اللاذقية-سانا

شكلت مهنة الحكواتي التي استقطبتها مقاهي اللاذقية على مدى عقود من الزمن عامل جذب وتسلية لرواد هذه المقاهي، ورافعة للمستوى الثقافي لدى أهالي المدينة الساحلية وزوارها ولا سيما خلال الفترة التي امتدت من القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين.

أهمية التراث بشكليه المادي والمعنوي وتسليط الضوء من خلاله على مهنة الحكواتي استعرضها الباحث في التراث والتاريخ ونائب رئيس جمعية العاديات رئيس لجنة الثقافة والتراث بالجمعية بسام جبلاوي في محاضرة بقاعة الأنشطة في دار الأسد للثقافة باللاذقية اليوم تحت عنوان الحكواتي اللاذقاني.

وتحدث جبلاوي عن أهمية الحكواتي في مدينة اللاذقية والذي امتدت قصصه وحكاياه على مدى عقود حيث شكلت السيرة الشعبية التي كان يقصها في المقاهي الشعبية المنتشرة بكثرة في مدينة اللاذقية وسيلة استقطاب وترفيه للصيادين والبحارة في الأيام غير الملائمة للصيد وعامل جذب للرجال في أوقات فراغهم.

سيرة عنترة بن شداد والظاهر بيبرس والسيرة الهلالية وسيرة علي الزيبق وقيس وليلى إضافة إلى بعض السير الشعبية الأخرى حضرت بقوة ولاقت رواجاً كبيراً بحسب جبلاوي في المقاهي التي انتشرت بكثرة في ساحة الشيخ ضاهر وساحة البازار وفي أحياء اللاذقية القديمة ومنها حي الصليبة وحي القلعة والتي لا يزال بعض أسمائها حاضرة في ذاكرة أهالي اللاذقية كمقهى سالمة ومقهى الشلة والشغري وحنونة وغيرها.

وقدّم الحكواتي وفق جبلاوي فرجة متكاملة العناصر من حيث الجمع بين اللباس التقليدي المؤلف من سروال وسترة مطرزه أو قنباز فوقه سترة وحزام على الخصر والتي لا تكتمل من دون الطربوش الأحمر فوق الرأس والسيف أو عصا الخيزران التي يحركها بحركات دائمة لا تهدأ مع سرد للحكايا وقصها بأسلوب سلس لا يخلو من التشويق والحماسة يؤججه في جمهوره من خلال نبرات صوته التي تعلو تارة وتنخفض تارة أخرى بما يعطي كل شخصية صوتاً وهيئة وحركة ونبرة خطاب مميزة.

وأشار جبلاوي إلى أهمية شخصية الحكواتي الذي مد جمهوره بنفس المقاومة والوطنية وحب الوطن والذود عنه من خلال سيره التي انتقاها.

وأكد جبلاوي أهمية المحافظة على التراث بشكليه المادي واللامادي فكما شكلت آثارنا التاريخية العريقة من معالم تاريخية أثرية وعمرانية بصمات خالدة للأجيال التي سبقتنا شكل أيضاً النتاج الفكري من آراء وآداب وفنون وثقافات وعادات وتقاليد وأغان شعبية وفلكلورية وحكم وأمثال شعبية التراث اللامادي والذي كان له الدور الكبير في بناء شخصيتنا الوطنية وهويتنا وثقافتنا وتقاليدنا.

غفار ديب وفاطمة ناصر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

"دور مصر الفعال في تطوير الفلسفة" محاضرة بـ ثاني أيام مؤتمر الفجيرة الدولي

شهد بيت الفلسفة بالفجيرة اليوم، فعاليات اليوم الثاني من الدورة الرابعة من مؤتمر الفجيرة الدولى للفلسفة، المقام هذا العام تحت شعار "النقد الفلسفي".

تضمن برنامج اليوم عدة محاضرات لأبرز أساتذة الفلسفة العرب والأفارقة، حيث تضمنت الجلسة الأولى التي أدارتها د. دعاء خليل محاضرتين، جاءت الأولى تحت عنوان "الأساس الفلسفي للنقد الأدبي" وطرحت فيها الناقدة الإماراتية د. مريم الهاشمي عدة تساؤلات عن فلسفة الفوضى وفلسفة الآلة، ومدى قدرة النقد على احتواء الفلسفة، وماذا تريد الفلسفة في الأساس من النص الإبداعي.

وتناولت "الهاشمى" خلال محاضرتها المراحل التي مر بها النقد مع التطور الإنسانى والفكرى حتى أصبح له منهجية واضحة.

بينما تحدث د. سليمان الضاهر أستاذ الفلسفة اليونانية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية عن "النقد وبداية التفلسف" من خلال طرح بعض النقاط في ورقة عمل اعتبرها ملخصا لأحد أبحاثه، فسلط الضوء على كيف انتقل الإنسان القديم خلال مرحلة الوعي الأسطورى التي كان يتقبل فيها الخلق دون نقد أو طرح أي سؤال - لأنه كان يتوافق مع رغباته الإنسانية - إلى مرحلة النقد الفسلفي.

وشرح "الضاهر" كيف انتقل الفكر الفلسفي من السؤال النظرى إلى مرحلة السؤال العملى التي جعلت النقد الفلسفي اكثر إلتصاقا بالإنسان.

وفي نفس السياق، جاءت الجلسة الثانية التى رأسها د. سليمان الضاهر، فجاءت المحاضرة الأولى تحت عنوان "الإنصات بوصفه شرطا أوليا للنقد" حيث تحدث فيها د. عبد الله المطيري عن العلاقة الوثيقة بين الإنصات والنقد، وكيف يسهم الإنصات في تطوير الحوار والفكر النقدي، كما أكد أن الإنصات هو النداء الذي تستجيب له اللغة لتلد حوارا.

تلا ذلك محاضرة بعنوان "النقد والسؤال" تحدث فيها د. عبد الله الجسمي عن طبيعة العلاقة بين النقد والسؤال على مستوى التقديم والتفكير وطبيعة الوظيفة النقدية للفلسفة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المنهج النقدي في المدارس الفلسفية التقليدية الذي كان مقيد بالمسلمات وخاضع لطبيعة الحقيقة الكلية التي يؤمن بها الفيلسوف.

وعلى صعيد آخر، جاءت الجلسة الثالثة والأخيرة التى قدمت باللغة الإنجليزية والتي رأسها د. مشهد العلاف، حيث حاضر في تلك الجلسة الناقد الأفريقي د. إيدوين إيتييبو بعنوان "الخطاب الفلسفي العربي والإفريقي ودوره في تجاوز المركزية الأوروبية" والذي أكد على أن تطور الفلسفة الغربية اعتمد في الأساس على نظريات وفلاسفة العرب، بالرغم من أنهم يعتبرون تاريخ الفلسفة الأوروبية وكأنه هو التاريخ الوحيد والأساسى في جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى رفضه لتهميش دور الفلسفة العربية والأفريقية رغم تميزها وتفردها، خاصة الفلاسفة الإسلاميين الذين أحدثوا تطورا كبيرا في هذا المجال، وانتقلت أفكارهم من خلال الترجمات من العربية إلى اللغات المختلفة، كما ضرب أيضا مجموعة من الأمثلة على وجود فلاسفة في مصر أسهموا بكثير من الدراسات في مجال الفلسفة منذ العصور الفرعونية القديمة، وكان أغلبهم يجمعون بين الفلسفة والطب والعلوم.

جدير بالذكر أن هذا المؤتمر يقام بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة، ومن المقرر أن تختتم أعمال تلك الدورة غدا السبت باجتماع حلقة الفجيرة الفلسفية ورؤساء الجمعيات الفلسفية العربية، بجانب عرض نتائج دراسة حالة "أثر تعليم التفكير الفلسفي على طلاب الصف الخامس"، ثم توقيع اتفاقية تعاون بين "بيت الفلسفة" بالإمارات وجامعة بارى ألدو مورو.

مقالات مشابهة

  • "دور مصر الفعال في تطوير الفلسفة" محاضرة بـ ثاني أيام مؤتمر الفجيرة الدولي
  • بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
  • أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة بكلية التمريض بداغستان
  • الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية يلقي محاضرة عن البناء الحضاري في التراث الإسلامي
  • انطلاق محاضرة السينما الفلسطينية واللبنانية بحضور درة خلال فعاليات مهرجان القاهرة
  • أكاديمية CNN أبوظبي تستضيف بيل غيتس لإلقاء محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
  • في اليوم العالمي للطفل… وزارة الصحة  تشدد على أهمية إجراء المسح السمعي لحديثي الولادة
  • اليوم.. محاضرة مع أحمد حافظ بمهرجان القاهرة السينمائي
  • إعلام إسرائيلي: التحقيقات تشير لمسؤولية قائد لواء جولاني بالسماح للباحث بالدخول لجنوب لبنان
  • غدا.. محاضرة مع أحمد حافظ بمهرجان القاهرة السينمائي