنية التحتية والمساكن والخدمات الأساسية.

وأوضح سرحان -الذي شغل في السابق منصب وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة- أن الاحتلال دمّر نحو 150 ألف وحدة سكنية، مؤكدًا أن معظم مناطق الشمال تحوّلت إلى أنقاض بلا مقومات للحياة، وأن حجم الدمار يتطلب ما لا يقل عن 50 مليار دولار، مطالبًا بتشكيل صندوق دولي للإعمار وإدخال مواد البناء بشكل عاجل.

وأضاف المسؤول الحكومي -في حديث خاص للجزيرة نت- أن الاحتلال يماطل في تنفيذ التفاهمات الإنسانية، حيث لم يُسمح بإدخال الخيام والمنازل المتنقلة والآليات الثقيلة، مما يزيد من معاناة السكان.

كما أشار إلى أزمة حادة في المواصلات نتيجة تدمير 80% من السيارات ونقص الوقود، مما يُجبر المواطنين على المشي ساعات للوصول إلى احتياجاتهم الأساسية، وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته الجزيرة نت مع هذا المسؤول الحكومي.

البنية التحتية مدمرة بشكل شبه كامل شمال القطاع وسط غياب مقومات الحياة (الجزيرة) هل لديكم معطيات عن عدد المساكن والوحدات السكنية التي هدمها الاحتلال بالشمال؟ وخسائر البنية التحتية؟ إعلان

في مدينة غزة، ومحافظة شمال القطاع (شمال وادي غزة) نتوقع أن يكون هناك تدمير كامل لنحو 150 ألف وحدة سكنية، منها حوالي 80 ألف وحدة في مدينة غزة، وما بين 70 إلى 80 ألفا بالشمال، لأن مخيم جياليا تم تدميره بالكامل، ومعظم بيت حانون وبيت لاهيا، وأجزاء كبيرة من بلدة جباليا.

أما البنية التحتية فتقريبا كلها تدمرت، ففي محافظة الشمال هناك تدمير شبه كلي، وهذا يشمل الطرق وشبكات المياه والصرف الصحي وآبار المياه وشبكات الكهرباء، ولم يتبق شيء ولا مظاهر للحياة هناك.

أما في مدينة غزة، ففي الشوارع الرئيسية والفرعية هناك تدمير كامل، وخصوصا الأحياء الشرقية والجنوبية والغربية للمدينة، حيث نالها تدمير كبير، والبنية التحتية هناك معظمها مدمر.

هل هناك معلومات عن الأراضي الزراعية التي تم تجريفها؟ والمصانع والورش؟

حتى الآن لا توجد معطيات كاملة، فنحن في طور الإحصاء، وهناك لجان بدأت العمل لحصر الأضرار، لكن الأراضي الزراعية تتركز شمال وشرق شمالي القطاع، وهذه تعرضت لتدمير شامل، وتقديراتنا الأولية أن خسائر الزراعة بما فيها قطاع الصيد لا تقل عن 3 مليارات دولار.

أما ما يخص قطاع الصناعة، فمعظم المصانع تقع في المنطقة الصناعية شرق غزة، وقد طالها التدمير بشكل كامل.

نصف مليون نازح عادوا إلى شمال قطاع غزة ويواجهون أزمة سكن خانقة (الجزيرة) هناك مشكلة كبيرة في المواصلات فما سببها؟

الاحتلال دمّر غالبية سيارات المواطنين الشخصية، ونحن نقدر أن 80% منها تدمرت، والتي تعمل الآن جاءت من الجنوب مؤخرا، وخلفت نوعا من الحركة، وكذلك لا يوجد وقود لتشغيل السيارات، وهذا يتسبب في زيادة مشكلة المواصلات.

وقد اعتاد معظم المواطنين على المشي، ساعة وساعتين للوصول للمستشفى أو السوق، وأي مكان يحتاج المواطن يذهب إليه مشيا. ونظرا لتدمير السيارات، نحن الآن بحاجة ماسة إلى وسائل نقل عامة، وخاصة حافلات ميكروباص، ونحتاج للمئات منها لشمال القطاع بشكل عاجل لتخفيف معاناة المواطنين.

إعلان كم تقدرون عدد الذين عادوا من الجنوب بعد وقف إطلاق النار؟

كان يسكن شمال الوادي تقريبا حوالي مليون و200 ألف نسمة، نزح منهم للجنوب خلال الحرب قرابة النصف، ونقّدر أن نحو 100 ألف قد سافروا، ونقّدر أن نحو نصف مليون شخص قد عادوا من جنوبي القطاع إلى شماله.

إيجاد السكن يعد أحد أهم المشاكل التي يواجهها العائدون فما سبب ذلك؟

الاحتلال حتى الآن يماطل في تنفيذ الشق الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو إدخال الخيام والمنازل المتنقلة، وحتى الآن لم تدخل الخيام بكميات كافية، أما المنازل المتنقلة "الكرافانات" فلم يدخل أي شيء منها حتى الآن.

كما أن الخيام ليست حلا، فهي وسيلة مؤقتة للإيواء، ونأمل من المانحين أن يسارعوا لإدخال الكرافانات التي تحفظ كرامة الإنسان كمسكن مؤقت كريم للمواطن بدل الخيمة.

 

ما الأمور الأخرى التي يماطل الاحتلال في إدخالها رغم أنها مشمولة باتفاق وقف النار؟

المعدات الثقيلة، والتي تم الاتفاق عليها، لم يتم إدخالها، وهي مهمة جدا لفتح الطرقات المغلقة ولإزالة الركام وفتح الشوارع، ونحن بحاجة إلى جرافات وبواقر وبلدوزرات، فهناك عمارات مهدومة تغلق الشوارع الرئيسية وتحتاج إلى آليات ثقيلة لإزالتها.

ونحتاج أيضا لهذه الآليات الثقيلة لصنع ساحات كبيرة لإقامة مراكز الإيواء عليها، لإسكان المواطنين بالقرب من مناطقهم، وحتى لا نضطر لنقلهم لمناطق بعيدة.

يعاني المواطنون من مشكلة المياه الخاصة بالتنظيف أو مياه الشرب فما سببها وهل هناك آمال بحلها؟

الاحتلال دمر غالبية آبار المياه، والبلديات تقوم بجهد ضخم وكبير لإيصال الماء للمواطنين عبر إصلاح الآبار، والآن يتم إصلاح الغواطس (مضخات المياه) داخل الآبار لمد المياه للمواطنين، وكذلك يتم إيصال المياه الحلوة الخاصة بالشرب للمواطنين عبر بعض المؤسسات.

إعلان

والحِمل كبير جدا، ومظاهر الحياة منعدمة شمال غزة، لكنّ الناس تعشق الحياة ولن تتنازل عن أرضها، وتحاول صناعة حياة جديدة رغم انعدام المقومات.

ونحن بدأنا في حل مشكلة المياه، ومن يبدأ يصل، ونتوقع أن الأمور يوما بعد يوم ستتحسن، لكن لا شك أن هناك عوائق كثيرة، مثلا قِطع الغيار والخراطيم والمواسير وأنابيب المياه والصرف الصحي غير متوفرة، وكذلك مولدات الكهرباء والوقود اللازم لضخ المياه وتشغيل الآبار غير متوفر، وكذلك إمكانيات حفر آبار جديدة غير متوفر.

هل تحسنت كميات الوقود التي تدخل شمالي القطاع بعد سريان وقف إطلاق النار؟

للأسف لا، حتى الآن الوقود يذهب لجنوب القطاع، وبالكاد تصل للبلديات في الشمال كميات لا تفي بالحاجة، مع العلم أن بلدية غزة تحتاج يوميا إلى 30 ألف لتر وبلديات الشمال تحتاج إلى 15 ألف لتر لشغيل الآبار فقط بالحد الأدنى، وكذلك نحتاج لكميات كبيرة من الوقود لتشغيل الجرافات الخاصة بفتح الشوارع، وكل هذا غير متوفر.

يُذكر أنه قبل الحرب، كان قطاع غزة يستهلك يوميا مليون لتر، ومدينة غزة والشمال تستهلك منهم 600 ألف لتر.

الاحتلال يماطل في إدخال الخيام والمنازل المتنقلة رغم الاتفاقات (الفرنسية) هل هناك جهود لإدخال مواد بناء وخاصة الأسمنت لإعادة ترميم المنازل وتخفيف الحاجة للخيام؟

ضمن الاتفاق الإنساني يجب أن يدخل الأسمنت لترميم المستشفيات والبيوت، لكن لم يدخل شيء حتى الآن، والاحتلال يماطل في إدخالها. ولو تم إدخال مواد البناء، سترمم الكثير من البيوت المهدمة جزئيا، وستستوعب الكثير من المواطنين وأقاربهم بدلا من الخيام.

وفي حديثنا مع المنظمات الدولية، نطالب بشدة بإدخال الأسمنت، بالإضافة إلى المواد الأخرى كالحديد والحصمة، إن إدخال مواد البناء مطلب إنساني ملح.

هل لديكم خطط لاستئناف التعليم؟ إعلان

وزارة التربية والتعليم تعمل على ذلك، ولديها خطط لإيجاد بديل للمواطنين الذين فقدوا العام الدراسي الماضي، ولديها خطط لفتح مدارس مؤقتة ونقاط تعليمية بدلا من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، ولا يمكن إخراج الناس منها قبل توفير بدائل لهم.

كما أن هناك برامج بديلة عبر التعليم الإلكتروني، وهناك تنسيق مع الحكومة الفلسطينية في رام الله بهذا الجانب.

هل تعملون على وضع خطط لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال؟ وما تقديراتكم الأولية لكُلفتها؟

لدينا تجارب سابقة، خاصة أننا مررنا بـ5 حروب في السنوات الماضية، ونفذنا إعادة إعمار لما دمره الاحتلال، لكن هذه الحرب مختلفة لأن التدمير شامل.

وتقديرانا الأولية أن إعادة الإعمار ستحتاج إلى نحو 50 مليار دولار، وربما أكثر، وهذا يحتاج لجهد دولي كبير، وتصورنا أن يكون هناك فريق وطني للإعمار يتولى المهمة، وأن يكون هناك صندوق دولي توضع فيه أموال الدول المانحة.

إن إعادة الإعمار ستحتاج إلى وقت، لأن الدمار كبير وكمية الركام هائلة، وتصل إلى 50 مليون طن وتحتاج لإزالة، وبالمناسبة إزالة الركام والبناء يمشيان في خطين متوازيين وليسا متتاليين، بمعنى أننا نستطيع أن نزيل الركام ونبني في ذات الوقت.

وإذا توفرت الأموال يمكن أن نبدأ مباشرة، ولنا تجارب في هذا الشأن، لكن حجم الأعمال الكبير يتطلب إعادة تخطيط بعض المناطق، وشركات دولية كبيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إدخال مواد یماطل فی حتى الآن

إقرأ أيضاً:

1.03 مليار درهم أرباح «بروج» في الربع الأول


أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة «بروج بي إل سي»، تحقيقها أرباحاً صافية كبيرة بلغت 1.03 مليار درهم «281 مليون دولار» للربع الأول من عام 2025، مدفوعةً بتسجيل إنتاج شهري قياسي في مارس الماضي، وزيادة في حجم المبيعات، واستمرارها في إدارة التكاليف. 
وحافظت الشركة على أدائها التشغيلي القوي، حيث ارتفعت أحجام الإنتاج بنسبة 7% على أساس سنوي خلال الربع الأول من عام 2025، فيما استمرت الشركة في المحافظة على نسبة موثوقية الأصول الإجمالية، حيث بلغت 94.4% بحلول نهاية الربع الأول، مع محافظتها على معدلات استخدام البولي إيثيلين بنسبة 101% والبولي بروبيلين بنسبة 98%، مما يؤكد التميز التشغيلي للشركة وكفاءتها. 
وحافظ الطلب على قطاعات المنتجات عالية القيمة على زخمه خلال الربع الأول من عام 2025 في أسواق النمو الأساسية في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا، كما ارتفع إجمالي حجم المبيعات بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الأول ليصل إلى 1.25 مليون طن، مدفوعاً بنمو قوي بنسبة 8% في مبيعات البولي إيثيلين، و13% في أحجام مبيعات البولي بروبيلين. 
ونجحت «بروج» في تحقيق علاوات سعرية قوية عبر محفظة منتجاتها المتخصصة وعالية الجودة، وتجاوز متوسط أسعار البولي إيثيلين والبولي بروبيلين مستوى التوقعات التي حددتها الإدارة عبر الدورات الاقتصادية، بمقدار 224 دولاراً و154 دولاراً للطن الواحد على التوالي. 
وتسلط هذه العلاوات السعرية الضوء على القيمة الإضافية الكبيرة، التي تتميز بها منتجات «بروج»، والتي تقوم بدور محوري في دعم القطاعات عالية النمو مثل البنية التحتية، والطاقة، والزراعة، والتغليف المطوّر، والرعاية الصحية.
وقال هزيم سلطان السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة «بروج»: تتميز «بروج» بمكانة راسخة تتيح لها الاستمرار في تحقيق نمو متسارع، خصوصاً بعد أن أظهرت مرونة ملحوظة وتميزاً تشغيلياً على مدار العامين الماضيين، حيث تمنحنا هذه الإنجازات ثقة قوية بالتزامن مع دخولنا مرحلة جديدة من النمو النوعي مع «مجموعة بروج الدولية»، ومستمرون في تنفيذ استراتيجيتنا التي تركّز بشكل أساسي على خلق وتعزيز القيمة لمساهمينا، وهو ما يتضح من خلال زيادة توزيعات أرباح «بروج» المرتقبة لتصل إلى 16.2 فلس للسهم لعام 2025، والتي ستشكل أيضاً الحدّ الأدنى المتوقع لتوزيعات الأرباح حتى عام 2030 تحت مظلة «مجموعة بروج الدولية».
ويساهم الأداء القوي المتواصل للشركة في إرساء أسسٍ ثابتة وقوية للاندماج المقترح بين شركتي «بروج» و«بورياليس»، والاستحواذ على شركة «نوفا للكيماويات»، لتأسيس «مجموعة بروج الدولية»، وهي شركة عالمية رائدة في مجال البتروكيماويات تبلغ قيمتها 220 مليار درهم «60 مليار دولار». 
وتم التخطيط لتأسيس هذا الكيان الجديد بهدف الاستمرار في تحقيق أرباح قوية ونمو كبير على المدى القريب، على أن تستكمل صفقة تأسيس المجموعة في الربع الأول من عام 2026، بعد الحصول على الموافقات القانونية والتنظيمية اللازمة. 
وحققت «بروج» في الربع الأول من عام 2025 نمواً في الإيرادات على أساس سنوي بنسبة 9% وبلغت قيمتها 5.21 مليار درهم «1.42 مليار دولار»، مدفوعةً بارتفاع متوسط أسعار البيع وزيادة أحجام المبيعات. 
ويؤكد هذا الأداء القوي الطلب المتزايد على حلول الطاقة والبنية التحتية المتميزة، التي تنتجها الشركة، والتي شكّلت ما نسبته 38% من إجمالي حجم المبيعات خلال الربع، فيما ارتفع متوسط أسعار مبيعات البولي إيثيلين والبولي بروبيلين بنسبة 2% على أساس ربع سنوي. 
واستمرت الشركة في التركيز على ضبط التكاليف كأحد أولوياتها الرئيسة، مع تحقيقها انخفاضاً في مصاريف المبيعات والتوزيع بنسبة 6% على أساس سنوي. 
وتستند الشركة في إدارة التكاليف إلى برنامجها الناجح لتعزيز القيمة الذي حقق قيمة بلغت 2.22 مليار درهم «607 ملايين دولار» في عام 2023، مما أسهم في تحقيقها هامش ربح رائد على مستوى قطاع البتروكيماويات قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 40% خلال الربع الأول. 
ووافق المساهمون خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوي للشركة لعام 2025 الذي انعقد في 7 أبريل الجاري على توزيع أرباح نهائية بقيمة 2.4 مليار درهم «650 مليون دولار» لعام 2024، تم دفعها في 28 أبريل 2025، ليصل إجمالي توزيعات الأرباح لعام 2024 إلى 4.8 مليار درهم «1.3 مليار دولار»- أي ما يعادل 15.88 فلس للسهم. 
وبذلك يصل إجمالي توزيعات الأرباح الموزعة على المساهمين منذ الاكتتاب العام الأولي للشركة في عام 2022 إلى 13.14 مليار درهم «3.58 مليار دولار».

أخبار ذات صلة «بروج» تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية إلى 6.6 مليون طن 2.4 مليار درهم توزيعات «بروج» عن العام 2024

مقالات مشابهة

  • 20 ألف مقاتل جديد و3.5 مليار دولار.. توسع الحشد يثير قلقاً أمريكياً
  • عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
  • خسر 113 مليار دولار.. وما زال الأغنى في العالم
  • 35 مليار دولار خسائر القطاعات الاقتصادية في غزة
  • هبوط هنا وارتفاع هناك: إليك أسعار الصرف في صنعاء وعدن الآن لحظة بلحظة
  • 1.03 مليار درهم أرباح «بروج» في الربع الأول
  • مسؤول أممي: الوضع في غزة يشبه أهوال يوم القيامة
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي