الثورة نت:
2025-03-12@14:22:52 GMT

مهرِّج برتبة رئيس دولة عظمى

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

 

يتماهى بمواقفه وطروحاته وحتى حركات جسده غالبا مع الكوميدي البريطاني (مستر بن)، يتميز بكونه رجل الصفقات، ومقايضاً متمرساً منذ أن بدأ حياته مقايضا ومفاوضا (بنات الليل اللاتي يقصدن حاناته ومواخيره)، قبل أن تتسع أنشطته ويبدأ بإبرام صفقات عقارية ومضاربات، هو قادم من خارج ترويكا الدولة العميقة ومن خارج الأطر الحزبية الحاكمة والمتحكمة بالدولة الأكبر في العالم وعلاقتها مع هذا العالم الذي كان يستظل بظلها قسرا وقهرا وعنوة.

.

دونالد ترامب هو (المهرج) الذي أقصده، والذي من خلال مواقفه وتصريحاته يتضح جليا أنه يهرف بما لا يعرف، ويقول من الكلام ما لا يدرك عواقبه وقد لا يقصده إلا من زاوية ( الإثارة) وهو الذي امتهن (الإثارة)، مهنة فيما حياته ومسيرته عنونتها الإثارة وتسببت بها سواءً عبر الصفقات التجارية التي جعلت منه مفاوضاً بارعاً، أو من خلال الصفقات (الليلية) التي أدمنها وأنسته حتى أن يفرق بين صفقات أبرمها ونجح فيها كتاجر وبين أخرى ذات علاقة بقيم وتقاليد وحقوق الآخر الحضاري، كما تجاهل الفرق بين كونه رجل صفقات ناجحاً في بلد مثل أمريكا كل شيء فيها قابل للبيع وكل شيء فيها له ثمن، بما في ذلك الشرف والكرامة والجسد وأعضاؤه وحتى البشر أنفسهم وأفكارهم، كل شيء هناك يمكن بيعه، وكل شيء له سعر في مجتمع كل شيء فيه مباح لدخول بازارات العرض والطلب..!

لذا حين تحدث ما تحدث عن فلسطين وعن ( قطاع غزة) وعن رؤيته في جغرافية القطاع التي يريدها (ريفيرا) الشرق الأوسط، متخيلا شواطئها الخلابة وجغرافيتها الساحرة التي ستجعل منها أجمل من (الريفيرا) ومن أي منتجع من منتجعات العالم السياحية، وهو هنا لم يجانبه الصواب بل لامس كبد الحقيقة وكان فيها صادقا رغم أنه أقبح من (مسيلمة) في الكذب..

لكنه أسقط الفكرة هنا انطلاقا من ثقافة واقعه وتجاهل أن هذا القطاع الذي أسقطت عليه آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ والقذائف الأمريكية على مدى 15 شهرا، هذا الشعب الذي رفض فكرة كونه لاجئا ورفض التسليم بنظرة العالم إليه قبل ثمانية عقود وهي النظرة التي كانت ترى في أبنائه (مجرد لاجئين يبحثون عن مكارم العالم) في تأمين حياة كريمة لهم على طريقة (غجر أوروبا) أو (هنود أمريكا) الذين لايزالون يعيشون في محميات معزولة، هذا الشعب ليس كل هؤلاء ولا يشبههم وليس هناك شعب فوق الأرض وتحت الشمس يشبه الشعب العربي في فلسطين الذي يقاوم (المخرز بالعين) ويقاوم ( بدمه سيف الاحتلال)، هذا الشعب يحتاج ترامب لأكثر من فترات حكمه ليقرأ تاريخه ويعرف من هو شعب الجبارين، هذا الشعب الذي أرسل لكل العالم رسالته يوم عاد بعشرات الآلاف سيرا على الأقدام وفوق أطلال القطاع المدمر والذي كانت أمريكا شريكا وداعما للعدو الذي دمره، ومع ذلك كانت عودة التحدي والصمود كافية لكل العالم أن يدرك أبعاد تلك العودة وتلك الجماهير التي غطت جغرافية القطاع، وبلغة واحدة هتفوا سنعيد التعمير ولن نغادر أرضنا وسوف نعيد لها الحياة.. سنعيد زراعة أشجار الزيتون التي اقتلعها العدو كما قتل الأطفال والنساء والشيوخ، أما المقاومة فقد ظهرت في صفقات تسليم الأسري حاضرة وجاهزة، صحيح أن كل أولئك الملثمين من أبطال المقاومة فيهم من فقد أباً أو أماً أو أخاً أو قريبا أو من فقدهم جميعا، لكن كل هذا لا يجعلهم في رغبة استسلام للأقدار ولا يدفعهم للتهافت والترحيب بنظرية ترامب الذي يحاول من خلالها أن يحقق للعدو الصهيوني ما عجزوا عن تحقيقه بالنار والدمار والقتل طيلة أشهر العدوان الإجرامي الذي أشرفت عليه أمريكا وشاركت فيه وكانت الطرف الأصيل في حرب الإبادة على القطاع.. ترامب يثبت أنه ليس مجرد رئيس دولة عظمى، بل يؤكد أنه (نخاس) للأسف، وشخصيته العبثية حتى وإن فسرنا مواقفه وتصريحات الغرور والغطرسة بأنها قد تكون تأتي على قاعدة (ادعي عليه بالموت يرضى بالحمى)، كما حاول الإيحاء بذلك مستشاره للأمن القومي الذي قال إن ما قصده ترامب هو تحفيز دول المنطقة على إيجاد حل للصراع.. غير أن كل هذه الأساليب لا تنطلي على الفلسطيني بما فيهم الفلسطيني (الخائن والعميل) الذي لن يقبل بتطبيق أفكار ترامب ليس لأنه وطني بل لأنه لن يقوى على تنفيذه وإن أراد.. باستثناء أولئك الذين يعيشون في كنف بعض الأنظمة أو أولئك الذين يرتبطون بعلاقة مقدسة مع أجهزة الكيان وأمريكا وهم قلة لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة..!

ما يحب أن نستوعبه في كل هذه الدراما العبثية هو أن نتوقف ونتساءل عن دور بعض العرب في تصدير ترامب لفكرته، التي لها جذور عربية للأسف بل اقدر أجزم وأقول إن فكرة ترامب ليست من بنات أفكاره وإن ساهم هو بتطويرها أو تشذيبها ولكنها في الحقيقة فكرة النظام (الإماراتي) وبعض رموز الخيانة والارتهان الفلسطيني الذين يعيشون في كنف هذا النظام وفيهم من يعملون بمهنة (مستشارين لرأس النظام الإماراتي) والفكرة عرضت على بعض الأنظمة وتحديدا النظامين الأردني والسعودي وفي أضيق نطاق، أي عرضت على رؤوس النظامين الذين لم يرغبوا في تبنيها، لكنهم وضعوها أمام (عرابهم الأمريكي)، متعهدين له بأنهم سيكونون أول من يبادرون للإدانة ورفض المبادرة في حال طرحها، حتى يبعدوا الشبهة عن أنفسهم وهذا ما حدث، ولكن التطبيق لن يحدث ولو طلعت الشمس يوما من حيث تغرب..!

وفي العموم فإن كل هذا الضجيج يجب أن لا نزدريه، بل يجب إدراك أهدافه والتي قد تكون أبعد من غزة، بل قد يكون كل هذا الضجيج تغطية عن مخطط يحاك للمنطقة ولكن كيف؟ وأين؟ هذا ما يجب أن نعرفه.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمير منطقة الجوف ينوّه بدعم واهتمام القيادة لتنمية القطاع غير الربحي.. ويشيد بالتطور الكبير الذي يشهده القطاع ضمن رؤية المملكة 2030

المناطق_الجوف

نوّه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، بالدعم والاهتمام الذي تقدمه القيادة الرشيدة – أيدها الله – لتنمية القطاع غير الربحي بما يُمكّن هذا القطاع الحيوي من القيام بالدور الإيجابي تجاه المجتمع من خلال تفعيل أداء منظمات القطاع غير الربحي وتوسيعه في المجالات التنموية بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وفق ضوابط وأنظمة محوكمة تضمن تنفيذ الخدمات على الوجه الأكمل.

جاء ذلك في اللقاء الثامن والخمسين من جلسات “ليالي الجوف” التي يعقدها سموه مع أبناء المنطقة بشكل دوريّ في قصره بمدينة سكاكا، وأقيم اليوم، بعنوان “حوكمة القطاع غير الربحي الممكنات والأدوات”.

أخبار قد تهمك ميادين وطرق حائل تتزين بالأعلام الخضراء احتفاءً بيوم العلم 12 مارس 2025 - 2:40 صباحًا سالم الدوسري: فضلت مصلحة النادي على مصلحتي 12 مارس 2025 - 2:35 صباحًا

وثمّن سموه ما تقدمه القيادة الحكيمة – أيدها الله – من دعم واهتمام بالقطاع غير الربحي للقيام بدوره الإيجابي تجاه المجتمع وفق ضوابط وأنظمة محوكمة تضمن تنفيذ الخدمات على الوجه الأكمل.

واستعرض اللقاء، اختصاصات المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي وجهوده لتعزيز وتطوير القطاع، بالإضافة إلى مناقشة السبل لدعم المنظمات غير الربحية في المنطقة.

بعدها استعرض مدير عام الحوكمة والرقابة على الجمعيات الأهلية بالمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي إبراهيم الغرير، مسيرة حوكمة القطاع غير الربحي، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يحظى بدعم القيادة الرشيدة – أيدها الله – التي تُولي أهمية كبيرة لدور المنظمات غير الربحية في تحقيق التنمية المستدامة وخدمة المجتمع، منوهًا بجهود سمو أمير المنطقة في نمو وتطوير القطاع غير الربحي، لافتًا إلى أن القطاع غير الربحي يسهم بشكل فعّال في تحقيق تنمية شاملة للمجتمع، ويعزز من التكافل الاجتماعي والاقتصادي، وينعكس إيجابيًا على جودة الحياة.

وأوضح مستشار شؤون القطاع غير الربحي بإمارة المنطقة، أن نمو القطاع غير الربحي في منطقة الجوف تنامى بدعم وتمكين سمو أمير المنطقة، إذ وصل عدد المنظمات غير الربحية في الربع الأول من العام الحالي 166 منظمة تلبي احتياجات المجتمع وتقدم الخدمات النوعية للمواطنين، مشيدًا بدور إمارة الجوف في توفير البيئة الملائمة لنمو وتطور هذا القطاع الحيوي والهام.

بعدها ناقش سموُّ أميرِ الجوف مداخلات الحضور، مقدمين بعض المقترحات والملاحظات البنّاءة التي وجَّه سموُّه بدراستها وبلورتها في مبادرات؛ تمهيدًا لوضع الترتيبات المناسبة لتنفيذها على أرض الواقع من خلال مكتب تحقيق الرّؤية بالإمارة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 12 مارس 2025 - 2:52 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد12 مارس 2025 - 2:07 صباحًاجامعة القصيم تحتفي بيوم العلم لتسليط الضوء على مكانته وتاريخه ورمزيته الخالدة أبرز المواد12 مارس 2025 - 2:00 صباحًا“طيران ناس” يطلق مبادرة لتوظيف ذوي الإعاقة أبرز المواد12 مارس 2025 - 1:43 صباحًامجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025م أبرز المواد12 مارس 2025 - 1:40 صباحًانبات الدبغة.. كنز نباتي في براري الحدود الشمالية أبرز المواد12 مارس 2025 - 12:52 صباحًاسمو وزير الدفاع يستقبل وزير الدفاع التركي12 مارس 2025 - 2:07 صباحًاجامعة القصيم تحتفي بيوم العلم لتسليط الضوء على مكانته وتاريخه ورمزيته الخالدة12 مارس 2025 - 2:00 صباحًا“طيران ناس” يطلق مبادرة لتوظيف ذوي الإعاقة12 مارس 2025 - 1:43 صباحًامجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025م12 مارس 2025 - 1:40 صباحًانبات الدبغة.. كنز نباتي في براري الحدود الشمالية12 مارس 2025 - 12:52 صباحًاسمو وزير الدفاع يستقبل وزير الدفاع التركي ميادين وطرق حائل تتزين بالأعلام الخضراء احتفاءً بيوم العلم ميادين وطرق حائل تتزين بالأعلام الخضراء احتفاءً بيوم العلم تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • أمير منطقة الجوف ينوّه بدعم واهتمام القيادة لتنمية القطاع غير الربحي.. ويشيد بالتطور الكبير الذي يشهده القطاع ضمن رؤية المملكة 2030
  • السعودية ترد على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين
  • ما الذي يريده ترامب حقاً من الرسوم الجمركية؟
  • رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب في حوار لـ«البوابة نيوز»: مقترح إدارة مصر قطاع غزة «فخ» لن نقع فيه.. تهديدات ترامب بإيقاف المعونة العسكرية لا يمس اتفاقية السلام مع إسرائيل
  • عبد الإله مول الحوت.. الشجرة التي تخفي غابة لوبيات البحار
  • الأمم المتحدة: الإمارات حليف نشط وفعال في الاستجابة الإنسانية العالمية
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: لا نريد أن تكون هناك قطيعة بين سوريا وروسيا، ولا نريد أن يكون التواجد الروسي في سوريا يسبب خطراً أو تهديداً لأي دولة في العالم، ونريد أن نحافظ على هذه العلاقات الاستراتيجية العميقة
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة