ماجد حميد الكحلاني

سبع سنوات مرت على استشهاد الرئيس المجاهد صالح علي الصماد، سبع سنوات وذكراه لا تتلاشى، بل تتجدد، تزداد رسوخاً، تنبض في قلوب اليمنيين كأنها لم تغادر يوماً. ليس غريباً أن تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالثناء والتقدير، فالشعب اليمني ليس شعباً ينسى، وليس أمة تجحد، إنه الشعب الذي يكتب الوفاء بمداد دمائه، والذي يرى في التضحية أعلى درجات المجد، لذلك يظل اسم الصماد محفورًا في ذاكرة الأجيال، رمزاً للعزة والكرامة، ورجلاً لم يكن رئيساً لجغرافيا، بل رئيساً للقلوب.

تولى الشهيد صالح الصماد قيادة اليمن في واحدة من أحلك مراحل التاريخ، حين كانت السماء تمطر ناراً، والأرض ترتجف تحت وطأة العدوان، لكنه لم يكن رجل إدارة في وقت الرخاء، بل كان قائدًا في زمن الأزمات، فارسًا في معركة البقاء. لم يتنصل من المسؤولية، لم يهرب، لم يبحث عن المنافع، بل وضع روحه درعاً للوطن، وقالها بوضوح: “يد تحمي ويد تبني”، كان يعلم أن بناء الدولة لا يتم تحت القصف، لكنه كان يؤمن أن اليمنيين إذا حملوا السلاح في يد، وحملوا معاول البناء في الأخرى، فلن يكون هناك مستحيل.

لم يكن الصماد داعية حرب، ولم يكن رجل صفقات، بل كان رجل مبدأ، طالب بالسلام، لكنه السلام الذي يحفظ الكرامة، لا السلام الذي يبيع الأرض والشرف. في 2017م، قالها صراحة أمام حكماء وعقلاء اليمن:”نحن مع السلام، لكن السلام المشرف، لا الاستسلام”.

لم يكن يخشى المواجهة، ولم يكن يخدع شعبه بوعود زائفة، بل وضع الحقيقة أمام الجميع، وقال بوضوح: “إن أرادوا السلام فنحن مع السلام، لكن إن استمر العدوان، فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة”.

هذه الكلمات ليست مجرد خطابات، بل كانت منهجاً لقائد لم ينحنِ، لم يتراجع، لم يساوم، لذلك كان استشهاده اغتيالاً للكرامة اليمنية، لكنه كان أيضاً ميلاداً لعهد جديد من العزة والصمود.

لم يكن اغتيال الشهيد الصماد جريمة عابرة، بل كان عنواناً للوحشية التي تمارسها قوى الطغيان وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، ظنوا أنهم باغتياله سيطفئون نور المقاومة، لكنهم لم يدركوا أن القادة العظماء لا يموتون، بل يتحولون إلى رموز تتجذر في القلوب والعقول، إلى رايات لا تسقط، وإلى صوت لا يخفت.

كان احتشاد اليمنيين في ذكراه رسالة واضحة” أن: دماء الشهيد الصماد لن تسقط بالتقادم، والعدو سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً”، هذه ليست كلمات انتقام، بل حقائق التاريخ، فكل من تجرأ على كرامة هذا الشعب، وجد نفسه في النهاية مهزوماً، مدحوراً، مذلولاً أمام صمود لا يُكسر.

لم يكن الشهيد الصماد رجل سلطة، لم يكن يسعى لمجد شخصي، كان رجلاً من الناس، وبين الناس، عاش بسيطاً، ومات عظيمًا. لم يكن ثرياً بالمال، لكنه كان ثرياً بقيم المدرسة القرآنية، لم يكن يبحث عن كنوز الدنيا، لكنه ترك إرثاً أغلى من الذهب، إرثاً من العزة والوفاء.

حين أطلق مشروعه الوطني “يد تحمي ويد تبني”، لم يكن مجرد شعار سياسي، بل كان خارطة طريق، رؤية لبناء اليمن المستقل، اليمن الذي لا يكون تابعاً لأحد، لا شرقاً ولا غرباً، اليمن الذي يعتمد على نفسه، اليمن الذي يرفض أن يكون مجرد ورقة في يد المستعمرين.

ثلاثة مبادئ أساسية بنى عليها مشروعه:

الاستقلال الكامل – لا وصاية، لا تبعية، لا خضوع.
المصالحة الوطنية – توحيد الصف، وإنهاء الخلافات الداخلية.
الاعتماد على الذات – بناء اقتصاد قوي، وتقوية مؤسسات الدولة.
هذه الرؤية لم تمت باستشهاده، بل أصبحت الأساس الذي تسير عليه اليمن اليوم، فالعدو لم ينجح في إسقاط اليمن، بل زاده قوة وصلابة، والصماد لم يكن فردًا، بل كان فكرة، والأفكار العظيمة لا تُقتل.

في الذكرى السابعة لاستشهاده، لا نقف عند الحزن، بل نقف عند الفخر، عند العهد المتجدد بأن اليمن لن يركع، لن يستسلم، لن يكون ولاية لأحد، ولن يكون ورقة تفاوض بيد الطغاة.

“الصماد لم يمت، بل عاد في كل مقاتل، في كل فلاح، في كل طالب، في كل أمٍّ تودّع ابنها إلى الجبهات، عاد في كل رجل يقول: لا للذل، نعم للكرامة”، رضوان الله وسلامه عليك يا صالح الصماد، كنت رئيساً لليمن، فصرت رئيساً للقلوب، وذكراك ستبقى خالدة، ما دام في اليمن رجالٌ يعرفون معنى العزة والكرامة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید الصماد لم یکن بل کان

إقرأ أيضاً:

محافظة المحويت تُحيي ذكرى سنوية الرئيس الشهيد الصماد بفعالية مركزية

الثورة نت|

نُظمت بمحافظة المحويت اليوم فعالية مركزية بالذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصماد، وتكريم الطلاب المتفوقين للقرآن الكريم في مدارس جيل القرآن.

وفي الفعالية اكد المحافظ، حنين قطينة إلى أهمية تكريم دفعة من حفظة كتاب الله تعالى بالتزامن مع إحياء ذكرى استشهاد الرئيس الصماد، للتأسي به والسير على نهجه.

وأشار إلى أن تكريم حفظة القرآن في هذه المناسبة يعكس الارتباط العميق بين السير على نهج القرآن الكريم والاقتداء بالرجال العظماء الذين بذلوا أرواحهم دفاعا عن الحق والكرامة.

ولفت قطينة إلى أن الشهيد الصماد ومشروعه “يدٌ تحمي ويدٌ تبني “، قدم نموذجا في المسؤولية الجهادية والقيادة الحكيمة وهو ما يدفع الجميع إلى التأسي بمسيرته في خدمة الدين والوطن.

وتطرق إلى أن بناء الإنسان الواعي بثقافة القرآن والسير على نهج القادة الصادقين هو السبيل لصناعة المستقبل المشرق حيث يجتمع العلم بالإيمان، والجهاد بالبناء، لتتحقق بذلك معاني العزة والكرامة للأمة.

فيما أشار وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولد إلى أهمية تعلم و حفظ القرآن لبناء جيل واعٍ وقادر على حمل مسؤولياته في المجتمع.

وتطرق إلى المواقف البطولية للشهيد الرئيس صالح الصماد الذي كان رمزاً للصمود والتضحية في سبيل الوطن والمبادئ التي جسدها.. داعيا الجميع إلى الاستمرار في نهج التضحية والعمل ومواصلة درب العطاء والتضحية مستلهمين من مسيرة الشهيد الرئيس الصماد قيم الوفاء والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن.

فيما أكدت كلمات الفعالية أهمية إيجاد جيل متسلح بالقرآن الكريم وقادر على مواجهة الأعداء.. مشيرة إلى أن الرئيس الشهيد الصماد مثل الأنموذج الأرقى للمسؤول الناجح وثقافة البذل والتضحية في سبيل الله.

وأشارت إلى أن دلالات إحياء هذه الذكرى تجلت اليوم شاهداً حقيقياً على عظمة المسيرة القرآنية.. مؤكدين أهمية الارتباط بالهوية الإيمانية والوطنية المستمدة من تعاليم القرآن الكريم لمواجهة التحديات المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الشهيد صالح علي الصمّاد.. أيقونةُ الثقافة القرآنية ورائدُ التصنيع العسكري في اليمن
  • المحويت.. فعالية خطابية وتكريمية إحياءً لذكرى سنوية الرئيس الشهيد الصماد
  • محافظة المحويت تُحيي ذكرى سنوية الرئيس الشهيد الصماد بفعالية مركزية
  • قيادة وزارة الثقافة والسياحة يزورون ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه
  • فعاليتان خطابيتان في صرواح وبدبدة بمأرب إحياءً للذكرى السنوية الشهيد الرئيس صالح الصماد
  • قيادات محافظة ذمار تزور ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد
  • أمسية ثقافية بالراهدة بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • مأرب.. فعالية خطابية في منطقة قانية بذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
  • قيادات السلطة المحلية والتعبئة العامة في مأرب تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد