الفرحةُ بنصر غزة جريمة عند خاذلي غزة!
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
أرياف سيلان
جريمةٌ كشفت زيف المرتزِقة، وفضحت توجّـهاتهم المخزية، صهاينة يمنيون محسوبون على اليمن، واليمن واليمنيون والقَبْيَلة والمروءة والحميّة اليمنية والدم اليمني الأصيل مِنهم براء.
جريمة الشهيد راشد الحطام وسفك دمه في بلده؛ لأَنَّه شارك فرحة أهلنا في غزة، وتعبيره عن فرحته بقوله: الموت لأمريكا والصهاينة.
الشهيدُ الحطام هتف بشعار الموت لأمريكا؛ لأَنَّهُ في يمنِ العزة على الكافرين، فلم يكن يعلم بأن المنطقة الذي هتف فيها بالموت للصهاينة، هي منطقةٌ مليئة بالعمالة والخنوع لأمريكا وأدواتها في المنطقة.
فرحةٌ بالنصر الغزاوي أودت بحياة الشهيد الحطام، وهذا الذنب الوحيد الذي جعلت من المرتزِقة يعتقلونه وعلى خلفية هتافه بالبراءة من الأعداء قُتل في سبيل الله على يد من جعلوا مناصرة غزة والهتاف بالموت لأعدائها جريمة!
على خط القدس استشهد راشد الحطام وفي موقف مشرّف وقف ليدفع بذلك دمَهُ الطاهر لإحياء القضية من جديد في قلوب المغرر بهم ولمحاسبة أنفسهم في أي موقف هم، وأي طرف يتبعون ولصالح من يبيعون أنفسهم ومن القائد والمحرك لهم ولقادتهم سوى أمريكا!
أبانت جريمةُ الشهيد الحطام بأن المرتزِقة اليمنيين توجّـههم ممزوج بنكهة العمالة للأمريكان وخدمة مشاريعهم والوقوف ضد من يعاديهم، وكذلك أبانت للعالم النهجَ الذين يتخذونه في سجونهم من عربدة وظلم وطغيان وانسلاخ عن كُـلّ القيم والإنسانية، وما قصة الشهيد الحطام إلا قطرة من بحر جرائمهم بحق المسجونين في سجونهم.
نهج مخزٍ يتخذه المرتزِقة المنافقون للكف عن مناصرة القضية الفلسطينية والهُتافات بالموت للصهاينة ومحاولة إسكات الأصوات الحرة؛ فهم يريدون نصرتهم ولكن ليس بمعادَاة أعدائهم! خوفًا ورهبًا منهم وَأَيْـضًا؛ لأَنَّهم الداعم الأول لهم في محاربة أبناء بلدهم وشن عدوانهم على الشعب اليمني منذ عشر سنوات، وهذا يبين مدى الانحطاط والعمالة، فمن ليس فيه خير لأبناء بلده ليس فيه خير للآخرين.
وفي ظل مساندة صنعاء لغزة والمعركة على أشدها بين المقاومة والصهاينة فقد دعا المرتزِقة المتشدقون بالقضية بألسنتهم، إلى رفع التصعيد تحت عناوين وخلفيات قذرة لا تخدم سوى الصهاينة.
فمعركة طوفان الأقصى جاءت لتعريةِ من يتغنون بالقضية الفلسطينية منذ عقود ومن يدّعون بذل كُـلّ شيء مِن أجلِها، فقد جاءت المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، ولم نرَ منهم سوى الصمت، وكم نتمنى أن هم اكتفوا بالسكوت المخزي بل وصل بهم الحالُ إلى المسابقة على من يتقرّب للصهاينة والأمريكان أكثر لينالوا رضاهم، ولو كان الأمر فيه خيانةٌ لله والرسول والدين والدم الفلسطيني والأرض الفلسطينية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صيدنايا “الإصلاح” بمأرب.. جرس إنذار للتذكير بالعدوانية على الأسرى والمختطَفين
يمانيون../
تتكرّر دعوات الناشطين والمنظمات الحقوقية لزيارة معتقلات “مليشيا الإصلاح” بمحافظة مأرب، في ظل جرائم التعذيب التي تمارس بحق الأسرى والمختطفين.
ليست جريمة تعذيب الشاعر راشد الحطام، في هذه السجون المظلمة سوى واحدة من مئات القصص المحزنة عن حوادث التعذيب اللامعقول للمعتقلين بمأرب، فعلى مدى تسعة أعوام من العدوان على اليمن عرفت السجون والمعتقلات التابعة لأدوات العدوان السعوديّ والإماراتي أنها مخصصة لكل من يخالف سياستهم أَو ينهج بخلاف تفكيرهم كما أنها أماكن مخصصة لكل من يحمل ألقابًا مشابهة لألقاب خصومهم السياسيين، وبالتحديد مكون “أنصار الله” وحلفائه، أَو يتواجد في مناطقهم.
ضحايا الألقاب والمناطق سواء معارضين أَو محايدين لأنصار الله يقبعون بالعشرات في سجون مأرب؛ الأمر الذي يوحي بمدى تشدّد هذه الجماعات وعدم استعدادها للتعايش مع الأطراف الأُخرى.
في هذه الجزئية يقول الناشط الإعلامي عرفات الجشيمي: إن “هناك العشرات ممن تم تصفيتهم كليًّا في السجون، ليسوا من أبناء المناطق المحرّرة، ولا يوجد في بطائقهم ألقاباً هاشمية أَو تشبه لقب أحد القادة في صنعاء كما تعودنا، بل هؤلاء من المنتسبين إليهم”.
وتعليقًا على ما حدث للشاعر الحطام يغرّد الجشيمي قائلًا: “إذا كان هذا ما يحصل لجنودهم وللمنتسبين إليهم فلك أن تتخيل كيف سيكون واقع المواطن البسيط؟”.
لا تقتصرُ الأعمالُ الدنيئةُ لجماعة الإخوان على ما سبق ذكره، فحسب، وإنما لدى أدوات المرتزِقة ما هو أكثر من الخسة والدناءة وعدم المروءة، وهي صفات ملازمة لهم، وحتى لو كنت خادمًا لهم ومجندًا تحت أمرتهم، ولو ضد وطنك وشعبك، فهذا لا يغفر لك عندهم أثناء قيامك بأي تصرُّف خاطئ من وجهة نظرهم، فمساندة غزة والهتاف لها بالحرية، وترديد شعار الصرخة بوجه الأمريكيين والصهاينة ذنب لا يغتفر بالنسبة للمرتزِقة ومصيره التعذيب في السجون، ثم التصفية كليًّا كما حدث للشاعر الحطام.
ويقول الناشطُ الإعلامي حميد رزق: “في جريمة اهتزت لها اليمن “حزب الإصلاح” يقتل تحت التعذيب ناشطًا وشاعرًا؛ بسَببِ التعبير عن بهجته بإعلان وقف العدوان على غزة”.
ويضيف في منشورٍ له على منصة “إكس”: “ردّد شعارات مندّدة ضد أمريكا و”إسرائيل”، فألقي القبض عليه، وأودع في سجون الإصلاح بمأرب، وتعرض للتعذيب حتى الموت”.
ويشير رزق إلى أن ما جرى بحق الشاعر الحطام لا يختلف عن جرائم اليهود بحق أبناء غزة، فجريمة تصفية الشاعر الحطام لاقت تنديدًا واسعًا من قبل النشطاء السياسيين والإعلاميين المستقلين المتواجدين في الخارج، حَيثُ يغرد الناشط السياسي ياسر اليماني قائلًا: “ما هكذا تورد الإبل، جريمة مكتملة الأركان تتحملها شرعيه الفنادق وقيادة مأرب”.
ويضيف:” في قتل إنسان بريء في محافظة مأرب لمُجَـرّد أنه شاعر من “قيفة” يؤيد أنصار الله في صنعاء، ندين ونستنكر بكل كلمات الإدانة تعذيب وقتل الشاعر راشد عيسى الحطام”.
وأمام تلك التصرفات الحمقاء، وبدلًا من الاعتذار وتعويض المتضررين من تلك التصرفات تلجأ ما يسمى بسلطة مأرب إلى اختلاق الذرائع والحجج الواهية لتبرير تلك الجرائم المروعة؛ الأمر الذي يفقدها أهليتها في إدارة المحافظة، ويثبت أن لا مشروعية لحكم المرتزِقة.
هنا يقول الناشط السياسي عادل الحسني: “في جريمة رداع، خرج أبو جبريل واعترف بالجريمة، ووجَّه بمحاسبة المتورطين وتم القبض على من شملهم التوجيه، وتعويض أسر الضحايا”.
ويضيف في منشورٍ له على منصة “إكس”: “على الشيخ سلطان العرادة أن يخرج ويعترف بالجريمة البشعة التي حدثت في سجن مأرب بحق الشاب الشاعر “راشد الحطام”.
ويؤمل الحسني أن تقوم ما يسمى بسلطة مأرب بمحاسبة مرتكبي الجريمة، وإنزال العقوبة الصارمة، داعيًا إلى حَـلّ المشكلة مع أهل الفقيد رحمه الله.
هذه الأعمال وغيرها من الجرائم بحق المعتقلين والمخفيين في السجون تثبت ألا شرعية لدولتهم كما يزعمون، وأنهم عصابات و”مليشيا” يتوجب تخليص الناس من شرورهم، وهو ما دفع مذيع قناة المهرية صلاح بن عمر بابقي للقول: “الأنباء عن اعتقال الشاعر راشد الحطام في مأرب ثم خبر مقتله داخل المعتقل، يعيد للأذهان عن عدة جرائم داخل سجون مناطق سيطرة حكومة الفنادق، والتي بلغت حَــدّ تعذيب الصحفي أحمد ماهر في عدن، والإساءة أمامه للذات الإلهية”، متسائلًا: هل بذل “مجلس القيادة الرئاسي” شيئًا لوقف تلك الانتهاكات؟ وكيف تزايدون بأنكم الدولة وهذه ممارساتكم؟
وتعيد جريمة تصفية الشاعر الحطام الذاكرة إلى الأذهان عن تمادي أدوات العدوان السعوديّ والإماراتي في ارتكاب الجرائم المروعة والوحشية بحق المعتقلين في السجون وامتهانهم للكرامة الإنسانية؛ الأمر الذي يوجب على شعب الحكمة والإيمان وقيادته السياسية والثورية التحَرّك الجاد لتطهير ما بقي من مأرب وغيرها من المحافظات المحتلّة، فلا أملَ يرتجى من الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية في ضبط التصرفات الهوجاء للمرتزِقة، لا سِـيَّـما وأنها أثبتت تغاضيها عن جرائم أدوات العدوان بحق المدنيين على مدى تسعة أعوام من عمر التكالب العدواني على اليمن.
وفي هذه الجزئية يقول حميد رزق: “في العام 2013 ارتكب الإصلاح جريمة حرابة وقطع للطريق وسفكوا دم الشهيد معاذ المتوكل وعدد من رفاقه”، وكانت الجريمة سببًا في سقوط الإصلاح في عمران، وما جرى بحق الشاعر والناشط راشد الحطام، يعيد للأذهان جريمة الإصلاح السابقة، ويحمل مؤشرات قرب سقوط الإخوان في مأرب كما سقطوا قبل ذلك في عمران”.
وفي السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي أمين الجرموزي: “إخوان مأرب قتلوه؛ لأَنَّه أعلن سعادته بإيقافِ الحرب على غزة وجريمته الأكبر أنه هتف ضد أمريكا وإسرائيل”.
ويضيف في منشورٍ له على مِنصة “إكس”: “دماء الشاعر راشد الحطام الذي قضى تحت التعذيب في سجون مأرب بمثابة جرس إنذار للتذكير بضرورة تطهير آخر مديريات مأرب من هذه العصابات الملتحية”.
ما حدث للشاعر الحطام وسبقه الأسير المحرّر البحري يظهر مدى بشاعة أدوات العدوان وامتهانهم لكرامة وحقوق الإنسان، كما أنها تمثل وصمة عار في جبين المنظمات الحقوقية التي تتنصل عن القيام بمسؤوليتها تجاه ما يقوم به مرتزِقة العدوان.
تبقى معاناة المعتقلين والمختطفين في سجون مرتزِقة العدوان السعوديّ والإماراتي مُستمرّة ومتواصلة ولا تتوقف ما لم يتم وضع حَــدٍّ لهذه الفوضى الخلاقة.
المسيرة: محمد المطري