(الحكواتي اللاذقاني)…محاضرة للباحث بسام جبلاوي في دار الأسد باللاذقية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
اللاذقية-سانا
شكلت مهنة الحكواتي التي استقطبتها مقاهي اللاذقية على مدى عقود من الزمن عامل جذب وتسلية لرواد هذه المقاهي، ورافعة للمستوى الثقافي لدى أهالي المدينة الساحلية وزوارها ولا سيما خلال الفترة التي امتدت من القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين.
أهمية التراث بشكليه المادي والمعنوي وتسليط الضوء من خلاله على مهنة الحكواتي استعرضها الباحث في التراث والتاريخ ونائب رئيس جمعية العاديات رئيس لجنة الثقافة والتراث بالجمعية بسام جبلاوي في محاضرة بقاعة الأنشطة في دار الأسد للثقافة باللاذقية اليوم تحت عنوان الحكواتي اللاذقاني.
وتحدث جبلاوي عن أهمية الحكواتي في مدينة اللاذقية والذي امتدت قصصه وحكاياه على مدى عقود حيث شكلت السيرة الشعبية التي كان يقصها في المقاهي الشعبية المنتشرة بكثرة في مدينة اللاذقية وسيلة استقطاب وترفيه للصيادين والبحارة في الأيام غير الملائمة للصيد وعامل جذب للرجال في أوقات فراغهم.
سيرة عنترة بن شداد والظاهر بيبرس والسيرة الهلالية وسيرة علي الزيبق وقيس وليلى إضافة إلى بعض السير الشعبية الأخرى حضرت بقوة ولاقت رواجاً كبيراً بحسب جبلاوي في المقاهي التي انتشرت بكثرة في ساحة الشيخ ضاهر وساحة البازار وفي أحياء اللاذقية القديمة ومنها حي الصليبة وحي القلعة والتي لا يزال بعض أسمائها حاضرة في ذاكرة أهالي اللاذقية كمقهى سالمة ومقهى الشلة والشغري وحنونة وغيرها.
وقدّم الحكواتي وفق جبلاوي فرجة متكاملة العناصر من حيث الجمع بين اللباس التقليدي المؤلف من سروال وسترة مطرزه أو قنباز فوقه سترة وحزام على الخصر والتي لا تكتمل من دون الطربوش الأحمر فوق الرأس والسيف أو عصا الخيزران التي يحركها بحركات دائمة لا تهدأ مع سرد للحكايا وقصها بأسلوب سلس لا يخلو من التشويق والحماسة يؤججه في جمهوره من خلال نبرات صوته التي تعلو تارة وتنخفض تارة أخرى بما يعطي كل شخصية صوتاً وهيئة وحركة ونبرة خطاب مميزة.
وأشار جبلاوي إلى أهمية شخصية الحكواتي الذي مد جمهوره بنفس المقاومة والوطنية وحب الوطن والذود عنه من خلال سيره التي انتقاها.
وأكد جبلاوي أهمية المحافظة على التراث بشكليه المادي واللامادي فكما شكلت آثارنا التاريخية العريقة من معالم تاريخية أثرية وعمرانية بصمات خالدة للأجيال التي سبقتنا شكل أيضاً النتاج الفكري من آراء وآداب وفنون وثقافات وعادات وتقاليد وأغان شعبية وفلكلورية وحكم وأمثال شعبية التراث اللامادي والذي كان له الدور الكبير في بناء شخصيتنا الوطنية وهويتنا وثقافتنا وتقاليدنا.
غفار ديب وفاطمة ناصر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
“الحنينة”… أقدم سحور رمضاني لا يزال حاضراً في دير الزور
دير الزور-سانا
ارتبط سحور أهالي دير الزور خلال شهر رمضان المبارك بنوع من الطعام يعرف باسم “الحنينة”، ورغم أنه من المأكولات التراثية، إلا أن الكثيرين لا يزالون يفضلونه كوجبة مناسبة على السحور لما تحتويه من مواد ذات قيمة غذائية عالية، وفق ما تقوله الستينية أم عمر.
وحول طريقة تحضيرها، أوضحت أم عمر لـ سانا أن طبق “الحنينة” يتكون من التمر والبيض والسمن البلدي، فبعد نزع النواة من حبات التمر تتم إضافة السمن البلدي، ثم البيض إليها ومزجها على النار لعدة دقائق، وقالت: إن “الحنينة” من الأطعمة التي تساعد على الصيام، لأنها تعطي شعوراً كبيراً بالشبع، وتمنح الجسم الطاقة.
وأشارت السيدة فدوى من دير الزور والمقيمة بريف دمشق إلى أن “الحنينة” أكلة اشتهرت في منطقة الفرات منذ القدم، مبينة أن هذا النوع من الطعام هو المفضل لدى أفراد أسرتها الصغار والكبار بشكل يومي على السحور خلال الشهر الفضيل، مضيفة: ورغم أن البعض لا يرغب بالسمن البلدي، ويستعيض عنه بأنواع أخرى إلا أن وجوده يمنح “الحنينة” مذاقاً خاصاً، ويفضل تناولها مع خبز التنور.
وأكدت الشابة آية سمير أن “الحنينة” ذات مذاق مميز، فرغم أنها تحرص على تناول وجبة خفيفة على السحور، إلا أنها بمجرد انتشار رائحة السمن البلدي مع التمر والبيض أثناء مشاركتها مع والدتها بإعداد السحور، تقوم بتناول بعض لقيمات منها مع كأس شاي قليل السكر للتخفيف من المذاق الحلو للحنينة.
وتكلف السيدة مروة أحد أبنائها خلال فترة ما بعد الإفطار بإزالة النواة من التمر لإعداد طبق الحنينة على السحور، حيث تستهلك كمية تقارب نصف الكيلو منه يومياً، موضحة أنه يجب أن يكون من التمر الطري أو الرطب، ولا تكون الحنينة لذيذة، إذا أعدت بالتمر المخصص للحلويات المعروف بـ “العجوة”، رغم أن البعض بدأ يستخدمه.
وذكرت عدة كتب من التراث الفراتي التي اهتمت بطقوس وعادات شهر رمضان المبارك طبق “الحنينة” كصنف رئيسي على مائدة السحور، موضحة أن سبب التسمية يعود لكونها حنونة وسهلة على المعدة، وتعين على تحمل الجوع ويمكن كتابتها بـ “الحنيني” أو “الحنينة”.