لبنان ٢٤:
2025-04-14@19:25:01 GMT
عيد مار مارون: الحقائق المرّة... وإمكانات النهوض؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
كتب نقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي في"الجمهورية": يحلّ عيد مار مارون هذه السنة وفي قصر بعبدا رئيس للجمهورية بعد سنتَين وشهرَين وخمسة أيام من الشغور. في هذه الفترة، ما من فريق ماروني إلّا وسعى إلى تسجيل أهداف في مرمى الآخر، محاولاً أن تكون له اليد الطولى في الاستحقاق لجهة المرشح الذي يرتاح إليه ويمكن أن ينسج معه علاقات وثيقة تمكّنه من جني الثمار التي يشتهي خدماتياً وسياسياً، وقطع الطريق على كل من يحاول منافسته.
وكانت نداءات البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي التي حضّت النواب، وخصوصاً الكتل البرلمانية المسيحية على الذهاب إلى الاستحقاق متفقين على اسم مرشح، أو متوافقين على حضور جلسة انتخاب رئيس يختارونه من بين مرشحين عدة، تذهب سدى. المهم أن يكون في بعبدا رئيس تنتظم بوجوده هرمية الدولة من القاعدة إلى الرأس، من أجل أن يدور المحرّك هادراً، ومذكّراً بأنّ الحياة الدستورية بحلقاتها كافة يجب أن تنطلق في إعادة عملية البناء. ما كان الاستحقاق ليتأخّر لو أنّ قادة الموارنة حزموا أمرهم، وتوقفوا عن الحرب الضروس التي أصلوها عنواناً في ما بينهم، وقد تخطّت تصريحاتهم المتبادلة في أحيان كثيرة أدبيات التخاطب. وليهرب القادة الموارنة من القصور الذي رسفوا فيه، كانوا يجدون مشجباً يعلّقون عليه خلافاتهم. والحقيقة المرّة هي "أنّ دود الخل منه وفيه"، وعبثاً المكابرة وتجهيل الفاعل. أمّا اليوم وقد انتُخب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بعد طول مخاض، وفي مناخات دولية وإقليمية داعمة، وتشكيل حكومة جديدة تواجهها مسؤوليات كبيرة على كل المستويات. فيبقى السؤال: أين الموارنة اليوم من الواقع الجديد في لبنان على إيقاع التحوّلات التي حصلت فيه، وفي المنطقة؟
في عيد مار مارون الذي يصادف بعد شهر بالتمام على انتخاب الرئيس جوزاف عون، يواجه الموارنة تحدّيات ثلاثة:
أ - الالتزام بخط الكنيسة المارونية التي لم تتخلَّ عن رسالة الحويّك في وحدة الأرض، والتعدّدية والتنوّع، والعيش الواحد.
ب - الحفاظ على الانتشارية المارونية، بالتالي المسيحية وتعزيزها، وعلى هوية الأرض في مناطق وجودها.
ج - إعتبار الانتشار الماروني في العالم إمتداداً للحضور اللبناني في أرضه، والنظر إليهما كوجهَين لعملة واحدة يؤدّيان رسالة واحدة في خدمة لبنان والشعب الماروني، وفق استراتيجية تتجاوز كل الحسابات السياسية والحزبية.
د - العودة إلى الدولة والإنخراط فيها والتطوّع في الجيش والأجهزة الأمنية، ودخول الوظيفة العامة، كما كانت عليه الحال عشية نشوب الحرب اللبنانية في العام 1975.
إذا استطاعت الكنيسة المارونية وقوى الطائفة السياسية والحية ونخبها استيعاب دروس الماضي القريب والبعيد، وتقدير خطورة ما حَلّ بها من نكسات، يمكن الحديث عن تعافٍ ماروني يُصحّح الخلل أو بعضه على الأقل، ويُقلّص دائرة الإحباط نسبياً، ويؤشر إلى جدّية التعامل مع الملفات التي يتوقف مستقبل الموارنة في لبنان على حلّها. إذا أراد الموارنة أن يظلوا ملح لبنان، عليهم مواجهة الحقائق الصعبة بشجاعة المؤمن بقضيّته وتصميمه، وعدم التمثل بالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الإنتخابات البلديّة في طرابلس بروفا قبل الإستحقاق النيابي
كتب جهاد نافع في "الديار": اذا كان الرئيس نجيب ميقاتي يعتبر ان الانتخابات البلدية والاختيارية، تختلف عن الانتخابات النيابية، وانه يقتضي ان تكون الانتخابات البلدية بمنأى عن التجاذبات السياسية، فلا يعني هذا ان بقية النواب في طرابلس ملتزمون بالنأي عن التداخلات السياسية في تشكيل اللوائح البلدية والاختيارية، والتي تشكل بلديتها المؤسسة الادارية البلدية الثانية في لبنان بعد بلدية بيروت. فقد عانت ولا تزال تعاني بلدية طرابلس من تجاذبات سياسية مزمنة منذ عدة سنوات، جراء التدخلات السياسية فيها، والتي ادت اكثر من مرة الى انقسامات، بعضها كان حادا للغاية. لم يخف النائب فيصل كرامي دوره في تشكيل اللوائح البلدية والاختيارية، وكان واضحا في تأكيده الاختيار الاكفأ من ذوي الرؤية التنموية، وممن يعملون للصالح البلدي العام، كما تأكيده على تشكيل لائحة متجانسة منسجمة، منعا لتكرار لعنة الانقسامات الداخلية، وحرصا على سير العمل البلدي. وكان لافتا حركة نواب المدينة في اطار متابعة اطلاق صفارة الترشيحات لعضوية المجلس البلدي، والبحث عن اسماء جديدة للرئاسة ممن يمتلكون خبرة ادارية ونظافة كف.ويبدو ان هذا الاستحقاق البلدي سيشكل "البروفا" لتحالفات الاستحقاق النيابي العام المقبل. ولوحظ لقاءات بين نواب كانوا على خصومة، كلقاء كرامي وريفي على سبيل المثال لا الحصر، بحيث ستتبلور اللوائح في الايام القليلة المقبلة، وبعد الرسو على اسم الرئيس المقبل للبلدية، بمحاولات جارية للتوافق على اسم يحقق شبه اجماع سياسي حوله، حرصا على توليد بلدية منسجمة متجانسة. وفي هذا الاطار، بدأ حراك واضح لهيئات المجتمع المدني ممن خاضوا حراك 17 تشرين، ومارسوا في المدينة ادوارا ملأت فراغا بلديا اثناء الخلافات داخل المجلس البلدي، وتسعى هذه الهيئات الى تشكيل لائحة متكاملة تخوض بها معركة، في وجه لوائح تحتضنها قوى وتيارات سياسية، في وقت يسعى فيه "تيار المستقبل" الى لعب دوره في المعركة، لاستعادة حضوره في الاوساط الشعبية الطرابلسية. ويرى متابعون ان اللاعبين الاساسيين في المدينة هم: الرئيس ميقاتي، "تيار المستقبل"، النائب فيصل كرامي والنائب اشرف ريفي، الذين لن يغيبوا عن هذا الاستحقاق البلدي، وان وتيرة حركتهم ارتفعت مؤخرا، باعتبار ان الاستحقاق البلدي منصة نحو الاستحقاق النيابي، وغير مستبعد اللقاء بينهم لانجاز لائحة يتوافقون عليها وعلى اسم رئيسها.. مواضيع ذات صلة مصير الانتخابات البلدية قيد النقاش والتزام حكومي بانجاز الاستحقاقين البلدي والنيابي Lebanon 24 مصير الانتخابات البلدية قيد النقاش والتزام حكومي بانجاز الاستحقاقين البلدي والنيابي