لبنان ٢٤:
2025-02-09@23:58:48 GMT

عيد مار مارون: الحقائق المرّة... وإمكانات النهوض؟

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

كتب نقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي في"الجمهورية": يحلّ عيد مار مارون هذه السنة وفي قصر بعبدا رئيس للجمهورية بعد سنتَين وشهرَين وخمسة أيام من الشغور. في هذه الفترة، ما من فريق ماروني إلّا وسعى إلى تسجيل أهداف في مرمى الآخر، محاولاً أن تكون له اليد الطولى في الاستحقاق لجهة المرشح الذي يرتاح إليه ويمكن أن ينسج معه علاقات وثيقة تمكّنه من جني الثمار التي يشتهي خدماتياً وسياسياً، وقطع الطريق على كل من يحاول منافسته.


وكانت نداءات البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي التي حضّت النواب، وخصوصاً الكتل البرلمانية المسيحية على الذهاب إلى الاستحقاق متفقين على اسم مرشح، أو متوافقين على حضور جلسة انتخاب رئيس يختارونه من بين مرشحين عدة، تذهب سدى. المهم أن يكون في بعبدا رئيس تنتظم بوجوده هرمية الدولة من القاعدة إلى الرأس، من أجل أن يدور المحرّك هادراً، ومذكّراً بأنّ الحياة الدستورية بحلقاتها كافة يجب أن تنطلق في إعادة عملية البناء. ما كان الاستحقاق ليتأخّر لو أنّ قادة الموارنة حزموا أمرهم، وتوقفوا عن الحرب الضروس التي أصلوها عنواناً في ما بينهم، وقد تخطّت تصريحاتهم المتبادلة في أحيان كثيرة أدبيات التخاطب. وليهرب القادة الموارنة من القصور الذي رسفوا فيه، كانوا يجدون مشجباً يعلّقون عليه خلافاتهم. والحقيقة المرّة هي "أنّ دود الخل منه وفيه"، وعبثاً المكابرة وتجهيل الفاعل. أمّا اليوم وقد انتُخب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بعد طول مخاض، وفي مناخات دولية وإقليمية داعمة، وتشكيل حكومة جديدة تواجهها مسؤوليات كبيرة على كل المستويات. فيبقى السؤال: أين الموارنة اليوم من الواقع الجديد في لبنان على إيقاع التحوّلات التي حصلت فيه، وفي المنطقة؟
في عيد مار مارون الذي يصادف بعد شهر بالتمام على انتخاب الرئيس جوزاف عون، يواجه الموارنة تحدّيات ثلاثة:
أ - الالتزام بخط الكنيسة المارونية التي لم تتخلَّ عن رسالة الحويّك في وحدة الأرض، والتعدّدية والتنوّع، والعيش الواحد.
ب - الحفاظ على الانتشارية المارونية، بالتالي المسيحية وتعزيزها، وعلى هوية الأرض في مناطق وجودها.
ج - إعتبار الانتشار الماروني في العالم إمتداداً للحضور اللبناني في أرضه، والنظر إليهما كوجهَين لعملة واحدة يؤدّيان رسالة واحدة في خدمة لبنان والشعب الماروني، وفق استراتيجية تتجاوز كل الحسابات السياسية والحزبية.
د - العودة إلى الدولة والإنخراط فيها والتطوّع في الجيش والأجهزة الأمنية، ودخول الوظيفة العامة، كما كانت عليه الحال عشية نشوب الحرب اللبنانية في العام 1975.
إذا استطاعت الكنيسة المارونية وقوى الطائفة السياسية والحية ونخبها استيعاب دروس الماضي القريب والبعيد، وتقدير خطورة ما حَلّ بها من نكسات، يمكن الحديث عن تعافٍ ماروني يُصحّح الخلل أو بعضه على الأقل، ويُقلّص دائرة الإحباط نسبياً، ويؤشر إلى جدّية التعامل مع الملفات التي يتوقف مستقبل الموارنة في لبنان على حلّها. إذا أراد الموارنة أن يظلوا ملح لبنان، عليهم مواجهة الحقائق الصعبة بشجاعة المؤمن بقضيّته وتصميمه، وعدم التمثل بالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أبرز القضايا التي ناقشها الشرع مع ميقاتي.. ما قصة النازحين والودائع؟

أثار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، العديد من القضايا خلال لقائه الشهر الماضي مع قائد الإدارة السورية الجديدية حينها أحمد الشرع ما كشف جانبا من أفكار الرئيس السوري الحالي المعلقة بتنظيم "داعش" والعلاقة بين البلدين.

في اللقاء الذي عقد تلبية لدعوة من الشرع في دمشق في 11 من الشهر كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد أكثر من شهر سقوط رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، سمع ميقاتي بوضوح من الرئيس السوري الجديد أن سوريا لن تسمح بمرور أموال أو سلاح إلى حزب الله في لبنان بعدما "أساء للسوريين وقاتلهم في عقر دارهم".

وانتقد الشرع بشدّة السياسة الإيرانية التي أكد أنها "غذّت الطائفية والمذهبية"،وأن على الحزب وإيران إعادة النظر في سياساتهما تجاه المنطقة وشعوبها، بحسب ما نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من الحزب.

ولدى سؤال الشرع ميقاتي عن وضع حزب الله في لبنان، أجاب الأخير بأن "الحزب تلقّى في الحرب الأخيرة ضربات كبيرة، لكنه دافع عن لبنان في وجه العدو، وهو لا يزال قويا بشكل لا يستهان به".


 وعندما سأل الشرع عما إذا كانت الحكومة اللبنانية تنوي إجبار حزب الله على تسليم سلاحه، أجاب ميقاتي بأن هذا الأمر يحتاج إلى حوار داخلي لبناني والاتفاق على استراتيجية دفاعية في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار ميقاتي إلى أن حزب الله يمثّل مكوّنا لبنانيا رئيسيا، وله حضور فاعل في المجتمع اللبناني".
وذكرت الصحيفة أن الشرع رد بالقول: "طالما أنكم تخشون دائماً من الحرب الأهلية، لن تتمكّنوا أبدا من بناء دولة".

وأوضحت أنه "كان لافتا لدى الحديث عن الأخطار المشتركة التي يواجهها البلدان، إشارة الشرع إلى "الخطر الأمني الذي يشكّله تنظيم داعش على كل من سوريا ولبنان"، محذّرا من أن هناك محاولات، بدعم خارجي، لتشكيل خلايا للتنظيم في لبنان، وخصوصا في الشمال، ستكون وجهة نشاطها الأراضي السورية بذريعة "محاربة علمانية الإدارة السورية الجديدة".

وذكرت "طرح الوفد اللبناني في اللقاء مسألة إعادة 1,350 مليون نازح سوري استقبلهم لبنان بعد الأحداث السورية إلى بلادهم، فبادر الشرع بالقول إن معظم هؤلاء لا بيوت لهم، فإلى أين سيعودون؟، طالبا التريّث، قبل أن يفاجئ محاوريه اللبنانيين بالقول: طوّلوا بالكن علينا متل ما نحنا مطوّلين بالنا على فقدان ودائع السوريين في لبنان". 

وقالت إنه "عندما أجاب الرئيس ميقاتي بأن الودائع تعود لأفراد سوريين وليس للدولة السورية، وهؤلاء سيُعاملون وفق الآلية التي سنتعامل بها مع أصحاب الودائع اللبنانيين، ابتسم الشرع قائلا: خلّوهن عندكن لحدّ ما ترجعوا المصريات".

كذلك طرح الوفد اللبناني مسألة ترسيم الحدود بين البلدين ومزارع شبعا، فاعتبر الشرع "أننا غير جاهزين بعد لترسيم الحدود لأن الأمر يحتاج إلى لجان وخبراء، ونحن لا نزال حديثي العهد في الحكم، ولم تكتمل أجهزة الدولة السورية بعد".

وأضافت أن الشرع تجنب التطرق إلى مسألة مزارع شبعا، أما في ما يتعلق بضبط الحدود والمعابر غير الشرعية وضبط تهريب المخدرات وتسهيل عبور شاحنات النقل اللبنانية الأراضي السورية في طريقها إلى بلدان أخرى، فقد أبدى الشرع استعداده للتعاون، لكنه طلب "التريث ريثما تكتمل هيكلية الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية". 

أبدى الشرع الاستعداد للموافقة على استجرار الكهرباء من الأردن إلى لبنان في حال تمكنت بيروت من الحصول على استثناء من قانون قيصر، وفي مقابل دفع الرسوم المتوجبة للدولة السورية.


ولدى طرح قضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، أكّد الشرع "أننا أفرغنا كل السجون ولا يوجد مفقودون أحياء"، مشيرا إلى إمكان الاستعانة بفحوصات الحمض النووي لدى العثور على مقابر جماعية لمعرفة ما إذا كانت تضم لبنانيين.

وأكدت الصحيفة أن "الشرع تحدث مطوّلا عن خططه لبناء الدولة في سوريا وتطوير النظام الاقتصادي وتعزيز القطاع المصرفي لمواكبة النهضة المرتقبة وإنشاء عملة رقمية، مع تأكيد حرصه على عدم مراكمة ديون على الدولة".

وكشفت أن الشرع تواصل مع عدد كبير من رجال الأعمال السوريين الذين أبدوا استعدادهم للعودة والاستثمار في سوريا، كذلك تحدث بإسهاب عن مشروع لإنشاء خط سكك حديد للأشخاص والبضائع يربط الدوحة بإسطنبول عبر دمشق، وأنه بإمكان لبنان الانضمام إلى مثل هذا المشروع.

وفي ما يتعلق بتوسيع "إسرائيل" احتلال الأراضي السورية، أشار الشرع إلى أنه حصل على "تعهدات من دول كبرى بأن الإسرائيليين سينسحبون إلى خط حدود عام 1974 فور تمكّن الدولة الجديدة من بسط سيطرتها على كل الأراضي السورية"، من دون أن يتطرق إلى قضية الجولان المحتل.

مقالات مشابهة

  • في عظته الاسبوعية : الراعي يحذّر من خطر انزلاق لبنان في «محور الانحطاط»
  • رئيس الجمهورية يسدي وسام استحقاق بدرجة عشير لوزير السكن
  • عبد المسيح بعيد مار مارون:نتمنى أن يعمّ السلام وطننا لبنان
  • المرتضى: مار مارون من ناسك العراء إلى أب لجماعة طحنت الصخر
  • بطريرك الموارنة: الثقة بانتخاب رئيس لبنان زادت بتأليف الحكومة
  • مار مارون في بعبدا
  • حبيقة: الموارنة هم المدافعون عن الحياة في لبنان وعن ثقافته المتنوعة
  • الرابطة المارونية أحيت عيد القديس مارون في عنايا
  • أبرز القضايا التي ناقشها الشرع مع ميقاتي.. ما قصة النازحين والودائع؟