أربك الرئيس دونالد ترامب الجميع، بالمنطقة، والعالم، والداخل الأمريكي، بسبب طرحه فكرة تهجير أهل غزة إلى الأردن ومصر، وإعادة إعمارها تحت ملكية أمريكية، وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وما زالت الربكة مستمرة؛ لأن الرئيس ترامب لا يزال يطور ويبلور فكرته غير القابلة للتنفيذ، التي تتطلب إرسال قوات توازي ثلاثة أضعاف ما تم إرساله لإطاحة نظام صدام حسين.كما تتطلب أموالاً طائلة لا يمكن أن تتكفل بها واشنطن ترامب، أو دول المنطقة.
ومفهوم ومبرر حجم الغضب العربي الرافض والمستهجن، لـ"فكرة" تهجير أهل غزة، لكن علينا تذكُّر أن الرئيس ترامب نفسه هو من يريد ضم كندا للولايات المتحدة، وكذلك غرينلاند، واستعادة قناة بنما، وإعادة تسمية خليج المكسيك، أي تغيير خرائط العالم!
وهذا أمر غير قابل للتحقيق، وكل ما يمكن أن يحدث هو مزيد من الربكة الدولية، وإلا فكيف "تمتلك"، أو تستولي، أمريكا على غزة، وتحاول ضم كندا، وغرينلاند، أي "أرض الناس"، ثم تحارب وأوروبا روسيا بسبب أوكرانيا، وتعادي الصين بسبب تايوان؟
صحيح هي "فكرة" خطرة ومجنونة، أي تهجير أهل غزة، لكن هل هي الفكرة المجنونة الوحيدة تجاه غزة؟ الأكيد لا. فهناك أفكار أخطر نفذت، وتنفذ، ومنذ أعوام، ودون ردود فعل صاخبة. تعالوا نقارن.
أيهما أخطر، تهجير أهل غزة، أم تدميرها، والتسبب في مقتل قرابة 50 ألفاً، وإصابة أكثر من 96 ألفاً، وبنسبة مبان مدمرة ومتضررة بلغت 60 في المائة، وما لا يقل عن 5 أعوام لإعادة الإعمار؟ التهجير أخطر أم وقوع 5 حروب على مساحة 360 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكان يتجاوز مليوني نسمة؟
أيهما أخطر، تهجير أهل غزة، أم استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، وتبديد حلم الدولة؟ أيهما أخطر، التهجير، أم أن تكون غزة خاضعة لحكم ميليشيا حماس، ونصفهم بالخنادق، والنصف الآخر بالفنادق، وأهل غزة تحت سماء مفتوحة لعربدة الطائرات الإسرائيلية؟
أيهما أخطر، التهجير، أم أن يحاك قرار غزة بـ"غرفة بيروت" وبأوامر إيرانية تحت إشراف حسن نصر الله وقتها، وقبله قاسم سليماني؟ وأيهما أخطر فكرة ترمب المجنونة، أو أن تقول السلطة إن لا خطة لليوم التالي قبل وقف الحرب؟
أيهما أخطر مفاوضة إيران من أجل غزة، أم مفاوضة ترامب على "فكرة" التهجير؟ الإجابة بسيطة جداً كلها خطر، سواء "فكرة" ترامب، أو ما فعلته وتفعله حماس، وكذلك قصر نظر السلطة وعدم ارتقائها لحجم الحدث، وإدراك خطورته على مسار القضية برمتها.
وعليه، فلا بد أن يكون رفض جميع الأفكار المجنونة بصوت واحد، وغضب متساو، وضرورة الشروع بخطة اليوم التالي الآن. وأول بنودها، وقبل التفكير بإعادة الإعمار، أو اكتمال وقف إطلاق النار، هو أن تحكم السلطة غزة، وتعيد إصلاح نفسها ليتسنى إصلاح وإعادة إعمار غزة.
عدا ذلك ما هو إلا دوران في حلقة مفرغة، وتشريع الأبواب لمزيد من "الأفكار" المجنونة المدمرة لكل القضية، لا غزة وحدها. ولكيلا يكون واقع غزة والقضية مثل المثل الشعبي: "من حفرة لدحديرة"، أي الانحدار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة تهجیر أهل غزة أیهما أخطر
إقرأ أيضاً:
سيناريو جديد لمخطط التهجير
نتنياهو يقترح إقامة دولة فلسطينية بالسعودية
يبدو أن المخطط «الصهيو أمريكى» لتهجير الشعب الفلسطينى عن غزة، سوف يشهد تطورات متلاحقة وسريعة خلال الأيام القليلة القادمة، فبعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن فرض تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ليفجر مفاجأة جديدة.
حسب صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، قال «نتنياهو»، فى مقابلة مع القناة 14: إن السعودية لديها ما يكفى من الأراضى لتوفير دولة للفلسطينيين، ويمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية فى المملكة العربية السعودية؛ لديهم الكثير من الأراضى هناك.
وذلك بعد رفض السعودية تهجير الفلسطينيين، من أراضيهم عقب تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأضافت الصحيفة أنه عندما سُئل عن الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع، أشار نتنياهو إلى أنه لن يبرم اتفاقًا من شأنه أن يعرض دولة إسرائيل للخطر، ودولة فلسطينية بعد 7 أكتوبر؟ هل تعرف ماهو ذلك؟، كانت هناك دولة فلسطينية، كانت تسمى غزة، بقيادة حماس، كانت دولة فلسطينية، وانظر ماذا حصلنا عليه - أكبر مذبحة منذ الهولوكوست.
المقابلة أجريت خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن، والتى بدأت بمؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث أعلن الرئيس عن خطته للسيطرة الأمريكية على قطاع غزة، وتم مناقش إمكانية التطبيع مع السعودية، حيث قال نتنياهو: «أعتقد أن السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكنًا فحسب، بل أنه سيحدث».
وبعد المؤتمر الصحفى الذى أطلق خلاله نتنياهو تصريحاته حول السعودية، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أنها لن تناقش العلاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية.
ويتخوف مسئولون إسرائيليون، أن ينهى نتنياهو الحرب فى غزة ويتأخر فى ضم الضفة الغربية، لصالح المضى قدمًا فى صفقة تطبيع مع المملكة العربية السعودية، وأن يستخدم رئيس الوزراء تأخير الضم كحل وسط فى محاولة لإقناع السعودية بالتخلى عن المطالبة بمسار إلى دولة فلسطينية.
وأعلن نتنياهو، أن إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا، قائلا: غيرنا وجه الشرق الأوسط، وإقامة دولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر يشكل جائزة ضخمة للإرهاب، وهو انتصار ضخم ليس لحماس فحسب، بل ولإيران أيضًا، وهزيمة ضخمة لنا ولشركائنا.
وأشار نتنياهو، إلى أن هناك دائما سلطات سيادية ستظل فى أيدى إسرائيل، مثل السلطة الأكثر أهمية وهى الأمن، وكانت هناك مقترحات بتولى السلطة الفلسطينية إدارة غزة، ولكن نفضل اقتراح ترامب بأن تتولى الأمر فى غزة.
وأشار إلى أنه، غير وجه الشرق الأوسط، وكسر المحور الإيرانى، ولم يستأصله بعد، فهو لا يزال موجودًا ولكنه تضرر وانكسر.