خطاب البرهان الذي شاهدته يختلف عما يمكن أن تفهمه من تحرير بعض منصات الإعلام
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
خطاب البرهان الذي شاهدته يختلف عما يمكن أن تفهمه من تحرير بعض منصات الإعلام له، هذا شيء يدعو للحيرة أحيانا، استعجال ردود الفعل ومخاطبة ما في النفس من هواجس أمر خاطئ على كل حال، من المنطقي أن يكون الخطاب الرسمي للدولة اليوم معقولا نحو ظاهرة (عداء الدولة) من السياسيين، غريزيا تبحث الدولة عن بقائها وتحيد ما تستطيع من خصومها، وبشكل منصف الخطاب كان واضحا ولم يهادنهم ومثل هذا التكتيك يزعجهم ويفتت من قضيتهم ويضعهم في موضع أكثر حرجا من الهجوم العشوائي.
هناك مشكلة أخرى أعمق، الجيوش اليوم في ظل الفراغ النظري وغياب الآيدلوجيات التي تربط بين دور الجيش وعملية التنمية والنهضة بسبب فشل غالب الصيغ الفكرية القديمة في المنطقة (القومية واليسارية والإسلامية) فإنها لا تملك خطابا سوى السائد من أدبيات التحول الديمقراطي وخطابات المثالية الليبرالية المصدرة من مؤسسات الغرب. ثمة مشكلة في هذا الطرح وثمة حاجة قوية لصنع البديل الفكري والقوى الحية من الوطنيين وتحديدا من (الإسلاميين واليساريين) هم بطبيعة الحال الأكثر قدرة على استشراف تنظير للمستقبل.
هذا تحدي يفوق مسألة إدارة الدولة حاليا، أما الهدف المرحلي للنظام فهو تعزيز الوحدة الوطنية وتعظيم الولاء الوطني على أساس الخدمة العامة للسودانيين وجهاز الدولة الإداري، مثلا مشروع جعفر محمد علي بخيت القديم يجب أن يتجدد ويقدم للبرهان اليوم وطاقم إدارة الدولة ليفهموا هذا الهدف المرحلي.
في كل الحالات من الضروري الوقوف ضد سياسة (الأونطجية السماسرة)، إن سياسيي البدل والكرفتات الذين يتصارعون على كراسي المؤتمرات الأمامية من القوى الهشة لا يقلون أذى عن عملاء المنظمات من جماعة تقدم، هؤلاء كارثة على المستقبل وأعداء للنجاح وظاهرة مرضية تحتاج (للعلاج) وهم أكبر مصدر لتبديد الفرص التاريخية للشعوب بطموحاتهم الساذجة.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: