لم يعد للخطاب التعبوي الذي كانت تستخدمه الحركات سابقاً، والموجه ضد ظروف وأنظمة ومجموعات معينة، أي قدرة على توصيف الواقع الحالي. فحرب الخامس عشر من أبريل غيرت شكل الخارطة السياسية والعسكرية في السودان، فسودان ما قبل ذلك التاريخ كان قادراً على التعاطي مع تلك الخطابات إيجاباً وسلباً، وكان قادراً على احتوائها واستيعابها، والرضوخ لها إما باتفاق سلطة، أو توزيع غنيمة أو منح منصب .
تبدّلت الأوضاع، وجمعت الظروف الحركات مع من كانت تعاديهم سابقاً في خندق واحد، تقاتل معهم، تجتمع معهم وتتحالف معهم ضد الجنجويد. فلو كانت الحركات سابقاً تحمل موقفاً معادياً تجاه إحدى مكونات التحالف الحالي من جيش وإسلاميين وكتائب وغيرها فعليها أن تُحدث قطيعة مع تلك المواقف، وتؤسس لخطاب جديد يتجاوز خطابات حرب دارفور ٢٠٠٣، وينقل مجتمعاتها ومنسوبيها إلى مرحلة جديدة، تتخطى فيها مقولاتها التأسيسية المعادية لجهات معينة ..
كما أن الحركات كانت تملك موقفاً معيناً تجاه هذه القوى والمكونات، فإن تلك القوى أيضاً تملك موقفاً “تاريخياً”تجاه الحركات، وتنظر إليها باعتبارها حركات ارتزاق حاربت الدولة. تخطت هذه القوى تلك المواقف واتجهت لواقع جديد أساسه القطيعة مع مرحلة الحرب مع الحركات . لذلك، على الحركات ألا تكون حبيسة في مواقفها وخطاباتها التقليدية والتاريخية حول “جلابةو هامش ومركز” وغيرها، والتي لم تعد صالحة للتوظيف الحالي، بل عليها البدء في صياغة خطاب جديد، لا يكون مجرد تغيير في اللغة، بل على مستوى القناعات والبرامج داخلها ..
إن لم تفعل ذلك، فمن المؤكد أننا موعودون باستدعاء ل”التاريخ” من قبل من يتحالفون معهم اليوم، وهو ما لن يكون في مصلحة الحركات ولا في مصلحة السودان ككل .
حسبو البيلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
"واشنطن بوست": إسرائيل أعادت رسم خريطة قطاع غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن إسرائيل أعادت رسم خريطة قطاع غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".
وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.