رسالة تهدئة من واشنطن للقاهرة.. ومراقبون: «بيان الفجر» يدفع ترمب للتراجع عن تهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
البلاد – جدة
نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين مصريين أن القاهرة تلقت رسالة من واشنطن، أمس (السبت)، مفادها عدم رغبة الولايات المتحدة في الصدام معها، أو مع الدول العربية الرافضة لاقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بتهجير الفلسطينيين من غزة، ما يمثل خطوة إضافية في طريق تراجع ترامب عن مخططاته، بعد تصريحاته أمس الأول.
ورأى غالبية الخبراء والمحللون في وسائل الإعلام العربية أن الضغوط الدبلوماسية الدولية والعربية، خاصة الرد السعودي السريع والحاسم، كان وراء تراجع الرئيس الأمريكي عن خطته لتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى.
وقال ترمب، الجمعة، إنه ليس مستعجلًا في تنفيذ مقترحه بشأن تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة وإخلائه من سكانه لتطوير مشاريع عقارية فيه، وأكد ترامب للصحافيين في البيت الأبيض أثناء استقباله رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، إنه “لا داعي للعجلة على الإطلاق” في تنفيذ المقترح.
ووفقًا للخبراء والمحللين اتسم الرد السعودي عبر بيان لوزارة الخارجية بـ “السرعة والحسم ووضوح الرؤية”؛ حيث صدر البيان بعد فترة وجيزة من تصريحات ترامب المفاجئة، (فجر الأربعاء الماضي) حتى أن كثيرين وصفوه بـ”بيان الفجر”، وجاء في لغة حاسمة قوية دون غموض أو التباس أو حاجة لتفسيرات وتأويلات، وعرض بوضوح للحل الوحيد العادل والمقبول والمتوافق مع الشرعية الدولية، المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية، كما أعاد التذكير بتأكيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال الخطاب الذي ألقاه سموه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 15 ربيع الأول 1446هـ الموافق 18 سبتمبر 2024م، وأيضًا خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض بتاريخ 9 جمادى الأولى 1446هـ الموافق 11 نوفمبر 2024م.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
روبيو يسوّق خطط ترمب خلال زيارته الأولى للشرق الأوسط
في زيارته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط، سيقوم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بالترويج لخطط الرئيس دونالد ترامب ومقترحه بترحيل الفلسطينيين من غزة، وبناء منتجعات على غرار ريفييرا الفرنسية.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” عن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، سيقوم روبيو بجولة تشمل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 18 فبراير (شباط) الجاري بعد حضور مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا.
ويسعى روبيو إلى تخفيف الغضب والرفض العربي الواسع عقب اقتراح ترمب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن وتسلُّم القطاع من إسرائيل وفرض السيطرة الأميركية عليه، التي أسماها ترمب «ملكية طويلة المدى» بهدف إعادة الإعمار. وأشار مسؤولو الخارجية الأميركية إلى أن روبيو بدأ بالفعل محادثات مع قادة المنطقة حول مستقبل غزة وسيواصل هذه المحادثات خلال زيارته للشرق الأوسط.
أخبار قد تهمك بعد ضغوط ترامب… السفن الحكومية الأميركية تعبر قناة بنما مجانًا 6 فبراير 2025 - 6:30 صباحًا تراجع أمريكي عن تصريحات ترامب: يريد خروج سكان غزة “مؤقتا” 6 فبراير 2025 - 12:24 صباحًاترحيل دائم أم مؤقت؟
حاول وزير الخارجية، ومسؤولون آخرون بالبيت الأبيض، الدفاع عن تصريحات ترمب خاصة فيما يتعلق بالانتقاد بأنه يعني ترحيلاً دائماً لإخلاء القطاع من سكانه، حيث أكد روبيو في خلال زيارة لجمهورية الدومنيكان أنه ترحيل بشكل مؤقت، وقال: «غزة غير صالحة للسكن حالياً بسبب المخاطر الناجمة عن الذخائر غير المتفجرة، والناس سيُضطرون للعيش في مكان آخر أثناء عملية إعادة بناء المنطقة». ووصف روبيو اقتراح ترمب بأنه «عرض سخي للغاية للمساعدة في إزالة الأنقاض في القطاع بعد 15 شهراً من القتال بين إسرائيل و(حماس)».
وخلال زيارته لجمهورية الدومنيكان، الخميس، قال روبيو إن ترمب يسعى أيضاً للحصول على دعم لإعادة الإعمار من الدول التي تتمتع بالقدرة الاقتصادية والتكنولوجية لدعم غزة. وقال: «أعتقد أن الرئيس ترمب عرض أن يذهب إلى هناك وأن يكون جزءاً من الحل وإذا كانت أي دولة أخرى على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها فسيكون ذلك رائعاً».
وغرد روبيو على منصة «إكس»، قائلاً: «يجب أن تكون غزة خالية من (حماس) وكما قال الرئيس ترمب فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى، إن سعينا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس». ودافع روبيو عن خطة ترمب باعتبارها مبادرة إنسانية، مشيراً إلى أن الإدارات الأميركية السابقة لم تستطع طرح أفكار غير تقليدية للتعامل مع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
عرض سخي
ورغم الاعتراضات من المشرعين في الكونغرس والرفض من الدول العربية ومن الحلفاء الأوروبيين، فإن وزير الخارجية الأميركي وصف ترحيل الفلسطينيين بأنه رؤية واقعية للوضع الحالي من أجل إصلاح هذا المكان المدمر. وقال: «الكثير من البلدان في العالم تحب التعبير عن القلق بشأن غزة والشعب الفلسطيني لكن قلة قليلة كانت على استعداد في الماضي للقيام بشيء ملموس بشأنها… إذا كانت أي دولة على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها فسيكون ذلك رائعاً، لكن لا أحد يسارع إلى القيام بذلك، ويجب أن يحدث ذلك».
ودافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن «إنسانية» الفكرة لنقل 1.8 مليون فلسطيني من غزة خارج المنطقة «مؤقتاً» للسماح بإعادة الإعمار. وعرضت صوراً لدمار وقالت إنه «مكان غير صالح لسكن البشر وإنه من الظلم أن نقترح أن يعيش الناس في مثل هذه الظروف المزرية».
وأثارت تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية تساؤلات حول الأطروحات الجديدة لترمب التي تتعارض مع عقود من السياسة الأميركية، التي تدعو إلى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية، من دون فرض نزوح مزيد من الفلسطينيين من غزة أو من الضفة الغربية. حتى إسرائيل لم تطرح فكرة الترحيل وإنما كانت تتناقش مع مسؤولي إدارة بايدن السابقة لصياغة خطة «اليوم التالي» لإعادة الإعمار وشكل الحكم في غزة، ووضعت خطوطاً عريضة لحكم مشترك تشارك فيه السلطة الفلسطينية تحت إشراف الأمم المتحدة، والتأكد من منع «حماس» من السيطرة على القطاع مرة أخرى.