التراث الفلسطينى محفوظ بأبنائه وأيادى المصريين في «معرض حيفا»
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
بين أحضان شوارع منطقة الزمالك المنمقة والهادئة، تفوح رائحة «حيفا» في قطع فنية متراصة بانتظام تكاد تسمع صوتها تهتف بالهوية الفلسطينية في معرض سنوي يحتفي بتراثها، يحوى رسومات لـ«حنظلة»، الأيقونة الفلسطينية الخالدة التي رسمها ناجي العلي في كاريكاتيراته، وقدمها سنة 1969 بإحدى الصحف العربية، ويمثل «حنظلة» صبيًا في العاشرة من عمره، ويظل في نفس العمر مهما تعاقبت السنون، ولن يكبر حتى يعود لفلسطين.
«المعرض السنوى للتراث الفلسطينى» أقامه «جاليرى حيفا»، الذى لقى إقبالاً كبيراً من المصريين، إذ يعرض أشكالاً للشال الفلسطينى ومنتجات هاند ميد صُنعت بإيادٍ مصرية فلسطينية، يقبل عليها زوار المعرض، استمر من الـ12 ظهراً حتى الـ12 منتصف الليل، بحسب ما روى الفلسطينى محمود العطار، منظم الجاليرى لـ«الوطن»، موضحاً أن فكرة المعرض جاءت من الانتماء للوطن: «كل واحد فينا لسه عنده مفتاح الدار وعارف بيته فين وقريته وأهله، وعلشان حابين نخلد الهوية والتراث الفلسطيني عملنا الجاليرى، وجهزنا له قبلها بـ4 شهور، المنتجات اللي فيها 50% أيادي مصرية و50% فلسطينية».
للمعرض السنوى الذى يعقد مرة واحدة في العام تاريخ طويل، إذ بدأ الشباب المصريون من أصول فلسطينية، محمود العطار وأشقاؤه، في 2016 بافتتاح أول معرض لهم في وسط البلد، ثم بعدها فرع في الإسكندرية والمنصورة والزمالك، وبحسب وصف «العطار» يتم التجهيز لجاليرى آخر في الشرقية، منظمو المعرض يجيدون أيضاً الحرف اليدوية: «أنا باعمل شغل نحت على الخشب، والدي كمان عامل مجسمات للرموز الفلسطينية منحوتة زي حنظلة وكنيسة القيامة ومفتاح العودة، أختي هنو بتشتغل في التطريز وهكذا، إحنا وأصدقاء لينا بدأنا نجمع شغلنا ونعرضه، والمعرض سنة بعد سنة كبر، وهدفنا مش بس تخليد الهوية الفلسطينية، عندنا مشغولات يدوية للحضارة الفلسطينية، عملنا جاليري قبل كده لفيروز، فيه مشغولات يدوية سيناوية وغيرها من الرموز اللي بتعكس الهوية المصرية كلها».
وأضاف «العطار» عن المنتجات المعروضة في الجاليري ويتوافد عليها الزوار: «كان زمان بتيجي منتجات المعرض من سيدات فلسطينيات بيطرزوا علم فلسطين وبيعملوا شغل على الملابس، حاليًا بسبب الحرب بيعملها فلسطينيين موجودين في مصر»، لكل منتج قصة مثل الحقائب التي عليها مفتاح العودة وأخرى رُسم عليها «حنظلة»، ومنتجات أخرى كُتب عليها عبارة «إنا باقون هنا ما بقى الزعتر والزيتون» تعكس تشبث الفلسطينيين بالأرض، فضلًا عن الكوفية الفلسطينية الأصلية.
كل المدن الفلسطينية لها مكانة خاصة في قلب «العطار» وأشقائه، وكلها جميلة، لكنها ممنوعة حتى على أهلها، ولأن حيفا واحدة من أجمل وأكبر هذه المدن اختار «العطار» اسمها لـ«الجاليري»: «اخترنا حيفا لأنها من أجمل المدن الفلسطينية، بس عمرنا ما شفانها وممنوعين من إننا ندخلها بسبب سياسة المحتل».
هنو العطار، شقيقة «محمود» وواحدة من العارضين للتراث الفلسطيني، تحتفي بتاريخ بلدها: «من 2016 باعمل شغل التطريز الفلسطيني زي الكوفية، ملابس، شنط وإكسسوارات، والناس بتتشد للشغل ده جداً، المميز السنة دي وعى الناس ودعمهم للقضية بشكل أكبر، والحاجات المميزة في المعرض هي الميداليات والسلاسل والكوفيات، الناس بقت تحب تشتريها وتتحرك بيها وتعبر عن دعمهم للقضية بيها، الجاليرى النهارده في يوم مميز للتراث الفلسطينى، فيه جاليري طول السنة في نفس المكان شغل هاند ميد برضو».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التراث الفلسطيني التطريز الهوية حيفا
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تفتتح النسخة الثانية من معرض فصول من الفن الإسلامي
افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) النسخة الثانية من معرض "فصول من الفن الإسلامي" تحت عنوان "أدب الرحلات" والذي يقام على مدار 4 أشهر في بيت الحكمة بالشارقة بهدف تسليط الضوء على أهم الرحالة والجغرافيين ورسامي الخرائط من العصر الذهبي للعلوم في الحضارة الإسلامية وغيره من العصور وإبراز أعمالهم التي أرست أسس المعرفة الجغرافية وساهمت في إثراء الثقافات المختلفة.
ويتيح المعرض الذي يستمر حتى 5 يوليو المقبل فرصة فريدة لاستكشاف باقة متنوعة من المخطوطات والكتب والخرائط النادرة التي وثّق من خلالها الرحالة المسلمون مشاهداتهم المختلفة في رحلاتهم حول العالم وذلك في ضوء عناوين مختارة من مجموعة المؤرخ البروفيسور ريتشارد إيتينغهاوزن ومقتنيات قيمّة أخرى من دارة الدكتور سلطان القاسمي وهيئة الشارقة للمتاحف ودار المخطوطات في إمارة الشارقة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
وأكدت مروة العقروبي المديرة التنفيذية لبيت الحكمة أهمية أدب الرحلات باعتباره أحد الكنوز التاريخية التي برع فيها الرحالة المسلمون والعرب حيث أسهموا في بناء أرشيف غني وثّق ثقافات الشعوب وطبائع البلدان ليكون مرجعاً قيّماً أضاء دروب العالم وفتح آفاقاً جديدة لفهمه واستكشافه.
وقالت: في هذا المعرض نحتفي بكوكبة من أشهر الرحالة في التاريخ العربي والإسلامي مقدمين للزوار إرثاً معرفياً يخلّد إسهامات شخصيات وثّقت الجغرافيا البشرية وأسهمت في توسيع إدراكنا للعالم وهذه المخطوطات والخرائط والأدوات التي نعرضها لم تكن مجرد أدوات لقياس المسافات بل كانت جسوراً لنقل الأفكار والتقاليد والحقائق الثقافية ولا تزال تلهم الباحثين والمستكشفين وصناع القصص البصرية حتى يومنا هذا وما نقدمه في بيت الحكمة هو فرصة لإعادة إحياء هذا الإرث وتعريف الأجيال الجديدة بدوره في تشكيل الفهم الإنساني المشترك عبر العصور.
ويضم المعرض أربعة أقسام رئيسية أولها قسم بعنوان "أسفار موثقة بالمِداد" يسلط الضوء على علم "المسالك والممالك" أحد فروع الجغرافيا الإسلامية التي ازدهرت خلال العصر العباسي ويتضمن مجموعة من العناوين والمخطوطات النادرة من بينها كتاب "المسالك والممالك" لابن خُرداذْبه الذي يعد من أوائل المصنفات في الجغرافيا الإدارية حيث وثّق التقسيمات الإدارية في العالم وطرق التجارة وشبكات التواصل كما قدّم رؤية مبكرة حول كروية الأرض وجاذبيتها.
أخبار ذات صلةكما يتضمن القسم الأول مخطوطة "صورة الأرض" لمحمد بن حَوْقَل البغدادي بالإضافة إلى كتاب "رحلة ابن جبير" للرحالة الأندلسي محمد ابن جبير و"معجم البلدان" لياقوت الحموي ومخطوطة "المنتخب من رحلة ابن بطوطة" وكتاب "رحلة ابن بطوطة" الذي يتضمن توثيقاً للرحلات الممتدة لما يقرب من 29 عاماً للرحالة الأشهر في التاريخ العربي والإسلامي ابن بطوطة و كتاب "بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد" لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والذي أورد فيه سموه إثباتات علمية موثقة على براءة البحار العربي أحمد ابن ماجد من مزاعم مساعدة البرتغاليين في الوصول إلى الهند.
ويحمل القسم الثاني من المعرض عنوان "الإدريسي: خريطة رسمت ملامح العالم" ويستعرض خريطة الإدريسي المقلوبة التي تعد من أبرز الأعمال الكارتوغرافية وأكثرها دقة في التاريخ متتبعاً تأثيرها عبر العصور كما يقدم خطاً زمنياً للتطورات التي طرأت على الخرائط ورسمها بداية من خرائط الشريف الإدريسي في القرن الثاني عشر الميلادي مروراً بالخرائط المتجهة نحو الشمال في القرن السادس عشروصولاً إلى خرائط جوجل إيرث والثورة الرقمية التي نعيشها في القرن الحادي والعشرين.
ويعرض القسم الثالث من المعرض مجموعة من الأدوات التي كانت تستخدم في الملاحة مثل الأسطرلاب والسدس والمثمن والمنظار الأحادي حيث شكلت جميعها إبداعات علمية مزجت بين الهندسة المتقنة والحِرفية العالية أما القسم الرابع فيستعرض دور أدب الرحلات والخرائط في الربط بين الماضي والحاضر في ظل الوسائل التقنية الحديثة كالتصوير الجوي ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) والسرد الرقمي التي أعادت تشكيل تجربة السفر فلم يعد الاستكشاف مجرد رحلة مادية بل تجربة رقمية تتجاوز الحدود وتفتح عوالم جديدة من المعرفة والمغامرة.
ويأتي هذا المعرض امتداداً لمعرض "فصول من الفن الإسلامي" الذي دشنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في 2021 في بيت الحكمة وضم مجموعة من الكتب النادرة ضمن مجموعة البروفيسور ريتشارد إيتنغهاوزن التي أهداها صاحب السمو حاكم الشارقة إلى بيت الحكمة وتضمنت 12 ألف مؤلف في مجالات العمارة والفن والتاريخ الإسلامي والآثار والجغرافيا والأدب وغيرها.
المصدر: وام