الثورة نت:
2025-02-09@23:38:16 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

 

غابت القيادة الجامعة وحضرت قيادة متعددة الرؤوس تحت مسميات لا تتقاطع مع الأخرى إلا عند مستوى الولاء الذي تبديه هذه القيادات للداعمين الخارجيين من المحتلين، وعدا ذلك فإن بعض المكونات تحاول ممارسة السلطة الأبوية على الأخرى في مسعى لتصدر المشهد كواجهة ممثِلة للجميع.

يحدث هذا في المناطق اليمنية المحتلة، حيث انتهج المحتلون عن قصد وتعمد خلق حالة الشتات بين هذه المكونات ما يبقيها باستمرار في صراع معلن وخفي، الأمر الذي انعكس بدوره وبشكل مباشر على خدمة المواطنين الذين ما عاد لهم جهة تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم، فالمكونات الهزيلة شكلا ومضمونا اقتصر هدف كل منها على تأمين واقعها وبيئتها خشية وقوعها فريسة للمكونات الأخرى.

وفي كل حين وبدفع خارجي واضح، تبرز التحرشات بين المكونات، ليبدأ كل منها بشحذ سيوفه وتفعيل أوراقه، وفي الخِضم تبرز النعرات بين أبناء المجتمع تحت عناوين الحقوق ورفض الإقصاء والتهميش والمطالبة بالعدالة والمساواة إلى آخر ذلك، وجميعها عناوين برّاقة إلا أن طريقة توظيفها يحيلها إلى سيوف تُفرق بين أبناء المجتمع الواحد وتُعمق من آفة الانشداد والارتباط بالمجتمعات الصغيرة والأطر الضيّقة، لترى أبناء المديرية الفلانية تتظاهر من اجل واقعها وترى أبناء المربع الفلاني يتظاهر لتزويد مناطقه بالخدمات وحق المشاركة في رسم ما يسميه خطط المستقبل، ثم تدخل المكونات لتُزايد على مصالح هؤلاء في محاولة للتشكيك في قدرات مكونات أخرى قريبة أو مرتبطة بسلطة الاحتلال، وصولا إلى توتير كل بيئة الناس الذين تظل أولويتهم، توفير الأمن وتأمين لقمة العيش في ظل واقع الاستهداف الذي يتعرضون له من تحالف العدوان.

كل هذا والمحتل يشاهد ويتابع تنفيذ السيناريو المرسوم لهذه الأدوات، وإذا شعر بخروج عن النص، دفع بمن يلفت انتباههم، كما يؤكد واقع الحال، أن هناك أيادي تتعمد خلق مثل هذه الأجواء المتناحرة المسمومة وتوتير الحياة لصرف الناس عن الالتفات والاهتمام بالحياة السياسية كي يسهل للمرتبطين بالخارج المحتل تكييف واقع المناطق المحتلة وفقا لما يناسب مصالحهم.

في ظل هذه الأجواء يغيب المسؤول المعني بالدرجة الأولى بالتقصير في توفير الخدمات وتضيع مصالح الناس، وما كان انفجار بركان الغضب الشعبي في عدن الخميس إلا دليلاً على أن المخطط الاحتلالي لإذلال الناس يسير وفق ما هو مرسوم تماما، وسيظل هذا الحال ما بقي المسؤولون المنضوون في مسميات بلا سلطان كمجلس القيادة أو حكومة بن مبارك، فضلا عن مسميات الكيانات الصغيرة، في حالة ارتهان للمحتل.

تحرُك «ثورة الجياع» منذ ما قبل تأطُرها في إطار حركة تحمل نفسها الاسم، لم يأت لأهداف سياسية أو سلطة وإنما سعيا لتامين لقمة العيش، ومطالبة من هم في إطار المسؤولية بموجب قرارات دول الاحتلال، بالوفاء بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين وهي ابسط ما يمكن العمل به كالكهرباء والماء وصرف المرتبات وضبط انهيار العملة، ولا إعجاز أو تعجيز في مثل هذه المطالب لكنها تصير كذلك لدى المسؤولين حين لا تكون أولوية بالنسبة لهم.

صحيح انه يجري التعامل اليوم مع بركان «ثورة الجياع» بصورة ترقيعية إسعافية بلا رؤية أو خطة استراتيجية تضمن ديمومة الخدمات وصرف المرتبات وإيقاف التعامل بالعُملة، إلا أن ما شهدته عدن وعدد من المحافظات المحتلة سواء بمساره التنظيمي أو شكل الخروج الهادر، يشير إلى انطلاق بداية النهاية لهذا الواقع، فالناس ضاقوا ذرعا من واقع لا تتوافر فيه ابسط مقومات الحياة، ومن حالة العجز عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه من يعولون.

لا شيء يبرر العجز في استمرار تيار الكهرباء وصرف المرتبات والسيطرة على سعر العملة، ولا تفسير لهذا الجمود في تحريك الأمور في اتجاه التخفيف من وقع الأزمات، فما تسمى بالوديعة السعودية تصل، وفي اللحظة التي كان امل الناس أن تؤدي إلى رفع شيء من ثقل الهموم، اذا بمؤشر سعر الصرف يرتفع إلى (2250) للدولار الواحد و(600) ريال للريال السعودي، واذا بجرعة جديدة للمواد النفطية تأخذ مسارها ليصل سعر جالون البنزين سعة (20) لتراً إلى (32) ألف ريال، واذا بأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني والكهرباء تنقطع، ولا تفسير لذلك إلا بكونه تعمداً في استهداف حياة المواطنين.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من واقع مسلسل ولاد الشمس.. كيف يتخطى الأيتام أذى التعرض للتنمر والرفض في صغرهم؟

قضايا ومشكلات مجتمعية كثيرة تناقشها دراما رمضان 2025 بشكل فني وحبكة مميزة، من بينها مشكلة نبذ المجتمع للأطفال الأيتام وعدم تقبله لهم، ما يعرض هؤلاء الأطفال للأذى النفسي والجسدي، والتي يسلط الضوء عليها مسلسل «ولاد الشمس» بطولة الفنانين طه دسوقي وأحمد مالك.

مسلسل «ولاد الشمس»

وتدور أحداث مسلسل «ولاد الشمس»، في إطار اجتماعي كوميدي، إذ يعرض قصة الصديقين «ولعة» و«مفتاح» في إحدى دور رعاية الأيتام، وكيف يتعرضان للنبذ والرفض والاستغلال من قِبل «مجدي» مدير الدار، والذي يستغل أبناء الدار في أعمال السرقة والنشل ويترك لهم الفتات، وبعد تمرد «ولعة» و«مفتاح» عليه وخروجهما للبحث عن عمل يصطدمان برفض المجتمع لهما، ومن ثم تدور الأحداث في حبكة درامية مميزة، لتناقش فكرة النبذ والرفض التي يتعرض لها الأطفال الأيتام في المجتمع.

تعرض الأطفال الأيتام للتنمر والرفض

ومع تشوق الجمهور لعرض أولى حلقات مسلسل «ولاد الشمس»، نستعرض في السطور التالية كيف يمكن تجاوز الأذى النفسي والجسدي الذي يتعرض لها الشخص اليتيم في أثناء طفولته وعلى مدار سنوات عمره المختلفة.

كيف يتخطى الأيتام أذى التعرض للتنمر والرفض في صغرهم؟

وحسبما أوضحته الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بكلية طب الأزهر، خلال حديثها لـ«الوطن»، فيمكن للأيتام تجاوز الأذى النفسي والجسدي الذي يتعرضون له في صغرهم، نتيجة رفض المجتمع لهم من خلال اتباع مجموعة من النصائح، منها:

1- تقبل المشاعر:

من الطبيعي أن يشعر هؤلاء الأشخاص بالحزن والغضب بسبب ما مروا به؛ لذا لا يجب كبت هذه المشاعر، بل تقبُلها، كما يمكن التحدث مع شخص يثقون به، أو طلب المساعدة من متخصص نفسي.

2- عدم لوم النفس:

على هؤلاء الأشخاص تذكر أنهم غير مسؤولين عما حدث لهم في طفولتهم؛ ولذلك فلا لوم عليهم.

3- التركيز على نقاط القوة:

من المهم التركيز على نقاط القوة وتطويرها؛ إذ يساعد ذلك في تعزيز الثقة بالنفس وبالتالي تجاوز الأزمات.

4- البحث عن الدعم:

يجب عدم التردد في طلب المساعدة من الأشخاص مصدر الثقة، سواء كانوا أصدقاء أو أفراد عائلة أو متخصصين نفسيين؛ إذ يمكنهم تقديم الدعم العاطفي والمعنوي اللازم.

5- التسامح مع النفس والآخرين:

التسامح ليس معناه نسيان ما حدث، بل هو التحرر من المشاعر السلبية التي قد تعيق التقدم والتعافي؛ لذا من الأفضل مسامحة الأشخاص الذين تسببوا في هذا الأذى قدر الإمكان.

6- وضع أهداف صغيرة:

من المهم معرفة أن الحياة لن تتغيَّر في يوم وليلة، ولذلك يجب وضع أهداف صغيرة والعمل على تحقيقها؛ إذ تزيد من الثقة بالنفس، وبالتالي القدرة على الاندماج في المجتمع بشكل أفضل.

مقالات مشابهة

  • “ثورة الجياع” تفضح مؤامرة استهداف المواطنين في المحافظات المحتلة
  • “ثورة الجياع” تفضح مؤامرة استهداف المواطنين في المحافظات المحتلة
  • معاريف: النصر على حركة حماس مجرد وهم خطير.. واقع معقد جدا
  • من واقع مسلسل ولاد الشمس.. كيف يتخطى الأيتام أذى التعرض للتنمر والرفض في صغرهم؟
  • من واقع مسلسل «قلبي ومفتاحه».. ما حكم الدين في زواج «المحلل الشرعي»؟
  • عون وسلام لا يؤيدان تشكيل حكومة أمر واقع
  • 3 أيام رقص وغناء.. جــنازة غريبة أثارت غضب وسخرية الناس
  • من واقع مسلسل حسبة عمري.. ما هو حق الكد والسعاية؟
  • جددي سفرتك.. طريقة عمل أرز الريزو كنتاكي بهذه المكونات