زنقة 20. الرباط

نوَّه أحمد البوكيلي، الأستاذ المتخصص في الفكر الإسلامي، خلال لقاء تواصلي نظمته الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية بتنسيق مع المنسقية الجهوية لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة ‏الرباط سلا القنيطرة، اليوم السبت بمقر الحزب في الرباط، بعبقرية المملكة وعلى رأسها إمارة المؤمنين، في تدبير ملف إصلاح مدونة ‏الأسرة.

واعتبر الأكاديمي، في كلمته خلال اللقاء المنظم تحت عنوان: “إصلاح مدونة الأسرة طريق نحو تأسيس أسرة متوازنة”، في إطار سلسلة ‏لقاءات يعقدها حزب الأحرار، أن جلالة الملك مثل قمة الحكمة عندما دعا الحكومة والأحزاب والقوى الحية في المجتمع إلى فتح المجال التواصلي بين ‏جميع مكونات المجتمع حول تدبير هذا الملف

‎.‎

وانتقد البوكيلي، تحول النقاش المجتمعي إلى أخذ بعد كاريكاتوري أحيانا، مشيرا إلى أن ذلك ‏يتمكن من ترسيب حالات سيكولوجيا وثقافية في المجتمع‎.‎

وأوضح البوكيلي، أن المغاربة في حاجة إلى بناء فقه أو علم أو ثقافة خاصة، تقوم على الاعتزاز بالانتماء إلى نموذج الأمة ‏المغربية، الذي يغني المغربي عن كثرة النقاشات من أجل إيجاد حل للكثير من القضايا‎.

وناقش عودة بعض الخطابات التي تستخدم مضمونا لا علاقة له بالهوية والتربة المغربية، وبعض الخطابات السياسية ‏التي حاولت الركوب على الدين لمآرب أخرى، معتبرا في المقابل أن جلالة الملك حدد القواعد وأصل الضوابط، ليكون المغرب خلال ‏تعديل المدونة بوصفه عملية ديمقراطية معتزا بهويته الحضارية‎.‎

وشدد ذات المتحدث، على أن مراجعة المدونة ضرورة مجتمعية دعا إليها الملك، لهذا يجب أن يكون المغاربة مطمئنين بشأنها، معتبرا أنها جزء لا يتجزأ ‏من التطور المجتمعي، ولا تحتاج صراعات إيديولوجي وسياسية، وإنما نضج العقلية المغربية في التعاطي معها‎.‎

وأشاد بإحالة جلالة الملك هذه المسألة على مؤسسة العلماء، مؤكدا على أن في ذلك احتراما لهذه المؤسسة الدستورية، التي ‏من اختصاصها الاجتهاد الشرعي. وأوضح في هذا الإطار، أن المغرب في تاريخه ينتمي إلى القراءة المقاصدية دون تطرف ولا تحجر، ‏وإنما يعمل بالاجتهاد في ظل الاعتدال والوسطية‎.‎

مدونة الأسرة

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: مدونة الأسرة

إقرأ أيضاً:

الطالبي العلمي: جلالة الملك يريد تحويل الواجهة الأطلسية الأفريقية إلى مشروع استراتيجي

زنقة 20 ا الرباط

قال رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، اليوم الخميس، إن “مبادرة ومسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي أطلق بالرباط منذ 2009، عرفت زخما جديدا منذ يونيو 2022 وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المتطلعة إلى تحويل الواجهة الأطلسية الإفريقية إلى فضاء بشري للتكامل الاقتصادي والازدهار الاجتماعي والجاذبية الدولية”.

وأضاف العلمي في كلمة له في افتتاح اجتماع رؤساء البرلمانات الوطنية في الدول الإفريقية الأطلسية اليوم بمجلس النواب، إن “الأمر يتعلق بمشروع استراتيجي مهيكل، وبرهانات تاريخية وجيوسياسية بالنسبة للقارة الإفريقية والعالم، من خلال استثمار الإمكانيات التي تتوفر عليها البلدان 23 المشاطئة للمحيط الأطلسي، وما يختزنه الساحل الأطلسي الإفريقي من ثروات، وما يتيحه من خدمات”.

وأكد العلمي أن “هذه المبادرة تأتي في سياق دولي وقاري، متسم باللايقين، وتعدد الأقطاب، وازدهار سياسات المحاور، والانشطار في النظام الدولي، وفي وقت تزدهر فيه النزوعات نحو التكتلات الإقليمية، وسمو المصالح القطرية والإقليمية على مبادئ وقيم التعاون”.

وشدد العلمي على أن هذا المسلسل بعيد كل البعد عن أي نزعة إقليمية، فإنه يتعين التوضيح أنه مشروع نبيل، وأحد روافد البناء القاري المتمثل في الاتحاد الإفريقي، ويتوخى أن يكون قيمة مضافة أساسية لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ورافدا في تعزيز التكتلات القارية الإفريقية ما دام أنه مشروع التقائي لما لا يقل عن ثلاثة من هذه التكتلات”.

واعتبر المتحدث ذاته أنه “لم يكن إطلاق المسلسل اعتباطيا، بل تأسس على استحضار الرافعات التي تيسر له النجاح، ويتوخى تحقيق أهداف نبيلة ترسخ اقتدار القارة وتمكنها من التحكم في خيراتها وجعلها، بالتالي، قوة مؤثرة في القرارات الاقتصادية والجيوسياسية الدولية”.

وذكر رئيس مجلس النواب  بالأهمية الاستراتيجية للمحيط الأطلسي، بالنسبة لإفريقيا، ميشرا إلى أنه “يعتبر بوابتها نحو الأمريكيتين و أروبا الغربية والشمالية، ونحو حوض البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق. وتزداد أهمية الساحل الأطلسي الإفريقي بفضل طوله البالغ حوالي 15 ألف كلم ، أي حوالي 290 ألف كلم2 من المجال الإقليمي البحري، وحوالي أربعة ملايين و800 ألف كلم2 من المناطق الاقتصادية الخالصة. ولنا جميعا أن نتصور حجم ومردودية التجهيزات المينائية التي يمكن أن تقام في كل بلد من بلداننا المشاطئة للمحيط الأطلسي، وحجم النشاط التجاري التي يمكنها أن تستقطبه، وقيمة المشاريع السياحية التي يمكن إنجازها على شواطئ إفريقيا البكر، فضلا عما تختزنه من ثروات معدنية”.

وتتمثل الرافعة الثانية، يضيف العلمي “في ما يوفره الساحل الأطلسي الإفريقي من ثروات سمكية يمكن أن تسد حاجيات بلداننا، وتغذي شعوبا أخرى عبر العالم من خلال مشاريع شراكة عادلة ومتوازنة، أساسها الاستغلال المستدام لهذه الثروات وجعلها مصدر دخل وتشغيل، وفرصةً لاكتساب المهارات والتكنولوجيا المتطورة المستعملة في مجال الصيد البحري وتطوير أنشطة أخرى تدخل في صميم الاقتصاد الأزرق ولا يخفى علينا جميعا أهمية الغذاء والأمن الغذائي ورهاناته في السياق الدولي الراهن.”.

أما الرافعة الثالثة، يشير العلمي “فتتمثل في ما يتمتع به الساحل الأطلسي الإفريقي من استقرار وأمن، وتنقل آمن للبشر، ونقل آمن للبضائع، في سياق دولي من سماته التوترات في أكثر من مجال بحري عبر العالم، مما يجعل المجال الساحلي الأطلسي الإفريقي دعامة للتجارة والمبادلات البحرية الدولية، خاصة في ضوء قابلية هذا المجال للمراقبة والتحكم”.

وتتمثل الرافعة الرابعة، يؤكد العلمي “في الموارد البشرية، وخاصة الشباب، التي تتوفر عليها بلداننا، مما يوفر، من جهة، عقولا وسواعد ومهارات للإنتاج والبناء والتطوير، ومن جهة أخرى، أسواقا استهلاكية صاعدة واعدة… وتكمن الرافعة الخامسة في الثروات الأرضية التي تتوفر عليها البلدان الإفريقية الأطلسية، من أراضي زراعية خصبة وغابات، وموارد معدنية ومنها المعادن الاستراتيجية التي ترهن الصناعات والتكنولوجيات المعاصرة.

“وثمةَ رافعة سادسة أساسية، تتمثل في المشترك الثقافي والرصيد التاريخي والمصالح والمنافع المشتركة التي تجمع بلداننا مما ييسر التفاهم بين شعوبنا ويوحدها في مواجهة الفقر والنقص في الخدمات الاجتماعية ومن التجهيزات الأساسية.” يقول العلمي.

وقال العلمي إنه “من شأن الاستثمار الأمثل لهذه الإمكانيات، أن يطلق ديناميات كبرى في قارتنا وساحلها الأطلسي خاصة. وبالتأكيد، فإن التجهيزات الأساسية من موانئ وطرق، وطرق سيارة، وسكك حديدية، ومطارات، ومنشآت أخرى، سوف لن تغير وجه الساحل الأطلسي الإفريقي فحسب، ولكنها ستغير مكانة إفريقيا نحو مزيد من الاقتدار والازدهار، وستوفر مداخيل مادية كبرى. وفضلا عن ذلك، فإنها ستعزز التموقع الجيوسياسي للقارة وتجعلها مؤثرة أكثر في القرارات الدولية”.

مقالات مشابهة

  • بنخضرا: مراجعة مدونة الأسرة تروم تعزيز العدالة وتماسك الأسرة وحماية حقوق الطفل
  • حجاج: نعتز بالنبوغ المغربي لإصلاح مدونة الأسرة ولسنا في حاجة لدروس من الخارج
  • العراق تشيد بإلتزام المغرب وجهود جلالة الملك للقضية الفلسطينية
  • أسرة عمان الاهلية تُجدّد الولاء في ذكرى يوم الوفاء والبيعة
  • عمان الأهلية تُثمّن موقف جلالة الملك برفض التهجير
  • بأمر من جلالة الملك إحداث مستشفى ميداني لرعاية المتضررين من موجة البرد بإملشيل
  • الأردنيون يؤكدون دعمهم المطلق لموقف الملك الرافض للتهجير
  • الطالبي العلمي: جلالة الملك يريد تحويل الواجهة الأطلسية الأفريقية إلى مشروع استراتيجي
  • أديب بن ابراهيم: الشباب المغربي سيتمكن من التوفر على سكن لائق بتوجيهات من جلالة الملك