صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-11@08:05:41 GMT

خالد عمر إنّها زكاة تؤديها 

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

خالد عمر إنّها زكاة تؤديها 

خالد عمر إنّها زكاة تؤديها

خالد فضل

خالد عمر يوسف، شخصية سياسية عامة يخضع للنقد والمعارضة فيما يطرحه ويفعله، وبالطبع من سفه المعارضة وانحطاط فحوى الاختلاف أن ينحدر إلى مهاترات شخصية تضيع في لججها معالم نقاط التباين في الأطروحة السياسية أو الفكرية أو الموقف في شأن عام مهما كان السبب في الخلاف. ثمّ أنّه ممن تربطني به علاقة اجتماعية غير مباشرة، فهو من عائلة زميلنا وصديقنا ابن دفعتنا في حنتوب الثانوية (1984) الرجل الخلوق د.

المغيرة يوسف- حياه الغمام- ووالده عمر يوسف من المستنيرين ومن ذوي الجهد المرموق في تطوير الزراعة في منطقة فداسي بمبادرات قيّمة رفقة آخرين، وهي من المبادرات التي كان يرجى منها بسط خبرة تقانية مفيدة تنهض بالإنتاج في مشروع الجزيرة مما يعود بالنفع على كل أهل الجزيرة والعاملين فيها والمقيمين- كأصحاب حق- بحكم المواطنة المتساوية التي انعقدت صرّتها في سمتها الغالبة في الجزيرة بطيب خاطر وحسن طوية وودّ وترحاب وبدون ضغائن إثنية أو ثأرات قبلية أو دوافع جهوية، وما بدا مؤخراً من جانب بعض منتسبي الإرهاب الداعشي، ومن تأثر بهم من شبابنا الطيبين، يعتبر أمراً غريباً ومنبوذاً، وليس من أصل ثقافة الناس وأعرافهم وإرثهم الاجتماعي الحميد في معظمه وأهل الجزيرة من المزارعين خاصة، ينأون عن إذلال النفس طمعاً في جاه أو مال أو سلطان، يرضون غالباً بالقسمة، ويرددون بإيمان عميق لحظة الحصاد وإنْ قلّ (القسمة جات)، ويتعاملون مع الطير والبهائم التي تدهم حواشاتهم أوان الحصاد (البهيمة أكلت نصيبها) ويقنعون من التقا (بالبتاب) وبضع كيلات في يقين الواثق من (ما شقّا حنكاً ضيعو)، لذلك تجدهم يسخرون ممن يهبرون في المال العام، ومن يتقاضون الرشاوي نظير الخدمات، ولهم في قراهم أهازيج ومرويات عن تلك الممارسات الشينة، مثلما لهم في مدح الأفاضل أبيات:

سموك اللمين واسم اللمين حقيتو

يا قمر السبعتين يا الكل البلد ضويتو

هكذا كان يردد جدنا  المرحوم محمد أحمد ود الزين في مدح  الراحل شيخ الأمين محمد الأمين، ذاك القائد العَلم من أفذاذ  قادة حركة المزارعين الوطنية الثورية النقابية عبر اتحادهم المشهور.

خالد عمر يوسف هو سليل تلك البيئة، فيها نبت وترعرع وشبّ عن الطوق فتى شاهراً الوعي في وجه الظلام، وسيرته مبذولة كشخص عام كما أسلفت، فمن يملك دليلاً على خفة يده، أو ولوغها في المال العام الحرام فليأتِ ببرهان، ومن ساءه إجراء مشبوه أو بارتشاء، فليقدم صحيفة الإتهام، ومن تساوره الشكوك حول نزاهة يده وعفّة لسانه فليخرج من إرشيفه ما يؤكد ما يدعيه. فهو شاب مثقف، متعلم ومؤهل لما تدرّب عليه مهنياً، ولج الساحة السياسية من أبواب المقاومة السلمية، فلم تلحق بكدحه شائبة سفك دماء أو تعذيب معتقلين أو دقّ مسمار في الرؤوس داخل الزنازين، ولم يشارك في فظائع بيوت الأشباح، أو حادثة اغتصاب، أو قطع طريق أو نهب مسافرين، أو ترويع آمنين أو قتل متظاهرين أو حرق حواكير أو رمي براميل مفخخة فوق قرى المدنيين. كما لم يؤثر عنه حيازة مال حرام، ولم ينشئ حساباً تجميعياً يصب ريعه في جيوب تنظيم المؤتمر السوداني أو إتجار بالعملات الحرة في السوق الموازي عن طريق مدير مكتبه؛ وهو وزير!!  يمارس السياسة، يخطئ فيها ويصيب ولكنه لم يستأجر بندقية في خارج الحدود.

إنّ خالداً يعي ضريبة العمل العام، إنّها زكاة يؤديها نيابة عنّا وهو صاعد إلى عليائه، كما في قول المسيح, وهو من جيل شاب، نظيف اليد، متحمس لرؤية بلاده وقد انعتقت مرّة واحدة وإلى الأبد من براثن الجهل وعوامل التخلف، من سلطات القمع والقهر والاستبداد، وتخلصت من عصابات الفساد والإفساد ومن تجّار الدين المزايدين بالوطنية، ينادي بالحرية والسلام والعدالة، ويتوق إلى دولة مدنية ديمقراطية ومؤسسات وطنية ذات شأن تلتزم المهنية والنزاهة ويحكمها القانون، لبناء وطن يسع الجميع بالفعل، هذا هو المبذول في كل مشاركاته في الحياة السياسية، فمن عنده رأي يخالف هذه الأحلام، ويرى في الاستبداد والديكتاتورية خير وفي الفساد (فلاحة) وفي الحرب مكاسب، وفي العنصرية والإرهاب إعادة بريق، فهذا شأنه لا شأن خالد، وقد صدع برأيه وبذل جهده من أجل منع نشوب الحرب، ضمن آخرين كثر من القوى المدنية الديمقراطية وغيرهم من أرباب العقول النيّرة وأهل الإبداع والإعلام والوعي والاستنارة، وظل ضمن هذه المجموعات الكبيرة حاضراً بالكلمة والحرف لم ينحرف عن جادة الطريق رغم توالي السهام المسمومة على صدره الرحيب، فاستحق التقدير على سعة صدره وشجاعته وثباته على درب الوعي الشاق والعسير، وسيأتي زمان دون شك يؤوب فيه الناس إلى رشدهم، سيجدون خالداً ضمن سفر الخالدين الذين صدعوا بالحق والقول المبين. هذا مع التحية والاحترام لجميع الديمقراطيين ممن يتحملون بجسارة نادرة أعباء كونهم مستنيرين وسط معمعة الجهالة والتعصب. وستشرق الشمس دون شك مهما تكاثفت الغيوم.

الوسومالجزيرة الدواعش السودان المزارعين المسيح المقاومة السلمية خالد عمر يوسف خالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجزيرة الدواعش السودان المزارعين المسيح المقاومة السلمية خالد عمر يوسف خالد فضل خالد عمر عمر یوسف

إقرأ أيضاً:

خطوة جديدة لإصلاح قنوات الري في مشروع الجزيرة

متابعات ــ تاق برس   راهن والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير على دور مزارعي مشروع الجزيرة في النهوض بالإقتصاد الوطني.

 

وأعلن لدى لقائه بمكتبه صباح اليوم الأربعاء وفد من مزارعي مكتب السليمي بمشروع الجزيرة برئاسة الأستاذ عبد الواحد عوض حسين، تبرعه بوحدة طاقة شمسية لمركز العزازة للتقانة ورعايته للمبادرات الهادفة لدعم الإنتاج الزراعي والحيواني والإقتصادي.

وتعهد الوالي بتسخير كافة إمكانيات وموارد الولاية ليعود مشروع الجزيرة قاطرة للإقتصاد السوداني، وأشاد بمزارعي مشروع الجزيرة بأقسامه المختلفة ودعمهم للقوات المسلحة وتحقيق معدلات إنتاج عالية في ظروف الحرب وحرصهم على الزراعة وتغلبهم علي الصعاب .

 

من جانبه أوضح رئيس الوفد أن اللقاء بغرض إصلاح مشروع الجزيرة وإيجاد حلول لمشاكل الري ومعوقات الإنتاج من تمويل وتقاوي واسمدة .

 

فيما أوضح المزارع الطيب محمد بخيت الشايقاب أن مبادرة المزارعين وأصحاب الآليات ترمي لإصلاح قنوات الري كما حدث في تجربة إمتداد المناقل التي حققت نجاحاً كبيراً .

 

وأعرب الوفد عن شكرهم للسيد والي الولاية ووقوفه وإهتمامه وحرصه على المبادرة .

 

قنوات الريمشروع الجزيرة

مقالات مشابهة

  • هكذا أثرت حرب السودان على مشروع الجزيرة الزراعي
  • دراسة تكشف: صحراء الجزيرة العربية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام
  • أحكام قضائية رادعة في مواجهة متعاونين مع الدعم السريع في الجزيرة
  • كاميرا الجزيرة داخل معسكر طيبة الذي استعاده الجيش السوداني
  • والي الجزيرة: الشهداء قدموا أرواحهم للحفاظ على وحدة البلاد
  • بالصور ..اتصالات الجزائر تكرم البروفيسور يوسف منتالشتة
  • خطوة جديدة لإصلاح قنوات الري في مشروع الجزيرة
  • حنان يوسف تفاجئ نجلها أحمد عصام على الهواء: اتخضيت من تمثيله
  • 24 ساعة في غزة.. الجزيرة توثق مشاهد المعاناة والألم اليومية
  • كاريكاتير.. حقيقة الدور الذي تلعبه قناة “الجزيرة” في غزة