لا شيطنة الأحزاب تفيد ولا احتكارها التمثيل
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
كتب سمير قسطنطين في "النهار": من وقت لآخر، تظهر على الساحة اللبنانية شعارات ترفض الأحزاب ويحمل أهل هذه الشعارات الأحزاب مسؤولية ما حدث في لبنان منذ الـ 1975. بطبيعة الأمر يخلق هذا الاتهام استفزازاً لدى الأحزاب التي لم تشارك في الحرب كتيار المستقبل، وتلك التي، وإن شاركت في الحرب، فهي تعتبر أن تاريخها في الحكم خال من الفساد كما تقول القوات اللبنانية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر نادراً ما تسمع هذه الأصوات في البيئة الشيعية، وهي «مدوزنة» عند الدروز.
لنتفق في البداية على أن لا حياة سياسية تستقيم في أي بلد من دون الأحزاب. العمل السياسي في الدول الديمقراطية مبني على الأحزاب. ألا يتنافس في الانتخابات الأميركية شخصان، واحد عن الحزب الجمهوري وآخر عن الحزب الديمقراطي؟. لذا فإن شيطنة الأحزاب والعمل السياسي الحزبي بالمطلق لا يتماشى مع ما تقوم عليه الأنظمة الديمقراطية. أكثر من نصف اللبنانيين غير حزبيين. ألا يستحق هؤلاء أن يتمثلوا في الحكومة؟ لماذا يجب أن يكون كل الوزراء الدروز منتمين إلى الحزب التقدمي الإشتراكي والوزراء المسيحيون إلى التيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية والوزراء الشيعة إلى حركة أمل أو حزب الله؟ خُذ مثلاً المسيحيين. المسيحيون جيش من المتعلمين والمثقفين في لبنان والمهجر. أليس من بينهم من يستحق أن يكون وزيراً، أو بالأحرى ألا يستحق لبنان واللبنانيون وزيرا مثل هؤلاء؟ أكثر من ذلك، الكل يعرف أن رئيس الجمهورية جوزاف عون ليس حزبياً، وأن رئيس الحكومة نواف سلام ليس حزبياً. فالإصرار على توزير الحزبيين فقط لا يشبه خياري النواب لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. إذا كان لا بد لرئيس الحكومة من أن يسمي حزبيين فقط، تصبح وحدة المعايير ضرورية إن لم تكن حتمية. لكن هذا بحد ذاته تراجع عن سقف آمال الناس. الموضوع يتطلب تفكيراً بمصلحة لبنان العليا وليس بمصلحة الأحزاب فقط. إذا كان الوزير حزبياً، فلتختر الأحزاب الأكثر كفاءة، وإذا كان غير حزبي، فالكفاءات موجودة وبكثافة. لا شيطنة الأحزاب صحيحة، ولا احتكار الأحزاب للتمثيل الحكومي صحيح أيضاً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اللبنانية الاولى وصلت إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى الدورة ٦٩ للمؤتمر الدولي للجنة وضع المرأة في الامم المتحدة
وصلت إلى نيويورك قبل ظهر اليوم بتوقيت بيروت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة الاولى نعمت عون على رأس وفد للمشاركة في أعمال الدورة ٦٩ للجنة وضع المرأة CSW69 التي تعقد جلساتها في مقر الامم المتحدة في نيويورك من ١٠ ولغاية ٢١ آذار من الشهر الجاري حيث سيتخللها سلسلة فعاليات تتراوح بين مناقشة عامة في الجمعية العامة وطاولات نقاش وحوارات تفاعلية يشارك فيها رؤساء وفود الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى جانب ممثلين عن منظمات دولية واقليمية وجمعيات مجتمع مدني وخبراء وناشطين في مجال تفعيل رُزنامة المرأة بكل تفرعاتها. وتترأس المملكة العربية السعودية الدورة ال٦٩ .وسوف يتخلل مشاركة السيدة الاولى في المؤتمر تلاوة بيان وطني الى جانب سلسلة لقاءات ثنائية مع رؤساء وفود ومنظمات دولية تعد شريكاً حيوياً للبنان عموما وللهيئة الوطنية لشؤون المرأة خصوصا في اعداد برامجها وتنفيذ مشاريعها الهادفة في مجالات تمكين المرأة وتفعيل دورها الريادي في مجتمعها وتعزيز الشراكة الفاعلة بين الجنسين في بناء الاوطان بالتزامن مع اهداف خطة التنمية المستدامة٢٠٣٠.
تجدر الاشارة الى تزامن الدورة ال ٦٩ مع احتفال المجتمع العالمي بالذكرى الثلاثين للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة الذي انعقد في بيجين من العام ١٩٩٥ وصدر عنه إعلان ومنهاج عمل بيجين.